ظل البعد الاستراتيجي للمسالة الثقافية السودانية قيد الغياب التام والعتمة التاريخية منذ زمن طويل فتغشته سوالف النسيان والتسيب التاريخي أهوال عاتيات . لقد كان لدور المركزية الثقافية المرتهنة للخطاب السياسي الطائفي والتمحور الاثنى ذنب كبير فى عدم تنامي الفكر السوداني الثقافي الاستراتيجي فأصبح غير قادر على رؤية بعده التاريخي. ذلك دون ادني هو الجزر التاريخي للخطأ المنشئ لهذه المحنة الوطنية.
05-11-2010, 05:08 PM
Abuelgassim Gor Abuelgassim Gor
تاريخ التسجيل: 10-28-2006
مجموع المشاركات: 4655
أدى كل ذلك الى غياب وتقهقر المشروع الاجتماعي (التاريخي/ الثقافى) مؤسسا فشلا متواتر فى مقاربة القضايا الوطنية الإستراتيجية الهامة مبديا قصورا فى أن يطال الاسالة الوطنية الهامة والحيوية مثل سؤال الهوية والوحدة والديمقراطية الثقافية . فصار الا مر هكذا سائبا تعتوره تمظهرات المشروع السياسي ( الامنى/ الاقتصادى ) للمؤسسة الحكمية السودانية. تلك هى العزلة بين الامة وتاريخها الاجتماعى ، مسألة التفريق بين الاستراتيجي والاجتماعى فتحولت الى عملية إفراغ للفكر السودانى من محتواه الثقافي ، فتقاعست إسالة الثقافة ليظهر كل ذلك فى تدنى أشكالها الابداعية مثل المسرح والموسيقى والرسم ، وكافة اضرب الفنون الاخرى . ثم استشرى الفساد الثقافى مصحوب بعمليات عزل واقصاء سياسى ليؤكد عن غياب الوعى التام بهذا الركن الهام من اركان الدولة وينم عن جهل غائر فى عقل المؤسسةالسودانية الحاكمة
05-11-2010, 05:11 PM
Abuelgassim Gor Abuelgassim Gor
تاريخ التسجيل: 10-28-2006
مجموع المشاركات: 4655
هذه مداخلة تبحث عن وسائل لقراءة هذه الهوة بين الثقافى والاستراتيجى ، وتأخذ من حتمية الوحدة السودانية نموذجا. تبنى المداخلة جدلها على الآتى ( ان نظم الثقافة فى المكان الذى يسمى السودان هى نظم متداخلة ، بعض هذا التداخل يتم بانسياب و تحول تدريجى من العروبى الى الافريقى أومن الافريقى الى العروبى ، وبعض نماذج التداخل يقوم على جدل التماس المباشر مؤسسا توترا وصراعات ..لذلك يمكننا وفى هذا الإطار ان ننظر الى مآلات الاستفتاء من منظور ثقافى . اما نظم الثقافية الابداعية مثل المسرح والموسيقى والتشكيل والفنون الشعبية يمكنها ان تمثل ادوات للتدخل الثقافى فى هذا الموضوع ).
05-11-2010, 05:12 PM
Abuelgassim Gor Abuelgassim Gor
تاريخ التسجيل: 10-28-2006
مجموع المشاركات: 4655
لقد بات واضحا منذ توقيع اتفاقية السلام الشاملة فى عام 2005م فشل المؤسسة الثقافية فى تأسيس منظومة مقاربة تسعى الى التصدى لسؤال الوحدة او الانفصال السلمى والمعافاة والمصالحة الاجتماعية فتصدت له المؤسسة السياسية وهى تعانى العهن والضغائن السياسية . لكل ذلك من منظور اتفاقية السلام الشاملة ، بوصفها مشروع استراتيجى لا زال المسرح يمرح فى غيى المهرجانات الشكلية التى كلفت الدولة مليارات الجنيهات دون ان تضيف حرفا واحدا فى سطر المشروع الاستراتيجى للدولة ، مشروع تخلق الدولة ، فالعقل المسرحي يفتقر للمقاربة الفكرية الاستراتيجة، فالبتالى هو اشبه باناء جميل بثقب كبير مزركش
05-11-2010, 05:17 PM
Abuelgassim Gor Abuelgassim Gor
تاريخ التسجيل: 10-28-2006
مجموع المشاركات: 4655
لقد فتحت اتفاقية السلام الشاملة - من منظور ثقافى - فضاء تحرير قضية الهوية السودانية بمنظور الديمقراطية الثقافية. والتى تعنى من حق كل شخص ان يكون ما يريد! وبعد مراجعة تطور التاريخ السياسي والاقتصادي فى السودان تعتبر عملية التحرير هذه أحد أهم النقلات المعرفية ( ابستمولوجية) والثورية فى تاريخ السودان.فالحقيقة القاطعة لا يصبح المواطن فاعلا فى وطنه الى بعد أن يمارس حريته الثقافية ..رؤيته لذاته وما يريد ان يكون عليه. هذه نقطة ظلت غائبة عن دست الثقافة.أما المسرح سوف لن يقرأها وهو يقصى بذكاء انتهازي كافة المفكرين والانتلجنسيا الذين من شأنهم فضح ثنائية (مسرح بقعة / المسرح القومى) التى تسلقت بطريقة اكزيميا سلطة الإنقاذ الوطني ..الآن هذه هى حكومة الإنقاذ الوطني تحصد قشورا بعد أن حسبتها لباب. بالفعل لقد لعبت المؤسسة السياسية دورا كبيرا فى هذا الخطأ حينما دفعت باداريين سياسيين لملفات المسالة الثقافية من بوابة الولاء السياسى فقط.
05-11-2010, 05:22 PM
Abuelgassim Gor Abuelgassim Gor
تاريخ التسجيل: 10-28-2006
مجموع المشاركات: 4655
لكن وبعد فلق نهار حكومة ديمقراطية.. لابد من أن تَحل الكفاءة الفكرية محل الموالاة السياسية الهتافية الانتهازية . لأن الحكمة فى اتفاقية السلام الشاملة تكمن فى الانتقال بالفكر السوداني من مرحلة الكم الى مرحلة الكيف ..فثمة أفكار نيرة تدفع بمسار التنمية بعيدا عن التقعر ، والاحتفاليات..وثمة عرض مسرحى قصير اسفيرى أفضل بكثير من تلك المباهاة الكلامية وشوفينية المولاة السياسية ...يفتقر المسرح اليوم لعنصر الذكاء فهو مسرح فاشل ولا يمكن تطويره الى برفع الوعى الاستراتيجى الوطنى لدى العاملين فى هذا الحقل حتى لا يصبح بؤرة للتسيب التاريخى. لقد ارتكب المسرح القومى بمساعدة مسرح البقعة البقعة ذنوبا وآثاما جسام مثل خيانة المشروع الوطنى السودانى عبر مؤسسات أجنبية بعد انطلاء أكذوبة الدعم السياسي لحكومة السودان ..على سبيل المثال لقد جاء ما يسمى بمؤتمر مدراء مراكز المعهد العالمى للمسرح iTi فى تمويه (كوموفلاج ) سياسى حتى حسب بعض الساسة ان هكذا مؤتمر ربما وجد قبولا فى دعم السودان دوليا ..لكن الحقيقة القاطعة ، لم تحظى حكومة السودان بأى دعم سياسى ولا أدبى ، ولم تستفدالمؤسسة المسرحية شيئا واحدا من تلك المسرحية القذرة ، فكانت اهدرا للمال والوقت السودانى الجميل...وعلى هذا المنوال تقاس مهرجانات واحتفالات البقعة
05-12-2010, 03:31 PM
Abuelgassim Gor Abuelgassim Gor
تاريخ التسجيل: 10-28-2006
مجموع المشاركات: 4655
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة