|
|
 في نسب البعـــشــــوم (قرشى عوض )
|
في نسب البعشوم
قرشي عوض
صحيفة الوفاق الاربعاء 9 يونيو 2010م
العدد 4133
جوهر السودان القديم الذي تصارع الحركة الشعبية من اجل ازالته يتمثل في تقديري وحسب خبرتي المتواضعة في
غياب الحريات العامة، كل ما عدا ذلك يأتي نتيجة طبيعية لما تقدم لان هناك اراء معقولة جداً تتحدث عن التنمية المتوازية الكفيلة بازالة الفوارق بين المركز والهامش لكنها لم تجد اذناً صاغية لغياب الحريات العامة خصوصاً حرية الصحافة على طول تاريخ السودان الحديث بدعاوى مختلفة واشكال مختلفة لجوهر واحد هو غياب الديمقراطية فقد ظل جنرالات الشمال يتحسسون مسدساتهم كلما سمعوا بكلمة صحافة، وحكومة الجنوب عندما تعتقل الصحافيين دون تقديمهم لمحاكمة فانها تفعل نفس الشئ وتسلك نفس الطريق الذي قاد في النهاية الى تهديد وحدة البلاد لكن الفرق ان جنرالات الجيش الشعبي يمارسون تكميمهم للافواه تحت راية السودان الجديد.
=
ونحن بدورنا نتساءل ما هو الجديد في مثل هذه الممارسات لكن يبدو ان الحكام الجنوبيين وهم يستهلون عهدهم بالحكم لم يجدوا امامهم تجربة ينهلون منها غير تجربة الحكم المتوارثة في شمال السودان بل وفي مجمل القارة الافريقية التي تحكمها الجيوش ويتحكم في مصير شعوبها الجنرالات المدعومون من الخارج. والذي يغض الطرف عن اخطائهم لانهم يدخلون في استراتيجية دولية تهدف لاعادة ترتيب المنطقة بما يخدم السلم والامن الدوليين دون ان يتم ربط هذه الاستراتيجية بالتحول الديمقراطي في تلك البلدان الا اذا حدثت مجازر ولم يعد في الامكان التغطية على الفضيحة وحكومة الجنوب التي تعتبر ان ما حاق باهلنا في الجنوب كان نتيجة هيمنة الثقافة العربية الاسلامية فات عليها ان هذا فقط يمثل شكل الهيمنة بدليل ان طبيعة الدولة هي نفسها في كل المحيط الافريقي، انها دولة مستبدة .
متعالية على شعبها وغارقة في الفساد حتى اذنيها وتعادي الصحافة حتى لا ينكشف امرها امام الرأي العام وتصاب شعارات التي تستند عليها بالبوار وعليه اذا انفصل الجنوب وسادت فيه نفس الممارسات التي ثار عليها الراحل جون قرنق فاننا في الواقع نكون قد اقتسمنا قبح الدولة السودانية مع قسمة الموارد والديون والاصول الثابتة ويجب اعادة تفسير الامر بشكل مختلف وهو ان هناك اعدادا متزايدة من النخب التي لا تستوعبها طريقة اقتسام الثروة والسلطة على الطريقة القديمة وانهم يريدون بقعة جغرافية وتجنيب اكبر نصيب من الموارد يعاد تقسيمها من جديد على النخبة الجنوبية وفق جوهر الحكم المتعارف عليه، والخطوة الاولى في هذا الاتجاه هي ابعاد الصحافة العين الساهرة على موارد البلاد حتى لا تلتهمها الافواه اللامعة الشئ الذي كنا نتوقع ان تكون حكومة الجنوب على الضد منه حتى فوجئنا باعتقال الزملاء الاعلاميين بجوبا مما يجعلنا نعيد النظر مرات ومرات في الشعارات المرفوعة وعما اذا كانت كلمة حق اريد بها باطل لكننا لم نقطع العشم نهائياً حيث قامت شبكة الصحافيين برفع مذكرة لحكومة الجنوب عبر مكتب المتابعة بالخرطوم لكن المسؤول رفض استلام المذكرة بل وغادر المكتب وترك الصحافيين امام المكتب الشئ الذي اضطرهم لتمليك الحقائق للرأي العام.
اذاً هي نفس الحساسية التي يبديها حكام الشمال تجاه الصحافة والصحافيين ولا ندري ما هو الجديد فيما حدث وعليه اذا اردنا البحث في نسب البعشوم تجئ الاجابة بانه ابن عم ال###### او كما يقول اهلنا إن رائحة التوم واحدة والحركة الشعبية التي تحكم الجنوب حين تتعامل بهذه الكيفية مع الصحافة فانها تهزم الحجج التي ترفعها في وجه حكام الخرطوم ببساطة لانها لا تعد من خلال ممارساتها بطبيعة مختلفة لنوع الحكم الذي ترفضه وتطلب مساندة المجتمع الدولي لاقامته بمزيد من الضغوط على الانقاذ واول هذه الضغوط يبدأ بمطالبة المجتمع الدولي والاتحاد الافريقي باتخاذ موقف حاسم من عرقلة المؤتمر الوطني بحق تقرير المصير لان مصير الجنوبيين يكون قد اتضح تماماً لكل من يعيد البصر كرتين في تعامل الحكومة مع اعتقال الصحافيين انهم يريدون حكما بلا رقابة مثلهم مثل حكام الشمال .
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست