طبعآ لأن أسرائيل ليس لديها فريق في نهائيات كأس العالم الحالي ولا بالطبع من قبل .. ولأن إيران إيضآ قد خرج فريقها من التصفيات الأولية ولم يصل النهائي فلقد قرر الرئيس أحمدو نجادي إرسال سفينتي إغاثة لسكان غزة المحاصرين ردآ على تصريحات نتنياهو بضرب كل سفينة تريد كسر الحصار الذي فرضته إسرائيل على غزة و منذ ثلاثة أعوام..! يعني الجماعة ديل عايزين يشعلوهاحرب ..! إسرائيل فعلتها من قبل .. الأولى عام 1978 والعالم كله منتبهه لكأس العالم في الأرجنتين إيام باتستا و كمبس الحريف لتشن غارات جوية شاملة على لبنان و العراق لتدمر مفاعل دمونة النووي .. و المرة التانية عام 1982 حينما إجتاحت القوات الإسرائلية لبنان والعالم وقتها مشغول بفعاليات كأس العالم في إسبانيا وبالذات المجموعة الصعبة التي كتمت أنفاس العالم والتي كانت تضم البرازيل و إيطاليا و الأرجنتين والتي حسمها الود المهاجم الإيطالي المتفرد ( باولو روسي) وأحزن العالم بخروج فريق برازيل د سقراط و زيكو و فالكاو.. والناس في عز المتابعة و الإستمتاع بكأس العالم و عروضه القوية فإذا بالعالم تتصدر أخباره فجأة غزو إسرائيل للبنان ويصرح (شارون) وقتها للعالم ( بأن دخول قواته للبنان مجرد نزهة)..! ولم ينتبه وزير الدفاع الإسرائيلي بأن اللبنانيون قد وضعوا البنادق جانبا وأتفقت المليشيات على هدنة مؤقتة تساعدهم على مشاهدة فعاليات .. ودفع شارون في نزهته تلك ب 15 ألف جندي مدعمين بثلاثمائة دبابة و مصفحة .. وأنتبهت المليشيات اللبنانية فجأة على صوت هدير المجنزرات الإسرائيلية تتقدم ليلا في الشوارع .. وبدأت الإتصالات بينهم ينسقون لصد الإحتلال لبلادهم في شهر كأس العالم .. أواصل..
وأتفقت المليشيات اللبنانية ولأول مرة منذ إندلاع الحرب الأهلية عام 1974 على مواجهة الإحتلال الإسرائيلي .. ووضعوا خطة محكمة سعوا فيها ألى إستدراج الجيش الإسرائيلي إلى داخل بيروت دون إية مقاومة .. ثم نسقوا كيفية الهجوم و الذي نسقه الجميع لا فرق ساعتها بين كتائب و مرابطين ودروز و شيعة و قوميين .. وبينما يدخل كأس العالم مراحله الحاسمة والعالم آنذاك موزعآ بين مباريات شبه النهائي إيطاليا وألمانيا و فرنسا وهولندا من جانب وإحتلال لبنان من جانب آخر .. يصرح شارون وزير الدفاع الصهيوني (بأن إحتلال لبنان كان أسهل مهمة للجيش الإسرائيلي) .. ولم تمض ساعتان حتى إنهال الرصاص و صواريخ الكاتيوشا و قذائف الآر بي جي على آليات و مجنزرات و جنود الجيش الإسرائيلي .. وأصابتهم المفاجأة الغير متوقعة وتشتت الجيش الإسرائيلي في طرق وشوارع بيروت و أحياءه المختلفة .. وتخوض وقتها ألمانيا و فرنسا مباراة قوية و عجيبة ولعلها من أقوى المباريات التي لعبت في تاريخ كأس العالم ..حيث إنتهى الزمن الأصلي بالتعادل 1 ـ 1 ثم يلعب الفريقان زمنآ إضافيا .. وينتهى الشوط الثالث بنفس النتيجة ويجئ الشوط الرابع و الأخير لتضيف فرنسا هدفآ ثانيا من نجمها بلاتيني ولم تمض دقائق من ضربة عكسية يضيف مدافع فرنسا الفولاذي الأسمر ثيودور الهدف الثالث من ضربة على الطاير .. وتشتعل مدرجات الديوك الفرنسية الزرقاء .. وإيقن الجميع هزيمة ألمانيا وتأهل فرنسا للنهائي مع إيطاليا ولكن الماكينة الألمانية لم تستسلم ليضيف بعد ثلاثة دقائق المهاجم الألماني هروبيش الهدف الثاني .. وتبقت دقيقة على نهاية الشوط الرابع لتصل كرة خادعة ألى الثعلب الألماني ونجم هجومها روجيه رومنقا فلم يتواني من إيداع هدف التعادل الثالث لألمانيا وسط دهشة الجميع وهستريا الجمهور الألماني ونحن مسمرون على شاشات التلفزيون نتابع هذه الملحمة الكروية منفعلين وكنا نشجع الفريق الفرنسي ليتابع العالم ملحمة ضربات الجزاء الترجيحية .. والتي إستمرت متعادلة حتى الضربة الرابعة ليضيع بلاتيني أحسن لاعبي المنتخب الفرنسي الضربة الأخيرة التي صدها الحارس شوماخر.. وتحرز ألمانيا الضربة الأخيرة ويعلن الحكم تأهلها للمباراة النهائية مع إيطاليا.
وبعد إنتهاء المباراة الملحمة تعلن نشرة التاسعة مساء والتي أذيعت آنذاك في تمام العاشرة و الربع مساءا عند حدوث إشتباكات عنيفة في بيروت و مناطق مختلفة من لبنان .. ولم يكن ساعتها أن يتوقع أحدآ بأنها كانت علقة ساخنة للقوات الإسرائلية في لبنان .. ويصف الملازم أول عساف بسلاح المدرعات المشهد ( كنا نسير في رتل من المشاه و المدرعات ففوجئنا بأطفال لبنانيون يسدون علينا الطريق و يأمرونا بالتوقف .. فأوقفت مدرعتي لارى ماذا يريد هؤلاء الأطفال .. وبينما كان يستعدأحد المشاه بالتوجه نحوهم فوجئت بهم يهرولون ثم يأخذون وضعآ أرضيآ أمامنا ثم فجأة تنهال علينا قذائف الآر بي جي لأجد نفسي أسير بدون مدرعتي وتشتت القوة في الشوارع و أنقطع الإتصال. تجاهل العالم ما يحدث في لبنان وقتها وأتجه لمشاهدة نهائي كأس العالم المرتقب بين ألمانيا و إيطاليا .. أواصل
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة