|
|
 الطاهر ساتى يروى قصة شيخ صدق ناس الجبهه الاسلاميه فقبض الريح وقبضوا السلطه والمال !!!
|
كتب الطاهر ساتى هذا المقال الصادق لشيخ صدق دعاوى الجبهجيه فتبعهم فقبض الريح فقبضوا السلطه والجاه والمال والشيخ اكتشف ان الجماعه كضابين وناس سلطه ساكت
زخم تفاصيل الحياة والكتابة عنها، ننسى النفس ومخاطبتها .. هي أولى بالمخاطبة والتذكير .. أليس كذلك .. ؟؟
** اذن نكتب لها ..!!
** ذات يوم ، بعد أن انفض الجمع ، وهدأت النفس من حزن ظلم ، قدمت لي عزيزتي، مصحفا قالت انها استلمته من شيخ جاء به ظهر اليوم الخامس للاعتقال ، وأودعه عندها ثم أوصاها بأن تسلمني له لو خرجت سالما، أو تحتفظ به اذا شاءت الأقدار غير ذلك ، ثم مضى دامعا ، وللأسف زحام الناس والقلق انسياها الاسم والعنوان .. !!
** أرقني الشيخ ، واجتهدت لمعرفته بالوصف ، وما استطعت ، صرت اراجع صفحات الذاكرة بكل شخوصها وشيوخها ، وفشلت ، فحملته في القلب حبيبا مجهولا ، يباغتنى قلق البحث عنه كلما لمحت مصحفه أو تلوته .. وهكذا قضيت شهرا ثم اخر وثالثا .. حزينا لعجزى عن معرفة من أحبنى بصدق فأبكته أزمتى .. كنت حزينا ..!!
** ولكن سعدت ليلة الخميس الماضي ، شاركت صديقا بنادي الضباط فرحة اكماله لنصف دينه ، واذا بي بين فرح الشباب وعطر الحسان ، اتفاجأ بيد تجذبني اليها، ثم تلفنى بعناق دافئ ، وامتلأت المقل بالدموع رغم انف صخب الموسيقى ، وكانت السعادة في تلك الجملة الأخيرة ..( ان شاء الله الاولاد سلموك الامانة .. عليك امان الله يا الطاهر، لو ما الظروف و....) ، غصة حرمته من الاكمال .. ولكن ارتحت .. شكرا على المصحف يا معالي ابراهيم .. وشكرا على دموع ذاك الظهر و تلك الليلة ..!!
** و معالي ابراهيم جديد ، شيخ يقترب من الستين عمرا ، اكتفى بإحدى خلاوى لقاوة بما تيسر له من الحفظ ، ثم رحل قبل ثلاثين عاما من ديار المسيرية واستوطن في سنار ... جمعتنى به احدى معارك الميل اربعين في طريق ياي ، عندما شاهدته يتأهب للمشاركة في قوة استطلاعية، اخبرته بأن المسير طويل و قد لا يحتمل المشاق ، فأجابني ( يا جنا ما تتلمى ، انت قايلنا ماكلين رغيف الخرطوم .. حرم عصيدة المسيرية اللى نحن اكلناها تمشينا من هنا لى حلفا ..!! ) .. فأحببت عزيمته و آخيته ..!!
** ثم تعارفنا ، وعرفت انه يعمل خفيرا بمدرسة ابوبكر الثانوية بنين نهارا، و عاملا بمصنع طحنية ( أولاد الدراش ) ليلا ، و يقطن - مع أبنائه الستة - في فرن مهجور يتوسط التقاطع .. كان صادقا في الانتماء للحركة الاسلامية و في تلبية نداءاتها و الالتحاق بركب متحركاتها .. ثمانية ألوية متوسط عمر كل لواء خمسة أشهر، خاض فيهن معالي تسعة معارك ، عاد من احداهن جريحا ، وفي احداهن استشهد امامه ابو دجانة، احب الناس اليه، تحت جبل تلشي .. تحدثنا - في صخب الموسيقى- طويلا عن تلك الأيام .. ثم سألته عن الحال و المعيشة والظروف والابناء مع صعاب الحياة .. !!
** لم يتغير كثيرا ، فقط انه سعيد بالانتقال من ( الفرن المهجور ) الي غرف فارغة بمدرسة الشهيد الفاتح الثانوية بنين ، ويحمد الله بأن غرف المدرسة أوسع من غرفة الفرن ، ثم انتقل خفيرا من تلك المدرسة الي ذات المدرسة التي يتخذها مسكنا ، وبأسى يحدثنى عن الابناء الذين تسربوا من مراحل التعليم - قبل اكمالها - الي دروب العمل لضيق ذات اليد و الحاجة .. و يا لهذه الدنيا و اخلاق الرجال و .. صدقهم ...!!
** انتهى الحفل فداعبته قبل الوداع بأن أناشد له الحكومة لتمنحه قطعة أرض في سنار .. وليتنى ما فعلت .. ( انت جنيت يازول .. ؟؟.. .. الناس ديل علاقتنا بيهم كانت دين بس ...الدنيا دى دخلناها عرايا و بنمرق منها بدبلان .. !!) ... وعاد معالي الي سنار حيث مسكنه ( غرف مدرسة الشهيد الفاتح ) .. فندمت على المداعبة ... و سعدت باللقاء .. وبهروب أحد الصادقين بصدقه من وحل «السلطة» و نجاته من زخرف «الثروة»..!!
السنجك
|
|
 
|
|
|
|
السنجك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست