رئيس بلدية أريحا..و رواية " الطريق الى المدن المستحيلة"

Quote: (3) الطريق الى المدن المستحيلة المحامي حسن صالح إسماعيل الحسين رئيس بلدية أريحا دائماً كان للسودان صوته الروائي والشعري المتميز في بحر النتاج الثقافي العربي وخصوصاً المعاصر ، كان صوت الروائي الطيب صالح والشاعر محمد الفتوري صوتان ذوى حضور خاص ، لما يطرحا بجمال وتعبير أنيق ، يستشف الواقع ويركض نحو المستقبل . وكان دائماً سؤالنا هل تجيء أصوات جديدة تتجاوزهما ، في الرواية والشعر هاأنذا التهم رواية "الطريق إلى المدن المستحيلة" للكاتب أبكر ادم اسماعيل ، فتأخذ عليّ أو مني ، كل الوقت الذي استغرقته الطائرة في الرحلة من عمان إلى شيكاغو في الولايات المتحدة ، فهي رواية مدهشة في قدرتها على تناول الحياة الداخلية للشارع السوداني ، وغوصها في عالم الشارع وعالم الأحزاب وخاصة منها الأحزاب الدينية .. والأحزاب الماركسية وكيف يحاول البعض منها على الأقل أن يغوص في ذاته ومصالحه أو يجعل الحرية داخلهما مرهونة بمقدار ما يحقق من ربح خاص وإنجاز مصالحه الضيقة .. ولعل إبهار الرواية يكمن في استخدام العامية السودانية بكل مكونات مفرداتها لابناء الشمال والجنوب ولعل هذه الخاصية هي التي طبعت الرواية بصدقية عالية وبميزة الاندماج الكلي بهموم وحياة الشارع السوداني الذي ينزع أبطاله نحو المستقبل والمدن المستحيلة رغم إحباطات الواقع والسياسة ، إلى الإيمان بالمستقبل والغد ، حيث يختم الأديب أبكر ادم اسماعيل وبإدهاش مميز روايته ، بحوارية من نوع خاص بين بطل روايته الذي لم يسقط رغم معاناة تجربته الفكرية والإنسانية مع الأطفال حيث يعلمهما كيف يحبان الحياة ويتأملا المستقبل بفرح الرسومات الحاملة هموم وأمال أطفال السودان . لذلك ندعو الجميع لقراءة هذه الرواية المميزة فهي فعلاً تسهم ولو بالأدب على الأقل بالقول لنا .. إن هناك مدناً مستحيلة ولكن الطريق لها على أشواكه يظل طريقاً جميلاً وخاصاً واجبارياً، إضافة إلى تلك المعلومات والعوالم الضرورية لنا .. في معرفة الحياة الداخلية للأحزاب الدينية وغير الدينية ليقول للجميع انتبهوا وحاذروا واحموا التجربة لانه يظل فيها الانسان هو الانسان بخيره وشره ، وبحقه وباطله. وانتم في الطريق إلى المدن المستحيلة .. فشكراً للرواية " الطريق الى المدن المستحيلة " وشكراً للروائي ابكر ادم اسماعيل