|
|
 النورس المهاجر الموصلي ـ شغف المغنين بألحاني شغلني عن نفسي
|
نقلاً من جريدة الرأي العام
النورس المهاجر يوسف الموصلي..
(1-2)شغف المغنين بألحاني شغلني عن نفسي
حوار: نشأت الإمام
المبدعَ مهووسٌ بإعادة صياغة الطبيعة بالحلم والغناء والموسيقى والألوان...بينما الموسيقار مهووسٌ بالرقصِ على كل الإيقاعات...الموصلي كالعصفور ينثرُ فتافيت الوجد علينا، وينقر في ظل مواجعنا بحثاً عن حلم مقهور..الأستاذ يوسف الموصلي له حضورُ خاص بين معجبيه وإبداعاته المميزة تجلّت في العديد من الأعمال الموسيقية التي أعدها في ثَوبٍ قَشيِب، فأحدثت طفرة كبرى في الموسيقى السودانية، وهو أحد النوارس المهاجرة، بدأ مسيرته الفنية عبر بوابة الغناء الشعبي إلا أن طموحه كان أكبر من ذلك، فمن ثم التحق بمعهد الموسيقى والمسرح وتفوق في التوزيع الموسيقي والتلحين والأداء.. إلى أن أصبح مُعيداً به، أحد المحققين والمدققين، والمجتهدين والباحثين في مجال الموسيقى، صقل الموهبة والمهارة بالعلم فنال درجتي ماجستير حيث كانت الأولى في كونسرفتوار بالقاهرة والثانية في جامعة أيوا بأمريكا، ظل يمد يده للكثيرين ويقدم كل ما اكتسبه من خبرة ومعرفة في مجال الموسيقى والتلحين ، ويكفينا أن نقول إنه يُشكل أحد الرموز المُهمةِ على خارِطة الإبْداع الموسيقي في السودان، ورائد من رواد التجديد في التوزيع الموسيقي الحديث التقت به «الرأي العام» عبر الأثير الإلكتروني وهي تناقش معه فن الموسيقي الجميل رغبةً منها لإطلاع معجبيه الذين يسألون عنه كل طائر وكل عائد من السفر فإلى مضابط الحوار:
* لماذا هذا الغياب الطويل.. ولماذا الهجرة أصلاً؟
غيابي له عدة أسباب أهمها السياسية والأسرية والاقتصادية. إنه في ظل نظام سياسي يتعامل مع الفنون بطريقة تفكيره فقط يصعب عمل إنتاج فني متميز بالإضافة إلى أن النظام السياسي كان يضغط على الفنانين وكذلك معهد الموسيقى للغناء لصالحه مما أدى إلى إغلاق المعهد عدة سنوات فكيف يتأتى لفنان جاد أن يعيش في مثل هذا الجو القاتم.
* عرفك الجمهور -لأول مرة- بأغنية (بريدك يا حبيبي بريدك)، كيف تنظر الآن لتلك الأغنية باعتبارها رمزاً لمرحلة أولى من مسيرتك الفنية بالرغم من أنك قد بدأت بتقليد أغاني الحقيبة؟
''بريدك'' أغنية تم تأليفها ملحنة من الوهلة الأولى أي أنني ارتجلتها وهي تشكل بالنسبة لي تاريخاً مهماً والعجيب أن الناس يتغنون بها حتى الآن.
* ماذا أضاف لك معهد الموسيقى والمسرح؟ وهل هو الذي غير وجهتك من فنان شعبي إلى فنان يستخدم الاوركسترا؟
معهد الموسيقى علمني أن الأصوات البشرية ليست كافية لتغطية مساحة خيال واسع لفنان طموح ويعشق التعلم لقد كان إحساسي بالألحان عالياً ولكنني أواجه بان الكورَسْ غير قادر عن التعبير عن بعض أفكاري اللحنية . ولكن للاسف هذا المعهد الذي تحول الى كلية أراه يعاني من نقص الآلات والمناهج والتدريب لكوادره المؤهلة وهل يعقل أن يستمر ذلك لمدة 37 عاما (يا إلهي).
* خلف كل رجل عظيم امرأة، وزوجتك سكينة تخرجت في معهد الموسيقى والمسرح؟ هل تسهم في هذا الابداع الذي تقدمه؟ أو بالأحرى هل تأخذ برأيها؟
في حقيقة الأمر زوجتي سكينة أتمت الفصل الدراسي الأول ثم سافرت معي إلى القاهرة وغلبتها بالعيال. ولكنها تتفهم عشقي للموسيقى وتهيئ لي الجو حينما اندمج في العمل بيد أنني دربت نفسي على العمل الموسيقي والانصهار فيه وإن كنت موجودا داخل ورشة للحديد والحدادة.
* في الأسرة، أهناك من ينتهج نهجك الموسيقي؟
أبنائي كلهم يعشقون الموسيقى ويعزفون ويغنون وبعضهم يدرسها كمادة ثانوية. إنهم ينتمون لجيل الراب والبوب ولكنهم في الآونة الأخيرة بدأوا في الانتباه إلى موسيقى والدهم بشكل مذهل.
* أين وصلت مشاريعك على المستوى الخاص في مجال الدراسة الأكاديمية؟ هل أنخت بعيرك عند درجة الماجستير؟ أم أنك تعد العدة لنيل درجة الدكتوراة؟
الدكتوراة بالنسبة لي ليست هاجساً ولا الشهادات، هاجسي هو التعلم واكتساب المزيد من الخبرات وبحمد الله بعد نيلي لدرجتي ماجستير الأول من كونسرفتوار القاهرة والثاني من جامعة أيوا أحس بأنني أقف على أرض صلبة وبالرغم من أن جامعة shef field
قد أعادت تقييم ما حصلت عليه من شهادات وخبرة وأعمال موسيقية وابحاث ومؤلفات وقررت لجنتها العليا للتقييم أن ذلك يعادل الدكتوراة الا أنني ربما أفكر في عمل الدكتوراة بتمهل إما بأمريكا أو السودان أو القاهرة وفق رؤيتي المعينة لمشروعها.
* مثل ألبوم (شوق الهوى) طفرة كبيرة في تطورك الفني.. ما هي في تقديرك مقومات النجاح التي توافرت لذلك الألبوم.. وما هي في رأيك أهم سمات تطورك الفني كما تجسدت عبر أغنيات الألبوم المشار إليه؟
يقول الكثيرون إن شوق الهوى طفرة في الموسيقى السودانية نفسها وأذكر أن الموسيقار المصري البديع عمار الشريعي علق عليه قائلا (الموصلي عايز يقول لينا حاجة) وكنت قد نفذته باستيدوهات عمار الشريعي مما أتاح له فرصة السماع، لذا كان متفرداً لدى كل من استمع اليه، وذلك للمجهود الجبار الذي بذلته فيه.
* كيف تفسر عدم قدرتك على إنتاج البوم جديد يتجاوز شوق الهوى أو في مستواه على الأقل؟
* لقد أنتجت البومات على مستوى شوق الهوى من حيث التوزيع والغناء ولكن كان هنالك قصور في الدعاية والإعلان حيث إنني كنت وقتها أعمل في حصاد كشريك ومدير فني ولم أكن أهتم بالدعاية بحكم انشغالي ولكن الأعزاء بحصاد قابلوا مجهودي بأن عاملوا أشرطتي (سفر العيون) و(حبايبنا) بطريقة «زامر الحي» فانا الفنان الوحيد الذي لم تعمل له بوسترات بينما تلامذتي عملت لهم البوسترات وهاهو الجمهور يستعيد هذه الاعمال وبشغف (الخيل الحرة بتجي في اللفة).
*هل يعني تحولك للتوزيع الموسيقي لأعمال الآخرين اعترافاً ضمنياً بنهاية مشروعك كمغني ومطرب، بدلالة تناقص إنتاجك من ناحية الكم والكيف، على الأقل منذ هجرتك لأمريكا؟
* قطعا لا، ولكن شغف المغنين بأداء توزيعاتي وأغنياتي شغلني عن نفسي فكم من أغنيات ألفت موسيقاها من أجل إنتاجي كمغني تم اختطافها من قبل زملائي وانا في رضاء تام لأنني أؤمن بأن أجمل الغناء لم ياتِ بعد. أفكر في إنتاج شريطين في مقبل الأيام يكسروا الدنيا مع حفلات ضخمة ثم اعتزل كما فعل محمد عبد الوهاب واتفرغ للتلحين للشباب الجديد. أي الاعتزال في القمة فقد وزعت لأكثر من ثلاثين فناناً.
|
|
 
|
|
|
|
محي الدين الريس
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست