|
ما لم يقل عن السـيد الصادق المهدى
|
بقلم: محمد احمد بشيرى أثار موقف السـيد الصادق المهدى زعيم الأنصار, وتردده فى آخر فرص إتخاذ قرار المشاركة فى الإنتخابات الحكومية. والتى جرت فى أبريل- أثار هذا الموقف حفيظة بعض المنتمين لحزبه وقبل أن تتملككم الدهشة من عبارة (الإنتخابات الحكومية) أرجو أن أوضح بأنها فعلاً إنتخابات حكومية بمقتضى بنود (نيفاشا). وإستحقاقات إتفاقية دولية.. إستدرجت فيها حكومة الإنقاذ بواسطة مرابين.. ومحترفين فى هذا النوع من السياسيين الذين يتطلعون إلى الأفق.. غير عابئين بما يحدث حاضراً... تماماً كما حدث خلال حرب أكتوبر ونفرة الدفرسوار. والتى إتخذوها ورقة ضغط فى المفاوضات التى جرت عقب وقف إطلاق النار... وسواء كان أمر تقرير المصير من مخلفات إتفاقية أسمرا بواسطة الأحزاب لكسب ود الحركة الشعبية التى إتخذت الأحزاب مطية لتحقيق أغراضها بعد أن لمست رغبة الأحزاب الجارفة فى خلخلة نظام الإنقاذ, فإن الأمر سيان... ستظل ورقة تقرير المصير طريقاً ممهداً للإنفصال... وكان يمكن للإنقاذ تفادى مطب مسؤولية الإنفصال بإشراك كل القوى السياسية فى أحداث وحوارات وإتفاقيات نيفاشا خاصة حزبى الأمة بقيادة السـيد الصادق المهدى. والإتحادى الديمقراطى بقيادة مولانا محمد عثمان الميرغنى... ولكن كعادة الأنظمة الشمولية آثرت حكومة الإنقاذ توقيع الإتفاقية منفردة لمكاسب آنية سريعة... وإختلاس فضل إيقاف حرب ضروس إستمرت لعقدين من الزمان... أكلت الأخضر واليابس... وذلك لأن الإنفصال أو إقتطاع جزء من هذه الأرض لن يكون بالشيء السهل. أو تمر هكذا من غير مساءلة أو حساب... ولعل تاريخنا الإسلامى بت فى مثل هذه الأمور لمن إعتبر من أولى الألباب... فعندما إختلفت قريش, وأرادت كل قبيلة رفع الحجر الأسود إلى موضعه حتى تحالفوا وتواعدوا للقتال. ومكثوا على ذلك... فقال أبو أمية بن المغيرة, وكان أسنّ قريش: إجعلوا بينكم حكماً أول من يدخل من باب المسجد يقضى بينكم فكان أول من دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما رأوه قالوا: هذا الأمين قد رضينا به. وأخبروه الخبر, فقال: هلموا إلى ثوباً فأتى به, فأخذ الحجر الأسود فوضعه فيه ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم إرفعوه جميعاً ففعلوا. فلما بلغوا به موضعه وضعه بيده ثم بنى عليه. هذا رسولنا الكريم قبل إبتداء الوحى... معلم الإنسانية يعلمنا كيف أن ندرأ الفتنة قبل وقوعها. والمسلم كيّس فطن. وكما هو معروف, كان الزعيم الصادق المهدى آخر رئيس وزراء حكومة منتخبة. جاءت وفق إقتراع نموذجى لا يأتيه الباطل من أمامه أو من خلفه أو من بين يديه. وقد كانت ممارسة ديمقراطية مسار إعجاب وإندهاش للعالم الثالث.. كما كانت مسار سخط وإنزعاج لبعض الأنظمة التى تحيط بنا.. ولا تريد عدوى هذه الممارسة أن تنتقل إلى شعوبها المغلوبة على أمرها. وقد أدار السـيد المهدى حكومته بإقتدار وحنكة سياسية. الأمر الذى تنكر له الآن بعض مدعي الفهم السياسي... وقد ظلموا الرجل وما زالوا سادرين فى غيهم... أقول هكذا قول- ويشهد الله أننى لا أتمتع بشرف الإنتماء لهذا الحزب... فقط كان ينقصه الخبث السياسى وألاعيبه- كان واضحاً ككتاب مفتوح وربما كانت هذه الصفات منغصة له ولكل سياسى- أراد الإستمرار كيف كان, ولا يستطيع كائناً كان أن يطعن فى صدقية توجه سيادته وحزبه الديمقراطى. فقد نزل لإرادة الجماهير فى مواقف كثيرة. وتراجع عن مواقف أكثر بناء لرغبة الجماهير.إن عقدين من الزمان ليست بفترة كافية لطمس الحقائق. بكلنا نذكر تحذيرات السـيد الصادق من الممارسات غير المسؤولة لأحزاب ليس لديها وزن جماهيرى. ولكنها تغلغلت وسط النقابات... وقامت بأدوار خبيثة. وإفتعال إضرابات لا أساس لها فأخلوا بالإيقاع السياسى... ووجهوا الدعوة صراحة للقوات المسلحة للإنقضاض على الحكم- فعلوا فعلتهم قبل أن يتواروا خزياً وتخفياً تحت الأرض. http://www.alsudani.sd/openion-articles/17741-2010-05-26-07-15-36.html
|
|

|
|
|
|