|
معذرة يا وردي ... أنت فنان لا يشق له غبار، لكنك متحدث مشاتر
|
كنت عايز أشارك بالكلام ده هناوردي .. واحد في اتنين لكن (الجنونة) قالت لي أعمل بيهو بوست
وجهة نظر آمل أن لا تزعج وردي ومعجبيه، بقدر ما تجعله يقف مع نفسه ويراجع حساباته، عله يوقف النزيف الحاد المتزايد من رصيد معجبيه الذين أصبحوا يراوحون ما بين الحيرة والحسرة، وعشقهم لفن وردي الجميل، ذلك الرصيد الفني الذي أثرى به وردي الساحة الفنية لما يزيد عن نصف القرن، شخصياً كان يومي لا ينقضي دون أن أستمع إلى (الود) أو (الحزن القديم) أو (جميلة ومستحيلة) في العربية او في البيت أو حتى في المكتب، الآن تربكني فكرة سماعها لمجرد خاطرة تشوبها شبهة تصالح وردي مع مجرمي الإنقاذ وعلى رأسهم عبد الرحيم محمد حسين، سارق قوت الشعب السوادني الذي يتضور ثلثيه جوعاً ويختزن هو في أرصدته ملايين هؤلاء الجياع العرايا، هذا الرجل المسئول جنائياً عن مقتل أبرياء راحوا ضحية انهيار مبنى تقع مسئولة تمويله تحت إدارته.
وردي فنان، (كانت) له إمكانيات صوتية متفردةً، يعرف كيف يختار الكلمات الجميلة ويلحنها بموهبة موسيقية رائعة جداً جداً، والأهم يعرف كيف يوظفها بشكل يخدم مسيرته الفنية، وهو ما حدث فوردي يملك قاعدة لا يستهان بها المعجبين من مختلف الفئات العمرية.
فكرياًوثقافيا وردي متواضع جداً، ويكاد يتحركً في نفس المستوى الفكري والثقافي لكل من محمود عبد العزيز وكمال ترباس وحمد الريح وصلاح بن البادية وغيرهم من الذين (لأن تسمع غنائهم خير من أن تسمعهم يتكلمون في شأن من الشئون العامة أو حتى في شأن الفن نفسه) فكلامهم عبارة عن (دُراب) غير مرصوص بعناية ... وهذا يدل على أفق أضيق من جحر نملة، وعلتهم في ذلك عدم الإطلاع والمثابرة في تثقيف ذاوتهم، مع الشح الأكاديمي الذي وقف بينهم وبين تطوير مناهجهم الفنية، وإثراء مخزونهم الثقافي حتى على أقل تقدير في مجال تخصصهم ... الفن الغنائي، والساحة الفنية تعج بمثل هؤلاء، أصوات مسموعة وكلام (يضرس) وأوف بوينت.
وردي موضوع حديثنا، خدمه إلى جانب الحظ اليسار السوداني المتمثل في الحزب الشيوعي السوداني، هذا الحزب العريق برصيده الثقافي والاجتماعي والسياسي الضخم جعل وردي واجهته التي ألهب من خلالها حماس الجماهير، فظل الحزب يلمّع وردي، ويمنحه ميزة الإنتماء لحزب يضم الصفوة المثقفة المستنيرة المتعلمة، علاوة على ذلك أغدق الشعراء اليساريون وحتى المنتمون لليسار العريض على وردي بفيض من عيون شعرهم أمثال الأستاذ الشاعر/ محجوب شريف، (يا جميلة ومستحيلة) (السنبلاية) إضافة إلى رصيد الأناشيد الوطنية، إلى جانب الراحل المقيم الشاعر الفذ عمر الطيب الدوشً (الـــــــود ... ) (الحزن القديم) وغيرها من القطع الفنية الرائعة، التي أبدع وردي في وضع ألحانها بصورة تفوق فيها على نفسه.
مرة أخرى آمل أن لا يزعج هذا الكلام وردي، فالأولى به أن يراجع حساباته، ويفكر ألف مرة قبل أن يلبي دعوة للتحدث أمام المستمعين؛ فما حدث بالأمس في السهرة التي جمعت وردي بالفنان الواعي المتقدم جداً ثقافياً وفكريا ًوأدبياوسلوكياًعبد الكريم الكابلي، كان مضحكة بطلها بجدارة وردي الشحيح فكرياً، فكلما (يلم) كابلي موضوع النقاش ويوجهه في وجهته الصحيحة، يقاطع وردي حديث المتحدث ويشتت الموضوع بأمثلة مضحكة تنم عن فهم سطحي لموضوع النقاش.
إلى عودة
|
|
|
|
|
|