|
لماذا يتساقط (الأسلاميون)عندما يستلمون الحكم؟
|
نقلا عن صحيفة (ايلاف) الكاتب العراقى غالب حسن الشابندر ( بالرغم من ان الكاتب يتحدث عن (متأسلمى) العراق الا ان المقال ينطبق تماما على متأسلمينا فى السودان وان كانوا يفوقون اشباههم العراقيين فى السؤ بعدد من السنوات الضوئية .) ظاهرة أصبحت مألوفة للجماهير العربية والضمير العام عند الناس فى الشرق الأوسط , ما أن يستلم (الأسلاميون \ الدينيون) الحكم او مجرد ان يدخلوا فى الحكم حتى يتحولوا الى مافيات اقتصادية مرعبة,وامبراطوريات جسدية مفزعة,ومؤسسات لحياكة المؤآمرات الخاصة والعامة وبالمستوى الذى يتحسر عليه الشيطان بكل احابيله وحيله ومكره وخداعه. ظاهرة راحت تقلق ا لضمير العربى والأسلامى لعدة اعتبارات , منها ان الدين يخلق الذات السوية والضمير الحى فما الذى يحصل اذن؟ وما فائدة الأستثناء فيما وجد من أخلص وبذل جهدا جيدا ومحمودا فى خدمة الناس , فى سياق عمله الحكومى فى اذا ماكان وزيرا او مديرا عاما او موظفا كبيرا حيث الأصل العموم وليس الأستثناء فى هذه الحالة ؟ ومنها ان المتدين خاصة الحزبى من ابرز طلائع الأمة , وانه ذلك الأنسان الذى يعطى ولايفكر فى الأخذ , وطالما نسمع من اسلاميين حزبيين قولهم ( ان الدعاة نماذج طلائعية فى الأمة ) وان المتدين (يبذل كل ماعنده فى سبيل الله ولله فى لله).ومن هذه الشعارات الكثير الكثير. كنت قد كتبت مرة سبع مقالات بعنوان (الدين والمتدينون) فى موقع (ايلاف), طرحت فيه بعض تصوراتى الأنطباعية عن هؤلاء (الدينيين) , وقد استقيت تلك الأفكار من الحس المباشر , ولا أنسى الحملة الشرسة التى شنها على بعض المتدينين على المقالات . وكان احدهم قد كتب فى حينه (سوف ترى كيف يحول الدينيون هولاء العراق الى جنة الخلد لأنهم مؤمنون بالله ياحضرة الكاتب , ولأنهم صنيعة حزب اسلامى من بركات الشهيد السعيد محمد باقر الصدر....) ولم اجبه ولكننى كثيرا ما أتذكر هذا التعليق وأتسآءل ,ترى هل مازال هذا الأخ المعلق على رأيه هذا؟ ليس المقصود هنا حزبا بعينه بل المقصود حالة عامة,ومن آثاره للأسف الشديد ان بدأت التعليقات والنكات تتتسابق على السنة الناس,نكاية بأهل الدين عموما .بل بالدين ذاته,خاصة النكات التى تكثر فيها عبارة (اليد التى تتوضأ لاتسرق),وهى العبارة التى اطلقها احد (الأتقياء) المسئولين عن اعادة صياغة العقل العراقى. نعود لجذور المشكلة ونتسآءل بكل برآءة,لماذا هذا التهالك الكثيف والكسيف فى آن واحد من قبل الأسلاميين على الدنيا بعد ان يستلموا السلطة او يشاركوا بها بحيث تتبخر تلك الهالة المقدسة التى كانوا يحيطون بها انفسهم والتى ينسجها حولهم الناس ايضا؟ لماذا الأسلامى عندما يتولى الوزارة يشحنها بأخوانه واقاربه وابناء اقاربه؟واذا ما أنتقل الى وزارة أخرى ينقل كل (اس########) المحترم؟والعملية بحد ذاتها تؤكد بأن الوزير لم يفرق بين (الحكومة والدولة). لماذا هذا ( المتدين)عندما يتولى الوزارة او يدخل فى الحكومة يتحول الى امبراطور مالى وجنسى ومكتبى ؟ فهو قد يشترى مئتين شقة فى بيروت وربما يبررها حتى شرعا وقانونا وعرفا وأخلاقا . لماذا ويتهرب من اصدقاء الأمس,وخاصة الأصدقاء الذين يعرفهم جيدا بأنهم من اهل التضحية والفداء والعمل الجاد فى سبيل الدعوة والخير والسلام ؟ ان هؤلاءالأسلام الى (مزبلة),وحولوا الدين الى اضحوكة ومن الغرائب انهم دخلوا معركة الدنيا بكل صراحة وبكل وقاحة,وكأنهم نسوا الماضى القريب ,ماضى الوعظ والأرشاد والحكايات الجميلة عن التقوى وصلاة الليل والدعاء فى اجواء البخور والأنارة الخافتة والتذكير بعذاب القبر وأهوال القيامة. فهى اذن صلافة وأى صلافة . يخطئ من يتصور انى أقصد فى هذا الكلام (الدينيين)فى العراق , بل فى ايران والبحرين والكويت ايضا , هناك امثلة متطابقة ومتشابهة ومتقاربة . وهى ظاهرة تستدعى حقا الدراسة الدقيقة والعميقة . هل الدين غير قادر على بناء شخصية سوية حقا كما يقول بعض علماء النفس والأجتماع بل بالعكس يخلق شخصية مضطربة وان هذا الأضطراب يخرج من حيز القوة الى حيز الفعل فى ظرف موات ؟ أم ان بعض هؤلاء التزموا الدين بسبب فقرهم المعاشى وعدم قدرتهم على الدخول فى عالم الدنيا الشهى وممارسته لقصر ذات اليد , فلما اتسعت امامهم ابواب الدنيا انطلق المخفى فراح يغرف ويهرف ويسرق وينكح بلا حساب وبلا رقابة وبلا استرجاع لما اختزنه من فكر ودين وروح ومواعظ وارشادات ؟ ام ان بعض هؤلاء كانوا فى ازمة روحية فألتجأوا الى الدين فلما تخطو ازمتهم هذه رجعوا يعبون من متع الدنيا عندما توفرت الفرصة المناسبة ؟
|
|

|
|
|
|