هل هو تمهيد لفرض حظر جوي فوق دارفور؟! : أمريكا تنشئ أكبر قاعدة عسكرية في شرق تشاد

Quote: الاقـتراب أكـــــــثر... قاعدة أمريكية شرق تشاد...!! تقرير: لبابة جفون المسؤول الذي أسند رأسه الى الكرسي الوثير متحدثاً عن «بركات» صعود نجم الديمقراطيين في أمريكا. مبشراً بتغيرات نسبية في سياسات أمريكا تجاه السودان كبلد وحكومة أثناء اشتداد الحملة الأمريكية ضد السودان بعد أزمة دارفور. يبدو أنه لا محل لأمنياته السعيدة بارتخاء القبضة الأمريكية من على خاصرة الحكومة.. «فالكاوبوي» الأمريكي المغامر والشغوف بالتمدد العسكري وغير العسكري بحث عن طريقة أخرى للدخول ليست بالضرورة بطرق للباب ثلاث مرات ثم انتظار الإذن بالدخول...!! فقد تصدر خبر إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية شرقي تشاد بعض صحف الخرطوم صباح الاربعاء. حيث أورد الخبر قرار وزارة الدفاع الأمريكية إقامة قاعدة عسكرية شمال شرق تشاد تعد الأكبر من نوعها في افريقيا يزيد عدد قواتها ثمانين ألف جندي وتبعد القاعدة التي يستغرق العمل فيها ثمانية أشهر بضعة كيلومترات عن مثلث الحدود الليبية السودانية التشادية المشتركة. مما يمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي السوداني. وتهدف القوة العسكرية الأمريكية التي يطلق عليها «قيادة افريقيا» الى تطويق الدول المناهضة للسياسة الأمريكية بالقارة في مقدمتها السودان الذي يرفض التجاوب مع مطالب الادارة الأمريكية نشر قوات دولية في دارفور. -------------------------------------------------------------------------------- رؤية صينية ومن المزمع ان تكون أولى مهمات القوات الأمريكية هو التدخل في أزمة دارفور حال فشل المساعي الدولية واستمرار الحكومة في رفض دخول القوات الأممية. مصادر إعلامية اخرى مطلع العام أوردت عدداً من الأنباء أهمها ما أوردته صحيفة الشعب الصينية على لسان «ليسن تشي يوان» نائب رئيس قسم بحوث الشؤون العسكرية العالمية التابع لأكاديمية العلوم العسكرية الصينية. بأن الرئيس الأمريكي بوش قد صادق على أن تؤسس القوات الأمريكية قوات افريقية قبل نهاية سبتمبر 2008م على مرحلتين الأولى في مدينة شتوتغارت بألمانيا ثم نقلها الى افريقيا وعلقت مصادر أمريكية استطلعتها الصحيفة بأن القيادة الافريقية تهدف الى تنسيق تحركات القوات الأمريكية بصورة أفضل حيث تعتبر الولايات المتحدة افريقيا مصدراً لنشوء الارهابيين ومآويهم، وقد رصد مركز البحوث العسكرية الصيني المساعدات العسكرية الامريكية في افريقيا بأنها تصاعدت من «12» مليون دولار أمريكي عام 2000 الى «23» مليون دولار أمريكي مع ارتفاع ملحوظ في مبيعاتها من الأسلحة لافريقيا بحسب ما ذكره المركز الصيني الذي أضاف كذلك المناورات العسكرية المشتركة والتدريبات العسكرية المتكررة في الدول الافريقية. وقيام قاعدة عسكرية للقوات الأمريكية في جيبوتي ونشرها وحدة عسكرية تعداد أفرادها حوالي «1700» جندي للسيطرة على مدخل البحر الأحمر وتنفيذ مهمة جمع المعلومات الاستخبارية من خلالها. وكشف الصينيون عن عزم امريكا على تأسيس قواعد ومنشآت أمامية في تونس والمغرب والجزائر وعدد من الدول الافريقية الاخرى. مع استعدادها لوضع مقر أساطيل حاملات الطائرات الأمريكية في افريقيا. أمن المنطقة وبحسب ما أدلى به الفريق آدم حامد حاكم جنوب دارفور السابق.. فإن قيام قاعدة عسكرية بالمواصفات المذكورة هو تهديد مباشر ليس للسودان فحسب بل يعد تهديداً لكل المنطقة التي ستتأثر بها بصورة كبيرة. ويضيف الفريق حامد: أمريكا نصبت نفسها شرطي على العالم ومن ضمن أولوياتها الهيمنة على افريقيا، وقد عملت على استغلال ضعف تشاد لإيجاد موطيء قدم لها في المنطقة. ومثلما لم تردعها خسارتها في فيتنام من قبل. كذلك لن تردعها خسارتهافي العراق عن السعي لاستخدام القاعدة في التدخل السريع في جميع بلدان المنطقة. عمل عدائى وبرأي بعض المراقبين فإن تحركات امريكا العسكرية هي عبارة عن التفاف حول القرار «1706» وبرأي قنصل السودان بتشاد في عهد الرئيس نميري ومدير الأمن الخارجي السابق حسن بيومي فإن وجود القاعدة الأمريكية يمكن ان يؤثر حتى دون اللجوء لأي عمل عسكري. حيث تستطيع الاجهزة المتقدمة ان تقوم بعمل تشويش على الأجهزة والطائرات وجميع الاتصالات في منطقة دارفور مما يجعلها منطقة معزولة خارج إطار السيطرة الحكومية. ويضيف بيومي تشاد وافريقيا الوسطى وقعتا على عقوات مع امريكا لقيام القواعد العسكرية فيهما. مما يُعد عملاً عدائياً واضحاً ضد السودان. لأنه في الظروف العادية مجرد القيام بدورية بأسلحة على الحدود هو عمل «غير ودي» ناهيك عن السماح لدولة اخرى بقيام قاعدة عسكرية ضخمة. تم الإنشاء وبحسب مصادر رفضت الكشف عن اسمها فإن القاعدة العسكرية التي من المقرر ان تكون مركز قيادة افريقيا قد بدأ تأسيسها قبل عدة أشهر وتم رصف طريق برى لها بطول «110» كلم يبدأ من طرابلس وينتهي عندها يتم عبره نقل الآليات والمعدات الثقيلة. ويشمل الوجود العسكري الأمريكي في افريقيا بجانب تشاد وافريقيا الوسطى دولاً اخرى مثل كينيا التي وقعت اتفاقية عسكرية خاصة مع امريكا في العام 1980م وتمكنت القوات البحرية الامريكية من استخدام ميناء مومبسا بينما استخدمت قواتها الجوية قاعدة ناينوك الجوية بالقرب من العاصمة الكينية نيروبي. وفي الصومال التي لها أهمية استراتيجية لأمريكا «باب المندب» فرضت الولايات المتحدة في ذات العام معاهدة على الصومال اشترطت اعطاء القوات الأمريكية حق استخدام الميناء الصومالي. وتاريخياً فإن السودان سعى إبان رئاسة جعفر نيمري عرض استعداده وقتها لإنشاء ثلاث قواعد عسكرية في «سواكن - البحر الأحمر» والفاشر على الحدود السودانية الليبية وفي دنقلا شمالاً. وانتهت محاولات نميري بذهابه من الحكم..! حرب المضائق وبحسب ما يقوله اللواء فيصل مسعود الخبيرالعسكري. فإن الحرب العالمية الثالثة تقوم على نظرية «حرب المضايق» مضيق باب المندب - وقناة السويس ومضيق الدردنيل ومضيق جبل طارق. فهذه الاربعة مواقع هي التي تتحكم في حركة عبور ناقلات البترول والبوارج الحربية وحاملات الطائرات وتربط بين القارات لذلك تسعي أمريكا لوضع يدها عليها جميعاً لضمان عبور آمن للبترول القادم من الشرق الأقصى والخليج. وهي تخشى من تحول السودان من «رجل افريقيا المريض» الي اللقب الجديد «العملاق النائم» لأنه بحيثيات كثيرة أصبح له وضع استراتيجي مهم. لذلك فإن انتقالها الى قيام القاعدة العسكرية هو مؤشر خطير يستدعي جلوس الجميع حكومة ومعارضة لإنقاذ مستقبل السودان من خطر التدخل العسكري. وليختتم «مسعود» قائلاً: بدلاً من نظرية الاحزاب في انتظار دخول امريكا لتسلمهم الحكم ولا نظرية الحكومة العاملة بمبدأ «علىّ وعلى أعدائى» فإن لا مخرج من هذا الواقع الذي لا مجال لتجاوزه إلا بجلوس الجميع لدرء هذه الكارثة!