بسم الله الرحمن الرحيم المدافعون السودانيون عن حقوق الانسان Sudanese Human Rights Defenders
تلقينا ببالغ الحزن والاسي نبأ المجزرة البشعة التي ارتكبت في حق طلابنا بمدينة الابيض والتي راح ضحيتها اربعة من طلاب المدارس الثانوية واثنين من المواطنين الابرياء اثر تصدي بعض منسوبي قوات الدعم السريع لمسيرتهم السلمية المطلبية التي سيروها وهم يطالبون السلطات المختصة بتوفير ابسط حقوقهم في الحصول علي الخبز الذي عزّ الحصول عليه ومياه الشرب بمدارسهم و تسهيل المواصلات العامة التي تكاد تنعدم في بعض الاوقات بما يجعل وصولهم لمدارسهم و العودة منها امرا عسيرا. و نحن في مجموعة مدافعون عن حقوق الانسان إذ نترحم علي الشهداء متمنين عاجل الشفاء للمصابين نؤكد ان الاسباب التي ادت الي خروج هؤلاء الطلاب في مسيرة التاسع و العشرين من يوليو ٢٠١٩ هي اسباب موضوعيه ومشروعة ، وان المطالبات التي رفعت هي من ضمن متطلبات حقوق الانسان الاساسية التي ينبغي علي السلطات المختصة الاجتهاد في توفيرها والا سوف ينتفي مبرر بقائها علي سدة الحكم. وفي هذا الاطار تؤكد المجموعة بانها سوف لن تدخر وسعا في المنافحة عن حق التعبير والتجمع السلمي باعتببار أن حق التعبير والتجمع يتسق مع المعايير الوطنية والدولية في منظومة حقوق الانسان ، وقد اقرته كافة الشرائع السماوية وقننته المواثيق الدولية والتشريعات الوطنية وهو حق أصيل لا ينبغي سلبه تحت اي ذريعة من الذرائع لا سيما في بلد يشهد ثورة عارمة لتأسيس ديمقراطية مستدامة وحرية غير منقوصة في ربوع السودان. و نحن اذ نرفض و ندين العنف المفرط الذي قابلت به المؤسسات الامنية المسيرات السلمية نلفت الانتباه الي ان نهج المجلس العسكري المتسامح مع هذه الخروقات الجسيمة لحقوق الانسان من شأنه أن يكرس لثقافه الافلات من العقاب ويشجع منسوبي المؤسسات الامنية المناط بها حفظ الامن وصيانة ارواح الممواطنين التمادي في الضلوع فيما يمكن تسميته بارهاب الدوله. وفي هذا الصدد تشدد المجموعة علي مطابة السلطات المختصة بعدم استخدام القوة في مواجهة المواطنين العزل والعمل علي وقف نزيف الدماء مع اتخاذ التحوطات الضرورية الصارمة التي تحول دون تكرار هذه المجازر مستقبلاً سيما وأن المواطنين لم يفعلوا شيئاً سوي ممارسة حقهم المشروع في التعبير السلمي عن مطالبهم والتجمع والتظاهر في عهد يفترض فيه رعاية قيم الحرية والديمقراطية وتعزيز الكرامة الانسانية واحترام حقوق الانسان لا قمع الشعب وارهابه وازهاق ارواح المواطنين الابرياء. ومن أجل هذا فاننا نري بأن إعمال معايير العدالة والانتصاف تقتضي تقديم الجناة في سائر أعمال التقتيل والعنف التي واكبت الثورة، ويشمل ذلك ولا يقتصر علي مجزة فض الاعتصام واحداث الابيض، دون ابطاء لمحاكمات عادلة تتوفر فيها المعايير الحقوقية الوطنية والدولية لاجل الانتصاف للشهداء والمصابين واحقاق الحق بالقسط وارضاء ضمير العدالة حتي لا يدان برئ او يفلت مجرم من العقاب. الاستاذ عبد الله النور المحامي عضو المجموعة السودانية للدفاع عن حقوق الانسان الخرطوم ، السودان، 1 أغسطس 2019 م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة