منذ إجازة ميزانية2018م ـ ميزانية الفقر والجوع ـ في يناير الماضي، التي قاومتها الجماهير في هبَّة يناير الشهيرة، وقابلها النظام بالعنف المفرط والاعتقالات، قلنا وقتها: إنها تحمل في طياتها كعادة موازنات نظام الرأسمالية الطفيلية، مزيدا من الأعباء على كاهل المواطنين لحساب إنفاقه العسكري والبذخي، والشاهد أن كل موازنات النظام وبرامجه الاقتصادية هدفت ولا زالت تهدف إلى إفقار الغالبية العظمى من جماهير شعبنا عن طريق الزيادات المضطردة في الأسعار نتيجة رفع الدولار الجمركي وزيادة الضرائب المباشرة وغير المباشرة. اليوم يحاول النظام التملص من سياساته التى أدت لهذا الانهيار الاقتصادي بدعاوى أن الأزمة سببها الفساد وأن محاربته سوف تؤدي إلى حلها تلقائياً. نُعيد التأكيد هنا أن الأزمة الاقتصادية و استشراء الفساد هما نتيجة طبيعية لسياسة التمكين والتبعية للرأسمالية العالمية،والتحطيم المستمر للقاعدة الإنتاجية في بلادنا خضوعاً لتوجيهات مؤسسات الإمبريالية البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بخصخصة مؤسسات القطاع العام والتدمير الممنهج للقطاعين الزراعي والصناعي فى البلاد،وخفض قيمة العملة الوطنية ، كما أنه نتيجة حتمية لإشعال الحروب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، والصرف اللا متناهي على الأمن والترسانة العسكرية . يتوهم النظام أنه بهذه المسرحيات سيئة الإخراج التي يدعى من خلالها محاربة الفساد ووقف التهريب سوف تنطلي على شعبنا ألاعيبه وأحابيله وأنه بين ليلة وضحاها سوف تنخفض الأسعار ويلجم انفلات السوق،ويتوقف تدهور الجنيه مقابل العملات الأخرى، وتحل الأزمة الاقتصادية، بينما يعلم شعبنا تماما أن أسباب معاناته وتدهور أحواله المعيشية، إنما هي من إفرازات سياسات السوق الحر التي ينتهجها النظام. إن اشتداد الأزمة الاقتصادية،وازدياد معاناة الناس،هي محفز إضافي لمزيد من الهبات والاحتجاجات حتى إسقاط النظام،وشعبنا العظيم قادر على ذلك مهما كانت التضحيات والنصر حليفه. كلمة الميدان الخميس ١٢يوليو٢٠١٨
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أخبار الحركة الجماهيرية السودانية
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست