حوار حول (الدلع) الدولي للإنقاذ! ....الحاج وراق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 03:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-19-2007, 04:00 PM

Abdelfatah Saeed Arman
<aAbdelfatah Saeed Arman
تاريخ التسجيل: 07-13-2005
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار حول (الدلع) الدولي للإنقاذ! ....الحاج وراق







    مسارب الضي

    حوار حول (الدلع) الدولي للإنقاذ!

    الحاج وراق

    * بدعوة من تحالف منظمات المجتمع المدني العالمية حول دارفور، سافرت الى لندن الاسبوع الماضي، وقد هيأ لنا اصحاب الدعوة جلسة خاصة مع ألكس دوفال ـ اكاديمي بريطاني بارز، مختص في الشؤون السودانية ، وتحديدا في دارفور، ويعتقد بانه المصمم الحقيقي لاتفاقية أبوجا للسلام ـ، ولم افاجأ، حين لقائه، بمعلوماته الغزيرة عن البلاد، فبالتجربة كنت على يقين بأنه في المجتمعات المفتوحة والتنافسية لا احد يتسنم زمام تخصص بالمصادفة، ولكن دهشت لسبب مغاير، فعلى عكس انطباع سائد عنه بين بعض معارفه من السودانيين بأنه متغطرس، فقد وجدت فيه تواضع العلماء.

    * وألكس دوفال بحكم كونه خبيراً في الشأن الدارفوري، متصل بأعلى مستويات اتخاذ القرار السياسي في بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية ـ وليس هذا مجرد استنتاج فقد صرح به شخصيا في مجرى اللقاء ـ، وبالتالي فإنه يصلح كعينة دالة على طرائق تفكير الدوائر النافذة في المجتمع الدولي تجاه بلادنا. وقد خرجت من اللقاء بانطباع أساسي ـ ان هذه الدوائر، وعلى غير ما تزعم ابواق دعاية الانقاذ، حريصة حتى الآن على بقاء الإنقاذ! فمع أنها تود لو تغير بعض ممارساتها بما يجعلها تحسن إدارة أزماتها، إلا أنها لم تضع أبدا في أجندتها الاطاحة بها كليا!.

    ويمكن رد ذلك الى تخوف هذه الدوائر من احتمالات انهيار كامل للسلطة المركزية في البلاد، بما يغرقها في فوضى شاملة، تمتد بآثارها الى عشر دول اخرى تحادد السودان! اضافة بالطبع، الى طبيعة الانقاذ الاجتماعية، فهي وبرغم كل دخان شعاراتها عن (الأصالة) و(استقلال القرار الوطني) ، قد اعتمدت ذات سياسات اقتصاد السوق المتوحش المتبناة في كثير من البلدان الغربية حيث يسود اليمين الجديد. وبالتالي فإنها، ومع كل شعاراتها الطنانة الاكثر قربا لهذه الدوائر، خصوصا وقد فتحت البلاد ـ بصورة لم تعهدها طوال تاريخها الحديث ـ لرأس المال الأجنبي، والاهم، انها ادخلته معها في قدس اقداسها المحصن بالقداسة ـ فليس من نقابات تضرب ولا مظاهرات تخرج، فان حدث وتحرك العاملون ضد المظالم الواقعة عليهم فانها تتعامل مع هذه التحركات بوصفها ضد (شرع الله) وضد (الدولة الاسلامية)! وما من رأسمال يطمع في حجاب اكثر ستراً لمصالحه الاجتماعية من مثل هذا الحجاب المقدس!!

    ولكن للحجاب المقدس كلفته: غياب الشفافية والفساد وضعف سيادة حكم القانون، وهي كلها مما (يرهب) الاستثمارات الغربية، ويجعلها (تتحرق) لاصلاح الإنقاذ!

    * ثم ان الانقاذ، ورغم انها تفرخ الارهاب يومياً، بخطابها الاعلامي ومناهجها التعليمية وسياساتها الاقصائية، الا انها في المقابل، تراجعت عن هوجة التسعينات الاولى، فقطعت دعمها المباشر للحركات الارهابية في المنطقة، بل ووصلت حد التعاون (تحت التربيزة) في مكافحة الارهاب! وهنا، مرة أخرى، وبرغم التحفظات الدافعة لاصلاح السياسات، إلا ان الدوائر النافذة في الغرب، وبعقليتها البراجماتية، تفضل العاجل على الآجل!!

    * إذن فهم يريدون بقاء الإنقاذ، ولكنها يصدق عليها المثل (مرمي الله ما بترفع)! لقد أدارت أزماتها بصورة احرجت كل الدوائر الداعمة لها ـ خذ أزمة دارفور كمثال: فقد أعطيت الضوء الأخضر لاحتواء حركات المعارضة المسلحة في دارفور، ولكن ما من احد من الذين منحوا اشارة التأييد كان يتصور بأن الانقاذ ستستخدم مليشيات منفلتة تعتمد تكتيك الارض المحروقة فترتكب من الفظائع ما يؤلب كل الرأي العام العالمي ويجعل من تأييدها علنا (محرقة) لأي سياسي في الغرب!!

    * قلت لألكس دوفال إنني معني بالاستنتاجات الفكرية مما جرى في دارفور، فأجاب متحفظا عن أية استنتاجات تطال طبيعة الانقاذ كنظام ، ولخص الامر بانه بالنسبة له قضية خطأ في ممارسة الحرب (Conduct of war)! قلت له إن القضية أبعد من ذلك، تتعلق بممارسة للسياسة لها جذورها الفكرية، أي بالتصورات التي تعلي من شأن اهدافها لتبيح كافة الوسائل! أي بالتفكير العقائدي الذي يصور اهدافه كأهداف خيرة خيرا مطلقا، وبالتالي فانه لا يزعج نفسه في البحث في الوسائل، ولهذا، وكما تؤكد الخبرة الانسانية، غالبا ما ينتهي الى ارتكاب شرور توازي حجم ادعاءاته!

    * وقلت له، بعد الحرب العالمية الثانية، والفظائع والمعاناة الناجمة عنها، اخذت الشعوب جائزتها بما يوازي تلك المعاناة، فقد أجيز ميثاق ونظام الامم المتحدة والميثاق العالمي لحقوق الانسان، فلماذا لا يأخذ أهل السودان جائزة شبيهة وقد قدموا تضحيات هائلة في الجنوب ودارفور والشرق والوسط؟! وقلت له بأننا قاربنا نيل الجائزة حين نصت اتفاقية السلام على كفالة حقوق الانسان وفق المواثيق الدولية، ولكن اتضح الآن بأن القوانين التي يسنها المؤتمر الوطني لا تذهب في اتجاه الاتفاقية أو الدستور وانما في الاتجاه المضاد، والسبب واضح: السيطرة شبه الاحتكارية للمؤتمر الوطني، فلماذا لا تقدم اتفاقية دارفور ضمانات بعدم تكرار مآل سلام الجنوب، كأن تُكسر أغلبية المؤتمر الوطني في البرلمان بما يجعله يبحث عن الاجماع والتوافق بدلاً من املاء ارادته عبر أغلبيته الميكانيكية؟!

    أجابني بأن مثل هذا المطلب سياسي وليس قانوني، وهو يتناقض من ناحية مع اتفاقية نيفاشا، ومن الناحية الأخرى مع الوضعية القانونية - فالمجتمع الدولي يتعامل مع حكومة الوحدة الوطنية وليس مع المؤتمر الوطني!! فهل ترى مثل هذا (الدلع ) للمؤتمر الوطني ينطلق من مجرد التخوف على انهيار السلطة المركزية أم يحقق هدفاً استراتيجياً؟ خصوصاً وان استمرار المؤتمر الوطني بطاقمه الحالي وسياساته القائمة حالياً سيؤدي حتماً إلى تنفير الجنوبيين عن الوحدة!!

    * ومن أعمق استنتاجات ألكس دوفال انه قياساً بالتجربة الافريقية وتجارب السلام المختلفة، خصوصاً ما حدث في رواندا، فان أخطر ما يمكن حدوثه في السودان ليس مجرد الانفصال - فبالنسبة له لا يشكل مشكلة انفصالاً آمناً ومتفقاً عليه -، وانما المشكلة الأخطر ان تنتقل الحرب الى المدن - تحديداً إلى العاصمة القومية - حيث عدة ملايين من الجنوبيين، والذين لن يرجع غالبهم الى الجنوب، غض النظر عن نتائج الاستفتاء، فاذا استمرت التوترات الاجتماعية والعرقية فإن ذلك ربما يؤدي الى حرب تطهير عرقي واسعة! ويمكن تصور الآثار الانسانية الكارثية والآثار السياسية لانفجار عرقي في العاصمة!

    ولقد سبق وحذرت شخصياً، مراراً، من مثل هذا السيناريو، ولكن الانقاذ التي لا تملك أية حساسية اجتماعية، تتصور بأنها بمجرد الاجراءات الأمنية و(بالكشات) أو اظهار (العين الحمراء) تستطيع ضبط الأوضاع! ولكن الكثير من الأحداث والشواهد تؤكد بأن مثل هذه الاجراءات تصب المزيد من الزيت على الأوضاع الملتهبة أصلاً! ويبدو أن الدوائر المغلقة في الإنقاذ ستنتظر إلى حين اكتشافها بعد فوات الأوان بأن (العين الحمراء) لوحدها إنما تحول البلاد إلى كتلة من اللهب، وستؤدي في النهاية إلى وضعها تحت الوصاية الكاملة للعيون (الخضراء)!!

    والمؤسي حقاً، أن خبيراً أجنبياً كألكس دوفال، يبدو متخوفاً على مصائر البلاد، بل وعلى الإنقاذ، أكثر من حكومة الإنقاذ على نفسها وعلى البلاد!!



                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de