قال رئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر الدقير، إن جهاز المخابرات منع خلال الأيام الماضية بعض منظمات المجتمع المدني من إقامة ورش عمل وندوات في صالات فنادق بالخرطوم، دون إبداء أية أسباب.
وأشار الدقير خلال تغريدة على صفحته بالفيس بوك إلى استمرار الأمن في اعتقال العشرات، تعسفياً، بسجون سلطة الانقلاب، بسبب انخراطهم في فعاليات المقاومة السلمية خلال الأشهر الماضية.
وكانت مجموعة “محامو الطوارئ” الحقوقية الطوعية المدافعة عن المعتقلين السياسيين، كشفت أن الأجهزة الأمنية ما زالت تواصل عمليات الاعتقال التعسفي للثوار، حيث اعتقلت 22 ثائرا بحي الديم و 3 ثوار بمحلية أمبدة ،في أعقاب وقفة احتجاجية، و 8 ثوار بمدينة ود مدني، بالإضافة لاستمرار الملاحقات والمداهمات بمناطق متفرقة بالخرطوم.
وقال الدقير: “مع أن هذه الانتهاكات تستند على أمر الطوارئ الصادر، أواخر ديسمبر الماضي، والذي منح جهاز المخابرات صلاحيات الاعتقال والتفتيش ومنع أي تجمع – دون تفويض قضائي – مع وجود حصانة تمنع المساءلة على خلفية ممارسة هذه الصلاحيات، فإنها تستند – قبل ذلك – على طبيعة سلطة الانقلاب المولودة من رَحَمٍ استبدادية، ولا تستطيع الحياة دون حبل سُرّةٍ يربطها بالاستبداد تفكيراً وممارسة.”
وأكد أنه “مهما بدا حبل السُّرّة الاستبدادي، الذي تعيش عليه سلطة الانقلاب طويلاً ومتيناً، فهو – أمام إرادة قوى الثورة الموحدة – قصيرٌ مثل حبل الكذب وواهٍ مثل خيط العنكبوت”.
وحذرت مجموعة “محامو الطواريء” الجهات الأمنية من توجيه تهم القصد منها كسر شوكة الثوار،وتابعت: “نعلمكم بأن أبناء الشعب الشرفاء ليسوا صيدا سهلا ولن تنطلي حيلة التهم الملفقة أو تمر دون حساب.. ما زال مسلسل الاعتقالات مستمرا حتى كتابة هذا التقرير حيث تم اعتقال مجموعات من الثوار من في حي الديوم وحي بري ومناطق متفرقة من الخرطوم”.
وتردت أوضاع الحريات العامة في السودان، بعد انقلاب 25 أكتوبر، إلى أسوأ ما كان يتوقعه السودانيون بعد أن أسقطوا نظام المخلوع عمر البشير، وفتحوا أبواب الأحلام نحو دولة “الحرية والسلام والعدالة”.
وكان قائد الانقلاب الفريق عبد الفتاح البرهان، قد أصدر في يناير الماضي، أمر طوارئ أعاد بموجبه سلطات عناصر جهاز المخابرات العامة التي كانوا يتمتعون بها في عهد البشير. كما منح القوات العسكرية المنفذة للطوارئ حصانة كاملة من المساءلة والمحاسبة حول أي جرائم قد ترتكبها أثناء تصديها بالعنف المفرط للمتظاهرين، وهذا ما شجعها على التوسع في الانتهاكات العنيفة ضد المحتجين حتى وصل عدد الشهداء إلى (95)، فضلاً عن سقوط آلاف الجرحى، إلى جانب اعتقال المئات بينهم (23) طفلاً، بحسب مراقبين قانونيين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة