نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
|
 فـســــتـان نـاس عــــواطـــف
|
العشرات بل المئات من الناس تراهم فى الاسواق .. وآنا آعلم أن هناك ثلاثة
احتمالات لذهاب أي شخص للسوق ... فاما ان يكون ذلك الشخص ذهب ليبيع
شيئا" او ليشتري شيئا" أو لسبب ثالث فاتني ان اذكره وخانتنى الذاكرة ان اتذكره .
واذا كان البيع فن ، فأن الشراء ايضا" فن ، وفى مرة من المرات عندما كنت اتسوق
استعدادا" للسفر ، دخل احد الرجال نفس المحل الذى انا اشتري منه ودخلت من خلفه سيدة
تشير كل الدلائل الى انها زوجته .
وكعادة السودانيـين فانهم يمشون امتارا" وامتارا" أمام زوجاتهم وبمجرد دخولهم الى أحد
المحلات التجارية تنقلب الآية وتبدأ الزوجة الارسال .. وقد بدأت تلك السيدة الارسال بقولها :
- بالله عندكم فساتين جاهزة ؟
ورد عليها البائع متسائلا" :
- لزوم كبير ولا صغير ؟
- لزوم كبير .
وأخرج لها البائع رزمة من الفساتين بعضها طويل يصلح لامرأة قصيرة ليعطيها طولا" اضافيا"
كالفلتر الذى يضاف الى السيجارة ، وبعضها قصير يصلح لامرأة طويلة ليعطيها قصرا" تناقصيا"
تماما" مثل السيجارة التى ليس لها فلتر .. وبعض الفساتين ضيقة صنعت خصيصا" لتلبس تحت الجلد
وبعض الفساتين باكمام وبعضها بدون اكمام ، وبعضها اكمام بدون فساتين وبعضها بدون اكمام بدون فساتين
وعلى أي حال تقدر تقول تشكيلة هائلة .
واخذت السيدة تقلب تلك الفساتين فترة اطول من الفستان الطويل (( بشوية )) ثم قالت موجهه الحديث لزوجها :
- دا مش زي فستان ناس عواطــــــــــــــــف ؟
ويبدو على الزوج انه لا يعرف عواطف هذه لكنه علي أي حال اجاب :
- أيــوه .. افتكر زيو .
واستمرت الزوجة فى الارسال ...
- وهو فستان ناس عواطف أصفر ولا أحمـر ؟
وتعلثم الزوج ولكنه واصل الاجابة :
- افتكر اصـفر ...
واعترضت الزوجة :
- اصفر كيف ... اظنو احمر .
فوافق الزوج على الفور :
- ايوه ... اظنو احمر ... وقاطعته الزوجة :
- تفتكر شنو ... يمكن يكون برتقالى ... ما هو البرتقالى لونو زي الاحمر .
ووافق الزوج وهو يتمنى من الله ان يخرجه من هذه الورطة ... قائلا" :
- ما هو كلو واحد ...
وصاحت الزوجة : كلو واحد كيف ؟ .... انا عايزة اعرف فستان ناس عواطف لونو شنو ؟
ثم التفتت الى البائع بعد ان سمعتنى اخاطبه : يا حسـن
فقالت :
- اسمع يا حسن تفتكر فستان ناس عواطف كان احمر ولا اصفر ؟
وبما ان حسن لا يعرف عواطف هذه ولكنه وجدها لا تفرق معه كثيرا" طالما ان الاختيار بين
احمر واصفر ... فأجاب :
- اصفر مش كدا يا عبدو ؟
واجاب عبدو : اظنه احمر .
فقال حســــــــــن : يا اخى فستان ناس عواطف بنــــــــي .
وثار جدل فى المحل .. احمر .. اصفر .. برتقالى .. بني .. لون زينب .. قوس قزح .. الخ .
- وحسمت الموضوع الزوجة بسؤال اخر :
يا عبـدو .... هو فستان ناس عواطف كان بأكمام ولا بدون اكمام ؟
فأجاب عبدو : بأكمام ...
وقاطعه احمد : باكمام كيف ؟
- انت اصلو ما متذكر داك كان بدون اكمام ...
وتدخل حسن : يا أخ داك كان من النوع دا ... نص كم .
وثار جدل شديد هل فستان عواطف باكمام ؟ .. بدون اكمام .. نص كم ؟ آم نص نص ؟
واستهوتنا هذه اللعبة جميعا" فليس فينا من عنده ادنى فكرة عن عواطف او ناس عواطف
او فستانهم الذي اثار هذه المشكلة .. والزوج المسكين تبدو عليه علامات المسكنة والحيرة
وكل الذي يرجوه من رب العباد ان يحسم القوم هذه القضية التى هى فى نظرة ماهمية .
والتفتت الزوجة نحو زوجها وهى تقول :
- انت لا حظت فستان ناس عواطف عاملين ليهو حزام ولا لا ؟
فأجاب الزوج المسكين :
- بس هو زى الفستان العندك دا ... هسع دا عندو حزام ولا لا ؟
أجابت الزوجة : دا عندو حزام .
فصاح الزوج بابتهاج كأنما قد وجد حلا" :
- افتكر خلاص يبقى عندو حزام .
وصاح احمد : حزام بتاع ايه ... يا آخى دا ما عندو حزام .
وصاحت الزوجة : ايوه تمام ، دا ما عندو حزام ... خلاص دا ما زي فستان ناس عواطف .
وتدخل عبـدو : انا افتكر فستان ناس عواطف ما كان عندو حزام .
ويجادل عبدو بأن ذلك الفستان الذى هو فستان ناس عواطف عندو حزام عريض كمان .
ويستمر الجدل حول وجود الحزام او عدمه وتصر الزوجة انها تريد ان تتأكد من شكل فستان
ناس عواطف قبل ان تدفع نقودها ثمنا" لفستان وهى غير متأكدة بصورة قاطعة انه فستان ناس عواطف .
- وأتدخل آنـــــــــــــــــــــــــا فى الموضوع واقول للزوج :
- شوفو انتو كلكم غلطانين ... ناس عواطف التفصيلة بتاعتهم مش تفصيلة فستان ... ناس
عواطف كان عندهم اسـكيرت .
وصـــــــــــــــاحت الزوجة بفرح :
- أيوا والله ... نحنا من الصباح نتغالط ساكت .. ما تقول لي هي الحكاية اسكيرت شوف بالله
والتفتت نحو الزوج والذى اصابه وجوم دائم وهى تقول :
- اســــــــــمع اســــــــكيرت ناس عواطف أحمر ولا أصفر ؟
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
عبد الدائم سيد أحمد
عصام دهب
طارق جبريل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست