بمزيد من الأسى والحزن ينعى القضاة السابقون، المناضل الشجاع والوطنى المحب لوطنه الأستاذ فاروق ابوعيسى، أحد أبرز المناضلين الوطنيين والمحامين السودانيين.
ولد الأستاذ فاروق فى عام ١٩٣٣ وبدأ درب النضال مبكرا ضد إلاستعمار، حيث تم فصله من مدرسة حنتوب الثانويه بسبب نشاطه ضد الإستعمار فأكمل تعليمه فى الأحفاد الثانويه، ثم ألتحق بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، حيث واصل نضاله وانضم لوفد الجبهة المعادية للاستعمار فى تضامنهم مع الشعب المصرى ضد العدوان الثلاثي.
وبعد عودته للسودان كان أبو عيسى من المحامين الذين دافعوا عن الوطنيين، وعندما استولى عبود على السلطه وقف ضد النظام العسكري القمعي، وعند اغتيال لوممبا قاد ابوعيسى المظاهرات ضد نظام نوفمبر وموقفه المتآمر، الذى لا يمثل الشعب السوداني، من مقتل المناضل الأفريقى فتم القبض عليه وحوكم بالسجن ستة أشهر قضاها فى سجون النظام، ولم يتراجع وإنما زادته قوة وإصرارا، ووصفه الأستاذ التيجانى الطيب بأنه مناضل لايفتر من أجل الوطن، وعندما أصبح نقيبا للمحامين كان للنقابة دورا كبيرا فى ثورة اكتوبر والإطاحة بنظام نوفمبر بالتنسيق مع مولانا بابكر عوض الله ورفاقه فى الهيئة القضائية، وهو الذى اقترح الاضراب السياسى فى اجتماع جبهة الهيئات فى داخل مبانى محكمة الاستئناف فصوت الحضور للاقتراح بالإجماع وسقط النظام.
وكان له دوره المشهود فى حماية ثورة اكتوبر فى ليلة المتاريس، وعندما أطلت الانقاذ بوجهها الكالح على الوطن، كان أبو عيسى من أوائل من قال لا فى وجهها وخرج من السودان ولم يعد إلا فى العام ٢٠٠٥ بعد اتفاقية قرنق مع الإنقاذ، وخلال عمله أميناً لاتحاد المحامين العرب قام بتعرية نظام الانقاذ دوليا وعزله وتأليب منظمات حقوق الانسان عليه، فضعضع ذلك النظام واستطاع بجهده ان يفتح أبوابا مع منظمات حقوق الانسان لاستيعاب مضطهدي حقوق الانسان السودانيين فى أمريكا وأستراليا والدول الغربية، وبعد عودته للسودان فى ٢٠٠٥ لم يسترح وهو قد جاوز السبعين عاما، فواصل النضال وتعرض للاعتقال والسجن هو ورفيقه امين مكى مدنى رحمه الله، ولم ترحم الانقاذ حتى مرضهم فمنعوا من معاودة طبيبهم الخاص وكانوا ينقلون من سجن كوبر للمحكمه بدفار المنتظرين مع مرتكبى جرائم القتل والسرقة، ولم يفت ذلك فى عضدهم فواصل كلاهما النضال حتى أسلم الروح، ومات أبوعيسى وهو قرير العين بعد أن كان من شهود سقوط نظام الهوس الدينى الذى حاربه ثلاثين عاما ولم ينكسر، ومات ابوعيسى وهو مطمئن على الشعب الذى أحبه كثيرا ووهب عمره له ..... رحم الله الاستاذ فاروق ابوعيسى والعزاء للشعب السودانى فى فقده الجلل
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
اخبار سودانيزاونلاين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست