فجعت الأوساط الدبلوماسية والسياسية، برحيل رائد الدبلوماسية، وحادي ركبها، وفارس الكلمة والقلم، د. منصور خالد، الذي غادر هذه الفانية بعد صراع مع المرض، فأسلم الروح إلى بارئها بعد أن أدى أمانة الرسالة سفيرا ودبلوماسيا في مختلف المحافل الدولية والإقليمية، منافحا ومدافعا عن مصالح بلده الذي أحبه، وكرس له حياته في انضباط صارم لا يعرف المهادنة والتراجع، فكان بحق رسولا حمل أمانة التكليف، فأدى ما عليه من دين وواجب نحو وطنه كما ينبغي ويجب.
رحل مروض الكلمة وماسك لجامها من غير شطط أو تجني على من يخالفونه الرأي، فبدأ بنفسه ناقدا وقاسيا عليها فيما يراه تقصيرا وفشلا بحق بلده، قبل تحميل غيره من النخب السياسية إلى ما آل إليه حال البلد، فترك لنا إرثا من نقد الذات والاعتراف بالخطأ في الحق العام في شجاعة افتقدها غيره ممن تولوا قيادة البلاد وتصدوا لإدارة شئون العباد.
والجبهة السودانية للتغيير، إذ تنعي منصورا، إنما تنعي فيه طيب معشره ودماثة خلقه وتجرده وحبه لوطنه الذي كان يطمح ويحلم في ان يراه برازيل افريقيا، رحل عنا نظيف اليد، ولم يأخذ من بلاده شيئا، ولكنه ترك لأبنائها كل شيء، فكان إرثه الذي تركه هو الكلمة والقلم، فعهدنا له أن نحقق حلمه في أن يكون السودان كما نحلم به جميعا.
الا رحم الله د. منصور خالد رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته بقدر ما قدم لوطنه وشعبه من خدمات جليلة، وأن يلهم اهله الصبر والسلوان، ولا نقول إلا ما يرضي الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون. صدق الله العظيم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
بيانات سودانيزاونلاين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست