بمزيج من الحزن والآسى، تنعي المنظمة العربية لحقوق الإنسان المرحوم الأستاذ "فاروق أبو عيسى" أحد أبرز روادها الذين شاركوا في تأسيسها في العام 1983، والذي وافته المنية نهار اليوم. وكان الراحل الكبير أحد أعلام المحاماة ورجالات القانون والمدافعين عن حقوق الإنسان في السودان والوطن العربي، كما كان واحداً من أبرز المناضلين السياسيين في تاريخ السودان الحديث والمعاصر. ولد الراحل الكبير في مدينة ود مدني بالسودان في العام 1933، وانضم مبكراً للحركة الوطنية ضد الاستعمار الإنجليزي، وتقلد مواقع قيادية في الأحزاب اليسارية. وارتبطت مسيرته في مهنة المحاماة بالدفاع عن حقوق الإنسان وتبني قضايا الرأي، وكان نقابياً رائداً، وتولى اتحاد المحامين العرب وعدد من المواقع القيادية في الروابط العالمية للمحاماة. انتخب أميناً عاماً لاتحاد لمحامين العرب، والذي تقلد في عهده موقع القيادة في الدفاع عن حقوق الإنسان عربياً، وحمل هموم القضايا العربية الكبرى على الصعيد العالمي. وأسهم في تأسيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في العام 1983 لتكون قاطرة لتدشين ونشأة حركة حقوق الإنسان في الوطن العربي، واستضاف المنظمة في مرحلتها الأولى في مقر الاتحاد بالقاهرة، وتولى العديد من المواقع القيادية في مجلس أمناء المنظمة ولجنتها التنفيذية بين عامي 1983 و2004، وترأس العديد من اللجان العربية المشتركة لدعم حقوق الشعب الفلسطيني وملاحقة مرتكبي جرائم الحرب الإسرائيليين. دفع ضريبة نضاله في مختلف المراحل بالاعتقال لفترات مطولة في سجون الاحتلال وسجون الحكومات الديكتاتورية التي مرت على السودان، ولم يتردد وهو في سن السابعة وسبعين عاماً من التوقيع على ميثاق الإصلاح في أديس أبابا، وعاد بإرادته الحرة مع رفيق كفاحه الراحل الدكتور "أمين مكي مدني" إلى السودان رغم علمهما بمخاطر اعتقالهما، واعتقلهما نظام الرئيس المخلوع "عمر البشير" لقرابة 106 يوماً في غياهب السجون، ولم يقبلا بتقديم أي تنازل. ودع الراحل الكبير بلاده بعد أن انتصرت إرداة التحرر فيها من خلال ثورة ديسمبر 2018 التي أطاحت بنظام "البشير" الذي حكم السودان لقرابة الثلاثين عاماً. وإذ تتقدم المنظمة بأحر التعازي لأسرته وزملائه وتلاميذه ومحبيه وجموع الشعب السوداني والمحامين والحقوقيين العرب، فإنها تدعو الله أن يتغمد روحه الطاهرة بواسع رحمته. * * *
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة