قال الشاعر الأُمِي ( سعد العطا في ضواحي أرقو ..رحمه الله حيا و ميتا ) : لو كنت بعرف القراية و الكتابة ، كنت كتبت ليكم في ضهر سحلية جارية و بالليل في ضو البرق .. أهناك فصاحة و مبالغة أكثر من هذه الكلمات التي قالها .. ؟؟ الشاعر الجاهلي ( ميمون البكري ) أو الأعشى .. مات سنة 7 هـ و لم يكن قد أسلم .. أظن أن بعض شعرائنا في السودان ينتمون إليه ( جينيا ) إن كان الشعر يملك حمضا خاصا به في جسم الإنسان.. لأن معلقته المشهورة تقفز بنا من عهده الجاهلي إلى كل حقب السودان ( قديمها و عهودها الوسيطة و حديثها و ربما مستقبل أيامها ) ..
06-01-2010, 09:13 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22456
السودان .. في البدء كان الرحيل قدرا و مصيرا .. أنظروا إلى هذه الإفتتاحية :
ودع هريرة إن الركب مرتحل ... .............و هل تطيق وداعاً أيها الرجل
كل بيت في السودان فيه راحلين ركبانا و وحدانا.حتى ضاقت بنا أركان الدنيا الأربع. و لا يمر يوم دون وداع .. و ما أكثر الرجال الذين لا يطيقون الوداع .. كاذب من يتجلد يوم الوداع .. كاذب من قال أنه إستطاع حبْس دموعه ( إنزلقتْ أم لم تنزلق ) .. و هل تطيقونه أيها الأشاوس ؟؟
06-01-2010, 09:15 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22456
غراء فرعاء مصقولٌ عوارضها.... ......تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل
أما هذه الغراء الفرعاء .. فيقصد به نسائنا المتبخترات أيام الخريف و كأنهن غزلان قد إنغرزت أرجلهن في وحل الشوارع و الميادين فيقفن لا حول لهن و لا قوة لا حراك بهن كتمثال إبراهيم باشا ..يدخلن غمار الوحل بأحذيتهن و يخرجن ( بدونها أو بفردة ) .. و العجب لو دخلن ( بسفنجات ) ..
06-01-2010, 09:16 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22456
كأن مشيتها من بيت جارتها ............. مر السحابة لا ريثٌ و لا عجل
هذا المرور السحابي كان يتم عندما كانت المرأة تدخل بيت جارتها لتشحدها ( طايوقة ) ثم تأتي بها في علبة صلصة فارغة فتمشي تلك المشية على مهل دون إستعجال .. حيث لا هموم إلا همَ العواسة و الحلَةً .. الآن تتصل الجارة بجارتها و تسألها و هي تتوسد المخدة و هي تداعب كمية من رولات الشعر على رأسها : طابخة شنو الليلة ؟ فيأتيها الجواب في صوت ناعس كسول : الفردة حيجيب معاه غدا جاهز ..
06-01-2010, 09:18 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22456
تسمع للحلي وسواساً إذا انصرفت .........كما استعان بريحٍ عشرقٌ زجل
أنظروا إلى هذا الوصف الموسيقي للحلي .. جعله كهمس الوسواس الذي يلامس النفس .. عكس أيامنا هذه .. فالحلي أيامنا هذه ذهب عيار ثقيل و كاتم صوت .. يظل جاثما في الأيادي و الأعناق إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ..يرتفع سعر الذهب لعنان السماء ثم يهبط أسفل سافلين .. و نساءنا و لا هنا و لا هناك ..
06-01-2010, 09:19 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22456
ليست كمن يكره الجيران طلعتها ............ و لا تراها لسر الجار تختتل
دي و الله جارة السرور ولا بلاش .. شكلا و موضوعا .. و ما أكثرهن ..
يكاد يصرعها لولا تشددها ............... إذا تقوم إلى جاراتها الكسل
يعني لولا ( الشديد القوي ) .. فإن الكسل يكاد يقتلها فلا تتحرك حتى لجاراتها .. و هذه حالة تفشتْ بين المغتربات بعد أن كثر الشحم و اللحم و جاور العظم .. و كثر الريموت كونترول في أياديهن .. و كثرتْ المطاعم توصيل المنازل ..
06-01-2010, 09:20 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22456
إذا تلاعب قرناً ساعةً فترت ........... و ارتج منها ذنوب المتن و الكفل
هذه تتعب و تفتر بعد ساعة زمان و يترجرج منها جسمها كله و الكفل حتى الخدين . جاري .. إشتكى من كثرة تردد زوجته على طبيب التإنسان رخيص .. ثم العودة للسمنة و بالتالي كثرة التردد على الخياطين ( لتوسيع الفساتين و تضييقها ) ..
06-01-2010, 09:22 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22456
تمشي البنية بأطراف الأصابع ..و كأن الأرض تحتها مزروعة بالشوك ( ذكرتني بعارضات الأزياء في التلفزيون .. لديهن مشية تجيب الخلعة ) ..
