|
|
 (ايـلاف):اخطـر وثيقـة عـن عـلاقة الصـادق المهـدي بانقـلاب النميتري
|
نشر د.خالد التجاني رئيس تحرير صحيفة ايلاف السودانية الاسبوعية الاسبوع الماضي وثيقة تاريخية اثارت ضجة واسعة في بركة اسرارالسياسة السودانية
وتاليا ما نشرته ايلاف:
_______________
في وثيقة كتبها الصادق المهدي عن وقائع اجتماعه بالنميري بعد أسبوع من انقلاب 52 مايو 9691م
( إيلاف) تكشف أخطر أسرار السياسة السودانية
نميري للصادق: إنني لست غريباً عليكم وأنا أنصاري أكثر منك، ولن نسمح بسيطرة شيوعية على الحكومة المهدي لنميري: نحن سعداء بزوال العهد البائد الذي أفسد فيه السادة وأفسدت أحزابهم كنا نحس بما يدور في الجيش وغريب أننا لم نعثر عليكم لإيجاد مخرج ثوري عن
طريق دستوري عندما ساءت أحوال البلاد كان همنا تغيير موازين القوى السياسية وإنهاء الوضع القائم بأسرع ما يمكن ربما كنا الجزء الوحيد من الحركة السياسية الذي علم بحركتكم قبل وقوعها بحوالي الساعة لم نشأ القيام بعمل مضاد لأننا في حالة اقتناع تام بأن الوضع البائد لا يستاهل الإنقاذ سوء التطبيق الديمقراطي وفساد الأحوال عوامل جعلتنا نستبشر بقيام حركة الإصلاح الثوري على يد القوات المسلحة أوضحنا منذ قيام الثورة أننا نرحب بالإصلاح الثوري ونعارض التسلط
الشيوعي وتفاهمت مع الإمام الهادي على ذلك نعتقد أن هذه فرصة للقصاص الشعبي ونربأ بالثورة أن تساوم ونريدها أن تشهر سيف العدل لتساوي به كل نمو فاق حدوده نحن نتهم الشيوعيين بإضاعة ثورة أكتوبر وخطرهم يأتي من علاقاتهم الأحنبية كتب: رئيس التحرير من المؤكد ألا أحد كان يتوقع أن تقود كلمات عابرة قيلت في ندوة، إلى الكشف عن واحدة من أهم وأخطر أسرار السياسة السودانية في الخمسين عاما
الماضية، ومن المؤكد أن إماطة اللثام عن هذه الأسرار المثيرة التي جرت بالصدفة، ستقود إلى جدل واسع وتعيد فتح الكثير من الملفات، ولكن أولا ما هي القصة؟ في ندوة المكتبة الديمقراطية التي نظمها مركز الدراسات السودانية الأسبوع الماضي حول علاقة الجيش بعملية التحول الديمقراطي، اتهم السياسي المعروف الأستاذ فاروق أبو عيسى جميع السياسيين في البلاد بالتورط في الانقلابات العسكرية العديدة التي شهدها السودان في نصف القرن الماضي، ولم يكتف أبو عيسى بتعميم اتهامه، بل ذهب أكثر من ذلك ليؤكد أنه يقول ذلك عن معرفة وعلم، وشكك في دقة رواية من يقول إن حزبه لم يشارك في الانقلابات• ومضى ضاربا مثلا بذلك السيد الصادق المهدي• وبالطبع أثارت مقولات الأستاذ أبو عيسى رد فعل فوري من السيد الإمام الصادق المهدي الذي سارع مكتبه إلى إصدار بيان بهذا الشأن، نافيا اتهام أبو عيسى، وموضحا مواقفه (تجدون نص البيان منشورا في مكان آخر بهذه الصفحة)• وحتى بعد صدور بيان السيد الإمام الصادق المهدي لم تكن >إيلاف< بصدد تناول الأمر في عددها الذي يصدر اليوم، غير أنني تلقيت محادثة من مصدر طلب عدم الإفصاح عن هويته، ودعاني لمقابلته، لأن لديه وثيقة تاريخية مهمة يريد أن يخص >إيلاف< بنشرها، وذهبت إليه في وقت متأخر من الليل، حيث أخرج أوراقا مكتوبة على آلة كاتبة عتيقة بدت أطرافها بالية وممزقة، وبدا لونها يميل إلى الصفرة، باختصار ظهر عليها كل ما يدل على أنه مضت قرابة أربعين عاما منذ كتابتها• وشرع المصدر يقرأ علي الوثيقة، لاكتشف أنها محضر اجتماع جرى بين الرئيس الأسبق المشير جعفر نميري ورئيس الوزراء الأسبق السيد الصادق المهدي في الثالث من يونيو 9691م، أي بعد نحو أسبوع من الانقلاب الذي قاده للسلطة، وتشير الصياغة ومضمون الرواية ودلالة اللغة بوضوح، إلى أن كاتب هذا المحضر، أو تلخيص ما طرح فيه، هو السيد الصادق المهدي بنفسه• ولست هنا بصدد إجراء أي تقييم نقدي لمضمون الوثيقة والآراء الواردة فيها، ولكن نكتفي بنشرها لاتاحة الفرصة للجميع، للإدلاء بدولهم حولها وتقييمها وقراءتها في ضوء التصريحات التي أطلقها الأستاذ أبو عيسى، ورد فعل السيد المهدي عليها• وتبقى كلمات بشأن المصدر الذي أمدنا بهذه الوثيقة، واكتفي هنا بالقول إنه شخصية وطنية مستقلة، ومن شهود عصره والعارفين بالكثير من خبايا الساحة السياسية السودانية وأسرارها في الخمسين عاما الماضية على امتداد طيفها السياسي، وهو شخص موثوق ومصدق في ما يقوله ويشهد من يعرفونه• ولا أخفي أنني سألته لماذا لا يكشف عن هذه الوثيقة بنفسه، ولماذا يخص >إيلاف< بنشرها، وكان رده أن الأمر يتعلق بشهادة للتاريخ، وأن هذا التاريخ ملك للسودانيين ويجب أن يطلعوا على حقائقه، وأن المسألة ليست هي الحصول على نجومية إعلامية، ولفت الانتباه عن مضمون الوثيقة بالانشغال بمن كشفها• أما لماذا خصَّ >إيلاف< بنشر هذه الوثيقة، فيقول إنه يرغب في رؤية حوار موضوعي هادئ حول الوثيقة، معتبرا في رأيه أنها مؤهلة لقيادة حوار بعيد عن الإثارة وتصفية الحسابات وتجريم هذا الطرف أو تبرئة ذاك• وبهذا الفهم الذي اتفقنا عليه•• ننشر هذه الوثيقة، راجين أن تثير حواراً وطنيا مسؤولا ونافعا•
|
|
 
|
|
|
|
صباح احمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست