*المتحدثة الاقليمية باسم الخارجية الامريكية ذكرت ان العقوبات على عبدالرحيم جاءت بسبب الانتهاكات الفظيعة في دارفور واستخدام العنف الجنسي والاغتصابات من قبل الدعم السريع ضد المدنيين*
* ضرورة التحقيق في الشبكة المالية التي يديرها دقلو للربط بالرشاوى التي يدفعها لشراء الولاء السياسي داخل السودان وخارجه لتبييض جرائم الحرب التي تقوم بها مليشياته*
*يجب استخدام أي أصول/أموال تجميدها من هذه المنظمة الإرهابية (RSF) لمساعدة النازحين واللاجئين*
*يناقش هذا المقال أيضًا المستند رقم 5، وهو فيديو تم تداوله مؤخراً يوضح التمثيل بجثمان الراحل خميس عبدالله أبكر بواسطة قوات الدعم السريع والجنجويد وعائلاتهم*
*آخر الأخبار من نيالا بخصوص القصف بين المجموعتين المتحاربتين أدى إلى نزوح 120 ألف شخص. وصل جزء منهم الى الفاشر سيراً على الأقدام*
رحب إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة بالعقوبات الأمريكية على نائب قائد قوات الدعم السريع ك عبد الرحيم حمدان دقلو. وقال الإتحاد في بيان إن العقوبات كانت "خطوة مرحب بها" وأنها "تبعث برسالة قوية مفادها أن المجتمع الدولي لن يتسامح مع الإفلات من العقاب على انتهاكات حقوق الإنسان". أعلنت المبعوثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، خلال رحلة إلى حدود تشاد مع السودان يوم الأربعاء ٦ سبتمبر ٢٠٢٣ (المرجع 1)، أن "الولايات المتحدة تتخذ إجراءات لمحاسبة الجهات الفاعلة التي تقوم بجرائم في السودان". وكانت السفيرة توماس جرينفيلد في زيارة للاجئين السودانيين في شرق تشاد، حيث كانت تجتمع مع الذين فروا من العنف العرقي والجنسي المتفاقم في منطقة دارفور بالسودان، أعلنت انها ستعمل مع منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وأنها سترسل فريقًا من الخبراء للتحقيق المتعلق بالوضع المزري والجرائم الواقعة على المدنيين. واضافت ان العنف "يذكرنا" بالفظائع التي وقعت في دارفور قبل 20 عامًا، والتي أعلنتها الولايات المتحدة إبادة جماعية (المرجع 2). وذكرت أن الولايات المتحدة ملتزمة بتقديم 163 مليون دولار إضافية لمساعدة اللاجئين.
وفي ذات السياق ذكرت هديل غريط - المتحدثة الاقليمية باسم الخارجية الامريكية ان العقوبات على عبدالرحيم سببها تقارير وادلة بخصوص الانتهاكات الفظيعة في دارفور واستخدام العنف الجنسي والاغتصابات من قبل الدعم السريع ضد المدنيين. وتضمنت العقوبات فرض قيود على تأشيرة الدخول لعبد الرحمن جمعة باراك الله، قائد قوات الدعم السريع في غرب دارفور والمشتبه به الرئيسي في مقتل والي غرب دارفور خميس عبد الله ابكر.
كما دعا الاتحاد الولايات المتحدة إلى "متابعة أموال قوات الدعم السريع" و"استهداف الأفراد والكيانات الأخرى المسؤولة عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في دارفور". جدير بالذكر أن هذه العقوبات الأخيرة التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على عبد الرحيم دقلو هي امتداد للعقوبات التي صدرت في يوليو 2023 (المرجع 3). واستهدفت العقوبات السابقة ثلاث شركات سودانية وشركة إماراتية واحدة مملوكة للقطاع الخاص تعمل على تقويض وزعزعة استقرار التحول الديمقراطي في السودان.
قوات الدعم السريع هي قوة شبه عسكرية قامت بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان في دارفور، بما في ذلك قتل المدنيين، والقتل على اساس العرقي، واستخدام العنف الجنسي والاغتصابات الممنهجة (المرجع 4). العقوبات المفروضة على دقلو هي الأولى التي تفرضها الولايات المتحدة ضد فرد من قوات الدعم السريع.
ويشكل بيان اتحاد دارفور إشارة إلى أن المجتمع الدولي بدء يتخذ نهجا أكثر جدية تجاه قضية انتهاكات حقوق الإنسان في دارفور على الرغم من بطء التنفيذ وتضارب مصالح الدول الكبرى التي تفوض ملف العدالة. إن العقوبات المفروضة على دقلو هي خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن لا بد من بذل المزيد من الجهود لتقديم المسؤولين عن هذه الانتهاكات إلى العدالة. كما أن دعوة الإتحاد إلى "متابعة أموال قوات الدعم السريع" هي أيضًا دعوة مهمة. ويُعتقد أن قوات الدعم السريع متورطة في عدد من الأعمال، بما في ذلك تعدين الذهب وتهريب الأسلحة. ومن خلال استهداف هذه الشركات، يمكن للمجتمع الدولي الضغط على قوات الدعم السريع وقادتها لإنهاء انتهاكاتهم ومن ثّم محاصرتهم.
ومن المهم الإشارة إلى أن العقوبات الأمريكية الأخيرة على قوات الدعم السريع هي مجرد خطوة أولى نحو فضح الجهات الفاعلة التي تدعم قوات الدعم السريع في حملة جرائم الحرب التي تشنها ضد السكان في دارفور. وهذه الجهات مسؤولة بشكل مباشر عن إمداد قوات الدعم السريع بالأسلحة والمدفعية الثقيلة، فضلاً عن شراء الذهب الذي ينهب من دارفور كل يوم. ويجب على المجتمع الدولي أن يعمل بشكل وثيق للتحقيق في اتصالات قوات الدعم السريع جهات في كل من ليبيا والإمارات العربية المتحدة من أجل تحديد الشركات والمؤسسات التي تساعد هذه المنظمة الإرهابية.
*فيديو دليل آخر على التمثيل بجثمان خميس عبدالله أبكر*
وأصدر إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة بياناً في 28 أغسطس 2023 بعنوان "فيديوهات مروعة تظهر التمثيل بجثمان المرحوم خميس عبد الله أبكر والي غرب دارفور الذي قتلته قوات الدعم السريع (المرجع 5)". وتضمن البيان وصفًا مكتوبًا لأربعة مقاطع فيديو (مستندات أ إلى د). بالإضافة إلى مقاطع الفيديو هذه، ظهر مؤخرًا مقطع فيديو خامس. وفيما يلي وصف مكتوب لهذا الفيديو:
* المستند هـ:- يعد هذا الفيديو الأكثر وحشية وهمجية من بين المستندات المتداولة. ويظهر في الفيديو جثمان والي غرب دارفور، خميس عبد الله أبكر، وقد مُثِّل به، ويتم جره على الأرض. ساقيه المكسورتان مربوطتان بحبل. ويحيط بالجسد حشد من الرجال والأطفال والنساء، جميعهم في صورة احتفال وابتهاج بمقتل الوالي والتمثيل بجثته. ومنهم من يرمي الحجارة على الجثمان. ثم تلى ذلك تعليق الجسد على فرع شجرة باستخدام الحبل المقيدة به ويقوم الحشد باستخدام المزيد من اساليب التمثيل بالجثة باستخدام الحجارة والسياط . يحمل هذا المستند في طياته واحد من أفظع الجرائم التي شهدناها في تاريخنا الحديث. ويعتقد أن الأطفال والنساء الذين يظهرون في الفيديو هم عائلات وأقارب الجنجويد وقوات الدعم السريع في غرب دارفور. الجدير بالذكر انه قد تم تداول هذا المقطع في 6 سبتمبر 2023 على مواقع التواصل الإجتماعي، ويُعتقد أنه تم تسجيله في 14 يونيو 2023. ومن المرجح ان المجموعات التي قامت بهذا الجريمة، قوات الدعم السريع ومليشيات الجنجويد الموالية لها، تمتلك هذه المستندات وهي نفسها تقوم ببثها واحد تلو الاخر من اجل الترويع حيث انهم يتمتعون بحصانة وغطاء سياسي توفران لهم الضوء الاخضر لارتكاب المزيد من الجرائم دون التفكير في اي محاسبة.
*آخر أخبار نيالا*
أجبرت الجولة الأخيرة من القتال العنيف في نيالا، عاصمة جنوب دارفور، ما يقدر بنحو مائة وعشرين ألف شخص على الفرار من منازلهم. ويستمر القتال بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية منذ أشهر، لكنه اشتد عنف القصف في الأسابيع الأخيرة. وتسبب قصف المناطق السكنية في حدوث أضرار واسعة النطاق ونزوح. وقد لجأ العديد من الأشخاص إلى مناطق واقعة على أطراف المدينة، حيث يعيشون في ظروف مزرية. ويفتقرون إلى إمكانية الحصول على الغذاء والماء والمأوى. كما وردت تقارير عن العنف الجنسي ضد النساء والفتيات. وقد اتُهمت قوات الدعم السريع بارتكاب عدد من انتهاكات حقوق الإنسان في نيالا. وبالإضافة إلى قصف المناطق السكنية، أيضًا تنفيذ عمليات اغتيال استهدفت مدنيين، بما في ذلك المعلمين، محامين، ناشطين حقوقيين وصحفيين (المرجع 6).
وأدان المجتمع الدولي أعمال العنف في نيالا ودعا إلى إنهاء القتال. ومع ذلك، لا تظهر في الافق أي علامات على توقف هذا القتال. ولا يزال شعب دارفور يعاني، والوضع يزداد سوءا. وصل عدد من النازحين الى مدينة الفاشر مشيا على الاقدام في رحلة شاقة مسافتها تقارب المئتان كيلومترًا.
*على المجتمع الدولي، المسؤولية المباشرة والتباطؤ في إتخاذ القرار*
عليه من الضروري ان يقدم المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية الكبرى على اتخاذ المزيد من الإجراءات لمساعدة شعب دارفور واللاجئين. وفيما يلي الإجراءات المحددة التي أبرزها الاتحاد في بياناته الأخيرة:
* حماية المدنيين من مليشيات الجنجويد في دارفور. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال تمكين القوات المشتركة الحالية المكونة من الموقعين على اتفاق السلام ومنحها تفويضاً واضحًا وكذلك جميع الوسائل لزيادة أعدادها وتواجدها في المناطق المنكوبة. * زيادة المساعدات الإنسانية لدارفور وشرق تشاد وأدري عبر طريقي بورتسودان وأيضا ميناء دوالا بالكاميرون. وينبغي أن تكون هذه المساعدة في شكل توفير الغذاء والماء والمأوى والرعاية الصحية. لقد ظل المجتمع الدولي متباطئا في الاستجابة لهذه الكارثة الإنسانية. وينبغي لدول مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا، بالإضافة إلى المنظمات الدولية كمنظمة أوكسفام ومنظمة إنقاذ الطفولة، أن تجعل هذه القضية أولوية لأن حجم المشكلة يتزايد يوما بعد يوم. وقال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، إن “الحرب والجوع يهددان بـ”استهلاك” السودان حيث يتعرض مئات الآلاف من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية لخطر الموت؛ خاصة في دارفور”. * تقديم المزيد من الدعم للمحكمة الجنائية الدولية لمواصلة تحقيقاتها الجديدة فيما يتعلق بجرائم الحرب الماضية والجديدة في دارفور. * الضغط على المجموعات المقاتلة لوقف القصف على مناطق المدنيين وكذلك الضغط على قوات الدعم السريع للخروج من الأحياء المحتلة في مختلف المدن وبشكل فوري. * محاسبة قيادات الدعم السريع على كافة الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ارتكبوها ضد المدنيين في دارفور. وينبغي أن يشمل ذلك محمد حمدان دقلو، وعبد الرحيم حمدان دقلو، والقوني حمدان دقلو (المدير المالي لقوات الدعم السريع)، وعبد الرحمن جمعة بارك الله قائد قوات الدعم السريع بغرب دارفور. ومن المهم أيضًا دعم المحكمة الجنائية الدولية في القضايا الجارية (عبد الرحمن كوشيب، المرجع 7) وكذلك تقديم متهمي المحكمة الجنائية الدولية الذين ما زالوا طلقاء إلى العدالة (عمر البشير (المرجع 8)، عبد الرحيم محمد حسين (المرجع). 9) وأحمد هارون (المرجع 10)). * يتعين على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يتحرك الآن لوقف العنف في دارفور وايضاً العمل على تفعيل الفصل السابع والذي من خلاله سيبعث رسالة واضحة مفادها أن المجتمع الدولي لن يتسامح على استمرار الإفلات من العقاب على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في دارفور.
ويعتقد الاتحاد أن هذه الإجراءات ضرورية لإنهاء جرائم الحرب في دارفور وحماية السكان المدنيين. دون ذلك، فان نذر المجاعة اولاً والابادة الجماعية واسعة النطاق ستكونان نتائج تحمية لتباطؤ وتخاذل بعض القوى في المجتمع الدولي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
اخبار سودانيزاونلاين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست