|
Re: فـضآئـــــــــل غـــآئــــــــــــــبة ...... (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
صديق حميم كان قد درس بجامعة الأزهر منذ سنوات ، قال لى أنه ذهب للسودان فى أول إجازة له بعد عامين و إعتاد أن يلقى بتحية الصباح على والده ، و الذى كان ينظر له بإستغراب شديد ــ صباح الخير يا حاج ... مساء الخير يا حاج ... معليش يا حاج ... سورى يا حاج و و و و .
و فى يوم كان أبوه غاضباً لشئ ما ، فما كاد يلقى بالتحية على والده ، حتى إنفجر فيه صارخاً "إنت اللّوا..ة الجيت بيها من مصر دى شنو ؟؟؟ ما تمشى مشيك ساكت " و أسقط فى يد صديقى الذى كان يظن أن والده إنما كان سعيداً بتمنيات الخير الصباحية ، و التى كان يلقيها على ... الحاج !!!!!!! .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـضآئـــــــــل غـــآئــــــــــــــبة ...... (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
مرة ، و فى أحد السمنارات المقامة بالجامعة الأمريكية ، كان المحاضر رجلاً مهيباً و مرموقاً ، ذو مكانة و صيت أكاديمى ، تسبقه سمعته ، و شهرته أينما ذهب ، لكن كل ذلك لم يشفع له عند أحد الأخوة السودانيين ، و الذى طالبه ، و بصورة أقرب للوقاحة منها للطلب ، بأن ( يزِح) شوية من عند المنصة الأمر الذى دفع بالبروفيسور رئيس القسم لتوبيخه على طريقة زجر و توبيخ الأطفال ، و قال له بصورة آمرة ، Say Please , say please....say it
و إمتلأ كل السودانيين بالحرج و الحنق على هذا ( المتخلِّف )...
لكنها التربية ، و السلوك العام عندنا ، و لا ذنب للرجل فى طريقته الفظّة تلك
و .... ياهو ده السودان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـضآئـــــــــل غـــآئــــــــــــــبة ...... (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
شكرا اخونا عبدالله على فتح هذه النافذة ...
تعرف مره كدة مشيت الدكان فى الحى بتاعنا واشتريت منه حاجات وكنت واقف بتونس مع صاحبى المهم لما انتهيت دفعت ليهو القروش وقلت ليهو (شكرا) البنى أدم ده بحلق فينى باستغراب لما اختفيت من انظاره ..
قابلت صاحبى بعد كم يوم قال لى تتذكر لما اشتريت الحاجات وقلت لبتاع الدكان شكرا قلت ليهو ااااااااى .. قال لى الراجل لغاية هسه ماقادر يصدق انو فى زول بيدفع قروش وبيقول شكرا ...
هذا قليل من كثير ... فعلا نحن تعاملنا جاف ... حتى اظن انه فى بيوتنا نفس الشئ ... وطبعا حبيبتى أو حبيبى دى لو قلتها او قلتيها تكونى كفرتى بما انزل على محمد (ص) ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فـضآئـــــــــل غـــآئــــــــــــــبة ...... (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
جدى حامد كان حاداً فى طباعه ، صعب المراس ، يخشاه الكل و يتحاشون الإحتكاك به ، أو إغضابه ، فقد كان سريع الإنفعال و "جرّه لعصاته" كما قال الراوى عن محجوب ، لكن و برغم هذه الخصال الملتهبة ، كان يتمتع بضعف غريب ، و طيبة فريدة ، و فى حضرة الموت ، كان لا يتوانى عن البكاء ، و بأعلى صوته غير آبهٍ بالدهشة المرتسمة على وجوه الذين لا يعرفونه ، و لم يسبق لهم رؤية غزارة دمعه ، أو سماع إنتحابه العالى و كانت النساء تسمعن عويله بالطبع ، فيقلن ، " كُرْ على ، حامد فاض بيه" ، فيبدأن جولة أخرى من البكاء الحار ، و المضنى و الموجع للقلوب ، كان جدى حامد يعرف كيف يعبّر عن كل إنفعالاته ، و يعرف كيف يقول للأحياء ، أنا أكرهكم ، و للموتى .... أنا أحبكم و أفتقدكم ، و هاهو دمعى ، و الذى لا أخجل منه دليلاً ساطعاً على ذلك .
رحم الله جدى حامد ، الرجل البسيط الذى عرف ، كيف يصرّح عن مكنوناته ، و على مرأىً من الاخرين .
| |
|
|
|
|
|
|
|