أما هركولة فأظنها ( حنكوشة ) بلغة أهل الجاهلية زمان .. حيث كانت الهركولة تنقز في مشيتها و هي ترمي بمرفقيها مع كل خطوة و هذه كانت تعتبر قمة الحنكشة و الهركلة..
06-01-2010, 09:24 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22456
إذا تقوم يضوع المسك أصورةً ........... و الزنبق الورد من أردانها شمل
ورد و مسك و زنبق ( ديل ما عندنا .. عندنا البوخة المطبوقة و الشملة و عدة الدخان المعروفة بدءا بالحفرة التي إنقلبتْ إلى قطعة من الأثاث عند معشر المغتربين ) ..
علقتها عرضاً و علقت رجلاً ......... غيري و علق أخرى غيرها الرجل و علقته فتاة ما يحاولها ............... و من بني عمها ميت بها وهل فكلنا مغرمٌ يهذي بصاحبه ............... ناءٍ و دانٍ و مخبولٌ و مختبل
من هذه الأبيات الثلاث .. يتضح لنا أن ميمون صاحبنا أخد شاكوش من صاحبته .. ثم أخذت صاحبته هذه شاكوشا من واحد تاني .. ثم جاءت أخرى و أعطت الراجل الذي أعطى صاحبة ميمون شاكوش و أعطته شاكوشا بسبب حب ( إبن عما ليها لزم ) ..و كل واحد فيهم ( رفيقتو كاسرة فيه ضلعة ..) .. أيام لها شواكيش ..
06-01-2010, 09:25 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22456
أ أن رأت رجلاً أعشى أضر به .......... ريب المنون و دهرٌ مفندٌ خبل قالت هريرة لما جئت طالبها .......... ويلي عليك و ويلي منك يا رجل إما ترينا حفاةً لانعال لنا ................ إنا كذلك ما نحفى و ننتعل
و من هذه الأبيات .. نرى أن المعشوقة قد غيرتْ رأيها فيه و تحاول ( أن تزوغ ) من ريدته لأنه أعشى و قرب يعمى و الموت يتربص به و الدهر قد خذله .. و لما حاول أن يأخذ منها موعدا قالت له ( سجم خشمك يا حفيان ) .. فقال لها : نحن كدة حفايا و ما بنلبس جزم .. و يبدو أنها قد تشعلقتْ بواحد مغترب ( الإغتراب زمان كان لبلاد الشام أو اليمن حيث كان بلح الشام و عنب اليمن هما من العملات الرائجة وقتئذ و أسهمهما عالية السعر في بورصة سوق ذي المجنة .. و لكن الغريب قد كانت السلعتان غير معترف بهما في سوق عكاظ و أسواق تمبكتو ) ..
06-01-2010, 09:27 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22456
و قد أخالس رب البيت غفلته ... .........و قد يحاذر مني ثم ما يئل
اللئيم كان يريد أن يختلس وقتا مستقطعا عندما يغفل رب البيت و خاصة إن أكل أكلة ( غتيتة تكثر بها التوابل ) ثم كوًع في تعسيلة القايلة.. أو شرب شرابا من نوع ( ما أسكر كثيره فقليله حرام ).. رغم أن الشاعر يعترف بأن رب البيت يعرف ( مويتو ) كويس و عامل حسابو منو و بينوم بعين واحدة كالذئب ..و يبدو أن الشاعر يجيد معرفة أوقات الغفلة .. ( بارك الله في الجوال هذه الأيام .. ففيه خاصية ( المس كول MissCall) .. فيأتي الحبيب مهرولا فهي إشارة له إلى أن أسد البيت قد غاب فتعال يا فار .
06-01-2010, 09:28 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22456
وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني .......... شاوٍ مشلٌ شلولٌ شلشلٌ شول
الحانوت يعادل عندنا ( الإنداية ) .. حيث كانت أيامها مرفوعة الأعلام الحمراء دلالة على تدفق المريسة بكل أنواعها و البقنية بماركاتها المختلفة .. و الذبائح تعلق من عراقيبها .. و ( ريحة الشية ) تطغى على كل رائحة .. و أظن أن هذه الطلاسم ( شاو مشل شلول شلشل شول ) هي الشية و توابعها ( من لحم سنكيت و سيخ و فحم و هبابة و كانون و شطة و ليمون ).. و قد نطقها الشاعر بهذا الشكل لأنها مصطلحات بين أصدقاءه و أكواد سر حتى لا يفهمها الناس أصحاب الشلاقة الذين يأتون للشرب كل يوم معهم (ملح ساكت ) دون أن يدفعوا الشيرنق Sharing.. مع إنو ال ( Bottle Night ) بدعة إبتدعها الرجل سيء السمعة أبو نواس و يقال أنه عمر الخيام في بداية كتابة رباعياته..
06-01-2010, 09:29 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22456
نازعتهم قضب الريحان متكئاً ............. و قهوةً مزةً راووقها خضل
هنا يتضح أنه في الحانوت إياه ( الإنداية ) قامت شكلة لرب السما .. حيث تنازع القوم في أحقية من يجلس بالقرب من شجرة الريحان و يتكيء على فروعها و جذوعها.. و هناك نزاع آخر إندلع على ( المزة ) و هي التي دائما تجلب المشاكل لأن بعض السكارى يأكلون المزة بشكل مستديم دون إنقطاع و دون إنتظار مرور الكأس مما يجعل المزة تنتهي قبل الخمر ..
لا يستفيقون منها و هي راهنةٌ .......... إلا بهات و إن علوا و إن نهلوا
من هنا يتضح لنا أن الجماعة قد وصلوا إلى مرحلة من السكر بحيث صاروا يشربون ( حسادة ساكت و ربما رشف البعض الكأس و هي فارغة ) رغم أنهم وصلوا إلى مرحلة ( سكرة يني المشهورة في كتاب غينيس السوداني صفحة الكاتول ) ..
06-01-2010, 09:33 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22456
يسعى بها ذو زجاجاتٍ له نطفٌ .......... مقلصٌ أسفل السربال معتمل
برضو كانت زمان في واسطة .. فهاهو الجرسون يخبيء العرقي النضيف تحت سرواله ليعطيه للأفندية و المحاسيب.. أما الرعاع فيشربون من ( قاع المشق ) ..
كناطح صخرةً يوماً ليوهنها .............. فلم يضرها و أوهن قرنه الوعل
هذه بلاغة شعرية من النوع الذي يذهب مثلا : نقول لشخص لا يهمنا أمره ( أضرب راسك بالحيط ) .. فإن كان أبلها و ضرب راسه بالحيط .. فلا الحائط سيتأثر و لا هو نال ما يبتغي و سيخسر راسه ..
تغري بنا رهط مسعودٍ و إخوته ............... يوم للقاء فتردي ثم تعتزل
رهط مسعود هنا ( هم التحالف الدولي ) .. و إخوته هم المنجرون مع التحالف خوفا منها ..
سائل بني أسدٍ عنا فقد علموا ........... أن سوف يأتيك من أبنائنا شكل
إن إفترضنا أن الشاعر قال ( شَكَل ) فإنه يقصد أنه سيأتينا من بني جلدتنا من يأتينا بالعذاب و الموت و الدمار و الشكَل سيصير خبز يوماتي..
لئن قتلتم عميداً لم يكن صدداً ................ لنقتلن مثله منكم فنمتثل
و هذه يقصدنا بها تماما .. و التاريخ يشهد .. ألم أقل لكم بأن هذا الأعشى إبن عما لينا ..
لا تنتهون و لن ينهى ذوي شططٍ .......... كالطعن يذهب فيه الزيت و الفتل
و ما أسهل مِيتة كهذه الميتة .. حيث يكون الطعن فيه كإنسياب فتيلة السراج في زيتها .. فهي ميتة أكرم من الشطط في أمور البلد و العباد .. ..
ميمون البكري .. أيها الأعشى .. كم أنت بليغ ..
06-01-2010, 10:52 PM
نورالدين صلاح الدين
نورالدين صلاح الدين
تاريخ التسجيل: 01-07-2008
مجموع المشاركات: 4327
عزيزي ، ظننت من عنوانك أن حديثك سوف يتمحور على قوله في معلقته ، وهي ليست في متناول اليد الأن: وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني.... الخ
وفيه تصوير للإنداية والقعدة والحلَّة،
يبدو أنك لم تلاحظ أعلاه ما جاء في شأن بيت الإنداية و القعدة و الحلة و المزة ، و ها هو :
وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني .......... شاوٍ مشلٌ شلولٌ شلشلٌ شول
الحانوت يعادل عندنا ( الإنداية ) .. حيث كانت أيامها مرفوعة الأعلام الحمراء دلالة على تدفق المريسة بكل أنواعها و البقنية بماركاتها المختلفة .. و الذبائح تعلق من عراقيبها .. و ( ريحة الشية ) تطغى على كل رائحة .. و أظن أن هذه الطلاسم ( شاو مشل شلول شلشل شول ) هي الشية و توابعها ( من لحم سنكيت و سيخ و فحم و هبابة و كانون و شطة و ليمون ).. و قد نطقها الشاعر بهذا الشكل لأنها مصطلحات بين أصدقاءه و أكواد سر حتى لا يفهمها الناس أصحاب الشلاقة الذين يأتون للشرب كل يوم معهم (ملح ساكت ) دون أن يدفعوا الشيرنق Sharing.. مع إنو ال ( Bottle Night ) بدعة إبتدعها الرجل سيء السمعة أبو نواس و يقال أنه عمر الخيام في بداية كتابة رباعياته..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة