الأستاذ عبدالرحمن الأمين يجلس في المنصة في فندق ريجنسي بالخرطوم في ليلة السياسين من ضمن أنشطة الموسم الثامن لبرامج خيمة الصحفيين وبمعية السؤال في ليلة إختار لها المنظمون عنوان 2020 الفرص والتحديات وفي بال الكل الصندوق الإنتخابي المنتظر يومها وما يمكن أن يحدث فيه بالطبع فإن الأمر يظل رهين بشكل كبير بالإجابة علي هوية من يختار المشاركة ومن ينتهج خيار المقاطعة. الليلة إستضافت أربع ضيوف مثلوا تيارات سياسية مختلفة حزب الأمة القومي وحزب المؤتمر السوداني والحزب الديمقراطي الليبرالي بالإضافة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم وعلي غير العادة بدت المنصة وكانها لا تسع الجميع منذ البداية حيث إبتدرت الحديث في منصة أُخري نصبت لظروف القنوات الاعلامية الخاصة بالتغطية، رئيسة الحزب الديمقراطي الليبرالي والمعتمد بشؤون الرئاسة بولاية الخرطوم ميادة سوار الدهب التي أعلنت عن موقف حزبها الواضح في ضرورة المشاركة في الخيار الديمقراطي سوار الدهب لم تكتفي بإعلان مشاركتها وحزبها في الإنتخابات بل إعتبرت تباطوء الآخرين عن خوض غمارها خطيئة لا تغتفر ويمكن إضافتها للأخطاء المتراكمة للمعارضة السودانية في تعاطيها مع المشهد السياسي وفقا للتحولات المحلية والإقليمية، ميادة رأت في سلوك الإتجاه نحو الصناديق الخيار الأمثل في سبيل السعي لحسم الصراع المتطاول حول من يحق له الجلوس في كرسي إدارة البلاد، ميادة في إتجاهها بحزبها نحو خيار الحسم بالصناديق في 2020 تنتقد السلوك العام للمعارضة في تاجيل مسالة التوافق الوطني وإنتهاج خيارات التكتيكي علي حساب الاستراتيجي تعترف بان ثمة تحديات تعترض الطريق نحو 2020 وعلي رأسها عملية إستمرار الحرب وعدم تسوية قضاياها بشكل حاسم وهو أمر يتحمل وزره المؤتمر الوطني في اصراره علي عدم القبول بتمثيل وفد التفاوض لكافة مكونات حكومة الوفاق الوطني والإصرار علي الأسماء التي فشلت توالياً في الوصول إلي إتفاق تشير المعتمد إلي إشكال آخر يتعلق بالظروف الإقتصادية في البلاد وتحمل وزر التراجع فيه إلي الطاقم الإقتصادي مطالبة بتغييره كطريق للعلاج، ميادة تؤكد علي إتساع حجم الفرص التي يمكن تحصيلها بالمشاركة في الإنتخابات التي يمكن أن تكون فرصة للمعارضة تعالج من خلالها تبأطوها عن المشاركة في الحوار الوطني التي تري أيضا في تنفيذ مخرجاته الضامن الأكبر لعملية إنتخابية تظللها النزاهة والشفافية، قائلة ان الفلسفة الانتخابية قد تغيرت وان الناس لم يعودوا يختاروا علي اسس الايدلوجية الحزبية وانما يرسمون خياراتهم علي هدي البرامج المطروحة بالطبع الامر ارتبط بتغيير التركيبة السكانية وظهور اجيال جديدة غير تلك التي سادت في حقب بعينها لكن الشباب الذين سيغيرون مسار الصناديق سرعان ما هاجموا رئيسة الحزب الليبرالي المعتمد بحكومة الخرطوم علي مواقفها مما جعلها تصفهم بالمستلبين بواسطة القوى الحزبية التي تري في لنضال علي طريقتها معياراً للوطنية كما انها قالت ان إسقاط النظام ليست آلية تعبد وان التغيير والنظر له عملية مستمرة يتعاطون معها وفقا لما يرون ولا توجد جهة تفرض عليهم تصوراتها بعد ممثلة الحزب الليبرالي كانت المنصة تستدعي ممثل حزب الامة القومي فضل السيد النعيم ليدلي بدلو حزبه فيما يمكن أن تصير عليه الاوضاع في 2020 وبالطبع الاجابة علي سؤال المشاركة من عدمها في الاستحقاق الانتخابي بالنسبة للرجل فان موقف حزب الامة من العملية الانتخابية باعتبارها احد مظاهر الفعل الديمقراطي بالنسبة لفضل السيد فانه ليست هناك حزب يرفض مبدا الانتخابات والمشاركة فيها خصوصا في حال كان الحزب مؤمن بخيار الديمقراطية ورافض للنظم ذات الطبيعة الشمولية علي هذا الاساس فان حزب الامة سيظل الاحرص علي المشاركة في أي عملية انتخابية لكن الانتخابات نفسها تتطلب توفر بيئة صالحة لقيامها فهل تتوفر هذه البيئة الان وهل بامكان المؤتمر الوطني توفيها في المستقبل القريب في ظل ماهو سائد لن نشارك في انتخابات لن تكون انتخابات وانما مجرد عملية عبثية لن تغير من الواقع شئ وان قيام انتخابات تتطلب بالضرورة توفر اشتراطات موضوعية لانجازها فلا يمكن اجراء انتخابات والحرب ما تزال مشتعلة وان اليات تنفيذها ستكون في الاساس هي اليات ضمان استمرارية سيطرة المؤتمر الوطني يكمل فضل السيد ان المشاركة في الانتخابات بهذه الاوضاع هي عملية مضيعة للزمن لا اكثر ولا اقل ولن نكون جزء منها في غياب الديمقراطية والتنافسية تبقي المشاركة في الانتخابات مضيعة للزمن وغش في غش لن نكون جزء منه اذن بحسب ممثله فان حزب الامة لا يرفض المشاركة في الانتخابات بشكل عام لكن يطالب ببيئة صالحة لقيامها دون ان يتنازل عن شعاره المرفوع ورغبته في تغيير يتوشح بلباس السلمية في رده علي المداخلات قال ممثل حزب الامة انهم لن يشاركوا في انتخابات في ظل الوضع الراهن. قبل أن تطلب المنصة من القيادي في حزب المؤتمر السودان ابراهيم الشيخ ابتدار الحديث حول رؤيتهم ل2020 كانت تستدعي حدث المناظرة بين فريقين في الحزب تباينت رؤاهم بين راغبين في المشاركة في الانتخابات وداعين لمقاطعاتها المناظرة التي انتهت إلي وضع الحزب اشتراطات طالب بتوفرها من أجل خوض غمار التنافس مع الحزب الحاكم باعتباره أحد آليات إنجاز التغيير مثلها والآليات الاخري في مناظرته وضع الحزب الإجابة معلقة بين اللا والنعم بهذه الرؤية صعد إبراهيم الشيخ الرئيس السابق للحزب من أجل توضيح رؤيته لما يمكن أن يحدث في 2020 قبل أن يمضي للحديث حول المستقبل تحدث الشيخ عن الراهن وتحديدا حول حال البلد حيث رسم صورة قاتمة للأوضاع متهماً البرنامج الحاكم هو المسؤول الأساسي عنها وهو أمر يجعل من وجود إنتخابات إمكانية لطرح برنامج بديل في مواجهة برنامج الإفقار والخراب ووسيلة يمكن من خلالها إلتقاء الأحزاب بجماهيرها واستمرار التعبئة لتحقيق الاهداف لكن بالنسبة لابراهيم الشيخ فان الرهان علي انتخابات ديمقراطية في وجود الجماعة الحاكمة الان يبدو رهاناً خاسرا يستدعي الشيخ التجاوزات التي حدثت في انتخابات 2010 و2015 وهي الصورة التي بامكانها أن تعود في 2020 يري الشيخ ان واحد من اهم الاشتراطات المطلوبة لقيام انتخابات هو اشتراط انهاء الحرب وحل مشكلات اللاجيئن والنازحين فلا يستقيم عقلا ان تقيم صناديق للاقتراع في بلاد ما تزال صنلديق الذخيرة تفرغ حمولاتها في بعض من ابناء شعبها لذلك فان قرار ايقاف الحرب سيظل مطلوب اساسي من مطالب المؤتمر السوداني في سبيل المشاركة في الانتخابات وخوض غمارها من اجل المساهمة في الاستقرار الوطني وتغيير مستقبل البلاد يري الشيخ في استحقاق 2020 استمرار لمعركة مواجهتهم للحكومة وان الامر من شانه ان يفتح كوة للتواصل بين القوى السياسية والجماهير في سبيل السعي لتحقيق الهدف المنتظر لا يستبعد ابراهيم لجوء الوطني لخيارات تزييف ارادة الناس لكنه يؤكد علي خياراتهم في المقاومة حين يقول انهم لا يعودون من منتصف الطريق والدليل علي ذلك انه حين اختارت المعارضة عدم مواصلة انتخابات 2010 واصل المؤتمر السوداني فيما اعلنه مسبقاُ في رده علي مداخلات المشاركين يري الشيخ ان فئة تحاول ان تدق اسفين بين الشباب والاحزاب وان ثمة دور كبير لعبه الشباب في وضع لبنات مشروع التغيير في السودان لا احد يستطيع التقليل منه بالطبع لم يجب الشيخ علي سؤال مباشر حول مشاركتهم في 2020 بلا او نعم قبل ان يصعد للمنصة الامين السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم عمر باسان كان الفنان سيف الجامعة يشارك عبر وصلة غنايئة من اجل المساهمة في تلطيف الاجواء بين فرقاء المشهد السياسي ووضع اسس يمكن البناء عليها للاتجاه نحو سودان بكرة ممثل الوطني انخرط في الحديث منطلقاً مما فعله حزبه طوال السنوات الفائتة ونجاحه في وضع السودان في الطريق نحو التقدم وقدرته علي مواجهة وامتصاص كل محاولات التركيع والسعي لاسقاطه من المجموعات المختلفة داخليا وخارجيا لم يسلم المعارضون من هجمات الحزب الحاكم المركزة واتهاماته للمعارضة بانها لا تجيد وضع الفروقات بين اجندة الوطن واجندة الحزب وان ماهو حزبي دايما اعلي مما هو وطني وان هذا الامر هو الذي يبعد الشقة ويجعل من عملية تحقيق التوافق الوطني امر بالغ الصعوبة علي المعارضة ان تتجاوز السعي لانجاز التغيير عبر الاختباء خلف من يحملون البندقية نحن في حوجة ملحة لتغيير في قواعد اللعبة السياسية واعلاء قيمة التبادل السلمي للسلطة عبر الية الديمقراطية بالنسبة لباسان فان حزبه لا يمانع الجلوس مع الاحزاب الاخري فيما يتعلق بالسعي والاتفاق علي توفير بيئة مثلي لاجراء الانتخابات وضرورة الاعتراف بان واقع معاش الان يجب الاعتراف به والتعامل علي اساسه فيما يتعلق بموقف الوطني من الانتخابات فامينه السياسي يشير لخطاب تنصيب رئيسه عقب فوزه حين قال البشير بعد خمس سنوات سيعود الشعب لاختيار ممثليه مرة اخري وانه لا تراجع عن خيار الديمقراطية اشارة باسان تلك دفعت بالبعض لطرح الاسئلة حول هل هي انتخابات المؤتمر الوطني ام انتخابات رئيس المؤتمر الوطني؟ يري باسان في الخطاب الراهن بانه خطاب لن يقدم البلاد للامام وعلي الجميع الجلوس في الارض من اجل تغيير قواعد اللعبة السياسية بما يحقق الصالح العام وعلي الكل الوعي بان لا احد بامكانه ان يفرض ارادته علي الحزب الحاكم في المداخلات التي أعقبت تقديم كل لرؤاه مضي الكثيرين في إتجاه تقديم النقد للتجربة السياسية السودانية ومواقف نخبها التي تنطلق من كونها لتحقيق المصالح الذاتية أكثر من المصلحة العامة فيما مضي فريق آخر نحو الحديث عن 2020 والتصويب في إتجاه أن الطريق أصلاً تم رصفه عبر المجتمع الدولي وإن كل ما يجري الآن ماهو إلا تعبير عن تنفيذ لفريضة المشي وفقاً لما يشتهي الخواجات.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة