|
مصــــر المؤمّـــــنة.... إلــى مــتى يــا ربـــــى ؟؟؟!!!!!.............
|
ما الذى يعنيه السودان بالنسبة لمصر ؟ هل هو مجرد "عمق أمنى " و إستراتيجى فقط , أم أن ما يدور و يجرى فى الساحة السودانية من مآسىٍ و أحن يهمّ مصر , و لإعتبارات إنسانية بحتة لا تعتورها شبهة ما, أو إلتباس "مصلحى" ؟؟؟!!!!!. كثيراً ما ترددت فى أذهان, و فى أوساط النخبة المصرية المثقفة مخاوف من (تصدير ) و إنتقال حالة عدم الإستقرار و الفوضى السياسية فى السودان إلى مصر , بل و قد جهر بعضهم بمثل هذه (المخاوف) و كأن ما يمر به السودان الآن حالة "معدية" تستوجب إتخاذ كافة الإحتياطات و المحاذير الضرورية , من كمامات و قفازات و أدوية وقائية تمنع إنتقال هذه " الجرثومة " إلى مصر المؤمّنة بإذن الله !!!!!!!!!!. قبل إندلاع الحرب الثانية فى الجنوب , و إستعارها لاحقاً من بعد مجئ طغمة الإنقاذ للسلطة , ظلّ السودان يراقب حالة عدم الإستقرار السياسى فى إثنتان من الدول المجاورة له ( أريتريا – تشاد ) , الأولى كانت تخوض حرباً ضروساً لنيل إستقلالها من دولة أثيوبيا , و الثانية كانت تعيش ظروف الحلقة الشريرة و اللّعينة , ما بين سلطة دكتاتورية حاكمة, و أخرى تطمع و تطمح للحكم . بالطبع أُلقى ذلك بظلاله على حالة الإستقرار فى المناطق الحدودية المتاخمة للدولتين , لكن يقيناً لم تنتقل " جرثومة " الفوضى و الإنفلات الأمنى إلى السودان منهما , لم ( يستورد ) السودان حالة المرض برغم القرب الجغرافى , و التداخل الحدودى بينه و بينهما, لقد أصابنا ما أصابنا جراء ظروف سياسية خاصتنا , أى أننا لم نقم بإستيرادها من أىٍ كان , بل هى من ( صنع ) أيدينا و بأيدينا. وكذلك الحال بالنسبة لمصر, فبعيداً عن نظرية المؤامرة و الإستهداف التى تأبى أن تبارح ذهنية النخب المثقفة (خصوصاً ), و المحللّين السياسيين الذين يستهويهم الحديث عن مشروع " الشرق الأوسط الموسّع " أكثر من الأمريكان أنفسهم , و عن مخطط الإستيلاء على ثروات المنطقة , و أولها النفط , بعيداً عن كل هذا و ذاك , دعونا نفكر بهدوء , و بموضوعية فى ماهية ( الشروخ ) و الثغرات فى جدار البيت المصرى , و التى قد تشكّل لاحقاً سبباً , و مسوّغاً قوياً فى إنفراط عقد أمن المجتمع و الدولة من بعدها , و لا تقل لى أن هناك دولة محصّنة من هذا المصير , فلا السودان , و لا الصومال , و لا لبنان و لا العراق كانوا يتخيلون هذا المآل , و لا أن ينتهى بهم الأمر لهذا الحال. تشابه الظروف السياسية , و تشابه العقلية التى تدير سياسة هذه الدول فى المنطقة يجعل منها تكراراً لحالة واحدة , هذا إن لم تكن متطابقة كليةً (وقع الحافر على الحافر ) , بالطبع قد يختلف الأمر فى تفصيلة صغيرة هنا أو هناك , قلت أن لمصر مشاكلها الكثيرة , سياسية , إقتصادية و إجتماعية , و لديها أكثر مشكلة الفتنة الطائفية , و الوضعية الغريبة التى يعيشها أقباط مصر , ففى الدستور و القانون نرى أن الأقباط يتمتعون بكافة حقوق المواطنة , لكن نظرة سريعة لتيرمومتر الوجدان الشعبى ترينا بأن الحال ليس كما يبدو عليه من ظاهر التعايش بين المسيحيين و المسلمين , , و أن هذا الوجدان الشعبى لا يقبل الآخرين إلآ على مضض, و لأن هناك الكثير من القوانين والتشريعات الإستثنائية ما يحول دون الأقباط و التعرّض للإعتداءات المتكررة , و برغم ذلك تظل حوادث الإعتداء المتفرقة عليهم هنا و هناك , و من حين إلى آخر , تظلّ تشير لبقاء وميض النار تحت رماد التعايش الزائف هذا. و تظلّ تشير لكمون ( الجرثومة ) داخل الجسد المصرى إنتظاراً للظرف الموضوعى المواتى للإنتشار .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مصــــر المؤمّـــــنة.... إلــى مــتى يــا ربـــــى ؟؟؟!!!!!............. (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
فكرة " الحصانة " هذه أشارت إليها الدكتورة أمانى الطويل ليلة أمس فى معرض كلمتها بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمذبحة اللآجئين السودانيين بميدان مصطفى محمود, و التى أقامها مركز دراسات اللّجوء و الهجرة القسرية بالجامعة الأميريكية بالقاهرة , وهو مركز معنىّ بشؤون اللآجئين فى جمهورية مصر , كما ويقوم بتقديم بعض الخدمات و فرص الدراسة لهم , و فى حدود إمكاناته المتواضعة. ما يثير الدهشة هو الثقة المطلقة التى يلمّح بها بعض المثقفين المصريين عن حالة " النضوج " السياسى التى تتمتع بها مصر , ناسين أو متناسين حالة الإحتقان و الغليان السياسى التى إن دلّت على شئ, إنّما تدل , و فى أدنى حالاتها على حالة عدم الرضا و القناعة بمجريات و تيارات نهر السياسة البطئ الجريان , هذا إن لم يكن راكداً.
صديقة يسارية مصرية, و من المشتطّين فى عدائهم و عداوتهم للنظام المصرى , جزعت أيّما جزع حين إنهار الرئيس المصرى فى العام السابق فى أسوان, إستغربت جزعها و لوعتها هذه و سألتها, أليس هذا ما تنادون به, أى ذهاب حسنى مبارك؟؟ أجابتنى , نعم لكن ليس الآن و بهكذا شكل , فمن ستظنه سيملأ الفراغ إن ذهب " الريس " هكذا فجأة , و قفز إلى ذهنى "الجماعة " إياهم , ( البالى بالك ), و شعرت بالحسرة , فهم , و يا للأسف الأكثر تنظيماً و لا أقل إستعداداً لملء أى فراغ , و " بفراغهم " ألم تفعلها " جماعتنا " ,... صناعتنا الوطنية ؟؟!!!!!!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مصــــر المؤمّـــــنة.... إلــى مــتى يــا ربـــــى ؟؟؟!!!!!............. (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
كل عام وأنت وأسرتك الكريمة بألف خير
ونسأل الله أن تعود للسودان عافيته بعيدا عن قاتليه وناهبيه
ومغتصبي نسائه ومذلي شرفائه ومشردي الغر الميامين من أبنائه
وأن يشمل القصاص العادل كل من قتل ونهب وسرق واغتصب وشرد وعذب
وأن يأخذ السودان مكانه الجدير به بين أمم الأرض معززا مكرما محترما
محبوبا وأن ينعم اهله بالوحدة والحرية والديمقراطية والعزة والكرامة
والتنمية المستدامة والرفاه وأن يعم الحب والأمن والطمأنينة والعدل
والمساواة كل أبنائه في كل ربوعه ونجوعه.
وكل عام والسودان وأنتم جميعكم بألف ألف خير.....
\ with my deep love and respect
your brother mustafa
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مصــــر المؤمّـــــنة.... إلــى مــتى يــا ربـــــى ؟؟؟!!!!!............. (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
أرجو ألآ يتبادر للأذهان أننى إنّما أقلّل من قيمة الدعم و المساندة التى تقدمها مصر للسودان, لا... حاشا لله , بل على العكس تماماً فلطالما كنت أعتقد فى "نموذجية " العلاقة بين البلدين, و لطالما ثمّنت و حتى فى أحاديثى الخاصة , الدور الجليل الذى قامت و تقوم به مصر فى " متابعة " الشأن السودانى , و فى مختلف الحقب السياسية , و فى إعتقادى , و فيما عدا الفترة التى شهدت تدهور العلاقات بين مصر و السودان , و التى "ختمها " صبية الإنقاذ " بمغامرتهم " الشديدة الغباء فى أديس أبابا , فقد نعم البلدان بعلاقة " خاصة " فرضتها أوضاع و ضرورات كثيرة قد يكون الشأن السياسى آخرها , رغم محاولاته المستميتة التمدد ليكون أول و أهمّ هذه الضرورات , و هذا ما يرفضه و يأباه كل حريص على شمولية هذه العلاقة , لذا نحن نربأ بمثل هذه العلاقة الفريدة أن تختزل فى مجرد خانة " العمق الأمنى " المخلّة, و المجحفة هذه , و من حقنا أن نطمح و نتعشم من أن تنجح " الإنتيلجنسيا " المصرية فى قرآءة الواقع و الخارطة السودانية كلها , و وفق هذه المعطيات.... معطيات نموذجية و " تفرّد " التداخل و التفاعل المصرى السودانى . نقطة صغيرة أخرى هى : - ليس بإمكان أى دولة كانت " تصدير " الفوضى و عدم الإستقرار إلى دولة أخرى ليس فى بنيتها و تكوينها بذرة و مسوّغات هذه الفوضى أصلاً .... , المؤسف أن كل دول المنطقة تحمل فى ثناياها جرثومة و بذرة تفكّكِها و فنائها , و لا أقل من أن نعمل على إزالة هذه العوامل , و بالطرق العلمية السليمة إن أردنا قطع الطريق على المآلات و الإحتمالات المؤسفة هذه , أوقية وقاية , خير من قنطار علاج . سنواصل
(عدل بواسطة عبدالله شمس الدين مصطفى on 02-08-2007, 08:45 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مصــــر المؤمّـــــنة.... إلــى مــتى يــا ربـــــى ؟؟؟!!!!!............. (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
أخلص الأمانى للعام الجديد يا شمس
برغم أن منظمات المجتمع المدنى فى العالم الثالث مازالت فى طور التكوين (جنينية)...، إلا أن الحال فى مصر المؤمنة فعلا يدعو للتعجب
ما زال مثقفوها (مثقفيها) بيسارهم حتى، يهرعون بمواقفهم وتحليلاتهم لتثبيت فروض الولاء والطاعة لما يسمونه "العمق الإستراتيجى"
كل منتدياتهم (حسب ما اتيح لى) حوت خطابات ملأى بالأخطاء التاريخية وحتى الجغرافية فيما يخص السودان.
لا أعتقد أن مرد ذلك يرجع فقط للإستسهال فى تناول أمور شأن جنوب الوادى، أو على الأقل يجب إفتراض جدية البعض... لذا أعتقد أن على "منظمات" وفعاليات مجتمعنا المدنى أن تكون أكثر حرصا على التواصل وتمليك الحقائق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مصــــر المؤمّـــــنة.... إلــى مــتى يــا ربـــــى ؟؟؟!!!!!............. (Re: اكرم عثمان عبده)
|
أكرم عبده, يا ودود. جعل الله أعوامك كلها سعادة و هناء.
ما زال مثقفوها (مثقفيها) بيسارهم حتى، يهرعون بمواقفهم وتحليلاتهم لتثبيت فروض الولاء والطاعة لما يسمونه "العمق الإستراتيجى"
ربما هذا أكثر ما يحزن فى الأمر برمته, فنحن , و من منطلق "النديّة" الفكرية, و وحدة المفاهيم أحياناً, نفترض فى (الصفوة ) المصرية قراءتها السليمة لموزاييك اللّوحة كلها, بشمالها و جنوبها و مختلف إتجاهاتها الأخرى , حتى يتأتّى لهم, و لنا أيضاً قدرة و قوة التحليل الموضوعى , و من ثمّ وضع العلاج الناجع لمختلف أمراض وادينا الحبيب , و دون أن تتقمّصنا نفسية المريض ( الأدنى ), فى مقابل نفسية المعافى ( الأعلى ) . هذا حلمنا , وهذا عشمنا, فهل نطلب الكثير ؟؟!!!!..... دمت يا رفيقى.
أكيد محبتى لك , و للخال الدكتور عبدالرحمن . دمتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مصــــر المؤمّـــــنة.... إلــى مــتى يــا ربـــــى ؟؟؟!!!!!............. (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
على ماذا تنبنى العلاقات بين الدول إن لم يكن على المصالح المشتركة ، و المنفعة المتبادلة و الإستفادة من إمكانيات كلّ دولة من رصيفتها، و وفقاً لتقاليد و أعراف التبادل الدبلوماسى ، و الذى يترجم فى شكل علاقات تجارية ، صناعية ، طبية تعليمية و خلافه ، شرط أن تراعى هذه العلاقات ، إستقلال و ندية و إرادة كل دولة ، دون إستغلال و لا فرض وصاية ، و بشكل يضمن إستقلالية و مصالح كل دولة . ترى هل تنطبق هذه الشروط على شكل العلاقة بين مصر و السودان ، الان أو فيما مضى ؟؟؟؟!!!!
| |
|
|
|
|
|
|