الخرطوم، 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2017: جرى اليوم التوقيع على الخطط الرئيسية لتحسين إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية، بحضور حاكم الولاية وممثلين عن اليونيسف ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع والوكالة البريطانية للتنمية الدولية. وتتمثل رؤية المشروع في تمكين جميع مواطني المدينة من الحصول على إمدادات مأمونة من مياه الشرب بأسعارٍ معقولة، وتحسين مرافق وخدمات الصرف الصحي وتعزيز سلوكيات وعادات النظافة الصحية، والعيش في بيئةٍ أنظف. وهذا من شأنه أن يضمن مستوى أفضل من الصحة والرفاهية، وسيساعد المدينة على مواصلة النمو والازدهار كمدينة لها أهميتها ومكانتها في السودان.
وقد دخلت هذه الخطط حيّز التنفيذ بمجرد التوقيع عليها، حيث سيجري على مدى العامين القادمين استثمار ما يزيد عن 150 مليون جنيه سوداني لصالح مشاريع البنية التحتية والقدرات البشرية في المدينة.
وفي تعقيبه على الأمر، قال سعادة السيد عبد الواحد يوسف حاكم ولاية شمال دارفور: "تقضي الرؤية الخاصة بمدينة الفاشر أن يكون لدى كل عائلة إمكانية الحصول على إمدادات مأمونة من المياه النقية، وأن يكون في كل منزل مرحاض، وأن يكتسب كافة المواطنين ممارسات وسلوكيات أفضل للنظافة الصحية وأن يعيشوا ضمن بيئةٍ أنظف وهواءٍ أنقى. وبطبيعة الحال لن تحدث هذه التغييرات بين عشية وضحاها، فهي تأخذ وقتاً، لكننا بدأنا الخطوة الأولى بتطوير هذه الخطط الرئيسية، وها أنا اليوم أوقع عليها مع شركائنا في إشارة إلى البدء بتنفيذها."
تقدم الخطط الرئيسية تقييماً شاملاً لمستوى وحالة خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في كافة أنحاء المدينة، بما في ذلك المناطق شبه الحضرية المحيطة بها ومخيمات النازحين داخلياً، كما وأنّها تنظر في احتياجات كافة المواطنين، ولا سيما النساء والفتيات وذوي الإعاقة، فضلاً عن تحديدها للأولويات على المدى القصير والمتوسط والطويل، الأمر الذي من شأنه توجيه عملية صنع القرار وضمان التوظيف الأفضل للأموال. يُشار إلى أنّه قد جرى تطوير الخطط الرئيسية من قبل حكومة ولاية شمال دارفور، وتحديداً مديريات الصحة والتخطيط العمراني والمرافق العامة، ومحليّة الفاشر، وبدعمٍ من اليونيسف ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع.
هذا وسيتيح تنفيذ الخطط الرئيسية لمدينة الفاشر فيما يتعلق "بإمدادات المياه" و"الصرف الصحي والنظافة الصحية" التقدم خطوة للأمام نحو تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة الذي يدعو إلى ضرورة توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع وإدارتها على نحوٍ مستدام. ويُعتبر ضمان العدالة والانصاف في جميع أنحاء المدينة أولوية عظمى، في الوقت الذي يقوم فيه أشدّ الناس فقراً دفع أموالٍ أكثر من غيرهم للحصول على المياه لأنّهم لا يستطيعون الوصول إلى نظام إمدادات المياه في المناطق الحضرية. كما أنّ مرافق الصرف الصحي الخاصة بأشدّ الناس فقراً تُعدّ الأكثر سوءاً، والبعض ليس لديهم مرحاض مما يضطرهم إلى قضاء الحاجة في العراء. ومن هنا تهدف حكومة الولاية، بدعمٍ من الوكالة البريطانية للتنمية الدولية واليونيسف ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، إلى تغيير هذا الوضع القائم، مما يكفل حصول الجميع على فرصٍ أفضل.
كما ويُعدّ ضمان توفير خدمات مستدامة مسألةً ضرورية، وهذا يعني تغطية تكاليف تشغيل نظام إمدادات المياه وصيانته من خلال إيرادات مبيعات المياه للمستهلكين، وسيتم تحديد أسعار وتعريفات مناسبة، ورفع التعريفة الحالية العائلية من أربعة جنيهات سودانية لكل متر مكعب إلى 7-10 جنيهات سودانية لكل متر مكعب. على الرغم من أنّ التعريفة سوف ترتفع، إلّا أنّ المبلغ الشهري الذي ستنفقه العائلة الواحدة على المياه سوف يقل لأنّها ستحصل على المزيد من المياه من شبكة المياه في المناطق الحضرية، وسوف تشتري كميات أقل من المياه من بائعي المياه الأكثر تكلفة. هذا وستعمل حكومة الولاية على مدى العامين المقبلين على تعزيز قدرتها على إدارة نظام إمدادات المياه وتشغيله وصيانته لضمان خدمات أكثر موثوقية واستدامة.
من جهته قال د. كريستوفر بيكروفت رئيس الوكالة البريطانية للتنمية الدولية في السودان."نعمل سويةً لضمان حصول جميع المواطنين على إمدادات نظيفة ومأمونة من المياه الميسورة التكلفة، وضمان ممارسة الجميع لعاداتٍ أفضل فيما يتعلق بالصرف الصحي والنظافة الصحية للحد من أعباء اعتلال الصحة. ويتطلب تقديم الخدمات مساءلة وشفافية متبادلة، وأن تقوم حكومة الولاية بتقديم خدماتٍ مأمونة وبأسعارٍ معقولة، وأن يقوم المستهلك بدفع ثمن تلك الخدمات واستخدامها بمسؤولية".
تتمثل الأولويات العاجلة للصرف الصحي والنظافة الصحية في وضع نهاية للتغوط في العراء، حيث سيتم تنفيذ حملة لتحسين خدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية في جميع أنحاء المدينة، فضلاً عن بناء دورات المياه أو المراحيض وأماكن غسل اليدين في المدارس والمراكز الصحية والأماكن العامة. كما سيشمل تحسين مرافق الصرف الصحي وضع نماذج مراحيض ميسورة التكلفة لتشجيع العائلات على بناء مراحيض خاصة بها أو تحسين القائم منها.
وقال عبدالله الفاضل ممثل اليونيسف في السودان: "إنّ الوصول إلى السكان الذين يعيشون في ظل أوضاع هشة، وخاصة الأطفال، بهدف تزويدهم بخدماتٍ فعّالة ومستدامة من إمدادات المياه والصرف الصحي لن ينقذ الأرواح فحسب، بل سيشكّل أيضاً اللبنات الهامة للتنمية والتطوير. ومن هنا أحث سكان المدينة تحت قيادة الوالي على زيادة تسريع وتيرة الجهود المبذولة لتنفيذ هذه التحسينات وإحداث تغيير للأجيال القادمة. إنّ المرونة التي تتمتع بها الوكالة البريطانية للتنمية الدولية تعتبر نموذجاً ومثالاً لسد الفجوة في التنمية الإنسانية السائدة في بيئات تعاني من أزمات طال أمدها، مثل السودان."
أمّا عن الأولويات الفورية والعاجلة المتعلقة بخدمات المياه، فهي تتمثل في زيادة إمدادات المياه إلى المدينة من حقول الآبار، وجعل الخدمات أكثر موثوقية، وتوسيع شبكة الأنابيب في المناطق التي لا يتم تزويدها حالياً بالمياه من خلال إنشاء أكشاك المياه. وسيحصل قرابة 230 الف شخص لأول مرة على المياه من شبكة امدادات المياه للمناطق الحضرية التى تديرها الحكومة، ومن شأن ذلك أن يقلّل من المبلغ الذي يدفعونه مقابل المياه بأكثر من النصف وسيكون له تأثير كبير على سبل معيشة أشد الناس فقراً. كما تهدف المشاريع إلى زيادة نسبة الوصول إلى إمدادات المياه المنقولة عبر الأنابيب في المدينة من حوالي 20% إلى حوالي 80% بحلول نهاية عام 2019.
في المقابل قال سيرغي بوشكاريف رئيس مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع في السودان "ثمّة الآن اتجاه واضح نحو تحقيق الرؤية، وستتيح التدابير الموصى بها في الخطط الرئيسية للعديد من العائلات فرصة الوصول إلى إمدادات المياه المنقولة عبر الأنابيب للمرة الأولى، ولا سيما أولئك الذين يعيشون في المناطق شبه الحضرية المحيطة بالمدينة وفي مخيمات النازحين داخليا، الأمر الذي من شأنه أن يسهم بشكلٍ كبير في تحسين نوعية حياتهم."
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
اخبار سودانيزاونلاين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست