التجانى يوسف بشير -الى بكرى ابوبكر ومعتصم الحارث

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 07:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-05-2007, 03:34 PM

احمد حماد ادريس
<aاحمد حماد ادريس
تاريخ التسجيل: 11-05-2006
مجموع المشاركات: 311

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التجانى يوسف بشير -الى بكرى ابوبكر ومعتصم الحارث


    كان شاعرنا مستعجلا لم يعش طويلا - التجانى المولود فى عام 1912م اقتطفته يد المنون وهو ابن الخمسة وعشرون ربيعا فى عام 1927م -بعد ان انهكه الداء الوبيل الذى اناخ بكلكله على رئتيه دون ان يستطيع التغلب عليه وانى له ذلك والفقر المدقع لا يسمح له باشباع رغباته وحاجاته الضرورية او الاستمتاع بوقت فراغه او الخلود للراحة -- ولربما ساعد على تدهور صحته تشاؤمه وعصبيته وضيق خلقه فى اخر عمره -ويصعب ان نحدد الوقت الذى الم به المرض -وان كان من المسلم به انه مات نتيجة لداء الصدر وان المرض كان ذى اثر فعال على نفسه -ويغلب الظن ان المرض اشتد على التجانى وعانى منه خلال سنتين او ثلاث --وانه ضاق ذرعا به حتى انه ابتعد عن اقرب اصدقائه كما نفر من الجلوس مع الناس بل ذهب الى ابعد من ذلك احيانا - اذ كان يامر والده اقرب الناس اليه بالابتعاد عنه -حتى استشعر بقسوته فى مواجهته -ولكن اغلب الظن ان التجانى المسكين كان ينوء تحت اثقال الداء الذى مزق صدره وحطم امانيه وجعله قاب قوسين او ادنى من الموت اذ كان داء الصدر يومئذ فتاكا بل داء عضال والشايع ان لابرء منه وان علاجه مستعصى بل مستحيل فى السودان ولذلك يئن ضحيته تحت رحمته - ومن ثم احس التجانى بان الداء اختزل جسده اختزالا بل شوى عظامه فى حرقة بالغة وامتص دماءه حتى ضعف عوده واصبح هيكلا عظميا لا يستطيع فكاكا او حراكا وغارت عيناه وارتجت اوصاله واستبد به الهم بقى وحيدا من منا لايكون وحيدا عند الحب وعند الموت -حتى صرخ وهو يرثى نفسه قبل وفاته بفترة وجيزة فى القصيدة التى بعثها لصديقه الشاعر محمود انيس الموظف فى تلغراف السكة حديد فى الخرطوم


    يا انيس الحياة يقطر منك الطيب نبلا وتعبق الاخلاق
    يا اخا الروح عادنى منكم الغيث كثير وليس فيه ابتراق
    غمرتنى نعمى يديك على حين تجنت على هواى الرفاق
    ما على القلب منهم وبحسبى صاحب ملء روحه اشفاق
    ايها الشاعر المجيد ومجد الشعر مما تدوى به الافاق
    ارايت الصديق ياكله الداء ويشوى عظامه المحراق
    ما رد هذه السقام ولكن صبره الجم للضنى رفاق
    جف من عودى الندى فتعرى وتنفث من حوله الاوراق
    وذوى قلبه النضير وقد كان له زمانه تخفاق
    رحم الله عهده فلئن عاد فضدى لدهرنا ميثاق
    وانا اليوم لا حراك كان قد شد فى مكمن القوى اوثاق
    بث استنشق الهواء اقتسارا نفس ضيق وصدر ضاق
    وحنايا معروقة وعيون غائرات ورجفة ومحاق
    ما لنا دون ذا احتيال فان الله فى علمه الشئون الدقاق
    لى رجاء فى رحمة الله لما وسعت فى الحياة لما يطاق
    فالشفاء الشفاء يا رب والعفو وزدها قوى اذاها الوثاق
    كيف اجزيك يا انيس ومالى من يد الجزاء مثلى تساق
    فالقريض الذى تقدر لا اعلم ان كان فى الجزاء يستشاق
    فاحتفظها ذكرى فان مت فاقرا بينها الحب ما عليه مذاق
    او ححيينا فسوف نقرا فيها فترة لا اعادها الخلاق

    كتب الاستاذ/ محمد فهمى فى كتابه -روائع شعراء الجيل - ننشر هذه النفثة الحارة من نفثات الشاعر الماسوف عليه المرحوم التجانى يوسف بشير وهى قصيدة من اسمى ما قرات من الشعر فى روحها وفى معانيها وفيما تحمل من اسى وشجن ومن دموع ومن الام -

    هى قصيدة من قلب ممزق قد نال منه تنكر الصديق ومجافاة وقسوة المرض والاذى المتكالب ومالاقى فى حياته من عذاب واخفاق فخرجت صادقة مخلصة - هى قصيدة متفجرة من نفس شعرت بانها فى كل ساعة يتردد عليها الاضمحلال وتتعادى نحوها ذئاب المنايا غير رقيقة ولا لينة ولا هينة -والقصيدة موجهة لصديقه الشاعر الكبير انيس -- كان التجانى ذا حساسية عالية وقد زاده المرض احساسا بقيمة الصحة والعافية وترسبت فى نفسه من جرائه الاما دفينة عميقة اذ انك لاتجد فى قصيدته الاخيرة روح التجانى المتحررة الثائرة ولكنك تجد نفس الانسان الضعيفة المستسلمة -- لقد كان المرض احد الاسباب التى جعلت طعم الحياة مرا فى نظر التجانى وكان من بين الاسباب ايضا فصله من المعهد - ولكن لعل السبب الرئيسى لبؤسه وبؤسنا هوماكان يعانيه - وما نزال - من الفقر والجوع وتدنى مستوى المعيشة فى سوداننا -


    ونواصل المقارنة بين التجانى يوسف وشاعر تونس الخضراء ابو القاسم الشابى -اذا سمحت يا ابوبكر
    لانه لابد من استجماع تركيز الذاكرة عن هذا الموضوع الهام والكلمة المكتوبة امانة عظيمة ومسئولية جسيمة -
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de