أصبحت معالم انعدام الشفافية وتفشي الفساد من الظواهر المنتشرة بشدة في السودان. وقد رشحت الكثير من قصص الفساد و ظهر بعضها فى الوسائط الإعلامية المختلفة ، مما يشير الى حجم ونطاق و تفشى هذه الظاهرة فى معظم ، إن لم يك كل ، وحدات القطاع العام و الخاص . إلا أن معظم هذه القصص و التقارير الإعلامية عن ظاهرة الفساد ، لا يرقى للمعايير العالمية المعترف بها في البحث والتقصي الدقيق عن المعلومات، مما يضعها ، بالرغم من المعلومات الهامة التي تحتويها في أغلب الأحيان، في مصاف اخبار الأثارة و الأستهلاك التخديرى . يسر المجموعة السودانية للديمقراطية أولآ ، أن تعلن عن نشر تقريرها الأول الذي يتناول موضوع إنعدام الشفافية و بيئة الفساد في قطاع صناعة النفط في السودان . الجدير بالذكر أن التقرير الذى بين أيديكم اليوم هو الأول فى سلسة من مجموعة من التقارير و التى تعكف المجموعة السودانية على إصدارها فى المستقبل القريب تحت عنوان مبادرة الشفافية السودانية . وتهدف هذه الدراسات و التقارير بشكل أساسي الي المساهمة فى زيادة الإلمام العام بين القراء السودانيين وغير السودانيين من المهتمين بالشأن السوداني ، بموضوعات انعدام الشفافية وانتشار الفساد في السودان ، مما قد يساهم في تحفيز مقاومة مثل هذه الممارسات فى السودان . يخلص التقرير الحالي عن قطاع النفط في السودان الي توصيات محددة من شأنها أن تمهد الطريق للتأسيس لآليات فعالة و قومية لإعمال مبدأ الشفافية و المساءلة فى قطاع النفط و كافة القطاعات الأخرى فى السودان . فمثلآ بعض التوصيات التى حواها التقرير تسلط الضوء على ضرورة إشراك المجتمعات المحلية و الولايات المنتجة للنفط في خطط وأنشطة التنمية وحماية البيئة و كل ما يتعلق بأستخراج و تكرير و إستعمال المشتقات النفطية . كما تشير التوصيات ايضاً الي ضرورة إلزام وزارة النفط و الغاز و كل الوحدات الحكومية و الخاصة ذات الصلة بموضوعات النفط ، بنشر كل المعلومات المتعلقة بالإنتاج اليومي، نصيب الحكومة من العائدات، استحقاقات الشركات، معاملات المصافي، حجم الصادرات، الدخل الإجمالى للنفط ، أنصبه الولايات المنتجة ، والإنفاق على التنمية الاجتماعية . كما يشير التقرير الى ضرورة أن يكون لوسائل الإعلام دور أكثر أثرآ و فاعلية و أكبر من الحصول على و نشر المعلومات التى تحصل عليها من الوزارات و الوحدات المعنية ، وذلك بإخضاع هذه المعلومات للتحليل الدقيق الذى من شأنه أن يزيد معرفة المواطن بتفاصيل قطاع النفط و مدى شفافيته . من المهم هنا أن نشير الى أن المجموعة السودانية للديموقراطية اولاً قد دشنت فى مارس 2015 مشروعها الطموح و الذى أطلقت عليه "مبادرة الشفافية السودانية" ، وذلك بغرض دعم وتعزيز الجهد المبزول حاليآ من عدد من المهتمين للتوثيق ودراسة أوجه انعدام الشفافية ومظاهر الفساد في السودان . و فى هذا الإطار يشكل إجراء الدراسات و كتابة التقارير بواسطة الخبراء و المختصين ، أحد أهم مكونات هذا المشروع . ***
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Sudan Democracy First Group
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست