تقوم الميليشيات التي تمولها الإمارات العربية المتحدة (الدعم السريع) جرائم حرب في دارفور بالسودان، بما في ذلك قصف المناطق السكنية والمستشفيات والملاجئ. هذه الهجمات تستهدف المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال والمسنين، مما يؤدي إلى ضحايا جماعية وأزمة إنسانية في الفاشر، عموم دارفور، الجزيرة، الخرطوم وكردفان. الفاشر، الملاذ الآمن لمليون شخص، محاصرة حيث تعاني المستشفيات من امتلاء الأقسام بالجرحى والقتلى. يتم استهداف المنظمات الدولية، حيث قتل عامل في منظمة أطباء بلا حدود نتيجة القصف. يجب على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف العنف ومحاسبة الإمارات العربية المتحدة وقوات الدعم السريع ومنع حدوث إبادة جماعية كاملة.
المشروع الاستيطاني الذي تموله الإمارات في السودان عبر بوابة دارفور، والذي يبرر به قصف المناطق السكنية واستهداف المستشفيات ومراكز إيواء النازحين وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب المدنيين، هو مشروع إبادة جماعية كامل. يجب إيقافه فوراً، خصوصاً في الفاشر التي تمثل حالياً طوق حماية لمليون شخص. تسعى الإمارات، من خلال مخلب الدعم السريع، إلى إبادة هذا الشعب لتحقيق غايات ومصالح ونفوذ. والفاتورة هي موت الابرياء ودماؤهم التي تملأ مستشفى الفاشر في هذه الأيام، خصوصاً مستشفى الفاشر الجنوبي الذي استقبل المئات من الجرحى وايضاً والعشرات من القتلى من ضمنهم الاطفال، وذلك فقط بين 24 و25 مايو 2024. اضافة الى استهداف العاملين في المنظمات الدولية التي تعمل داخل المدينة في اجراء عصيبة وبامكانيات محدودة نسبة لقطع طريق الامداد بواسطة الدعم السريع، وقد تم قتل احد هؤلاء العمال الذي يعمل كمراقب لصيدلية اطباء بلا حدود من آثار التدوين الذي وقع على منزله وتم نقله للمستشفى الجنوبي حيث مات متاثراً بجراحه (المرجع 1).
على العالم أن يتخلى عن الشعارات الرنانة التي ساهمت بشكل مباشر في إطالة أمد جرائم الحرب ومنحت هذه المجموعة الإرهابية الضوء الأخضر لارتكاب أبشع الجرائم في حق إنسان السودان. يجب على العالم اتخاذ مواقف وأفعال واضحة تعمل على وقف آلات القتل - الدعم السريع - وتجريمها، وأيضاً تجريم الجهة التي تمولها وتسلحها (الإمارات)، وممارسة الضغط عليها لوقف استهداف المدنيين وقتلهم وتهجيرهم من الفاشر والقرى المجاورة، وأيضاً بقية المناطق المستهدفة في الفاشر. بدون ذلك، فإن العالم مقبل على كارثة إنسانية سيتحمل عواقبها.
أخيراً، يجب على المنظمات الحقوقية ربط الإرهاب وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، والأهم جريمة الإبادة الجماعية التي تحدث في السودان وفي دارفور على وجه الخصوص، بما يجري هذه الأيام في الفاشر، بالإمارات. ويجب أن يكون لهذا الربط أثر على العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، وكذلك على المساءلة القانونية. دون ذلك، سنبقى في حلقة مفرغة وخذلان للضحايا الذين يُقتلون بواسطة الدعم السريع يوماً بعد يوم.
الإجراءات العاجلة المطلوبة:
زيادة المساعدات الإنسانية: هناك حاجة ماسة لتخفيف معاناة سكان الفاشر ودارفور. يجب على المجتمع الدولي الضغط على هذه الميليشيا الإرهابية حتى تكون هناك ممرات آمنة واضحة لتوصيل المساعدات إلى المدينة. وقف تدفق الأسلحة: إن استمرار تسليح قوات الدعم السريع من قبل الإمارات العربية المتحدة هو عامل رئيسي يمكّنهم من ارتكاب الفظائع. ندعو المجتمع الدولي للضغط على الإمارات لوقف جميع أنشطة تسليح الدعم السريع التي تتم عبر شحنات جوية متعددة. محاسبة الجناة: نطالب بإجراء تحقيق شفاف ومستقل في جرائم الحرب التي أرتكبها ويرتكبها الدعم السريع في الفاشر وفي جميع أنحاء السودان (في كل من الجزيرة والخرطوم وكردفان). وتوقيف قيادة هذا التنظيم الارهابي الذي يعيش على ابادة الشعوب والتهجير القسري للسكان المحليين. حماية المدنيين: يجب على المجتمع الدولي اتخاذ تدابير ملموسة لضمان سلامة وحماية المدنيين في الفاشر وفي جميع أنحاء السودان. يتضمن ذلك نشر قوة حفظ سلام قوية وإنشاء ملاذات آمنة للنازحين.
الوقت للتحرك هو الآن:
يدعو إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة إلى المجتمع الدولي للتحرك الآن. لقد طال أمد معاناة شعب السودان بما فيه الكفاية. ويحث الجميع على رفع صوتكم والمطالبة بإنهاء معاناة الشعب المتمثلة في ابادته بواسطة هذا التنظيم الارهاب العنصري.
بالإضافة إلى ما سبق، إليكم بعض الإجراءات الإضافية التي يمكن اتخاذها:
الاتصال بممثليكم المحليين وحثهم على الضغط على حكوماتهم لاتخاذ إجراءات في السودان وحماية المدنيين وفك حصار الفاشر وادخال المساعدات الانسانية عبر ممرات آمنة. يوفر اتحاد دارفور قوالب يمكن الوصول إليها للمجتمعات مع نوابكم المحليين في المملكة المتحدة، أو ما يعادلهم في البلدان المماثلة (المرجع 2). زيادة الوعي بالأزمة المستمرة في دارفور عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل أخرى.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة