قد ظللنا نحن أبناء قبيلة كادوقلي نتابع عن كثب ما يدور في المدينة من أحداث منذ تعيين الدكتور حامد البشير ابراهيم والياً لجنوب كردفان خلفاً للوالي العسكري السابق. وهذا التعيين الذي عارضناه منذ الوهلة الأولى لأسباب نراها منطقية باعتبار أن الوالي المعين ينتمي إلى حزب الأمة المعروف لدى الجميع بأنه من زرع بذور الفتنة في المنطقةبتسليحه لقبائل البقارة في جنوب كردفان بل و شارك في الأبادة الجماعية لإثنية النوبة التي حدثت في المنطقة منذ أواخر ثمنينات القرن الماضي. و عارضنا تعيين هذا الوالي أيضاً لأن ظرف تعيينه لم يكن مناسباً إذ كانت المدينة تعج بالانفلاتات الأمنية و النزاعات التي كثيراً ما أخذت الطابع القبلي بين النوبة والبقارة مما أدى إلى قتل و تشريد أعدادكبيرة من المواطنين الأبرياء غالبيتهم من إثنية النوبة. و قد أدت تلك الأحداث لإنعقاد مؤتمر وقف العدائيات الذي جرت مراسيم التوقيع عليه في العاصمة الخرطوم وسط حضورمشرف لقيادات الحكومة الانتقالية و صادفت تعيين الوالي نفسه. فليس من الحكمة و المنطق أن تقوم الحكومة الانتقالية بتعيين والي الولاية ساهم حزبه في تسليخ المواطنين وتكوين المليشيات على أساس عرقي، أذ انه كيف لهذا الوالي ان يكون حياديا في سعيه لحل النزاع ؟ ألم يكن من الاجدر تعيين والي يتمتع بالحياد حتى يتسنى له معالجة الاوضاع في ولاية ما زالت تعاني من ويلات الحرب الاهلية ومرارة النزاعات القبلية . رغم كل هذه المخاوف المبررة و في ظل نظام جديد جعل من الحرية و السلام و العدالة شعاراً إلا أن حكومة المركز أصرت على فرض هذا التعيين فرضاً على أهالي جنوب كردفان رغم الاحتجاجات والمظاهرات المناوئة لهذا التعيين التي قام بها أبناء الولاية في كل من الخرطوم وحاضرة الولاية كادقلي الا أن تلك الاحتجاجات لم تجد أذانا صاغية من قبل المركز وتمضي الايام لتثبت مجريات الاحداث في الولاية حقيقة مخاوف ما تنبانا به. فمنذ أن تولى هذا الوالي أمر الولاية لم يطرأ أي تغيير على الوضع الأمني، فما زالت التفلتات الأمنية تمسك بتلابيب المدينة حتى بات المواطن لا يأمن على حياته و هو في عقرداره كما أن الإغتيالات على أساس عرقي ما زالت متفشية داخل و في أطراف المدينة دون أن يتم القبض على الجناة و تقديمهم للمحاكمات. كما أن إتفاق وقف العدائيات الذيحضر الوالي مراسيم التوقيع عليه بالخرطوم قد ذهب أدراج الرياح و لم ينفذ أي بند من بنوده إلى يومنا هذا، بل سعى الوالي إلى بث بذورالفرقة و الشتات بين أعضاء اللجنة . كل هذه الأحداث لا يمكن لها أن تتم إلا بمباركة الوالي إن لم يكن بتوجيه مباشر منه الهدف منه لشق الصف و التملص من تنفيذ بنود الإتفاق. و في ظل تواصل مسلسل الاغتيالات على أساس عرقي في الجزء الشمالي من المدينة قام السكان المحليون في ذلك الجزء من المدينة بإغلاق الشارع الذي يربط بين كادوقلي والدلنج عدة مرات احتجاجاً على إطلاق النار على مواطنين عزل من قبل المتفلتين و في كل مرة تقدم وعود للمحتجين بالقبض على الجناة و تقديمهم للمحاكمة إلا أنها كانت وعوداًكاذبة الهدف منها امتصاص غضب الجماهير و هذا غيض من فيض مما يحدث من إنفلاتات أمنية في ظل هذا الوالي الذي لم تجد منه الولاية سوى التصريحات المنمقة و الوعودالبراقة التي لا وجود لها في أرض الواقع. إضافة إلى الوعود إلا أن معالجات الوالي لما يحدث في المدينة يعوزها الكثير من الحكمة و لا تخلو من انحيازه الفاضح لإثنيته و هذه من المخاوف التي أبديناها عند تعيينه والياً.وقبل فترة قصيرةحدث نزاع حول حفر صهريج للماء في منطقة الشعير بين السكان المحليين من أثنية النوبة والرعاة من أثنية البقارة فتدخل الوالي لحل النزاع وقرر حفر صهريج للرعاة في الارض التي تخص السكان المحليين الا أن أصخاب الارض رفضوا بحجة أن الارض ملك لهم ومسجلة لدى السلطات باسم أراضي الغتربين من أبناء المنطقة وأقترحوا حلا للمشكلة أن يخفر الصهريج في الارض التي تحص الرحل ولكن الوالي لم يستمع الى ممثلي الادارة الاهلية من العمد والمشايح بل أمر بل أمرا بارسال قوة من الجيش مدججة بالسلاح قوامها 18 عربة مدرعة وقامت بطرد المواطنيين العزل وتم حفر الدونكي بقوة السلاخ. و هذا تصرف غير مسؤول من الوالي و سلوك بربري يعودبالذاكرة إلى عهد الجبروت و طغاة الإنقاذ. ألم يكن الأجدر بالوالي أن يستخدم هذه العربات المدرعة ذات الدفع الرباعي في حفظ المدينة من المتفلتين الذين يروعون المواطنين ليلاًبالتعدي عليهم و نهب ممتلكاتهم تحت تهديد السلاح؟ و كيف يمكن حفر صهريج للرعاة في أرض بها مزارع و جنائن دون موافقة أحد الطرفين؟ و هذا التصرف عبارة عن قنبلةموقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة. إن هذا الوالي بتصرفه الذي يفتقر إلى الحكمة و المنطق إنما يصب مزيداً من الزيت على نار الفتنة المشتعلة أصلاً و عقب الأحداث المتكررةبين الرعاة و المزراعين في الولاية. إننا كأبناء لقبيلة كادوقلي نشأنا و ترعرنا في هذه المدينة الوادعة المسالمة التي تعتبر سوداناً مصغراً تصاهرت فيها كل الإثنيات و تعايش الجميع في أمن و سلام دونتمييزعرقي أو ديني. و لكن الآن قد تغير الحال تماماً. تحدث في المدينة تفلتتات أمنية وصلت إلى مرحلة الاغتيالات على أساس عرقي و صارت المدينة مرتعاً للعصابات المسلحةحتى صار إنسان المدينة غير آمن في عقر داره و أن الأوضاع لم تتغير حتى بعد تعيين هذا الوالي الجديد بل أن الوضع ازداد سوءاً إلى درجة أننا أصبحنا نخشى على تمزقالنسيج الأجتماعي المهتريء أصلاً نتيجة سياسات نظام الإنقاذ العنصري البغيض. و كنا قد تفاءلنا كثيراً عند مجيئ ثورة ديسمبر المجيدة و هي تحمل تباشير السلام و شعاراتالحرية و العدالة أن ينصلح الحال و لكن هيهات ... لقد ظل الأمر كما هو عليه و إن لم يكن قد ازداد سوءاً. و عليه نلتمس نحن أبناء كادوقلي من الحكومة المركزية أن تعمل علىتعيين والٍي جديد لهذه الولاية المنكوبة له المقدرة على تضميد جراح الولاية و يعمل على إرساء دعائم السلام المرتقب و أن يكون محايداً في التعامل مع قضايا المنطقة و أن يكون له دراية كافية بطبيعة المنطقة و أن يكون تعيينه بعيداً من المحاصصة الحزبية حتى لا يبنى سياساته على أجندة سياسية لا تخدم قضايا المنطقة و الإقليم. نحن ابناء قبيلة كادقلي ندين ونستنكر قيام حكومة ولاية جنوب كردفان باعتقال عمدة قبيلة كادقلي / مرتا اسماعيل مالك واحد شيوخ قبيلة كادقلي / مرتا الشيخ رمضان كبسوراثر حادث وقع في الطريق العام الذي يربط كادقلي الدلنج الأبيض وتم فيه حرق وابور زراعي وإلحاق الأداء بركابه من قبل مجهولين لم ينتموا لقبيلة كادقلي/ مرتا. وعلى اثر ذلك قامت قوة من الأجهزة الأمنية تتكون من ستة(6) سيارات دفع رباعي محملة بالجنود دخلت الى حي مرتا بطريقة أستفزازية أرهبت المواطنين وقامت باعتقال المزكورين أعلاهم واقتيادهم لقسم الشرطة دون بينة ثابتة لمشارهم او مشاركة مواطنيهم في الحادثة غير ان الحادثة وقعت في الحدود الادارية لمنطقتهم مرتا.. فاذا كانت الحكومة تعمل بهذا المنطق فلماذا لم يعتقل الوالي وحكومته اثر الاحداث التي تقع بشكل دوري في مدينة كادقلي وراح ضحيتها أناس امنين في منازلهم. نحن ابناء قبيلة كادقلي يشهد لنا التاريخ القديم والحديث بصفحة ناصعة بيضاء من اَي جريمة قتل او اعتداء وتجد ارضنا دوماً موطناً ومأوى لكل منكوب ومتسامحين حتى في الاعتداءات المتكررة التي طالت بني جلدتنا، ولكن بعد ان طفح الكيل نحن مع سيادة القانون ولكن نرفض سياسة الكيل بمكيالين في مثل هذه الاحداث. نحمل حكومة الولاية ولجنتها الأمنية مسوءلية كل التفلتات التي حدثت وتحدث الان ولاحقاً في ظل انعدم وعدم السيطرة على امن المواطنيين . اللهم هل بلغنا فاشهد
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
بيانات سودانيزاونلاين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست