في تقريرها الأخير بعنوان "المساليت لن يعودوا إلى ديارهم"، تفصل هيومن رايتس ووتش تصعيدًا مروعًا للجرائم التي ارتكبها الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معه في عام 2023 (المرجع 1)، والتي استهدفت شعب المساليت في غرب دارفور. وأسفرت الهجمات عن مقتل آلاف المدنيين، ونزوح واسع النطاق، وتدمير البنية التحتية المدنية.
ولا يوثق هذا التقرير الفظائع الأخيرة فحسب، بل يستكشف أيضا السياق الأوسع لما تم دارفور. ويدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين ومحاسبة الجناة وتحقيق العدالة للضحايا. كما يشير التقرير إلى تورط الإمارات ويتهمها بتوفير الأسلحة والدعم المالي للدعم السريع.
وفيما يلي ملخص للتقرير وبعض الإجراءات المقترحة:-
1. ارتكب الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معه عمليات تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية في غرب دارفور في عام 2023، مما أدى إلى مقتل الآلاف ونزوح جماعي لسكان المساليت.
2. شملت أعمال العنف في الجنينة هجمات على عيادة طبية مؤقتة، وعمليات قتل عشوائي للمدنيين، واستهداف منهجي لسكان المساليت، وتدمير واسع النطاق للبنية التحتية المدنية.
3. استهدفت قوات الدعم السريع والميليشيات الأطباء والمحامين ونشطاء حقوق الإنسان، في أحياء المساليت ذات الأغلبية، وأدت إلى نزوح جماعي للسكان، خاصة بعد مقتل والي الولاية خميس أبكر.
4. وأسفرت الهجمات عن مقتل آلاف المدنيين، وكان من بين الضحايا نساء وأطفال وشيوخ، إلى جانب أنباء عن تعرضهم للتعذيب والاغتصاب والتهجير القسري.
5. تؤكد صور الأقمار الصناعية تدمير الأحياء التي تسكنها المساليت في الغالب، مما يمنع عودة السكان النازحين ويشير إلى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
6. وكانت الاستجابة الدولية للفظائع في حدها الأدنى، مع دعوات لنشر بعثة جديدة إلى دارفور، وفرض عقوبات على مرتكبي الجرائم، وزيادة المساعدات الإنسانية للاجئين.
7. بدأت تحقيقات منفصلة من قبل المحكمة الجنائية الدولية ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لمعالجة الانتهاكات المستمرة في دارفور، مع التركيز على محاسبة المسؤولين عن الجرائم.
8. أدى الحرب على انسان السودان في دارفور إلى أكثر من عقدين من العنف والتطهير العرقي والهجمات الموجهة ضد مجتمعات على اساس العرق، ولا سيما جماعات المساليت والفور والزغاوة.
9. يدعو التقرير إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين، والتحقيق مع المسؤولين عن الفظائع ومحاكمتهم، وزيادة المساعدات الإنسانية، وضمان العدالة والمساءلة لضحايا النزاع في دارفور.
المطالبة بالعمل: نداء من أجل العدالة والإنسانية ويدعو إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة بشكل لا لبس فيه إلى اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة من جانب المجتمع الدولي، بما في ذلك: زيادة المساعدات الإنسانية لدارفور والسودان وشرق تشاد عبر ميناء بورتسودان وميناء دوالا بالكاميرون. أقل ما يمكن قوله هو أن الوضع في شرق تشاد مأساوي. إن نقص الغذاء والإمدادات الطبية وتفشي الملاريا والأمراض المعدية يدفع الوضع نحو الكارثة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية. دعم المحكمة الجنائية الدولية في تحقيقاتها وملاحقة مرتكبي الجرائم في السودان. محاسبة قادة قوات الدعم السريع على الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ارتكبوها ضد أهل السودان، بما في ذلك محمد حمدان دقلو، وعبد الرحيم حمدان دقلو (المدرج على لائحة العقوبات من قبل وزارة الخزانة الأمريكية)، القوني حمدان دقلو، وعبد الرحمن جمعة بارك الله (تم إدراجه على قائمة العقوبات من قبل وزارة الخزانة الأمريكية). ايضاً يجب ان يطال التحقيق الامارات باعتبارها الجهة التي تمد الدعم السريع بالسلاح. ومن المهم أيضًا دعم المحكمة الجنائية الدولية في القضايا الجارية (عبد الرحمن كوشيب) وكذلك تقديم المتهمين من المحكمة الجنائية الدولية الذين ما زالوا طلقاء إلى العدالة (عمر البشير، وعبد الرحيم محمد حسين وأحمد هارون). توفير التفويض والدعم اللازم للقوات المشتركة المكونة من الأطراف الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، لتوسيع مناطق عملياتها وحماية المدنيين كما تقوم بذلك في الفاشر لمنع حدوث كارثة إنسانية لا مثيل لها، علماً ان هنالك هجمات مستمرة من الدعم السريع على المدينة. وايضاً دعمها لوجستياً لحماية طريق الامداد الانساني لجميع أنحاء البلاد. فرض عقوبات مستهدفة على الأفراد والكيانات المتورطة في ارتكاب الجرائم في دارفور واولها وعلى رأسها الدعم السريع وكل الميليشيات المتحالفة معها. إعادة تفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة للسماح لمجلس الأمن باتخاذ إجراءات أكثر قوة لوقف العنف في دارفور وإرسال رسالة واضحة مفادها أن المجتمع الدولي لن يتسامح مع استمرار الإفلات من العقاب على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في دارفور.
يؤكد إتحاد دارفور على أهمية أتِّباع نهج شامل وشفاف في معالجة الأزمة في السودان، ويحث على المساءلة وبذل جهود حقيقية لإعطاء الأولوية لحماية الشعب السوداني قبل كل شيء.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة