|
قـصـيـــدة جــديـدة/عـثـمان بشـــري
|
خواص الخديعة *************** شعر: عثمان بشرى ضبابٌ شاسعٌ كذبذبات الموت ينتفضُ المكانُ من المكانِ من الزمان من الصباح إلى الصباح وملامحٌ شوهاء، أبخرةٌ من البهتان تصعدُ في الحلوق بلا بوادر او إشاراتٍ تدلُّ الآدمية او تُحررها من اليأس الذي ضُربت بأطناب البلاد جيوشه يا خالقي، هذي ضمائُرنا فذرنا مخرجاً، من هذه الفوضى التي إتسعت، وهذا الإنحسارْ.. الروحُ غبراءٌ ونوافذ الرؤيا تضيق ومالَ على الكيان الخُزي كُلُّ الدروب تؤدي للهذيان والحُمى كملهاةٍ جلسنا في إنتظارك خفّ بنا إلى حقيقتنا وعلّمنا الطريق لنعبدك بطريقة الخصيان في هذي البلاد مضاربةٌ لأجل العيش مثل بقية الأغنام، بيعٌ للضمائر _كي تقى_ إمرأةً أخذتها من أبيها شر إعسارٍ مساومةٌ لكي تجد الطريدة والفراشْ، إن الطفولةُ لم تَعُدْ تَشْفع لأطفال الشوارع، والنساء كبرنّ في بحر العنوسة والأسى والإنتظار، والبابُ مغلق في وجوه القادمين من الضيوف، وكسرةُ الخُبز البسيط كسيحةٌ لا تُشبع الولدان ما بال الجيوش الباقية؟ ماذا تبقى من خرابٍ أسودٍ ماذا تبقى من دمار؟ إن الصبايا في الطريق العام يطرحنّ البُضاعة للذي يُطعم ويُسقي مسغبة.. والبيتُ مفتوحٌ لمن سيعولُ أرملةٌ وأحياناً حريرة.. لم يعد شئٌ هناك إذا ذهبت إلى هناك ولم يعد شئٌ هنا.. الكُلُ يمضي كي يعود إلى الهلاك والصبحُ ملهاةٌٌ وبالليل الجحيم.. قلتُ يا نفسُ إتقي جدران بيتك لملمي أشلاء هذا العُمر وأحتقبي السنين الماضيات بكُلّ فخرٍ بائسٍ وتوقفي عند الحقيقة دون إعسار جديدٍ إنما التاريخُ ذاكرةٌ ووجدانُ الشعوب إضاءةٌ للروح عند عبورها نهر الخلودِ لبرزخ العدم البعيد، عند المساء يحُطُّ قلبُ الكون معطفه الصباحي المخيف على مجازر ليله وينامُ معلولاً بحمى الإشتهاء إلى غدٍ، وهكذا تمضي الحقيقة مثلما تمضي الخديعة خاصّيةُ المقهورِ في تفكيكهُ للموت... او تفكيره بالموت حياً بذاتٍ مُحرقةٍ وقلبٍ أشعثٍ وروحٍ ارهقتها شفرةُ الرؤيا، سأذهبُ ملُّ نفسي، رافعاً رأسي.. لأني لم أبعّ شئياً يخصُ العرضْ إلى أقصى الجحيم مدائنٌ أثمت، وهاماتٌ حنتها الريح يا بلاداً كالسبية أرعفتها كائناتٌ مرّةٌ، تتبرأ الفئران من أفعالها.. إنجو بطينك يارفيق الضوءِ، والأشجار والأمطار والمعنى الإلهي العظيم، قد تمطر غيومُ الحُزن بعد غدٍ ولكن لن تُسامحك الصبيات اللواتي، أخذن وعداً منك بالبشرى، نقياً أبيضاً بلا كفٍ ملوثةٍ ولا قلبٍ أثيم.
الخرطوم 2010/4/17
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: قـصـيـــدة جــديـدة/عـثـمان بشـــري (Re: ابو يسرا)
|
يا سلاااام شعر ناصع ووجع كثيف يا عثمان بشرى على هذه البلاد الناصعة وناسها التي سرقها المجرمون وما زالوا يسيئون لروحها وجمالها ..
وتحية لـ ناهد محمد الحسن وكل الأطباء في مواقفهم الجسورة ..
وشكراً لك أبو يسرا على هذا الجديد الأخضر لصديقنا عثمان بشرى ..
نصار الحاج
| |

|
|
|
|
|
|
Re: قـصـيـــدة جــديـدة/عـثـمان بشـــري (Re: مصطفى كدفور)
|
Quote: ضبابٌ شاسعٌ كذبذبات الموت ينتفضُ المكانُ من المكانِ من الزمان من الصباح إلى الصباح وملامحٌ شوهاء، أبخرةٌ من البهتان تصعدُ في الحلوق بلا بوادر او إشاراتٍ تدلُّ الآدمية او تُحررها من اليأس الذي ضُربت بأطناب البلاد جيوشه يا خالقي، هذي ضمائُرنا فذرنا مخرجاً، من هذه الفوضى التي إتسعت، وهذا الإنحسارْ.. |
| |
    
|
|
|
|
|
|
|