|
|
 ... أسئلة حيرتي ... لم أجد لها إجابة في الدنيا... سوف يخبرني بها ربي يوم القيامة ...
|
من منا لم يقع له حادث أو مر بتجربة في حياته وظلت عالقة بذهنه ولم ينسها مهما مرت به الأزمان، والغريب في التجربة انه لم يعرف حتى الآن من هو / هي مسبب هذه الواقعة أو الحادث.
أنا شخصياً مررت بعدت وقائع أو قل أحداث، بمختلف مراحل حياتي لم أنسها وبرغم مرور أعوام كثيرة على بعضها، فتكونت عندي أسئلة من جراء هذه الأحداث لم أعرف لها إجابة في الدنيا حتى الآن ... مازالت تؤرقني هذه الأسئلة كلما تذكرت الموقف ... ولكني ... إن شاء الله ... سوف أعرفها يوم القيامة من رب العالمين عند محاسبة العباد ؟!....
(1) السؤال الأول :
في عام 2002م وتحديدا شهر نوفمبر – حيث اعتدت ان اذهب في إجازاتي السنوية للسودان لاعتدال المناخ في هذه الشهور من السنة، وهذه المرة كانت إجازتي مميزة حيث اصحب معي ولأول مرة أبني (أحمد) الذي رزقني الله به بعد ثلاث سنوات من الزواج وكان وقتها عمرة قد شارف على الثلاث السنوات – وكنت قد انقطعت عن ذهابي للسودان أيضا ثلاث سنوات وذلك بسبب ولادة ابني البكر.
لم أتعود أن انقطع عن السودان كل هذه المدة، وحتى وأنا طالب بمصر كنت اذهب سنويا في الإجازات، وداومت على هذا النهج وحتى وبعد اغترابي - اسعي كل جهدي أن اذهب للسودان ولو لأيام معدودة سنويا أو كل سنتين.
وكما أسلفت الذكر كنت علي درجة من النشوة والفرح في هذه الإجازة بالذات لا توصف - حيث كنت بشخصية مختلفة (( خااااااااالص)) ياسر مع زوجته وابنه – مش ياسر الطالب أو المغترب العذابي – طعم خاص نشوة ممزوجة بالمسؤولية وأنا بمطار المغادرة من الإمارات متجه للسودان مع الأسرة – وصول الطائرة للخرطوم بالليل – استقبال من الأهل من نوع مختلف خالص من الاستقبال لم أعده من قبل – وجوه لم أتعود مشاهدتها بالمطار جاءت تلك الليلة لاستقبالي– زمان كان الاستقبال محدود وسريع في أغلب الأحيان تكون أمي وواحد من أخوتي مع ود الجيران (لزوم السيارة) – أما الليلة هناك أمي وأختيّ ( يعني 2 أخت) وثلاثة أو أربعة من إخوتي – أبوي متوفى – بالإضافة إلى أبو وأم وإخوة زوجتي وكمان الخالات وممثلة من العمات وجزء من أولاد الخالات والعمات وووو امة كثيرة حتى الآن كلما أذكر واحد منهم ابتسم في سري – هل آتي لمشاهدتي ام مشاهدة زوجتي (بت خالتي لزم) او جاء لمشاهدة أحمد ؟؟ أغلب الظن لمشاهدة كل أفراد الأسرة الجديدة ...
ذهبنا من المطار سيدا (طوالي) الي بيت خالتي (أم زوجتي) وقضينا الليل هناك وسط جو من الونسات والنقاشات والسلام الهمجي ( عدة أصوات تسلم وتسألك في آن واحد - حنية أهلنا الغير منظمة التي تجبرك للرجوع إليهم مرات ومرات وتبكيك غصب عنك) وبكاء ابني أحمد الذي لم ينقطع ابدأ من جراء الجيوش الكبيرة التي تهجم عليه بالقبل (بالبوس) الإجبارية التي لم يتعود عليها من قبل، لم اصدق أن انفض الجميع لبيوتهم في وقت متأخر من الليل– بعد تناول طعام العشاء الذي لم افهم طعمه ولم أتذوقه جيدا من جراء التعب وحرارة الاستقبال وكثرة السؤال ؟؟؟!
قبل أن تذهب أمي قالت للجميع – هوووي – بكرة الجمعة إن شاء الله اليوم مفتوح عندنا بالبيت – فطور غداء عشاء - بكرة كرامة ياسر وأولاده
وأنتي يافلانه ما تنسي تكلمي فلان والأولاد ...
وأنت يا فلان جيب معاك الأولاد وأمهم ...
وأنت يا عم فلان عليك الله كللكم بصمة خشمكم تجو من الصباح ...
وأنت ... وأنت .... وأنتي ... وصاية لكل الموجودين واحدا واحدا مع الحليفة للمجئ وقضاء يوم بكرة الجمعة ببيتنا العامر بالجريف غرب – محطة سبعة (بيت أجار)
بكرة الجمعة صحيت من الدقش (الساعة ثمانية) بعد ليلة عديتها كلها في الحسابات وتوزيع القروش حيكون كيف ومن أين أبدأ –
اولا اطلع مصاريف اليوم المفتوح
وثانيا مصاريف الوالدة والإخوان
وممكن استغل وجود الحبوبات والخالات والعمات عندنا بكرة بالجريف واغمد لهم شويه مصاريف –
ولا أحسن أأخر الخطوة دي لحدي ما أزورهم في بيوتهم (ده رأي سليم) –
طيب اصرف كم دولار ،،، كيف ومن وين –
لأ ... اهم شئ اقوم امشي السوق العربي سريع – ميدان ابوجنزير- استلم القروش الوصيت ليها (الطيب) بالإمارات لسلمني ليها قروش جديدة لنج فئة 200 دينار خضراء في حدود ألف دولار استلمهم بالإمارات مقدما – لانو الطيب ده صديق ممكن ارتب لي قروش جديدة بالسودان –
أول ما وصل تفكيري لتلك النقطة – نطيت من السرير ولقيت الساعة ثمانية.
يتبع غدأ ... إن شاء الله
ياسر نجيلة
[email protected]
[email protected]
[email protected]
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: ... أسئلة حيرتي ... لم أجد لها إجابة في الدنيا... سوف يخبرني بها ربي يوم القيامة ... (Re: ياسر نجيلة)
|
بسرعة استحميت ولبست ملابسي وطلعت طوالي بدون ما يشوفني زول بالبيت عشان ما اتأخر بطقوس الشاي المعهودة – وهسع كمان ما عندي نفس عشان اقعد ليهو بمزاج – خليني احصل أجيب القروش (أمي اكيد منتظراني).
أمجاد من أمام بيت نسابتي بالرياض وعديل لميدان أبو جنزير – واتفقت مع السواق أن ينتظرني عشان ارجع معاهو من مكان ما أخدني ...
وفعلا استلمت القروش الجديدة (المامسخرة) لم يتداولها بشر قبلي – متكيف 24 قيراط لدقة استلام المبلغ بالعدد والمواصفات التي اتفقت بها مع الطيب (الله يعطيك العافية يا الطيب أنت والمعاك)
وطوالي بالأمجاد وبالعكس لبيت النسابة – وأول 20 ألف جنية طلعت من الكيس لسواق الأمجاد حسب الاتفاق (طبعا هناك تحذير قديم لكل مغترب بعدم شيل الشنطة السامسونايت بالاسواق خاصة)
لقيت ليك نسابتي واقفين ليك بكراع واحده - كيف اطلع بدون شاي – وخاصة انو الخالة كانت مفتكراني مشيت لامي بالجريف بدون شاي – طبعا حتكون نقطة سوده بتاريخها لو عريس بتها في أول زيارة ليهو طلع بدون شاي ؟؟؟ ربنا سلم – ارتاحت الخالة وهدأت - اكثر من راحتي باستلام القروش - لما عرفت إني لم اذهب لبيت أمي ولم اشرب الشاي من اساسو ؟؟؟؟ !!!!
قعدت شربت الشاي بنفس وكيف فقدته من زمااااااااااااااان – الكيف والشهية التي فقدناها في زخم الغربة التي حولت الجميع إلى آلة في كل شئ حتى في الأكل والشراب ...
المهم تحركنا كلنا إلى بيتنا بالجريف – هم ما كتار- زوجتي واختها وأخوانها الاتثين وخالتي – أبوهم قال ح احصلنا بعد صلاة الظهر.
وصلنا بيتنا بالجريف – الاستعدادات خلعتني – امي جابت القروش دي كلها من وين وانا لسه ما اديتها أي حاجة وكمان ما حولت ليها من الخليج لأني جاي إجازة – وزى ما عارفين أبوي ميت وأنا اكبر إخواني ؟!!!.
منعونا من دخول البيت لحدي ما اذبحوا الخروف أمامنا – وقدر ما حاولت ان اقنع الجزار أن يذبح الخروف بعيد عن خشم الباب رفض بشدة – ليه ماعارف ؟!!!
يتبع ،،،،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ... أسئلة حيرتي ... لم أجد لها إجابة في الدنيا... سوف يخبرني بها ربي يوم القيامة ... (Re: ياسر نجيلة)
|
دخلنا البيت ... وهناك نوع من الضجة في مثل هذه المناسبات منذ صغري لم اعرف مصدرها – هل هو صوت السلام والونسة ام صوت الحلل والصحانه
هل هو صوت الكوانين والنار ام صوت الاطفال الذي يطغي علية صوت الكبار
أم صوت تكسير اللحم والعربات من الخارج ،،،
وأهم شئ امتزاج روائح الأكل مع العطور والبخور وخاصة عطر النساء ليزيد من عمق وغرابة الضجيج ،،،
كل هذا ممزوج بفرحة التحايا والسلام الذي يتفنن فيه بعض الأخوان ويعتصر ضلوعك عصرا بترحاب يتناسب وشدة (العصرة) ؟؟!!
كل هذا يحدث بفرح حقيقي – حيث ضاعت الإلفة والمحبة وسط هرجلة غربتنا ,,,
انتصف النهار وصار البيت اكبر مما كنت أتصور – نساء كخلية النحل يعملن ويتونسن في آن واحد –
شابات يعملن الشاي ويغسلن العدة - طبعا مع الضحكات والحكايات –
شباب من عمر عشرة سنوات الى 17 سنة بدونهم لم تقوم هذه الوليمة – امشي جيب العيش امشي جيب الثلج ... امشي جيب بنزين للمولد الكهربائي (في هذه الإجازة بالذات كانت الكهرباء تقطع من الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة السابعة مساءا يومياً – ده نصيب أهل الجريف في الكهرباء ويختلف زمن القطع بالأحياء والمناطق الاخري – امشي جيب وجيب وهم يلبون هذه الطلبات ويحضرونها بكل دقة وحيوية برغم حرارة الشمس في هذه الساعة.
هناك مجموعة (الجلاكين) الآباء والأعمام والخيلان يجلسون لوحدهم في ركن من الصالون وكلمة يا ولد (جيب) لم تسكت حتى بعد تفرقهم.
واهم شلة هي أصحابي زملاء جيلي كنا نجلس في غرفة بالسطوح – والكتشينة مدورة – لا تخلو أي إجازة من شلة الكتشينة هذه، وهم أبناء عمومتي وإخوتي وأزواج (اختيّ الاثنين) وواحد أو اثنين من الجيران بالإضافة إلى خالي وزوج خالتي والاثنين اسمهم (عاصم).
ولي عشق خاص بالكتشينة وخاصة عندما اذهب السودان في الإجازة – ليس هناك مكان وزمان في الغربة لمزاولة تلك الهواية – عشان كده برجع بحرمان السنين لإشباع تلكم الهواية؟
وهذه كانت أول نقاط خلاف مع زوجتي عندما شاهدت عدد الكشاتين المهول الذي أحضرة معي للسودان –
وكانت تصرخ بصوت يشوبه الزعل العميق : هسع لو اشترينا بقروش (السجم دي) هدايا للأهل مش كان أحسن؟!
كنت أقول ليها ببرودي المعهود في مثل هذه المواقف : السجم دي المودياني السودان بعد أمي – وأنا عودت أصحابي وبعض الأهل الهدية تكون كشاتين – وهم يفرحون بها أحسن من (الدلاقين دي)؟ الدلاقين = الملابس .......
بالعشرة وتكرار الإجازات عرفت إنني لايمكن أن أتخلى عن هذه الهواية التي أترصد لها الإجازات.
وهناك أهم صالة (برندة) في البيت حيث تجلس نساء صديقات خالتي التي تصر دوما في أي مناسبة بالأسرة من وجود (مداحة لمدح الرسول (ص)) وكانوا مجتمعون يمدحون بالطار – في أغلب الأحيان لم افهم ماذا يمدحون – أو قل لم أعطي نفسي التركيز الكافي لفهم ما يقولون ولكن كان لزاما على أن أمر كل فترة (وأنقط) المداحات من القروش الجديدة ؟؟
كان هذا اليوم من أطول أيام حياتي – في يومين طوااااااااااااااال كمان ما مكن أنساهم حيث تعرضنا لحادث سيارة كلنا - أنا وزوجتي وأولادي أحمد وعمار و حقيقة هذا أطول أيام حياتي – لنا عودة بالتفاصيل إن شاء الله إذا سنحت فرصة ....
تفرق جمع الأهل بعد الساعة العاشرة مساء – طبعا آخر شلة تفرقت هي شلة الكتشينة وأول شلة مشت هي شلة المدائح؟!
.... يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: ... أسئلة حيرتي ... لم أجد لها إجابة في الدنيا... سوف يخبرني بها ربي يوم القيامة ... (Re: ياسر نجيلة)
|
الله علي سردك..عشت في معك تفاصيل جميلة في نقائها وبساطتها..
أصوات.. وحديث ..واهل وحبايب..ونسة سنين تتسابق للحكي عن نفسها فتغرق في زحمة الأصوات..
لكنها لا تفوت عن وعي الذاكرة المحبة..
تعجبني تفاصيل التفكير في الغير.. وتقسيم الأموال والتي قطعا لن تكفي للتوزيع كما نتمني..
ولكن الفكرة نفسها عندما تأتي لرؤوسنا تملئنا محنه وأمل..
ذلك الضجيج الناتج من السلامات.. العطور..البخور ومختلف الأصـوات.. وكبارنا جالسين فرحين
باللمة وأهلها..حين تصبح طلباتهم اوامر حبيبة بأدب جم يلبيها الجميع في فرح...
أتابع معك..وأشـواقي للقاءات مماثلة طاغية علي اي شئ آخر..
شـكرا أخي ياسر...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ... أسئلة حيرتي ... لم أجد لها إجابة في الدنيا... سوف يخبرني بها ربي يوم القيامة ... (Re: ياسر نجيلة)
|
امتع لحظات يومي عندما اطلع السطوح للنوم – كل أيام إجازاتي لا يمكن أن أنوم داخل الغرف حتى لو جابو لي كل مراوح ومكيفات الخليج - واعتدال الجو في تلك الشهور – سرير وسط السطوح مع الهواء العليل بتاع الجريف – هنا يكون غسيل سنين الغربة وانتعاش الروح واسترداد ما سلبته الغربة من شبابك
في إنتظارالهواء الطبيعي وشمس الصباح التي نسيها كثير من المغتربين ؟؟
طلعنا كلنا السطوح للنوم – امي وأخواني أما أختي وزوجها وبنتهم الطفلة (ساكنين معنا في نفس البيت) ناموا تحت بالحوش.
وكان قبل طلوعنا السطوح للنوم اخفيت شنطتي السامسونايت بدولاب غرفة بالمنزل قالوا لي باب الغرفة دي بتقفل كويس وبعيد عن ممر البيت، والشنطة طبعا بها كل الفلوس (الدولارات وربطة الفلوس السودانية الجديدة التي لم استخدم منها إلا الفكه في حدود 350 ألف جنية فقط) طبعا دي أول إجازة لي بعد الزواج ولذلك جبت معاي كل الفلوس التي اشتغلت بها بعد الزواج لمقابلة كل الأزمات في السودان وكذلك عشان ما انقطع في الإجازة واظهر بمظهر غير جميل أمام زوجتي وأهلها ...
وما تنسو كمان عندي ولد – لازم أكون مستعد لكل طارئ – علاج مثلا –
وبعدين قلت ياولد عندما تخلص الإجازة بمزاج، وفضل باقي قروش ممكن ترميهم في قطعة أرض صغيرة أو حتى ترجع بهم تاني الإمارات - اصلو انسياب العملة من وإلى السودان بقي ساهل وما معقد زى زمان (اقرارعملة وغيرو) حسع ممكن تدخل بأي مبلغ وكمان ممكن تخرج بيهو؟؟
وبها كذلك الجوازات وتذاكر السفر وكذلك دهب مرتي (عدد 2 طقم دهب جديد لزوم الإجازة ماهبشتو) وكمان حباسات أعطتني لها زوجتي بعد أن طلعتهم من يدها عشان تشارك البنات في اعداد الطعام – كلنا أهل –
وزمان قالوا احفظ مالك بدهب أحفظمالك – وهسع أحبس مالك بحباساتك (الحباسات غويشات دهب كبيرة جدا) اخدتهم منها ورميتهم بالشنطة – باختصار الشنطة فيها كل ما نملك ماعدا الملابس ؟؟!!
ووضعت الشنط الاخري التي بها ملابسي والهدايا بغرفة ثانية.
نمت ملئ جفوني تلك الليلة صحيت عند منتصف الليل بعطش شديد جدا - كنت عاوزاقوم أشرب مويه – ومابين التفكير بالنزول للشراب ومداعبة النعاس، نمت تاني أعمق من الأول ...
صحيت على يد تهزني برفق – فإذا بها أمي تجلس بحافة السرير وتهزني
- ياسر ... ياسر ... ياسر ولدي قوم
- صحيت ... وبدأت أفتح عيوني
- ياسر قول حسبنا الله ونعم الوكيل
- يمه في شنو – اقولها بشويه خلعه
- ياولدي قول بسم الله – وحسبنا الله ونعم الوكيل
- لارد مني وأحاول أن استوعب كلام أمي
- امس جانا حرامي وسرق كل حاجاتك – قول الحمد لله
- لا حوله ولا قوة إلا بالله – أقولها بعد أن استعدت جزء من وعي – سرق شنو
- تقول امي بصوت باكي سرق كل شئ يخصك وخاصة الشنطة بتاعتك – هداك البيت كلو مكسر ومقلوب وحاجاتك مافي ,,,
استوعبت الزمن كذلك وكانت الساعة تقارب السادسة صباحا بتوقيت البكور – يعني الساعة الخامسة بالتوقيت الطبيعي ,,,
نزلت مسرعاً في ثواني من الدرج وهي خلفي وشاهدت جميع أبواب الغرف (وهي من الحديد والزجاج) واضح عليها الفتح بالقوة والحديد ملتوي،
أولا دخلت الغرفة التي بها السامسونايت ووجدت دولاب الخشب مكسور وكل الملابس وخاصة الملايات التي أخفيت شنطتي خلفها في الأرض، والشنطة فقط اختفت لم يسرق أي شئ في الغرفة، سوي الشنطة السامسونايت ؟!!!
ذهبت للغرفة الثانية التي بها شنطة ملابسي والهدايا – نفس المنظر كل الملابس (مفرورة بالأرض) عرفت لاحقا سرقة فتايل الريحة وكاميرا ديجتال جديدة وترك الملابس وصناديق فتايل الريحه (أخد الريحة بدون الصناديق) والكاميرا بدون الجراب بتاعها (كانت الكاميرا موضوعة في جراب من الجلد الملون جميل وجذاب جدا ليسهل حملها وتعليقها في الكتف)
كل غرف البيت مفتوحة بالقوة وكل الدواليب مكسرة ... وكل الملابس على الأرض (منظر عام للبيت).
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ... أسئلة حيرتي ... لم أجد لها إجابة في الدنيا... سوف يخبرني بها ربي يوم القيامة ... (Re: ياسر نجيلة)
|
>
- اخوك حسن وعاطف (زوج اختي) مشو يبلغوا الشرطة – قالت أمي ومازالت تنتحب
- الحمدلله على كل شئ قلتها والعبرة تخنقني
في لحظات مر بخاطري الجوازات والتذاكر – كيف لى ان ارتب الجوازات والتذاكر – والأهم من ذلك الإقامات كيف التصرف وكيف الرجوع للإمارات بدون الإقامات – دي فعلا زي ما بقولوا ميتة وخراب ديار ؟؟
اصبت بحالة من الدوار وضيق صدر غير طبيعي – وشويه كده ممكن اطلع كل الفي بطني ....
نسمع طرق على الباب
يذهب أخي الآخر لفتح الباب
اسمع صوت شخص يقول ده بيت ناس ياسر نجيلة
- نعم – يرد اخي
- في شنطة سامسونايت (مجدوعة) خلف البيت بالميدان وفيها اوراق باسم ياسر نجيلة
- وين – قلتها بسرعة وكنت قد وصلت إليهم – انا ياسر
- تعال معاي
مشيت خلفه معي أخي وأمي ... وأنا راسي لافي - وبطني بدت تتحرك لأعلي ...
اخذنا الرجل الى خلف دارنا (اللفه كانت طويلة شويه) وعندما وصلنا أول الميدان خلف البيت أشوف من بعيد شنطة سوداء ملقية تحت الحيطة، وهناك حولها بعض الأوراق المبعثرة كلما نقترب تتبين نظافة الأوراق وسط أكوام الزبالة وأكياس البلاستيك وورق الجرائد القديم
وعندما اقتربت أكثر اشاهد دفاتر خضر فوق الشنطة وحولها
اقتربت اكثر وكنت ارتجف وتبينت تماما بأن اللون الأخضر ليس هو إلا الجوازات – كان أجمل لون أخضر أشاهدة في حياتي – انها فعلاً الجوازات – جوازي وجواز زوجتي وابني – كاملة سالمة لم تمزق ...
وبعد أن أخذت الجوازات وجدت تذكرة على الأرض بجانب الحقيبة وعندما رفعت الحقيبة وقعت باقي التذاكر وأوراقي الثبوتية الاخري – الجنسية بطاقة المغترب شهادة الميلاد بطاقة التجنيد رخصة القيادة (لدولة الإمارات) واراق جهاز المغتربين عن طيلة فترة اغترابي – صح هي سنين اغتراب طووووووويلة جدا – وبالتالي الأوراق رزمة كبيرة شديد ...
بعد أن استلمت الشنطة والمستندات المهمة – كأنما الروح ردت إلي مرة ثانية
وقلت لأمي وأنا أحاول أن أبتسم – يما ... أنا ما اتسرقت ... خلاص نرجع البيت – الحمد لله – قلتها بوعي وإحساس كامل هذه المرة ...
- الحمد لله يا ولدي تقولها بفرح (أمي)
أخذت الشنطة في اتجاه البيت ولم أخطو خطوتين – إلا واسمع صوت رجل يقول
- ده ماخد الشنطة دي وماشي وين ....
التفت لمصدر الصوت – وقلت : ليه ... في شنو
- قال نفس صاحب الصوت : ده حادث سرقة ولازم تخلي الشنطة في مكانها لحدي ما يجي البوليس ...
- فكان ردي هذه المرة : دي شنطتي وانا المتضرر وانا حر أيلغ ولا ما ابلغ ؟
- توجه نحوي رجل من الجموع بدأ في تعريف نفسه : أنا العقيد معاش بالجيش فلان الفلاني ساكن بالباب ده ..... وأشار لبيت مقابل للميدان ... لازم تخلي الشنطة في مكانها لحين حضور الشرطة ...
- مباشرة أخرجت الجواز بتاعي وقلت ليهو في حسم وإصرار: أنا اسمي ياسر .... وصاحب الجواز والشنطة دي – وساكن في البيت ده – لو عندك أي اجراء او كلام خلينا ندخل البيت – بس الشنطة ما بسيبها في الشارع ...
والتفت للناس وقلت ليهم : في واحد الشنطة دي بتاعتو – عموما عرفتو اسمي كلكم وانا ساكن هنا .... العندو حاجة احصلني .
وذهبت للبيت مع أمي دون أن ألتفت لهم ثانية ... وتركنا أخي يتحدث مع بعض الجيران لأنه يعرفهم ... بس كان بقول ليهم في شنو .. ما سمعتوا ...
دخلنا البيت أنا وأمي وقد استرديت الكثير من هدوئي واتزاني وطول الطرق أنا أحمد الله على وجود الجوازات والتذاكر والأوراق الرسمية الاخري ... هسع الحادث بقي ميته بس ....
حرامي ود حلال – قلتها في سري ببسمة على فمي وانا انظر الى البيت المبعثر؟؟!!
معليش ماتملوا مني ... أنا عارف السالفة طووووووويلة .... حنواصل أن شاء الله
.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ... أسئلة حيرتي ... لم أجد لها إجابة في الدنيا... سوف يخبرني بها ربي يوم القيامة ... (Re: ياسر نجيلة)
|
العزيز نجيلة
والله عشت معاك الاحداث لحظة بلحظة قبل السفر وساعة اللقاء
يوم الكرامة ولمة الحبان
ولما مشيت السوق تبدل القروش انا افتكرت الراجل اخذ الدولارات
وذاق منك ذى ما بيعملو !
لكن اتاريهو القدر متربص بيك واتشالت الدولارات كلها
بقول المال تلتو ولا قتلتو
والبركة فيك
ودا ذكرنى لما كنا طلبة فى مصر وراجعين السودان والشغالة عاوزة
مننا 2 جنيهه باقى الحساب وكنا عاوزين نذوق منها الا انها طبت
علينا فى اخر لحظة واخذت الـ 2 جنيهه اللى حيلتنا
واتاريها هى كمان القدر متربص بيها ووقعت منها الـ 2 جنيهه فى السلم
ولقينا الـ 2 جنيهه ونحن نازلين بالشنط واكلتنا لحدى حلفا .
واصل ونشوف يمكن نلقى ليك اجابة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ... أسئلة حيرتي ... لم أجد لها إجابة في الدنيا... سوف يخبرني بها ربي يوم القيامة ... (Re: maia)
|
الحبيب / ياسر نجيلة
هذا شيء مسطر ومكتوب أن تحضر كل هذا الرزق للغير وليس لك أنت وهو بالتأكيد إمتحان من الله عز وجل من أجل معرفة صبرك في الشدائد والبلاء
وبجد الله كما عهدتك رجلا (خال فاطنة) نجحت في الصبر على هذه المحنة وربنا بالتأكيد عوضك وسيعوضك الكثير والكثير
وأنا غايتو عندي مبدأ ماشي بيهو في حياتي ( نحن الذين نجلب المال وليس العكس) وبالتالي أستطيع تجاوز كل نقطة سوداء أمامي يكون سببها المال ز
تحياتي للجميع ومنهم حازم وعثمان
اخوك
جمال السنوسي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ... أسئلة حيرتي ... لم أجد لها إجابة في الدنيا... سوف يخبرني بها ربي يوم القيامة ... (Re: Hani Arabi Mohamed)
|
1- الحبيب عبد الدائم سيد أحمد
والله يا عبد الدائم قصة ال 2 جنية فرحنا بيها لما رجعت, بس دي البرجعها شنو ؟؟!!
شكرا للمرور ... خليك جنبنا في باقي قصص تانية
2- الاخت Maia
كلماتك دافع للمواصلة... السؤال الأول في الختام وهناك اسئلة في الطرق
نرجو القبول ... وما تزهجو من الإطالة ...
جري كرسيك وخليك قريب ... واهمها صوتك مايفيب ؟؟؟
3- حبيبنا جمال السنوسي
الهدف من السرد مش السرقة ... والله الغصة في الحلق كلما اتذكر الحادثة ...
العاوزو بطرحو في نهاية كل موقف ...
طبعا حتكون معانا للنهاية ... بس طول نفسك ...
سلامك وصل للشباب ...
3- ابوالشباب هاني الطيب
تكفيرك مقبول ...
انتظر الباقي ألمي موجود مش عشان الفلوس الضاعت ..
______________________
همسة خاصة
مني خوجلي
انتي لسه متابعة ... ولا تعبتي ومشيتي
لا أسكت الله لك حساً
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ... أسئلة حيرتي ... لم أجد لها إجابة في الدنيا... سوف يخبرني بها ربي يوم القيامة ... (Re: ياسر نجيلة)
|
مافي دقائق ودخل علينا حسن وعاطف ومعهم رجل بوليس بالزي الرسمي ومعهم شخص لابس عادي عرفت أنه من المباحث
بعد تجوال بتأني بالبيت وخارج البيت قال لي رجل الشرطة – أحسن تجي هناك المركز نأخذ أقوالك .. البلاغ خلاص فتحناهو من أقوال أخوانك باقي أقوالك أنت المتضرر عشان نعمل الإجراءات القانونية اللازمة.
- حاضر جنابو – بس أعطيني ساعة وأكون معاك – كان ردي
ذهبت للمركز – مركز شرطة الرياض بشارع الستين – وفعلا وجدت الشرطي هناك وجلسنا مع التحري والشرطي ورجل المباحث الذي أخد معه من المنزل جراب الكاميرا مع ثلاثة علب ريحه فارغة لزوم الشغل (حسب قولة)
بعد أخذ اقوالي المعتادة والروتينية – الاسم بالكامل – العنوان – بلد الإقامة – الوظيفة – وصف للمسروقات كمية القروش المسروقة ومواصفاتها – مبلغ تقديري عام للذهب + القروش المسروقة
انتهي التحقيق استلمت نسخة من المحضر ورسالة بواقعة السرقة
وبعد ذلك جلست مع المحقق ورجل المباحث عن كيفية إجراءات البحث والتحري – عسي ولعل أن نجد الفاعل وبالتالي ضبط المسروقات ...
ادهشني سؤال من المحقق :
هل عندك حساب بالبنوك السودانية
استغربت السؤال ولم أفهم قصده ولذلك تلعثمت ولم اجب
- واردف المحقق موضحا : يعني عندك قروش بالسوداني أو بالدولار خاتيها في بنك هنا بالسودان؟؟!!
ما علاقة القروش والحسابات الاخري بالسرقة – تعقدت الامور بعقلي لو وجدت تفسير للسؤال أكيد إجابتي حتكون موزونه – لم ارد سوي اني تململت في الكرسي
- يا خي باختصار قضية زي دي لازم تصرف عليها – قال الشرطي الآخر بسرعة – يعني هسع عندنا بكس ماشي (وذكر ثلاث مناطق طرفية بالخرطوم) ممكن ادور ليك على مسروقاتك
او لو عندك قروش ممكن نخصص ليك عربية خاصة بيك ... يا تأجرها إنت ... أو نحن بنجيب العربية وأنت تدفع التكاليف ...
وأضاف رجل المباحث : وانا بعتقد نكثف جهودنا في نفس منطقة السرقة حول البيت – وخاصة بالبيوت الجديده تحت البناء ( توجد ثلاثة بيوت جديدة تحت التشييد تعج بالعمال حول منزلنا) لان سرقتك دي من واحد قاعد جنب البيت وشافك جيت من السفر ....
وخاصة يوم العزومة عرف ناس البيت حينوموا زى الجنائز من التعب ...
تفكيره كان صاح .. وارتحت جدا للفكرة ولذلك اتفقنا أن نتقابل في منزلنا العصر لبدء حملة التفتيش والتحري ...
بعد الظهر بقليل وصلت سيارة الى منزلنا بها ثلاثة من رجال المباحث – وجوه جديدة لم أرها من قبل – ومعهم أخي حسن وعرفني على أنهم مسؤولون بالمباحث وبينهم مسؤول منطقة الجريف – فرحت جدا للإهتمام – وحكينا الرواية من جديد وتفقدوا مسرح الجريمة ووعدوا خيرا ....
وقبل ذهابهم اخبرني حسن اخي بأن اعطيهم شئ قليل لزوم البنزين ودفعنا الفيهو النصيب ... ووعدتهم بدفع الكثير إذا تم العثور على الجاني والمسروقات ...
وفي العصر اتصل بي قسم الشرطة للحضور للإتفاق على خطة البحث ... ذهبنا ... واتفقنا .... ودفعنا كمان .....
لنا رجعة للفاصل الأخير .... انتظرونا ... تشرفونا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ... أسئلة حيرتي ... لم أجد لها إجابة في الدنيا... سوف يخبرني بها ربي يوم القيامة ... (Re: ياسر نجيلة)
|
...
بعد الظهر بقليل وصلت سيارة الى منزلنا بها ثلاثة من رجال المباحث – وجوه جديدة لم أرها من قبل – ومعهم أخي حسن وعرفني على أنهم مسؤولون بالمباحث وبينهم مسؤول منطقة الجريف – فرحت جدا للإهتمام – وحكينا الرواية من جديد وتفقدوا مسرح الجريمة ووعدوا خيرا ....
وقبل ذهابهم اخبرني حسن اخي بأن اعطيهم شئ قليل لزوم البنزين ودفعنا الفيهو النصيب ... ووعدتهم بدفع الكثير إذا تم العثور على الجاني والمسروقات ...
وفي العصر اتصل بي قسم الشرطة للحضور للإتفاق على خطة البحث ... ذهبنا ... واتفقنا .... ودفعنا كمان .....
ثاني يوم الصبح اتصل بي رجل مباحث من القسم كونت معه علاقة كويسة ... وتفاءلت به خيرا فذهبت إليه وشرح لي وجه نظر اخري ... حيث عرفني على شخص - والله العظيم - تم اخراجه من حراسة القسم (الحبس) – وقال لى ده الشخص المناسب والذي سوف يتولي القضية لمعرفته بجميع المجرمين بالعاصمة وتحديدا منطقة الجريف ... اتفقا .... ودفعنا .....
أخذني شرطي على جنب كان متابع للأحداث والنقاش ... واقترح على دفع مبلغ لمتابعة القضية حسب خبرته ومعرفته بالمنطقة ومجرميها ... ابتسمت وقلت امكن أخينا مزنوق في الفطور أعطيناه 5 ألف لزوم الوجبة ... أخذها فرحاً ...
ثالث يوم ذهبت للقسم بعد مكالمة من صديقنا بتاع المباحث وكنت اعتقد بأن بحثهم أسفر عن شئ ... ولكن للأسف خاب ظني اخبروني بأن العربية التي تم استئجارها بالأمس تعطلت وعملت لهم متاعب لا حصر لها وأضاعت وقتهم الثمين في تعقب المجرم ... الذي يمكن قبضة بسهولة لولا العربية الملعونة ... كنت اسمع عن تفاصيل هذه المتاعب بصبر شديد ... وفي النهاية اخترح على تغيير السيارة بآخري جديدة وزيادة (تيم) اعضاء البحث الى خمسة وبالتالي مطلوب دفع مبلغ إضافي وقدرة ......................
طبعا الامور صارت واضحة .... وانا كمان كنت حمار فهمت الموضوع بعد ثلاثة أيام .... أي واحد كان حيفهما من أول لحظة ....
فقلت لصاحبنا رجل المباحث بهدوء وخبث شديدين :
يا أخوي أنا اتسرقت كل فلوسي والله ما عندي شئ ادفعوا ... انت جيب معاك العاوز تجيبوا وامشوا بالسيارة البتعجبكم ... بس لما تمسكوا الحرامي وترجعوا قروشي شيلوا العاوزينو منها, ورجعوا لي البريحكم .... السلام عليكم .... وقمت طلعت طوالي ...
في الباب قابلت مجموعة من رجال الشرطة والمباحث و معاهم الشخص الطلعوه من الحراسة مخصوص عشان القضية بتاعتي ... وبنفس الهدوء كررت نفس الكلام ... انتو بس جيبوا القروش وشيلوا العاوزينو .... وطوالي عديل على بيتي ....
وأخبرت حسن اخوي : يا أخوي قول لأصحابك بتاعين المباحث أنا ما عاوز أشوف واحد ثاني إذا قبضوا الحرامي وجابو الفلوس اشيلوا البكفيهم وارجعوا الباقي ...
قفلنا الفايل بتاع الشرطة تماما ... ومنذ تلك اللحظة إلى الآن لم أدخل قسم الشرطة للسؤال عن القضية .... ولم يتصل منهم احد أو جاني في البيت ؟؟؟؟..... يلا بلا لمه ....
والطريف في نفس هذا المساء بعد أن تخلصت من رجال الشرطة ... جاءت واحده من الحلة وطلبتنا على طرف انا وامي ... وقالت:
والله سرقة ياسر ولدي وجعتنا شديد ومن يومها ما نمت لحدي ما قابلت الفكي ....... (سمتو باسمو) وده فكي مقابلتو صعبة شديد ... بس انا اصريت لحدي ماقابلتو وشرحت ليهو الحصل معاك ياولدي وقال موضوعك ده بسيط خلاص ...
لاشعورياً قلت ليها لوبسيط ماجبت معاك القروش ليه .... سكت عن مواصلة الكلام حفاظا على شعور الوالده ... وخاصة وبعد لمحي لنظرة ثاقبة من عيون الوالده .... كملي يا خالة
والله ياياسر ياولدي الفكي ده جاب دهب فلانة (وقالت اسم واحدة) في ساعتين بس ...
وجاب دهب وقروش ناس فلان بعد ما الحرامي خلاص ركب اللوري وكان مسافر خارج الخرطوم ...
وكمان اوريك ده رجع غنم فلان...... بعد ما الغنم سرقوها وسرحوا بيها في الخلا .....
قلت ليها – إمعانا في المجاملة – والله ده فكي كارب خلاص يا خالة...
واصلت الكلام متحمسة : اها ياولدي ... هو وافق اجيب دهب مرتك وقروشك ... وقال عاوز اقابلك وأنا اخدت ليك موعد معاهو بكرة كان قلت الصباح أو العصر الوقت البريحك ياولدي ... (ماقلتو الفكي مشغول ومقابلتو صعبة) ... ده كلام رددتو في سري ... اها ياياسر خلينا نمشي ليهو من الصبح عشان موضوعك (اتنجض) حار حار وجيب معاك شوية قروش للبياض.
- والله ياخاله كلامك معقول .... بس انا نزرت من زمااااااااااااان ما امشي لفكي أو شيخ .... وما بقدر أكسر النذر بتاعي ... انتي امشي للفكي بتاعك ده وقولي ليهو ياسر ود أسمـاء موافق وبدل المليون شيل أربعة مليون من القروش أصلها كتيرة ... ولو عاوز دهب خليهو أشيل غويشة او أتنين ... مافي مشكلة الخير كتير ..... وانتي كمان ما تنسي تشيلي الحلاوة زي ما عاوزة ... والباقي أدوهو لـ أمي ...
..... صدقوا أو لا تصدقوا من يومها ما شفت المرأة دي بالرغم من سؤالي عنها في كل إجازة بمشيها ....
خلصت الإجازة وكانت من أمتع الإجازات التي قضيتها في السودان الكل عارف موضوع السرقة وبالتالي مافي حرج ازور الناس والأهل بدون مجاملات وهدايا – وانتو عارفين مجاملات المغترب كيف – شنو رأيكم مرات كتيرة عند زيارتي الأهل (مع أولادي طبعاً) وبعد انتهاء الزيارة بجيبو لينا أمجاد وبدفعوا الحساب مقدماً ....
بالرغم من مرورأكثرمن 4 سنوات على الحادث ... كل ما أتذكره ... ينازعني السؤال الذي يؤرقني:
من الذي سرقني ؟؟؟؟!!!!
طال الزمن أو قل سوف أعرفه يوم القيامة .... إن شاء الله ...
عشان أشكره لترك الجوازات والتذاكر وباقي المستندات ...
بس رايكم شنو ... ليه اللص ترك الجوازات والتذاكر وباقي الأوراق المهمة ؟؟؟
اخوي قال لي عشان تجيب ليهو قروش ودهب تاني ...
نواصل السؤال الثاني ......
....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ... أسئلة حيرتي ... لم أجد لها إجابة في الدنيا... سوف يخبرني بها ربي يوم القيامة ... (Re: ياسر نجيلة)
|
الأخ ياسر...
متأسف يا داب قريت البوست..
في الحقيقة سردك غاية في الروعة.. وفعلاً (يا هو دا السودان)... غايتو ما بنقول إلا (الجاتك في مالك سامحتك)...
بالنسبة لسؤال من الذي سرقك.. إذا إنت الكنت هناك ما عرفت أنا أكيد ما حقدر أعرف.. بس أكيد باين عليها إنها عمل ناس في الحلة زاتها.. وقد يمكن كمان يكونو دخلو البيت قبل كدة بصورة أو أخرى أو قد يكونو قاعدين في كرامتك دي زاتها..
أما ليه اللص ترك الورق البيهمك.. لأن هذا الورق لا يهمه.. وبالعكس.. ففقدانك لهذه المستندات قد تشجعك على مطاردته والتقصي عنه بصورة أكبر وأشرس.. وهو يعلم أنك قد تكون أحرص على المستندات من الأموال.. ثانياً إخفاء رزم المال أسهل كثيراً من إخفاء شنطة سامسونايت ذات شكل مميز..
على العموم الجاتك في مالك سامحتك.. وربنا دايماً بيعوضنا أضعاف في الحالات دي..
تحياتي
أيمن
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ... أسئلة حيرتي ... لم أجد لها إجابة في الدنيا... سوف يخبرني بها ربي يوم القيامة ... (Re: ياسر نجيلة)
|
السؤال الثاني :
سرقة الكراس –
في واحد فيكم رجع بالذاكرة للماضي اليعيد ... او هناك ما يؤرق تفكيره من الماضي السحيق ...
أيام الإبتدائي تحديدا ...
طبعا أنا اقصد أبناء جيلي ... والما بعرفني ... حيفتكر دي لغة انسان كبير شديد ...
خلونا نرجع لأيام الابتدائي .... لما كنت في الصف السادس الإبتدائي ... طبعا اصحاب العقول اشتغلوا وطلعو عمري بالضبط كم سنة... أها ماقلت ليكم انا ما كبير شديد ...
مدرسة سنجة الابتدائية المزدوجة ... قبلها كانت مدرسة سنجة الشرقية ومدرسة سنجة الغربية ... مدرسة عريقة عراقة المدينة نفسها ... مدينة بعمر نهر النيل الأزرق .... وحضارة السلطنة الزرقاء والفونج ...
حيث كان المدرس هو أساس التربية والتعليم ... وكان المدرس له تأثيراً واضحا على طلابه ... حيث كنا نفتخر بأننا تلاميذ استاذ فلان وفلان ... يكون معك المدرس في البيت قبل المدرسة ... فتبني شخصيتك مكمله لهذا الأستاذ فخرا ...
هؤلاء العمالقة لهم الحق في تعليمك وتهذيبك كيفما يشاءون ... فقلما أخطأوا الوسيلة للتربية أو التعليم ... لأنهم يحملون الأدب والأخلاق أصلا وتأصلا ويعرفون فنون التربية والعلم بدون زيف أو تحريف .... وهم الذين خرجوا أجيال للنفع والوطن ... لا مجرد مهنة يمتهنوها ... هم شخصيات حملت رسالة ومسؤولية ... لأبنائهم التلاميذ ... وكان هذا إحساسهم الحقيقي نحونا ... وبالتالي نبادلهم الحب والارتباط الحقيقي ...
أحبونا وأخلصوا في توصيل رسالتهم ... فأجبناهم وحفظنا عهدهم ... نتكلم عنهم بإجلال واحترام .. ولا فخر قد يفوق احترامنا لأهلنا وجيراننا ... قد لا أذكر اسم مدرس او قل دكتور علمني بالجامعة ... ولكني وبكل صدق أذكر كل أو معظم من درسوني بالمراحل الأولي ابدءا من الروضة ( أها .. أنا قريت روضة ما خلوه ... ده كمان يؤكد القلتو قبيل) ...
يتبع <<<
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ... أسئلة حيرتي ... لم أجد لها إجابة في الدنيا... سوف يخبرني بها ربي يوم القيامة ... (Re: ياسر نجيلة)
|
تقع المدرسة الإبتدائية طرف المدينة ناحية النيل الأزرق ... وقديما كانت المنطقة غابة حقيقة ولكن جرف المدينة نحوها جردها كل وحشتها ... ثم تم تشييد المدرسة قربها مما حولها إلى غابة أليفة أو قل حديقة تهتم بها الطبيعة دون تدخل من البشرية ...
وكذلك يوجد النيل الأزرق بقربها ويفصله منها ذلك الشارع المؤدي الى حامية مدينة سنجة (الجيش) وحي فورتين (14) ذلك الحي الشهير بسنجة ...
كان إحساسنا بالسنة من خلال ثلاث مراحل مناخية - الشتاء – الخريف – وموسم الفياضانات
كنا نعاني في موسم الشتاء … وأذكر تماما كنا نتحاشي المشي في الظل ونتبع الشمس … وخاصة عند الصباح تجد الطلبة في صفوص مرصوصة يسندون ظهورهم للحيطان التي تقابل أشعة الشمس … اتقاء البرد …
كنا نفرح بفصل الخريف ... حيث تزدان تلك المنطقة بخضرة لا تبارح ذاكرة من رآها أبداً ... وخاصة صيد الفراش ... تلك الهواية التي تنتشر بكثرة في أوساط الطلبة بتلك الفترة من السنة … و كنا نتفنن بالطريقة التي "نوسخ" بها ملابسنا ... خاصة عندما نصادف بركة صغيرة أو جدول ماء ونحاول عبورة أو "نطه" …
أما موسم الفياضانات ... وعند انحسار النيل تحديدا .. يخلف خلفة طين من نوع خاص ... أملس وناعم ... ننتظر حتي يجف وننحت منه ما نشاء من الأشكال والتماثيل ... أو حتى قبل أن يجف ... حتي صارت أغلب حصص الفنون لكل المدرسة جزء من هذا الطين ...
فسحة الفطور وما أدراك ما حصة الفطور ... وسط الأشجار والخضرة تجلس ستات الفطور (النساء اللائي يبعن الفطور) ... وسط "قفاف" الرغيف و"بسلات" الأكل ... هجوم كاسح من الطلبة كل يذهب للمرأة التي يفضل أكلها ... وبعدها يذهب حيث يشتري "التحليه" وقد تكون ... قصب سكر أو "عنكوليب" ... فول أو تسالي ... ترمس أو كبكبي ... زونيا أو ام كروم كرم (خاصة بالنيل الأزرق) ... قطعة باسطة او "داندرمة" ... وكثير منهم يتوجه لصبية الطبالي حيث حلاوة دربس ونعناع ولكوم وبسكويت كرم وكوكو وغيرها من لبان بازوكة وحلاوة حربة ... إلخ
.... وكثير منهم تحليتهم الجري واللعب حيث يحلو لهم في هذه الساحة الخضراء مع غيوم الشمس أغلب الأيام الدراسية في تلك المناطق ...
يتبع غدا ... ان شاء الله
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ... أسئلة حيرتي ... لم أجد لها إجابة في الدنيا... سوف يخبرني بها ربي يوم القيامة ... (Re: ياسر نجيلة)
|
العاقب الأمين ... ذلك المدرس الذي يعرفه كل أهل المنطقة ... قطعا هناك الكثير من عمالقة التدريس لا يسع المجال لذكرهم ... ولكن هو تحديدا موضوع حادثتي ... وعذرا للبقية ...
كان يدرس اللغة العربية ... حقيقة التدريس والتربية تتمثل في هذا الرجل ... كل الأجيال التي مرت بفترة تدريسه كانوا يفخرون بأنهم تلقوا دروس اللغة العربية من هذا الفذ ... وأنا كنت من هؤلاء المحظوظين ...
كنا نحسب له ألف حساب ... كان مدرسا حاسما يعرف كيف يسيطر عن الطلبة على جميع اختلافاتهم ... يصمتون بتهذيب وانتباه جم عندما يبدأ بالدرس ... ويضحكون بنظام عندما يحين ذلك ... شعورنا تجاهه .. رهبة ممزوجة بالتقدير والحب ... نتلقي المعلومة منه بكل وضوح وسرعة ...
فإنه يجيد كيفية توصيل المعلومة لكل مستويات الفصل ... ولذلك لايرحم عندما تحين حصص التسميع والإملاء وخاصة القواعد والإعراب ... كان طويل البال جدا في توصيل المعلومة ... والعكس عند السؤال عنها ...
كيف لا يضبط فصل واحد وهو مسؤول أيضا عن طابور الصباح لكل المدرسة ... وهم وقوف في صمت رهيب بملابسهم ... رداء كحلي غامض وقميص أبيض أو نيلي ... لبني فاتح ... في نظافة فائقة ابتدءا من قص الشعر وتسريحة ... تقليم الأظافر ... كل شئ مسموح به بالأرجل ماعدا شبشب السفنجة ... حتى نظافة الملابس الداخلية من مسؤولياته ... عقابه رادع وموجع … ونصائحه غالية ومفيدة … جميعها تصحبك لآخر عمرك …
يتبع ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ... أسئلة حيرتي ... لم أجد لها إجابة في الدنيا... سوف يخبرني بها ربي يوم القيامة ... (Re: salma subhi)
|
الاستاذة سلمي صبحي ....
| Quote: لا أنسى منظر حرامي شفته قدامي الى هذه اللحظة أحمد ربنا انك ما شفت ليك حرامي وجها لوجه.... |
الحمد لله لسه ماحصليش الشرف وقابلت واحد من ديل ... دعواتك عشان ما اقابل واحد منهم بقية حياتي
| Quote: المهم ربنا رد ليك أوراقك الثبوتية وانكم بخير....وخليتنا عشنا معاك الأحداث |
عشان كده عاوز أعرف السرقني ده منو .... عشان أشكرو
مشكورة جدا يا سلمي على المرور ...
وشوفي باقي فنون السرقات الحدثت لي ...
ولا تعبتي خلاص ....
....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ... أسئلة حيرتي ... لم أجد لها إجابة في الدنيا... سوف يخبرني بها ربي يوم القيامة ... (Re: ياسر نجيلة)
|
بما اننا كنا (سناير المدرسة) طلبة الصف السادس كل الأنظار والاهتمام ينصب نحونا لخوض امتحانات الشهادة السودانية ... للإنتقال الى المرحلة الثانوية ...
اذكر عندما كنا فرحين لقدوم إجازة نصف العام ... شهر تقريبا ... راحة من عناء المدرسة ومزيدا من اللعب بدون حساب من الأهل ... وعناء المذاكرة والدراسة...
في اليوم الدراسي الأخير قبل الإجازة ... دخل علينا "فرعون" أقصد أستاذ العاقب ...
... كما يحلو لنا أن ننعته بهذا اللقب سراً... وصار علناً في الأيام الأخيرة التي تسبق الامتحانات … حيث تخلو المدرسة إلا من طلاب ومدرسين الصف السادس لأداء الامتحانات في شهر مارس (مارس شهر الكوارث) … حيث تتعمق أواصر العلاقة بين الطالب وأستاذه خاصة في مثل هذه الشهور ... وقد يتكرر نفس الشئ في السنوات الأخيرة من كل مرحلة دراسية ...
قائلاً :
طبعا من بكرة ح تبدأ إجازة نص السنة ... كوره ولعب "وانطلاقة" ... بس ده مش مع طلبتي ... وأنا من بداية السنة قلت ليكم اسلوبي صعب للعاوز ينجح ... والعاوز العب اختار مدرسة تانية ... وانتم اخترتم أن تكونوا معاي ...
أمش يا فلان ويا فلان .... واختار أربعة من الفصل ... امشوا المكتب بتاعي وتلقوا سبورتين جيبوهم ...
واُحضرت السبورتان ... ملانااااااااااات كتابه ....
وشرح لنا المصيبة التي قلبت إجازتنا إلى غم حقيقي ....
واجبات لا حصر لها ... كتابة ... وشرح .... وإعراب ... وحفظ
كمية من الواجبات ... والله أعلم أكثر من المقرر ... زاتو ...
قصائد إدريس جماع ... وابو القاسم الشابي ... والمنفلوطي ... وإليا أبوماضي وبقية شعراء المهجر ...
وقصيدة شكوي لمحمود سامي البارودي
وقطعة المعذبون في الأرض ... للأديب طه حسين
والماضي والمضارع والامر
واسم الفاعل والمفعول
و .... و .... و .... وكل كتاب القراءة والنحو ...
وتم صرف كراس 64 ورقة لكل طالب (أيام المدارس بخيرها ...
... وضاعت الإجازة ...
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ... أسئلة حيرتي ... لم أجد لها إجابة في الدنيا... سوف يخبرني بها ربي يوم القيامة ... (Re: ياسر نجيلة)
|
اذكر تماما لم نستمتع بتلك الإجازة ... كلما سنح لنا الوقت للعب تراءى لنا فرعون وواجباته فنرجع هرولة إلى كراسي المذاكرة ...
كان هناك فسحة خلف الجامع الكبير بسنجة ... يجتمع عندها كل مساكين وشحادين المدينة بعد صلاة المغرب ... كان أهلنا يرسلونا بالطعام والملابس ... وخاصة في شهر رمضان ... كنت كل ما اقرأ قطعة المعذبون في الأرض ... أذكر هؤلاء المساكين ... مع ان نص القطعة لا يتكلم عن هؤلاء مباشرة ... لا أدري عقلي يستحضر صورهم كلما تذكرت تلك القطعة ... حتي الآن ..
انتهت الإجازة ... وكم كنت مجتهداً بتكلمه الواجبات والحفظ والشرح والإعراب كما طلب مني ... واذكر تماما أنني انتهيت من كل المطلوب قبل نهاية الإجازة بأسبوع تقريبا ... وكم كنت فرحا بهذا الإنجاز ... الذي شارك فيه الوالد والوالدة بإسداء المعلومات والتوجيه لأداء واجبات لدروس لم ندرسها بعد ؟!!!!! ...
وكم كنت فرحاً بأول يوم دارسي بعد الإجازة ... وذلك لانتهائي من العبء الثقيل للواجبات ... وكم ازدادت فرحتي عندما علمت بأنني من القلائل جدا من بين الطلبة الذين انتهوا من أدائها ... وهذا يعني إشادة وشكر ومن أستاذي... وسف تعلو مكانتك إذا نلت شرف الإشادة منه شخصياً ... وكم تعني لنا هذه الإشادة في أوساط الطلبة ً ...
يتبع ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ... أسئلة حيرتي ... لم أجد لها إجابة في الدنيا... سوف يخبرني بها ربي يوم القيامة ... (Re: ياسر نجيلة)
|
كما كان في وداعنا عند آخر يوم دراسة قبل الإجازة ... كان في استقبالنا في أول يوم بعد الإجازة .... فرعون ...
بعد دردشة خفيفة وقليل من الهرج والضحك ... سأل بصرامة عن كراسات واجبات الإجازة... فكنت فرحا وكنت من أوائل من سلم كراسة ... حيث كنت أجلس في الصف الأمامي عند وسط الفصل ... تم تجميع الكراسات .... وأرسلهم لمكتبه مع طالبين ... ووعد غدا سوف يأتي بعد حصر ومراجعة الواجبات ...
وكذلك التأكد من الجزء الشفوي ... الحفظ ....
وفي اليوم التالي قرأ علينا قائمة بأسماء الطلبة الذين سلموا كراسات الواجبات كاملة ... وصعقت عندما لم أسمع اسمي وكنت ضمن الطلبة الوقوف الذين لم يسلموا كراسات الواجبات ... في انتظار الاستجواب ومن ثم العقاب الصارم ...
عندما سألني عن سبب عدم تسليم الكراس ... حلفت له أغلظ الإيمان بأنني أول من سلم كراسه وكان عندي شهود جيراني بالفصل وكذلك جيراني بالحلة من هم معنا بالفصل ... حتي هو كان مشكك ... لأنه يتذكر بأنني كنت فرح بتسليم الكراس ... ولكن غير متأكد 100% ... ثم أن كراسي غير موجود بين الكراسات المستلمة... طلب مني أن اعيد تفتيش الكراسات المستلمة التي أحضرها معه الفصل .... لم أجد كراسي بينهم ... طلب مني أن أذهب لمكتبه وأبحث عن الكراس ... ذهبت مهموما وخائفا ... اركض بسرعة ... ومكثت وقتا طويلا لا أدري كم من الوقت حتي ارسل من يناديني للرجوع للفصل ... دون فائدة لم أجد مجهودي وتعبي ...
... ضاعت الإجازة وضاع الكراس ... هم ... حسرة ... خوف ... شعور بالقهر والظلم ... كيف لي أن أثبت صدق كلامي ...
يتبع ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ... أسئلة حيرتي ... لم أجد لها إجابة في الدنيا... سوف يخبرني بها ربي يوم القيامة ... (Re: ياسر نجيلة)
|
أذكر تماما انه لم يعاقبني مع المجموعة ... ولكن حملني جزء كبير من الإهمال ... مما زاد من همي ...
واذكر ذلك الخطاب الذي كتبه والدي له (بعد أن أخبرته بالحادثة) وتعمد والدي قراءة الخطاب لي في وجود والدتي للتخفيف عني ...
وكذلك من الأشياء التي خففت من غضبة تسميعي لكل القصائد والنصوص المطلوب حفظها … واذكر يومها عندما سألني عن شاعر شكوي فقلت له واثقا : سامي محمود البارودي … فكرر السؤال وهو يتجه نحوى … هنا شعرت بالكارثة بأن هناك خطأ ما … بس ما هو الخطأ ولكني لم أدرك خطأي إلا بعد كف "من النوع أبو كديس" … اسم الشاعر محمود سامي البارودي وليس سامي محمود البارودي …. فلن أنسي هذا الشاعر وقصيدته مدي الحياة ...
مرت الحادثة ... ولكن برغم مرور عقود من الزمن ... لم أنسها .... وكلما أتذكرها ... ازداد هما وأسفا بأن القدر لم يسعفني لكي أثبت لأستاذي الجليل بأني جدير بالثقة وأنني أكملت الواجب .. وأني ظلمت من طرف أحد زملائي ... ولم اهنأ بالإجازة في سبيل أن أنال شكره وتقديره ...
من الطالب الذي سرق كراستي ... لم اعف عنه طيلة هذه السنوات ... واريد أن أعرف من هو ؟!!
سوف يحاسبه ربي بقدر ما أحسسته من هم وإحباط وأسف وحسرة ... أعرفة يوم الحساب ... بإذن رب العباد .....
السالفة التالتة ... ممكن تكون هناك ثالثة ...
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ياسر نجيلة
Muna Khugali
عبد الدائم سيد أحمد
جمال السنوسي
Hani Arabi Mohamed
salma subhi
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست