|
غزوة ( فى هذه اللحظة من التاريخ)..!
|
خط الإستواء غزوة ( فى هذه اللحظة من التاريخ)..! في (شقيانة غرب) وقع حادث انتخابي أثلج صدري.. وقلت لنفسي إنّه حتى الدراويش ـ أحياناً ـ يلمسون كبد الحقيقة.. في يوم من أيام انتخابات السودان توافدت (الملل والنحل) الى الشقيانة غرب ، توافدوا خلف وفد مقدمة تحتوي دائماً على وجوه ناعمة ، ووجوه وسمتها النعمة ، بينها (الغصن الرطيب) ، وبقية الأوراق اليانعة.. كان بين الجمع الكريم أحد دراويش الحي..( خموهو بالدعاية القوية فى الرادي)، وكملوا الناقصة معاه بعد أن رمقه فرد هميم من جماعة (الملل والنحل) فقرر أن يستثمر دروشته في اللقاء الجماهيري الحاشد.. فـ (عصر له) مليون من الورق الفضفاض ووضع في يده فرع من فروع النيم، وزوّده بالهتاف:- (هي لله، هي لله"..) شق الدرويش الصفوف، وتجاوز خط ستة..! حيث يقف ديدبان (الملل والنحل) شاكي السلاح؛ ومضى إلى أبعد من ذلك، إلى ما بعد عمائم الجهابذة رجال الصف الأول، وأصبح قاب قوسين ، اصبح قربه من المايكرفون كقرب ربيع عبد العاطي من شاشة فضائية العربية.. وللعلم فإنّ هذه المسافة هي أقرب مسافة بين شيئين (في هذه اللحظة من التاريخ).. العبارة التى بين قوسين مسروقة من أحاديث هيكل العجيبة ..!عندما وصل الدرويش الى حضرة المايكرفون لم يجد سانحة لعناق الاسلاك، فـ (خانة) المايكرفون دائماً محجوزة، ومحروسة،( فى هذه اللحظات من التاريخ)..! تفقد الدرويش غصن النيم الذي زوده به أهل الملل والنحل فلم يجده ، يبدو أن الغصن غاص في مدافرة تفسحهم في المجالس؛ فما كان من الدرويش إلا أن استعاض عن الغصن ببهجة المليون النضير.. رفع الدرويش المليون ملوّحاً به أمام الحشد ، وصائحاً بصوت لا يحتاج إلى ساوند سيستم وبدأ فى تسميع الهتاف (عن ظهر قلب) قائلاً: ( هي لله، هي لله..).. انتبهت مدينة الشقيانة غرب أنّ الراجل الدرويش قبض قبيضو وحمد سيدو ،، وسرت في أهالي الشقا مشاعر معاكسة: "لماذا يقبض الدرويش ولا يقبض المفتحين ، الذين حملوا راياتها؟ ولما كانت جماعة (الملل والنحل) شغالة سياسة من زمن العاجكو فقد فطنوا الى أن الدرويش (طبز الموضوع)، وفضح عطايا السلطنة السرية.. هناك أومأ أحد كبراء الملل والنحل إلى العسس المتوالين أن يذهبوا به بعيداً عن ملتقى (الجمع الكريم)..! لكن الدرويش فى هذا السودان الضِّيق ، هذا الدرويش غالباً ما يجد في سياحته مرشداً يدله على الطريق..! ما أن خرج من قلب الجمع الكريم حتى تلقفه قوم آخرون ، من ملة اخرى ،، قد يكونوا من عتاة الأنصار القابضين على جمر التراضي..! أو قد يكونوا بعضاً من (المغرضين) الذين تعرفهم أشباح الانقاذ ويعرفونها .. قالوا للدرويش: ( إن كنت قد طبقت مليون في غزوتك الأولى قبل التقاء الجمع الكريم ، فإنك ستقبض أضعافاً مضاعفة إذا غزوت الجمع الكريم بفرع النيم هذا، شريطة أن تقول لهم ( تحيا شجرة الزقوم)..! قال الدرويش: (القول ساهل، تحيا الشجرة أو تموت ما مهم ، المهم أنا بقبض من منو)..؟ استعجب المغرضون أن يكون في زمن الإنقاذ درويشاً بهذه المواصفات الذكية..! قالوا له:- "آ زول،، الناس دي شايلة القروش بالكراتين.. حّرم أكان قدلت فوقهم بفرع النيم دا، وقلت تحيا شجرة الزقوم.. حرّم تطلع ليك بكرتونة عديل..! وحدث ما كان.. وحدث أن أقرب أقرباء المايكرفون توقف عن السرد (الفكري) في تلك اللحظة من التاريخ..! توقف عن سرد انجازات الملل والنحل طيلة السنوات الماضية، وأجل التبشير بوعودها المشرئبة في السنوات التالية، وافترع حديثاً ( فى تلك اللحظة من التاريخ) عن المؤامرة التي يقودها المرجفون الذين تدعمهم الماسونية العالمية ضد(الملل والنحل)..! وهكذا ثبت شرعاً أن الشقيانة غرب لن يتغير اسمها ، ولا رسمها ..!
|
|

|
|
|
|