مليشيات الدعم السريع المتحالفة مع المليشيات العربية المسلحة سجلت تاريخ حافل بالدماء و الوحشية و الترويع و التطهير العرقي و الإبادة الجماعية و التهجير القسري للمدنيين داخل مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور.
الشاهد علي أفعال هذه المليشيات الإجرامية المتمثلة في القتل و نهب المنازل وسرقة المدنيين تحت تهديد السلاح نهارآ جهارآ أمام أعين الناس يعلم تمامآ بأن هدف هذه الملشيات منذ اليوم الأول هو استلاب أموال الناس وحقوقهم بالباطل ، ومن هذا المنطلق ظلت تسطو على ممتلكات المدنيين و لشهرين متواصلين منذ بداية احداث مدينة الجنينة في ال 24 من أبريل و حتي هذه اللحظة بشكلٍ متواصل دون كلل او ملل .
شنت هذه المليشيات هجماتٍ متكررةً على أحياء داخل مدينة الجنينة حرقت المنازل في الأحياء الجنوبية و الغربية ونهبتها ، بما يشمل ذلك قتل المدنيين ونهبهم وترويعهم واتخاذهم دروعاً بشرية، وفوق هذا وذاك هناك جرائم فعلتها علنآ مثل حالات اغتصاب واعتداءات جنسية ، يحدث كل ذلك و حكومة الإقليم و الولاية تتدثر بالصمت وتغض الطرف عن تلك الانتهاكات، ولم تفعل شيئاً حتى اللحظة لإيقافها، وبالتالي هي أيضآ متورطة فيها ولن تفيدها التبريرات الممجوجة بأنها تصرفات فردية ، و أجهزة الإعلام غير محايدة و لا شجاعة في نقل أحداث الجنينة فعندما يموت المجتمع قهراً قبل أن يموت بالرصاص يثبت الإعلام أنّه إعلام يفتقد إلى حسّ المسؤوليّة حيث تعمدت علي دفن احداث الجنينة الحقيقية لتتعفن.
الألاف من المدنيين تمت إبادتهم جماعيآ في مدينة الجنينة علي مدار هذا الشهرين منهم من تم اصاابته برصاصة مباشرة او انفجار دانة او رصاصة قناصة ، هناك جثث حتي اليوم لم يتم دفنها ، و الجرحي في تزايد مستمر، نواجه مشكلة في إحصائيات القتلي بسبب ضعف إمكانية حركة الناس و الهجمات و التفلتات الأمنية المستمرة في المدينة ، 11 من النساء تم الإعتداء عليهن جنسيآ (9) منهن بتاريخ 29 أبريل و (3) منهم بتاريخ 14 مايو أعمارهن ما بين "23_ 30 سنة" وليست هذه الجريمة هي السابقة لهم هناك العشرات من النساء تعرضن بشكل مباشر لإنتهاكات جسيمة بينهم أطفال و عملت ايضا علي إبادة لأكثر من 80 من المدنيين تقريبآ في دور عبادة "جامع" و حرق ما لا يقل عن 39 من المدنيين في منازلهم بالأحياء الجنوبية.
انقطعت الاتصالات منذ 19 مايو حتي الان في ظل الهجمات المستمرة التي تشنها هذه المليشيات في الجنينة حتي الان ، هناك شلل تام لحركة المواطنين و الوضع الإنساني في خطر حقيقي هناك انعدام حقيقي في المعونات الإغاثية و نستطيع ان نقول بأن سيناريو الإبادة الجماعية في رواندا يحدث الآن في الجنينة والعالم يشاهد فقط ، الأشخاص الذين لا صوت لهم في الجنينة يحتاجون إلى المساعدة بشكل عاجل ، سواء الآن أو أبدًا.
ايضآ تم استهداف النشاطيين و المدافعين عن حقوق الإنسان بشكل ممنهج و حرق و نهب منازلهم و إغتيال اسرهم ، و هناك انتهاكات خطرة جدآ لا يمكن وصفها طالتهم و الان الوضع ازداد خطورة و هناك اغتيالات و تصفية حسابات قديمة متجددة للمدافعيين جعلتهم يهربون من منازلهم لأماكن شبه أمنة و لكن لا زالوا يتعرضون لإنتهاكات جسيمة تطلب التدخل العاجل و الحماية من المنظمات .
بالتأكيد لم نكن مكتوفي الأيادي و نري المدنيين يتم تهجيرهم قسريآ و تصفيتهم و تركهم يموتون جوعآ او برصاصات مغدورة و لكن ان يدعو بعض جنرالات اتفاق جوبا كافة أهل دارفور بحمل السلاح و الدفاع عن النفس و هو يعلم تمامآ بعدم وجود السلاح في أيدي المواطنيين انه لكارثة كبري ، لطالما اعترفوا بالوجه الحقيقي للمليشيات و محاولة فضح بشاعة ما يرتكبونه من جرائم بشعة بحق المدنيين عليهم بتقديم استقالاتهم من مناصبهم أولآ و التنازل من رفاهيتهم و الإنضمام الي أهاليهم و التضامن معهم لطالما كان الخروج الي الغابة من أجل الهامش كما يزعمون و لكن لا يمكن ان تكونوا دعاة حرب لمن يواجهون مصير الموت و لا يملكون نقطة ماء او قوت يوم بحمل السلاح للدفاع عن النفس.
دفع المدنيين بغرب دارفور من أرواحهم لسنين عجاف ثمن التصرفات الطائشة لميليشيات غير خاضعة للمساءلة، و يجب أن تطاول يد المحاسبة والعدالة للمتورطين في هذه الجرائم ، طال الزمن أم قصر وإن عجزت أجهزة العدالة في الداخل عن القيام بدورها المنوط بها ، فإن العدالة الدولية متاحة لملاحقة المجرمين أينما كانت مواقعهم ومناصبهم والقوة التي تحرسهم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
اخبار سودانيزاونلاين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست