الصمت تواطؤ: كشف جرائم الحرب والإفلات من العقاب - ميليشيا الدعم السريع على سبيل المثال - دعوة للمُساءلة
*فظائع متواصلة:* يشهد السودان موجة من الإبادة الجماعية في دارفور وجرائم الحرب في مناطق مثل سنار وسنجة والجزيرة وكردفان والخرطوم، والتي ترتكبها ميليشيا الدعم السريع. *الأزمة الإنسانية:* نزح أكثر من 8 ملايين شخص داخليًا وفر أكثر من مليوني شخص إلى البلدان المجاورة بسبب عمليات القتل والاغتصاب وتدمير البنية التحتية. *التواطؤ الخارجي:* الإمارات متورطة في توريد الأسلحة والدعم المالي لميليشيا الدعم السريع، مما يؤدي إلى تفاقم الجرائم من خلال الاستيلاء على الذهب. *إستهداف الإنسان والبنية التحتية:* قامت الميليشيا الارهابية بتدمير المستشفيات والعيادات والخدمات الأساسية بشكل منهجي، مستخدمة التدوين المستمر مما تسبب في معاناة واسعة النطاق. *المساءلة الدولية:* يدعو المقال المحكمة الجنائية الدولية إلى تسريع تحقيقاتها في جرائم الحرب في السودان، كما يدعو مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى فرض عقوبات مستهدفة على مرتكبي الابادة الجماهير وجرائم الحرب والجهات المُسهلة لذلك. ودعوة اخرى الى عدم التستر على الجهات التي تمنح الغطاء للميليشيا سواء كان غطاءً سياسياً، دعم عسكري، او دبلوماسي للإفلات من المساءلة. *دعوة للعمل:* حث المجتمع الدولي، بما في ذلك حكومة المملكة المتحدة المنتخبة حديثًا، على زيادة المساعدات الإنسانية، ودعم المنظمات غير الحكومية، وتسهيل كل المسارات التي تعمل الى تحقيق العدالة للضحايا بالتوازي مع العمل لمساءلة ومحاسبة مرتكبي الجرائم لإنهاء دائرة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب في السودان.
يقف إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة في تضامن لا يتزعزع مع شعب السودان، الذي يجد نفسه مرة أخرى تحت رحمة الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب والابادة الجماعية. إن السبب الجذري لدوامة العنف هذه التي تبدو لا نهاية لها هو الافتقار الصارخ للمساءلة، مما سمح للجناة الاستمرار مع الإفلات من العقاب وإدامة المزيد من الفظائع. إن الموجة الحالية من الإبادة الجماعية في دارفور، وخاصة في الفاشر، إلى جانب جرائم الحرب في مناطق مثل سنار وسنجة والجزيرة وكردفان والخرطوم، تؤكد الحاجة الملحة إلى التدخل الدولي وتحقيق العدالة.
*نظرة قاتمة للأزمة الإنسانية*
يعيش السودان حالياً كارثة انسانية متفاقمة. وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، هناك أكثر من 8 ملايين نازح داخلياً داخل السودان، وفر أكثر من مليوني لاجئ سوداني إلى البلدان المجاورة بما في ذلك تشاد، جنوب السودان، مصر، ليبيا، إثيوبيا وإريتريا. وهذا النزوح هو نتيجة مباشرة للعنف المستهدف، بما في ذلك عمليات القتل الجماعي على أساس العرق، والعنف الجنسي المستخدم كسلاح، وتدمير البنية التحتية الحيوية. لقد أصبحت الفاشر، عاصمة إقليم دارفور، رمزاً قاتماً لموجة الإبادة الجماعية الجديدة. حيث تقوم ميليشيا الدعم السريع بالعديد من الجرائم التي تستهدف في المقام الاول المدنيين في مساكنهم، ومحالهم التجارية، حقوق الإنسان. وأدى ذلك لعمليات قتل جماعي وتهجير قسري وتدمير ممنهج للمستشفيات والعيادات وغيرها من الخدمات الأساسية. وقد وثقت هيومن رايتس ووتش هذه الفظائع، وسلطت الضوء على دور ميليشيا الدعم السريع في الاستهداف المتعمد للمدنيين واستخدام العنف الجنسي كأداة للحرب. وفي مناطق مثل سنار وسنجة والجزيرة وكردفان والخرطوم، فإن الوضع مأساوي. حيث شنت الميليشيا الارهابية، بالتعاون في كثير من الأحيان مع ميليشيات محلية، حملات عنيفة دمرت المجتمعات المحلية وأجبرت الآلاف على الفرار (١٤٠ الف في محور سنّار وسنجة). أفاد برنامج الأغذية العالمي أن الحرب المستمر أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي، حيث يعتمد ملايين الأشخاص الآن على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء. يعد الاستهداف المتعمد لقوافل المساعدات ومناطق التخزين جزءًا من تكتيك التجويع الواسع الذي تمارسه ميليشيا الدعم السريع ضد شعب السودان.
*دور الإمارات وتدفق الأسلحة*
لا يمكن التغاضي عن تواطؤ الجهات الفاعلة الخارجية في أزمة السودان. تم ربط دولة الإمارات العربية المتحدة بتوريد الأسلحة والدعم المالي لميليشيا الدعم السريع. كشفت تقارير من مختلف هيئات الرقابة الدولية عن وجود علاقة وطيدة بين تهريب الذهب وعمليات التسليح والنقل الوقود التي تقوم به الامارات ودعم ميليشيا الدعم السريع.
إحتكرت ميليشيا الدعم السريع عمليات التعدين بالسطو والسيطرة على جبل عامر ومناطق في شرق دارفور وولاية نهر النيل خلال الخمس سنوات الاخيرة، وإستخدمت العوائد الناتجة من عمليات تهريب الذهب من هذه العمليات لتمويل عملياتها. وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة من المتلقين الرئيسيين لهذا الذهب، حيث زودت ميليشيا الدعم السريع بالموارد اللازمة لمواصلة حملة الابادة الجماعية في دارفور وجرائم الحرب في باقي المناطق التي تشنها. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك حالات موثقة لشحنات أسلحة من الإمارات إلى الميليشيا الارهابية، مما زاد من تمكين التكتيكات الوحشية للجماعة شبه العسكرية. وسلط خبراء أمميون الضوء على دور الإمارات في تأجيج الصراع في السودان. وفي تقرير صادر عن فريق خبراء الأمم المتحدة المعني بالسودان، تم تحديد تدفق الأسلحة والدعم المالي إلى الدعم السريع من الإمارات العربية المتحدة كعامل حاسم في أعمال العنف المستمرة. ولا يؤدي هذا التواطؤ إلى إطالة أمد الصراع فحسب، بل يقوض أيضًا الجهود الدولية الرامية إلى محاسبة الجناة.
*التكلفة الإنسانية للإفلات من العقاب*
إن التكلفة البشرية لهذا الصراع لا تقدر بثمن. لقد تمزقت عائلات، ودُمرت مجتمعات، وفقد عدد لا يحصى من الأرواح. وقد ترك استخدام الاغتصاب كسلاح من أسلحة الحرب ندوباً نفسية عميقة لدى الناجيات، حيث نزح الكثير منهن من ديارهن ويعيشن الآن في ظروف مزرية في مخيمات النازحين واللاجئين دون الدعم النفسي اللازم. وقد تم استهداف مرافق الرعاية الصحية، وهي نادرة بالفعل في أجزاء كثيرة من السودان، وتدميرها بشكل منهجي من قبل ميليشيا الدعم السريع. وتهدف هذه الاستراتيجية المتعمدة إلى كسر إرادة الشعب من خلال حرمانه من الخدمات الأساسية. وقد أدى تدمير المستشفيات مثل مستشفى الفاشر الجنوبي، وعيادة إقرأ الصحية الخاصة، والمستشفى السعودي، ووحدة الولادة والعيادات، على سبيل المثال لا الحصر، إلى أزمة رعاية صحية حادة، حيث لم يتمكن الكثيرون من الوصول حتى إلى الرعاية الطبية الأساسية. كما تم استهداف شبكات الاتصالات ومحطات المياه والكهرباء، مما أدى إلى مزيد من الفوضى في المناطق المتضررة. وأصبح نهب ممتلكات المدنيين واحتلال منازلهم أمرًا شائعًا، حيث قامت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بإجراء تغييرات ديموغرافية لتعزيز سيطرتها.
*الدعوة إلى المساءلة*
ويعتقد إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة أن المساءلة هي حجر الزاوية في العدالة والسلام. ويجب على المجتمع الدولي ألا يغض الطرف عن الفظائع التي ترتكب في السودان. ومن الضروري محاسبة ميليشيا الدعم السريع وحلفائها على أفعالهم ومعالجة الأسباب الجذرية للحرب. وللمحكمة الجنائية الدولية دور حاسم تؤديه في هذا الصدد. ولابد من التعجيل بالتحقيق الذي تجريه المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في السودان، ويجب تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فرض عقوبات مستهدفة على الأفراد والكيانات التي تدعم هذه المجموعات، بما في ذلك المتواطئين في الإمارات في أعمال العنف المستمرة.
*اقتباسات من الشخصيات والمنظمات الدولية بشأن الحالة الكارثية في السودان*
تحدثت ميشيل باشيليت، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، بصوت عالٍ عن الحاجة إلى المساءلة في السودان. وشددت في بيان صدر مؤخراً على أن "دائرة الإفلات من العقاب يجب أن تنتهي إذا أردنا أن نرى السلام والعدالة الدائمين في السودان. ويجب محاسبة مرتكبي هذه الجرائم الشنيعة، بغض النظر عن مناصبهم أو انتماءاتهم". كما دعت هيومن رايتس ووتش إلى اتخاذ إجراءات فورية. وقال كينيث روث، المدير التنفيذي: "يجب على المجتمع الدولي الّا يقف مكتوف الأيدي بينما يعاني شعب السودان. نحن بحاجة إلى جهود متضافرة لضمان تقديم المسؤولين عن هذه الفظائع إلى العدالة. دور الجهات الخارجية، بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة، فيجب التحقيق في دعم قوات الدعم السريع ومعالجته". وسلّط ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، الضوء على الأثر الإنساني للصراع: "إن العنف المستمر في السودان يؤدي إلى تفاقم الوضع المتردي بالفعل. ويعتمد الملايين الآن على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء، كما أن تدمير البنية التحتية يزيد من تفاقم الوضع المزري. ومن الصعب تقديم الخدمات الأساسية في ظل الوضع الأمني الكارثي."
*دور اتحاد دارفور بالمملكة المتحدة والمنظمات السودانية الأخرى في جميع أنحاء العالم*
يدعو إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة ومع العديد من المنظمات السودانية الأخرى، يدعو إلى تحقيق العدالة والمساءلة لاجل شعب السودان. تواصل منظمتنا رفع مستوى الوعي حول الفظائع التي يتم ارتكابها والحاجة الملحة للتدخل الدولي. وندعو المجتمع الدولي إلى:
1. *دعم تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية:* الإسراع بتحقيقات المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في السودان، وضمان محاسبة المسؤولين عنها. 2. *فرض العقوبات:* يجب على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فرض عقوبات مستهدفة على الأفراد والكيانات التي تدعم ميليشيا الدعم السريع، بما في ذلك أولئك الموجودين في الإمارات العربية المتحدة والمتواطئين في الإبادة الجماعية وجرائم الحرب المستمرة. 3. *زيادة المساعدات الإنسانية:* يجب على المنظمات الدولية والدول المانحة زيادة المساعدات الإنسانية للسودان للمساعدة في تخفيف معاناة ملايين النازحين والمتضررين من الفظائع. 4. *دعم المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية:* تعزيز قدرة المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية العاملة على الأرض لتقديم الخدمات الأساسية والدعم للمجتمعات المتضررة داخل وخارج السودان.
*دعوة إلى إتخاذ إجراءات عاجلة*
الوضع في السودان هو تذكير صارخ بعواقب الإفلات من العقاب. ويجب على المجتمع الدولي الّا يغض الطرف عن معاناة الملايين. ويحث اتحاد دارفور بالمملكة المتحدة الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني على اتخاذ إجراءات حاسمة لإنهاء دائرة الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها. وكذلك وقف أية محادثات سرية جارية مع ميليشيا الدعم السريع. شعب السودان واضح بشأن مطالبه فيما يتعلق بالمساءلة القضائية والإفلات من العقاب الممنوح لدولة الإمارات العربية المتحدة بسبب المصالح المالية. لقد كانت وزارة الخارجية والتعاون الدولي البريطانية مرتبطة بكلتا هاتين النقطتين، ويجب أن يكون الاتجاه الحكومي الجديد في المملكة المتحدة بشأن تلك النقاط السلبية للغاية واضحًا. إن حياة البشر ينبغي، بل ويجب، أن تأتي في المقام الأول. إن المساءلة ليست مجرد ضرورة أخلاقية؛ فهى المفتاح لمستقبل يمكن لجميع السودانيين أن يعيشوا فيه بسلام وأمن. وسيظل إتحاد دارفور ملتزماً بهذه القضية وسيواصل الدفاع عن العدالة والمساءلة.
إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة
07-09-2024, 12:41 PM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51127
يجب أن تشمل التحقيقات والمساءلة قادة القوات المسلحة الذين أمروا ونفذوا القصف العشوائي بالطيران والذي أزهق الكثير من الأرواح ودمر المنازل والبنية التحية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة