تمر علينا الذكرى الخامسة لهبة 30 يونيو 2019م وبلادنا ترزح في غياهب الاستعمار الاماراتي الجنجويدي الذي أذاق الشعب الأمرين، بالإبادات الجماعية، والاغتصابات الجماعية، والنهب الجماعي الذي بدد مدخرات قطاعات كبيرة من الشعب السوداني. إن هبة 30 يونيو كانت درسا عظيما لمرتكبي مجزرة فض اعتصام القيادة العامة واعتصامات الولايات - درسا للكيزان الذين يجلسون على قمة كراسي الأجهزة الأمنية في قيادة الجيش الحالية، وقيادة مليشيا الدعم السريع، وقيادة جهاز الأمن والشرطة - الذين ظنوا أنهم بتلك الجريمة ضد الإنسانية، قد كسروا شوكة الشعب، وقضوا على ثورته؛ فكانت هبة الثلاثين من يونيو العظيمة التي اذهلتهم، وأدهشت شعوب العالم أجمع.
المواطنون الشرفاء: تهل علينا ذكرى 30 يونيو والشعب السوداني ينتفض مع قواته المسلحة لصد العدوان الإماراتي الجنجويدي، والذي كانت آخر هجماته على ولاية سنار، وحاضرتها مدينة سنجة الوادعة، التي حل بها الذعر مع الغزو الجنجويدي يوم أمس. إن توغل المليشيا داخل مدينة سنجة، يذكر بما حدث في مدينة ود مدني، ويكشف حجم التآمر الكبير على الشعب والجيش في قمة القيادة ممثلة في البرهان. وليس هذا بغريب فإن هذا البرهان هو نفسه الذي قوى المليشيا قانونيا وماديا وعسكرياً وسياسيا. وتزايدت أعدادهم في عهده، بعد سقوط المخلوع البشير، إلى أكثر من الضعف، وبرعايته شخصيا. إن التخلص من هذه القيادة العميلة، لهو شرط ضروري لهزيمة العدوان الإماراتي الجنجويدي والمؤامرة الكبرى على الشعب. إننا إذ نفضح قيادة الجيش المتآمرة، لن ننسى بسالات الجنود وضباط الصف وصغار الضباط وأواسطهم والمقاومة الشعبية، الذين سطروا بطولات نادرة في مدينة سنار الصامدة. إن البسالات، التي استلهمت بطولات أجداد السلطنة الزرقاء، ردت الجنجويد على أعقابهم وامنت روع المواطنين، وأعادتهم إلى ديارهم سالمين، ونرجو النصر للأبطال في سنجة.. سنَّارُ تسفَر فى نقاءِ الصحو ، جرحاً أزرقا، جبلاً ، إلهاً ، طائراً فهــداً ، حصاناِ ، أبيضاً ، رمحاً كتـــابْ رجعت طيور البحر فَجْرَاً من مسافات الغيابْ.
وفي فاشر السلطان لا يزال الجيش والقوة المشتركة، يلقنون المليشيا دروسا في الوطنية والثبات على الحق والدفاع عن الأرض والعرض، فألحقوا بالمرتزقة الهزيمة تلو الهزيمة، مستمدين قوتهم من روح السلطان علي دينار وذلك التاريخ الباذخ.
أيها الشعب المتكاتف: إن حرب العدوان الإماراتي الجنجويدي على الشعب السوداني ونهب المليشيا الممنهج لمخزون الإغاثة في مدني وغيرها، بل ونهب محاصيل المواطنين من بيوتهم، والحيلولة بين المواطنين والزراعة - فاقم المأساة الإنسانية غير المسبوقة، وزاد من وتيرة النزوح واللجوء. إن تضافر الجهود وثقافة تقاسم "النبقة"، هو الذي سيبقي السودانيين على قيد الحياة، ريثما ينجلي هذا الغزو المدمر.
أيها الشعب المنتج: ان انتصارنا في هذه الحرب الشعواء، لا يكون بالبندقية وحدها، وإنما أيضا بالطورية والسلوكة والكدنكة. فبعد أن أخرجت المليشيا الفوضوية دارفور والجزيرة من دائرة الانتاج الزراعي، يكون الرك في تامين غذاء السودانيين على ولاية القضارف، وغيرها من الولايات الآمنة نسبيا. إن إنجاح الموسم الزراعي بولاية القضارف يتطلب توجيه اكبر قدر ممكن من الموارد للمزارعين، وتمويل صغارهم المنتجين، وايقاف الفساد الذي لازم التمويل على مر السنوات. إن اي إفساد في هذه الظروف البالغة التعقيد، بتمويل الذين يتاجرون ولا يزرعون، لهو جريمة مضاعفة، لا تقل خطرا عن جرائم المليشيا التي تتلاعب بارواح الشعب.
مواطنو ونازحو الولاية: إن توفير مراكز ايواء إسعافية بديلة تحترم إنسانية النازحين، وتوفير معينات العيش لهم، من قبل السلطات والمنظمات العاملة في المجال، لهو واجب وضرورة. إذ أن إخلاء المدارس واستئناف العملية التعليمية، امر في غاية الأهمية، يعبّد الطريق للتلاميذ والطلاب، من ابناء الولاية والنازحين، لتلقي العلم والمعرفة. ويخفف قلق الأسر على مستقبل ابنائها، ويمنح الأمل بعودة السودان افضل مما مضى. ولكن استئناف التعليم يتطلب ان تضطلع السلطات بمسؤوليتها بصرف مرتبات المعلمين؛ وتهيئة البيئة المدرسية، خاصة وأن بعض المدارس التي كانت مشيدة سابقا بالمواد البلدية في بعض المحليات، مثل قلع النحل، تلاشت تماما.
أيها المواطنون الشرفاء: نناشد ضباط الجيش لوضع حد لهذه الفوضى، التي تصنعها قيادة الجيش العليا، بإزاحة المتآمرين على الوطن. ونجدد نداءنا للجماهير لتلتف حول جيشها وأن ينتظم القادرون على حمل السلاح في صفوف المقاومة الشعبية - تحت إشراف الجيش - حتى يتسنى لنا هزيمة هذه الميليشيا التي تشيع الفوضى اينما حلت. إن الانتصار المأمول يتطلب التخلص من بؤر الفساد في الجيش والمقاومة الشعبية التي تقدم مصالحها الضيقة على مصلحة الشعب والوطن؛ ويتطلب إبعاد كتائب البراء الدعائية، التي يستخدمها عملاء الإمارات لإضفاء مصداقية على ادعاء المليشيا بانها إنما تحارب الفلول.
أيها الشعب المعلم: إن هبة 30 يونيو أثبتت، بما لا يدع مجالاً للشك، أن الشعب السوداني غير قابل للانكسار . لذلك نقول للمشفقين على ثورة ديسمبر المجيدة جراء هذه الحرب، أن الشعب السوداني مستمرٌ في ثورته ولسان حاله يردد: مافي ماليشيا بتحكم دولة ومافي حرب بتوقف ثورة
الرحمة لشهداء ثورة ديسمبر وشهداء الجيش والمقاومة الشعبية وعاجل الشفاء للجرحى والعودة للمفقودين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
جعفر خضر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست