|
مع الأحداث ... دارفور .. تطورات مذهلة>... بقلم الاستاذ / بابكر عيسى
|
Quote: مع الأحداث ... دارفور .. تطورات مذهلة بقلم / بابكر عيسى :*
التطورات المفاجئة لقضية دارفور على صعيد حركة العدل والمساواة وزعيمها الدكتور خليل إبراهيم الذي مُنع من دخول الأراضي التشادية ومُزقت وثائق السفر التي كان يحملها هو ومرافقوه في مطار نجامينا وعودته إلى الأراضي الليبية بعد أن أصبح مطارداً من قبل الحكومة السودانية بواسطة الإنتربول الدولي، هذه التطورات التي أذهلت الجميع تجعل من عبدالواحد محمد نور، زعيم حركة تحرير السودان المقيم في باريس الذي رفض التفاوض مع الحكومة السودانية، العاقل الوحيد في هذه الملهاة السياسية التي ما زالت فصولها متواصلة بعلم أجهزة مخابرات أكثر من دولة. نحن كمراقبين لمجريات الأحداث في السودان بصورة عامة وعلى صعيد قضية دارفور على وجه التحديد ،نجد أنفسنا عاجزين عن فهم حقيقة ما يجري، وكيف أن مجريات الأحداث انقلبت فجأة في أعقاب الاتفاق والعناق وتبادل التهاني وارتفاع صيحات الله أكبر إلى اتهامات متبادلة وإلى ملاحقات أمنية ومواجهات عسكرية على الأرض في إقليم دارفور، حيث أسفرت تلك المواجهات عن خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات سواء في جانب الحكومة أو في جانب حركة العدل والمساواة ،حسبما تابعنا على شاشات التلفزة من تطورات متناقضة. المعلن حتى ساعات من هذه التطورات الدراماتيكية، أن حركة العدل والمساواة باتت تتمدد بصورة مقلقة في إقليم كردفان المتاخم لإقليم دارفور، وأن الحركة باشرت عمليات سطو مسلح ضد القوافل المدنية والعسكرية وأن هذه التطورات كانت وراء اعتقال الدكتور حسن الترابي رئيس المؤتمر الشعبي الذي أُغلقت صحيفته "رأي الشعب" وصُودِرَت، فيما أعلن الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار رئيس الجمهورية خلال مؤتمر صحفي بالقاهرة ، أن حركة العدل والمساواة هي الجناح المسلح للمؤتمر الشعبي. تكشير النظام لأنيابه بعد الانتخابات التي جرت مؤخراً وأسفرت عن فوز الرئيس البشير والمؤتمر الوطني، وقبل تشكيل الحكومة الجديدة أو أداء الرئيس القسم يؤشر إلى غلبة التيار المتشدد داخل المؤتمر الوطني الذي واصل سلسلة الاعتقالات باعتقال الأستاذ فاروق أبو عيسى الرئيس التنفيذي لتحالف قوى الإجماع الوطني وإعادة الرقابة على الصحف ومطالبة الإنتربول باعتقال ٢١ من عناصر حركة العدل والمساواة على خلفية "غزوة أم درمان" التي قادها د. خليل إبراهيم والتي ما زالت تشكل جرحاً غائراً لنظام الإنقاذ إضافة لما قد تأتي به قادمات الأيام بعد حصول النظام على الشرعية الدستورية عبر الانتخابات التي قُدِحَ فيها كثيراً. عبد الواحد محمد نور الرافض لإجراء أي حوار مع نظام الخرطوم أصبح هو الرابح الوحيد من هذا السجال الخاسر. فالرهان على أي مواثيق أو تعهدات بعد هذه التطورات هي رهانات خاسرة، وحتى تصحح الخرطوم صورتها أمام الرأي العام الإقليمي والدولي عليها أن تعتمد مبدأ الشفافية والمصارحة وأن تملك الناس كل الحقائق، لأن هذا الغموض لن يولد الثقة ولن يفتح الدروب أمام حلول شاملة ودائمة لمشاكل السودان وهي كثيرة. كنا وما زلنا نؤمل أنفسنا بانفراجة سياسية بعد تلك الانتخابات التي قيل عنها وحولها الكثير، ويبدو أننا نمني أنفسنا بقبض الريح خاصة أن هناك العديد من الملفات الساخنة ما زالت تنتظر واستحقاقات دستورية تطرق الأبواب ليس أقلها تقرير مصير جنوب السودان وإجراء الاستفتاء في يناير القادم.
|
* مدير تحرير الراية القطرية
|
|
|
|
|
|