|
بيان بخصوص معاناة أهالي كنابي الجزيرة من الإهمال و التهجير و سوء المقام و التعدي عليهم ظلماً و عدوا
|
00:46 AM February, 15 2018 سودانيز اون لاين بيانات سودانيزاونلاين-فنكس-اريزونا-الولايات المتحدة مكتبتى رابط مختصر بسم الله الرحمن الرحيم السيد رئيس الجمهورية المشير الفريق عمر حسن البشير السادة والي ولاية الجزيرة و المعتمدين و عمال المحليات السادة في إتحاد مزارعي الجزيرة السيدات و السادة أبناء ولاية الجزيرة السيدات و السادة من شعب السودان الأبي الموضوع : إيقاف معاناة مليوني إنسان كريم في مشاريع الجزيرة لقد ظلت القرى و الفرقان التي تسمى بالكنابي و التي تنتشر على إمتداد مساحة مشروع الجزيرة و منذ تأسيس مشروع الجزيرة , قرى يسكنها المواطنون السودانيون المنحدرون أساسا من إقليم دارفور , فتراهم يسمون قراهم , "كنابيهم" , في أحيان كثيرة بأسماء القرى و المدن التي هاجروا منها في إقليم دارفور أو يستمدون الإسم من إسم أقرب قرية كانت قائمة قبل وصولهم و إقامتهم بها أو يطلقون إسماً مستمدا من وحي المعاناة التي يعيشونها بشكل دائم , أو يسمونها تيمناً بإسم شيخ معروف في المنطقة ,منذ أكثر من ستين عاما . إن وجود هذه الكنابي في الجزيرة لا يمكن أن يتجاهله إنسان عابر سبيل ناهيك عن مواطنين يقيمون بجوارها نشأوا و اعتادوا على مشاهدتها أو مسؤلوا الحكومة في الأقليم , فالجميع يعرف بوجود الكنابي لأنهم إما ملاك أرض شركاء للعمال الزراعيين في الإنتاج و إما عمال حكومة يجوبون هذه القرى و الكنابي بحثاً عن الخراج و الرسوم , و إما جيران . و رئاسة الحكومة و على أعلى المستويات تعلم بوجود الكنابي و سكانها , فالكنابي ظلت لعشرات السنين هي العمود الفقري لعماد الإقتصاد في السودان و ظلت كذلك الداعم الأول لوحدة السودان و المحافظة على إستقلاله و إستقراره و ليس بعيد منا ملحمة هجليج حيث قاد أبنائها المعركة و قدموا دمائهم زكية من أجل هذا البلد و كان على رأسهم الشهيد محمد الحبيب ود كنبو حيث شارك النائب الأول وقتها في تقديم واجب العزاء لأهله بالكنبو , و قد كانت الحملة و الإستنفار بقيادة والي الولاية و قتها الفريق الزبير بشير طه حيث شارك في المرور بالكنابي و حث الناس على التطوع و الإنخراط في المعسكرات بوعود منها تخطيط الكنابي و مدها بالخدمات , مما ينفي عدم علم المسؤولين بمعاناة أهالي الكنابي الذين ظلوا يقدمون للبلاد الكثير و يشاركون في كافة مجالات الحياة الحيوية وسط معاناة يئنون منها في هدوء و يتحملونها بصبر و ينتظرون لحظة إنفراج أزمتهم المقيمة منذ أكثر من نصف قرن من الزمان . يقول الله سبحانه و تعالى : ( و الذين تبوأوا الدار و الإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم و لا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) . إن الكنابي بوضعها الحالي , تعتبر مشكلة قائمة على الضمائر الحية و ندبة على جدار الإنسانية و قدحاً لكل قيم التعاضد و التراحم و الإحساس بالغير , فكما نحس نحن بمعاناة المعذبين و المضطهدين في الأرض قديماً و حديثاً في سوريا و العراق و اليمن و الصومال و أراكان و فلسطين , و هي بعيدة عنا , فلنحس نحن أيضاً بمعاناة هي من صنع أيدينا و هي معاناة تحت سمعنا و أبصارنا و كونها معاناة صامتة بلا ضجيج إعلامي محلي أو دولي , فلا ينبغي تجاهلها و نسيانها أو الإصرار على نكرانها و التكتم عليها . إن الأرض موجودة و هي أرض يقيمون بها منذ أكثر من نصف قرن و الإرادة لحل هذه المعضلة هي التي نريد أن نراها و نحسها و نعيشها و هي النظر بعين الرحمة و العدل و الإنسانية لحل أزمة الكنابي . و في ظل هذه الأوضاع القاسية , و الظروف الصعبة , تتعرض الكنابي إلى موجات من الإعتداءات, تارة إعتداءات يقوم بها مواطنون عاديون بلا مبرر, و تارة يلجأ فيها بعض المواطنين للمحاكم و يحلفون بالله كذبا ً يميناً غموساً يدعون فيها ملكية أرض ظلت لأكثر من خمسين عاما أرضا يقيم عليها أبناء دارفور قبل أن يأتي إنسان منزوع الرحمة و مجرد من مخافة الله ليدعيها لنفسه حيث يتم تشريد الناس الذين لا يعرفون غير تلك الأرض سكنا و لا غير السودان وطناً و مما يؤلم حقاً أن الناس تٌترك في العراء بعد أن تُسوي الجرافات بيوتهم و أملاكهم بالتراب و قد تكرر هذا الأمر كثيرا , فالحكومة التي تنفذ أمر الإزالة يمكنها أن تجد البديل للمواطنين . يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم عن اليمين الغموس , (و اليمين الغموس يذهب المال و يثقل في الرحم و يذر الديار بلاقع). إننا الآن أمام موضوع إزالة جديد و هو قرار إزالة كنبو مدودو بريفي المناقل , فقد قررت المحكمة الإنحياز لإنسان حلف يمينا و إدعى ملكية الأرض لجده و قد ظل هذا الأنسان , مثله مثل الذين من قبله , صامتا ساكتاً منذ عام 1977 بلا صوت و لا مطالبة حتى بالإيجار أو إخلاء الأرض و هو لا يملك حتي مستند يبرر به ملكية الأرض فاليمين الغموس هي أداة و وسيلة سهلة يلجأ إليها بعض أصحاب الضمائر الميتة للإستحواذ على الأرض الحرام التي يتنفع منها السكان الذين لا جرم لهم غير أنهم ينحدرون من إقليم دارفور و لا يتشاطرون مع سكان الجزيرة الأوائل القربى و الدم و لكنهم مواطنون سودانيون أباً عن جد و مسلمون و مندمجون مع هوية أمتهم و حضارتها . إننا ندعوا لتدخلكم و إيقاف إزالة كنبو مدودو المقرر يوم 26 /02/ 2018 , خاصة أن الشاكي يطالب بخمسة أفدنة فقط من جملة 21 فداناً. إننا من هذا المنطلق نطالب بالآتي : 1 / تشكيل لجنة من أصحاب الإختصاص لدراسة موضوع الكنابي و الخروج بتوصيات تصلح لحل أزمة الكنابي بشكل عاجل و نهائي و دون أن يتضرر منه أحد خاصة سكان الجزيرة الأوائل و أهل الكنابي . 2 / وقف كافة أشكال الإزالات و التجريف و التعدي على أصحاب الكنابي و فورا و إيجاد البديل اللائق و الملائم لسكان الكنابي. 3 / إيقاف مسرحية اليمين الغموس لأنها ببساطة كذبة كبيرة و منتشرة على نطاق واسع تساعد في خراب الديار و العمران و تشرد الناس ظلماً و عدواناً , فمن كان جده مالكاً لأرض , لا يحتاج إلى اليمين لإثباتها , فإن ضاعت الوثائق , ففي سجلات مشروع الجزيرة نسخ منها , و ماذا تفعل هذه المحاكم لو عاد الفونج و القبائل النيلية , لنفس المحكمة و طالبوا بإعادة أراضيهم إليهم مستندين إلى التاريخ و حقوق الأسلاف ؟ . 4 / تشكيل لجنة قانونية لمعرفة مصير الوعود الكاذبة التي أطلقها المسؤولون السابقون بالتخطيط و معرفة مصير الأموال الكثيرة التي تحصلوا عليها من أهالي الكنابي إثر الوعد بالتخطيط و الإسكان و تغيير الوضع . 5 / ضرورة أن يولي إتحاد مزارعي الجزيرة قضية العمال المزارعين الإهتمام اللائق خاصة أن العامل الزراعي هو شريك فاعل و أساسي في المشروع و سينعكس الإهتمام بالعمال الزراعيين في منافع متبادلة لكل الأطراف . 6 / ضرورة التنسيق مع مؤتمر الكنابي , لأنه يمثل أبناء الكنابي و يتحدث بإسمهم . الإخوة أبناء الجزيرة الكرام : نحن لا نريد منكم أن تقولوا كما قال الأنصار للمهاجرين , " نقاسمكم أرضنا و أموالنا " , و لكن نقول لكم الأرض أرضكم و المال مالكم و فيها متسع لنا و لكم فإن لم تحبوننا كما أحب الأنصار المهاجرين فلا تبغضونا و توضعوا خلالنا و إحتفظوا بأموالكم و أرضكم و لتعلموا أننا ما أتينا لنكون خصماً عليكم و ما آتينا لنضايقكم أو نثقل عليكم و لكن أتينا و مكثنا بين ظهرانيكم مودة و محبة وحركة طبيعية في داخل وطننا و لو لم نضف لكم فلا نخصم منكم شيئاً . ألا تحبون أن تكونوا كما كان الأنصار ؟ " لولا الهجرة لكنت إمرأ من الأنصار". صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم . يقول الشاعر : ما ضاقت بلاد بأهلها و لكن أخلاق الرجال تضيق و في الختام أقول لكم كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للأنصار , " هاجرت إليكم , المحيا محياكم و الممات مماتكم ". التاريخ : 15/02/2018 عن أهالي كنبو مدودو م : عبدالعزيز عبدالله
|
|
|
|
|
|