** اشهد بان الزميلين: (حامد عوض ، و عمر علي) اول من دشن جريدة (المؤتمر) ، في التخلق الثاني ل ( مؤتمر الطلاب المستقلين) في جامعة الخرطوم ، و قد نشأت بذرة تحالف (التمثيل النسبي ) عام ١٩٧٩حين مزق الكيزان (صحيفة المؤتمر) :
** كان حدس الكيزان سليما حين (مزقوا صحيفة المؤتمر) لانه حيث ظهر تيار المستقلين فتلك نهاية الاتجاه الاسلامي !
اتقدم باحر التعازي لاسرة الاستاذ / حامد عوض المحامي ، الذي انتقل الي جوار ربه يوم الاثنين الموافق ٧/ديسمبر/ ٢٠٢٠ في الخرطوم ، (لزوجته ، و اولاده و بناته ، و لاشقائه ، و اهله في الحارة التاسعة/الثورة امدرمان ، و عن اسباب الوفاة ، فقد تواصلت مع اقرب ابناء الدفعة اليه ، بغرض العزاء ، و هما الاخ محمود عبدالرحمن المقيم حاليا بسلطنة عمان ، و الاخ عبدالله احمد عبدالرحمن المشهور ب (الكعب) ، الموجود حاليا بالسودان ، و من المحظوظين حيث تمكن من المشاركة في مراسم الدفن ، و عرفت منهما ان سبب الوفاة هو الجائحة / (كرونا ) ، و لكن المرض اللعين بكل اسف قد فعل فعلته ، لان صديقنا الراحل حامد عوض كان قد اجري عملية زراعة كلية قبل حوالي 15 سنة ، وظل يتعاطي ادوية تضعف المناعة حتي لا يقاوم جسمة الكلية المزرعة ! اتقدم بأحر التعازي لاولاد و بنات دفعتنا فى كلية القانون جامعة الخرطوم ، فنحن اخوة ، امنا الكلية ، و الجامعة ، و السودان من نملي الي حلفا ، و قد كانت كلية القانون ارضا خصبة للطلاب للجنوبيين ، رضعنا سويا حب السودان العريض ، و لن نتنازل عن حبنا للجنوبيين ، فهم احرار في تقرير مصيرهم ، فاما حبنا لهم فهذا ملكنا و لن نتنازل عنه ابدا .
الفقيد حامد عوض ، ورفيقه في النضال عمر علي عبدالرحمن (متعه الله بالصحة ) ، اول من دشن (صحيفة (الموتمر) الحائطية بقهوة النشاط ، باعتبارها لسان حال (مؤتمر الطلاب المستقلين ) ، و قدمت الصحيفة / الاستاذ عبدالمجيد امام الرمز الوطني الاكتوبري الشجاع ، الغني عن التعريف ، بصفته الاب الروحي لمؤتمر الطلاب المستقلين . من يريد ان يتعرف علي الدور الريادي لفقيدنا /حامد عوض في تاسيس تنظيم (مؤتمر الطلاب المستقلين في جامعة الخرطوم) فليبحث عن ذلك في غوغل ، سيجد اسم الاستاذ حامد عوض مدون بصفته اول من دعا لاجتماع لتاسيس (مؤتمر الطلاب المستقلين ) ، و ذلك منذ عام ١٩٧٧ بعد عودة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ابان فترة المصالحة الوطنية) ، الشيء الذي آلمني اني لم اجد اي ذكر لاسم (الأستاذ/ عمر علي عبدالرحمن) !
لقد تيسرت مهمتي في (البيان التفصيلي ) للدور التاريخي للراحل/ حامد عوض في تاسيس تنظيم (مؤتمر الطلاب المستقلين ) في جامعة الخرطوم ، و ذلك من خلال نعي رسمي صادر من حزب المؤتمر السوداني يعترف فيه بالدور التاريخي للاستاذ حامد عوض في تاسيس التنظيم ، و كذلك سهل مهمتي نعي آخر صادر من مركز عبدالمجيد امام للثقافة و الدراسات الانسانية ، يقر فيه بالدور التاريخي الذي لعبه فقيدنا الراحل في تاسيس (تنظيم مؤتمر الطلاب المستقلين) ، هذه الاقرارات سهلت مهمتي للادلاء بشاهدتي التفصيلية القائمة علي معاصرتي للأحداث ، بصفتي ناشط في (رابطة الفكر الجمهوري بجامعة الخرطوم) .
++ كان حدس الكيزان سليما حين حاولوا وأد (تنظيم مؤتمر الطلاب المستقلين) في تخلقه الثاني ، لانه حيثما ظهر تنظيم المستقلين ، فتلك نهاية (الاتجاه الاسلامي ) ؟!
في ذات صباح ، في حوالي عام ١٩٧٩ ، ظهرت صحيفة حائطية في قهوة النشاط بجامعة الخرطوم تحمل اسم (المؤتمر) ، قام بتحريرها آنذاك الطالبان بكلية القانون (حامد عوض حاج حامد ، و عمر علي عبدالرحمن) ، و الصحيفة هي لسان حال (مؤتمر الطلاب المستقلين) ، لم يحتمل تنظيم الاتجاه الاسلامي ابدا ، ظهور ( تنظيم المستقلين) ، ذلك التنظيم الذي سحب البساط من تحت اقدام التنظيمين العقائديين (ثنائي السياسية: كيزان/شيوعيين) ابان فترة ما بعد ثورة اكتوبر ، حيث سيطر تنظيم المستقلين آنذاك علي اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ، و تحسبا لظهور تنظيم المستقلين من جديد ، فقد انشأ الكيزان تحالفا يتكون من (الاتجاه الاسلامي + المستقلين الاحرار ) ، و هدفهم من ذلك خلق (واجهة حصرية للمستقلين داخل الاتجاه الاسلمي ) ، لذلك ، و بدافع من غريزة حب البقاء ، بادر الكيزان بتمزيق صحيفة المؤتمر الحائطية التي اصدرها الطالبان آنذاك (حامد عوض حاج حامد / و عمر علي عبدالرحمن) ، و قد وقعت الطامة الكبري علي الكيزان بسبب هذا التصرف الارهابي الهمجي ، و قد صدق حدس الكيزان ، فقد ترتب علي ظهور تنظيم (مؤتمر الطلاب المستقلين) الموت الطبيعي للاتجاه الاسلامي ، ليس في جامعة الخرطوم وحدها ، و انما انداح و تمدد تنظيم (مؤتمر الطلاب المستقلين) ليجد ارضا خصبة ، في الجزيرة المروية ، اقصد (جامعة الجزيرة)، و تلك قصة اخري ، و لن اضن بالحديث عن اتحاد التمثيل النسبي ، و اتحاد سليمان الأمين رغم ضيق الحيز ، لارتباط ذلك بالدور الوطني لفقيدنا الراحل حامد عوض .
++ تمزيق الكيزان لصحيفة (المؤتمر) يؤدي الي اصطفاف ، و تكتل طلاب جامعة الخرطوم ضد الكيزان ، و تنظيم الصفوف لانشاء (جبهة التمثيل النسبي ) ، بهدف اسقاط تنظيم الاتجاه الاسلامي:
في ذات الصباح الذي ارتكب فيه الكيزان فعلتهم الارهابية الشنيعة / تمزيق صحيفة (الموتمر) لسان حال طلاب مؤتمر المستقلين ، خصص الأستاذ احمد المصطفي دالي ركن الجمهوريين اليومي (من الساعة ١١ صباحا حتي الواحدة ظهرا ) خصصه فقط ل (ادانة و شجب سلوك الكيزان الهمجي المتمثل في تمزيق صحيفة (مؤتمر الطلاب المستقلين) ، و علي مدي ساعتين كاملتين ، شاركت جميع الفعاليات و التنظيمات السياسية ، و الروابط الاكاديمية ، و الثقافية ، و الافراد بادانة هذا السلوك الكيزاني الهمجي ، و كان لهذا الزخم الجماعي في إدانة سلوك الكيزان (ما بعده ) ، اذ تداعت الاحداث الي تكتل جميع الاحزاب و المنظمات بالجامعة ، لخلق جبهة التمثيل النسبي لتجريد الاخوان المسلمين من سلطة (اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ) ، و قد نجحت جبهة التمثيل النسبي بقيادة سليمان الامين ، و صديق الزيلعي ، و بمهارة (احمد المصطفي دالي الذي وصفه الكيزان آنذاك ( بالشيخ النجدي ) ، و انتهز هذه السانحة لاعزيهم جميعا ، فهم اهل الراحل المقيم /حامد عوض و الذين تعاونوا معه علي صناعة التاريخ . هذا ، و لقب (الشيخ النجدي ) في وصف احمد دالي هو اللقب المفضل لابن دفعتنا ( يعقوب آدم حسب الله من ابناء دارفور) ، ففي تقديره ان هذا اللقب هو (تاكيد المدح بما يشبه الذم ) ، و انتهز هذه السانحة لتعزيته في ابن دفعتنا حامد عوض ، و لا نذهب بعيدا ، فقد افلح التكتل الذي تجمع بمناسبة تمزيق الكيزان لصحيفة الموتمر ، افلح في هزيمة الاخوان المسلمين ، و لو مؤقتا ، هذا و قد اعاد تنظيم مؤتمر الطلاب المستقلين في تخلقه الثالث باعادة تنظيم صفوفه في عهد عمر الدقير عام ١٩٨٤ ، و هزم الاخوان المسلمين. و قبل ان اختم مقالي هذا عن ابن (دفتنا و محبتنا / الراحل المقيم / حامد عوض ) ، يلزمني بيان ان مصطلح (التخلقات) الذي وصفت به تنظيم مؤتمر الطلاب المستقلين ، هو ملكية فكرية للسياسي الاديب الراحل الشريف زين العابدين الهندي ، قد قرأت له كتاب (التخلق التاسع للحزب الاتحادي الديمقراطي) ، فقد كان الشريف زين العابدين مهتما بظاهرة (مؤتمر الطلاب المستقلين) ، و قد كان يعتبرهم اتحاديين ضلوا طريقهم ، و حتما سيعودون ، و قد قيل في نقد الشريف زين العابدين انه كان يهتم بظاهرة المستقلين اكثر من اهتمامه بالاتحاديين انفسهم. ختاما احر التعازي لكل الذين يعز عليهم رحيل الأستاذ حامد عوض ، و ابدأ بتقديم العزاء للاستاذة (عزة عبدالمجيد امام ) ، و زوجها و اطفالها الذين يقيمون معنا هنا في مقاطعة ويلز ، و العزاء موصول لزملاء المهنة و اصدقاء المرحوم حامد عوض في سلطنة عمان ، و الامارات العربية ، و مملكة البحرين ، حيث كان يعمل في اغترابه الطويل ، و العزاء موصول لنقابة المحامين السودانيين ، و لشريكه الدبلوماسي و المحامي سراج الدين حامد ، و عزاء خاص للاستاذ /حافظ راشد الناشط المستقل ، كتلة النشاط و التفاني العطاء من زمنه القيم و ماله و عرقه ، و العزاء للاستاذالهادي حامد الذي تدرب بمكتب الراحل و شريكه عبدالله الكعب في امدرمان ، و تحول من تلميذ الي صديق عزيز . ابوبكر القاضي كاردف /مقاطعة ويلز ٩/ديسمبر/٢٠٢٠
12-18-2020, 12:42 PM
عبدالله عثمان عبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 17795
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة