|
ما جرى بين الرئيس عبود والسفير اللبناني في الخرطوم
|
ما جرى بين الرئيس عبود والسفير اللبناني في الخرطوم:
بدون تعليق .. عرض: جمال محمد ابراهيم
الاثنين, 21 يونيو 2010 20:11 حكى الكاتب السوداني الكبير عمر جعفر السوري ،
عن سفير لبناني إسمه خليل تقي الدين ،
كان يوما سفيرا للبنان في الخرطوم ، والتقاه في سنوات السبعينات:
((في ذلك اللقاء الأول( مع السفير تقي الدين) الذي أمتد لساعة ونيف،
روى لي ولضيوفه بعض ذكرياته هناك،
وسأل عن معارف وأصدقاء.
حكى لنا عن استدعاء الفريق إبراهيم عبود رئيس البلاد، له بصورة عاجلة.
قال:
"تلقيت مكالمة هاتفية ذات صباح من رئيس المراسم بوزارة الخارجية
يخطرني بتحديد موعد لي مع الرئيس عبود لأمر عاجل بعيد الظهر،
وأن الأمر لا يحتمل انتظار إرسال مذكرة دبلوماسية.
لم تكن بين لبنان والسودان أزمة حينئذ،
ولم يكن في سماء العرب ما ينذر بشر أو يبشر بخير.
تملكتني الحيرة،
وقضيت كل ذلك الصباح في ضيق شديد،
أقلب الأمر يمنة و يسرى.
دار بخلدي أن الحكومة اللبنانية أو الرئيس اللبناني
قد بعث برسالة لم أدر عنها،
فيها ما فيها.
لم أستقر على رأي ولم أصل إلى ما ينير لي الطريق.
قررت أن أستعد للأسوأ.
ذهبت إلى موعدي مع الرئيس عبود،
وهو رجل متواضع وودود وخجول.
استقبلني فور وصولي ولكن بفتور ظاهر من غير عداء،
ثم دلف إلى الأمر الخطير الذي جعله يستعجل المقابلة.
استطرد السفير تقي الدين في روايته ومضى إلى القول :
"تمخّض الجبل فولد فأرا.
لقد كان في خدمتي طباخ سوداني ماهر ولكنه طاعن في السن،
فصار ينسى بعض الأشياء
ويتجاهل في بعض الأحيان أوامري وطلباتي
عن قصد أو غير قصد،
مما دفعني في يوم من الأيام إلى تقريعه بحدة
متناسياً فارق السن ولطف الرجل،
أتبعت التقريع بحسمٍ في المرتب،
ولم اكتف بالتوبيخ بل وجهت إليه إنذاراً بالفصل إن عاد إلى ذلك.
لم أحسب قط انه سيذهب إلى رأس الدولة يشكوني إليه،
وأن الرئيس سيأخذ المسألة على محمل الجدّ
إلى درجة تدفعه لأن يقوم شخصياً باستدعاء السفير.
قال لي الرئيس إن الرزق على الله ولكن كرامة كل سوداني تعنيه هو بالذات،
ولا يتسامح فيها أبدا،
ولذلك أراد أن يبلغني هذه الرسالة ولفت نظري إلى هذا الموضوع،
وأنه سيكتفي باعتذار للطباخ عما بدر مني،
وأن اصرفه عن الخدمة مكرماً معززاً،
إن لم أشأ بقاءه في عمله.
اعتذرت للرئيس أولا عن ثورتي على الرجل،
ثم رويت له بعض أفعاله التي أنستني وقاري.
ووعدته إنني سأعتذر له فور عودتي إلى السفارة،
وانه سيبقى على رأس عمله.
وهذا ما جرى.
لم يكن ذلك الطباخ من أقرباء الرئيس،
كما لم يكن من قبيلته أو منطقته.
هزّني ذلك الموقف الإنساني والسياسي والدبلوماسي والاجتماعي
وما شئتم من الوصف، حتى يومنا هذا."
تلك رواية خليل تقي الدين،
فأين كرامة السودانيين اليوم من ذلك الموقف، في ذلك الزمان؟!))
أسوق اعتذاري لصديقي عمر جعفر السوري
لاجتزائي قسما من رسالة بعث بها إليّ قبل نحو عام ..
jamal ibrahim [ [email protected]
هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين ,
يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته ]
\\\\\\\\\\\\\\
ملحوظة: نقلا عن سودانايل
ثم إن جمال محمد إبراهيم قد كان سفيرنا إلي وقت
قريب في بيروت لفترة إمتدت 4 سنوات يديكم دوام الصحة والعافية
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: ما جرى بين الرئيس عبود والسفير اللبناني في الخرطوم (Re: Mohammed Ahmed Saeed)
|
د. السيد قنات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Quote: وأنه سيكتفي باعتذار للطباخ عما بدر مني،
وأن اصرفه عن الخدمة مكرماً معززاً،
إن لم أشأ بقاءه في عمله.
اعتذرت للرئيس أولا عن ثورتي على الرجل،
ثم رويت له بعض أفعاله التي أنستني وقاري.
ووعدته إنني سأعتذر له فور عودتي إلى السفارة،
وانه سيبقى على رأس عمله.
وهذا ما جرى.
|
شتان ما بين رئيس يرى أن كرامة السوداني شيء مقدس لا يقبل فيه أدنى إهانة ورئيس يرى في كل حادثة جلل شيء هين لا يضر بالعلاقات التاريخية بين السودان وعلان
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: ما جرى بين الرئيس عبود والسفير اللبناني في الخرطوم (Re: جعفر محي الدين)
|
ألم نقل أن الخصال السودانية الأصيلة ذاهبة نحو اندثار
ليحل محلها خصال المصلحة الشخصية
التي لا ترتكز على مبدأ أو دين أو عرف؟
عنصرية (غالبية) أهل الشام شيء من المسكوت عنه في الإعلام الإقليمي أو العالمي
و لا أدري لماذا؟
من حسنات نيفاشا أن الحديث عن عنصرية الشماليين ضد الجنوبيين أصبح مطروق من كل الجهات أملا في الوصول إلى حل يرضي المجني عليهم و يغسل الفكر العنصري من نفوسنا نحن السودانيين
و من حسنات نيفاشا أن فهم التصرفات العنصرية قد ارتقى ليجعلنا مؤهلين في تصنيف أغلب هكذا تصرفات
أما إن كنا بذات الخصال القديمة لتصرفنا كما تصرف أفضل من حكم السودان إلى الآن
| |

|
|
|
|
|
|
Re: ما جرى بين الرئيس عبود والسفير اللبناني في الخرطوم (Re: malik_aljack)
|
لنقرأ معا القصة من الجانب الآخر .. أولا الرجل الطباخ اشتكى لرئيس الحكومة عبود لأنه كان على ثقة أن رئيس الحكومة سوف ينصفه عندما يتعلق الأمر بالكرامة ..
ثانيا عمنا الطباخ اشتكى انتهاك كرامته .. وليس من اجل المال المستقطع أو الخوف على فقدان العمل .. فلو كان خائفا على وظيفته لما اشتكى .. فقد قدم الرجل الكرامة على مصالحه الشخصية والأسرية ..
ثالثا عمنا الطباخ كان يعلم أن كرامته التي انتهكت هي جزء من كرامة الشعب كله .. لذلك توجه رأسا إلى رئيس الحكومة
عمنا الطباخ كان يعلم أن الكرامة السودانية كانت الخط الاحمر الذي لا ينبغي أن يتجاوزه سفير أو أمير ..
عمنا الطباخ كان على تمام الثقة أن عبود نفسه كفرد سوداني "أصيل" مؤمن بقدسية الكرامة السودانية ..
في ذلك الزمن كان الرؤساء يتحركون لكرامة مواطن بسيط لأنها تجسد كرامة الأمة السودانية جمعاء .. وبرغم أن الحادثة كانت معزولة، لكني على يقين أن عبود كان لن يتوانى في طلب استبدال السفير اللبناني لو رفض الاعتذار لطباخه السوداني
طيب الله ثراك إبراهيم عبود فأنت حي بين أموات يحكمون .. أموات ماتت فيهم الكرامة ومات فيهم الاحساس يكرامة الشعب .. لأنهم هم من بادر إلى انتهاكها قبل الغرباء ..
تحياتي
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: ما جرى بين الرئيس عبود والسفير اللبناني في الخرطوم (Re: سالم أحمد سالم)
|
سلام أستاذ سالم
أصبحنا نحن في وطننا السودان
مقهورين ومهانين ومذلولين
ومذلولين،
وظلم ذوي القربي أشد مضاضة من الحسام المهند،
لن نقول من أين أتي هؤلاء،
ولكن أين عاشوا وتربوا وترعرعوا؟؟؟
صرنا في وطننا أغراب،
صرنا في وطننا نستجدي العطف،
صرنا في وطننا نستجدي الكرامة؟
ومن من؟؟
من ذوي القربي أهل السلطة!!!
يا لعجبي!!
إنهم ينظرون بمنظار رمادي اللون
إ، لم تكن معهم فأنت ضدهم قولا وفعلا،
رحمك ألله عبود
وطبت حيا وميتا
ومازالت سيرتك عطرة أنت وأسرتك
ويكفينا فخرا أن النطاسي البارع عمرهو جزء منكم،
وكذلك المهندس محمد والجنرال أحمد،
وإن لم يكن هنالك وجه للمقارنة،
فماذا فعلت إسرائيل من أجل جلعاد شاليت؟؟؟
إنه مواطن في دولة تحترم مواطنيها
يديكم دوام الصحة والعافية
| |
 
|
|
|
|
|
|
|