التحية للشباب الذين حملوا رؤوسهم على أكتافهم ولم يرعبهم عنف وجبروت أجهزة الأمن والسلطة، التحية للمرأة السودانية التي أثبتت جسارة أخافت الجلاد، التحية للشيب والأطفال والنساء والكهول الذي وقفوا في وجه العنف والقهر بصدورهم العارية، خرجوا وليس لهم من سلاح سوى إيمانهم العميق بعدالة قضيتهم ومشروعيتها، هتفوا ملء حناجرهم (سلمية سلمية ضد الكيزان الحرامية)، في رسالة واضحة لرفض نظام القهر والجوع والمسغبة، وتحدي ملحمي سطر أروع معاني الوطنية والتضحية والفداء.
حملت مدينة عطبرة الثائرة لواء المبادرة الوطنية، فعبت الشوارع بالهتاف ضد القهر والظلم، وكسرت صمت الليل الراكد، ليؤرق ضجيج الحناجر الغاضبة عصابة القتل والإجرام، وكانت الكلمة وما زالت لشيبها وشبابها ونسائها وأطفالها، فامتد الحراك الثوري واتسع نطاقه الجغرافي ولبت النداء الجماهير الثائرة في كل مدن وقرى وبوادي السودان، وهي تطالب بحقها المشروع في الحرية وحياة العزة والكرامة.
يعلم شعبنا الثائر، إن هذا النظام المجرم قد وفر أسباب الثورة عليه منذ يومه الأول، عندما كشف خواء برنامجه السياسي، وأدرك شعبنا العظيم بفطرته بأن هذا النظام غائب الرؤية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في حل مشاكل البلاد، وليس لديه ما يقدمه الأن سوى الرحيل إلى مزبلة التاريخ حيث ينتمي.إن الهبة الثورية التي انتظمت بلادنا الجريحة هذه الأيام، لها قوة دفعها الذاتية، فلا يتوهمن هذا النظام المعزول شعبيا وسياسيا أنه قادر على قمعها أو إخمادها، فهي محصنة وغير قابلة للتراجع والانتكاس، وقناة من يقودونها من شباب وشابات لن تلين مهما كانت التضحيات، لأنهم يعلمون أن مهر الحرية غالي وهم على استعداد لدفعه. يعلم النظام القمعي إن سياسة الاعتقالات، وحفلات التعذيب التي يمارسها بواسطة زبانيته وجلادوه بحق أبناء وبنات الشعب السوداني في أقبية زنازينه، لن تنقذه من سقوطه الوشيك، ولن تزيد هؤلاء الأبطال الأشاوس إلا عزم وقوة ومنعة ومضاء شكيمة، تدفعهم للمضي قدما نحو تحقيق أحلام شعبهم وتطلعاته نحو الحرية. ويعلم ثانيا إن جرائمه البشعة التي يمارسها بحقهم من تعذيب وتنكيل لن يشملها التقادم المسقط للجرائم، بل ستزيد من سجله المثقل بالجرائم بحق أبناء وبنات هذا الشعب، الذي سوف يقتص يوما ودون رحمة من جلاديه....أطلقوا سراح هؤلاء الشرفاء اليوم أو سترغمون على فعل ذلك غدا القريب وانتم صاغرون. لا بديل لهذا الشعب العظيم سوى المضيء قدما بثورته حتى النصر، فالكلمة اليوم هي لهذا الشعب، وعلى طاغية السودان أن يعلم قد حان وقت الرحيل. وعلى العاملين والفنيين والمهنيين في مختلف مؤسساتهم وهيئاتهم الإسراع في إنشاء وتكملة هياكل نقاباتهم البديلة لسد فراغ السلطة لأن هذا النظام المستبد قد سقط فعليا بأمر الشعب.
باسم الجبهة السودانية للتغيير، ونيابة عن الشعب السوداني، هذه رسالة عاجلة موجهة إلى دولتي قطر والبحرين، بان تنأيا عن الِشأن السوداني، وأن موقفهما المخزي المتمثل في الإنحياز إلى جانب طاغية السودان، والإسراع بتقديم المساعدات لنجدته، وإنقاذه يمثل خيانة لن يغفرها التاريخ، وعلى القائمين على الأمر في هاتين الدولتين، الكف عن العبث بأقدار الشعوب.
نجدد ونكرر النداء والمناشدة، للشرفاء في القوات المسلحة والشرطة والقوات النظامية الأخرى، أن تستشعر خطورة الموقف، وأن تنحاز إلى جانب شعبها الذي أصبح يصارع من أجل لقمة تسد رمقه، وجرعة دواء تنقذه من الموت، فهلا فعلتم، فالموقف لا يحتمل الترقب والإنتظار؟. عاش كفاح الشعب السوداني المجد لطلاب الحرية المجد للشهداء حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب الجبهة السودانية للتغيير محمد الزاكي أبو بكر – الأمين العام للجبهة السودانية للتغيير 24/ديسمبر/2018
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
اخبار سودانيزاونلاين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست