|
|
 (نيفاشا) .... بين ضحكة الشيخ وصمته المهيب ...!!!
|
(نيفاشا) .... بين ضحكة الشيخ وصمته المهيب ...!!!
تظل ضحكة الشيخ (علي عثمان محمد طه) وبجانبه الراحل (د. جون قرنق) مبتسماً , تظل هي الضحكة الأكثر شهرة بحاضرنا السياسي , و متكأ الأمل الجماهيري و خارطة طريق تطبيق اتفاقية ( نيفاشا) التي خرجت ( من بين فرث ودم لبناً سائغاً للشاربين) . والشاربون هم جماهير الشعب السوداني بشقي البلاد ... و(ضحكة الشيخ) هي ماوراء نصوص إتفاقية السلام الشامل وهي روح الاتفاق و حصنه من شياطين التفاصيل وهي ضحكة ما كان لها أن تكتمل لولا إبتسامة صافية من الراحل د.جون قرنق أكمل بها لوحة الأمل السوداني , تلك اللوحة التي شكّلت الملامح الرئيسية للتطبيق الفعلي , فالإتفاقية ماهي إلا شقّين معلومين (إتفاق وتنفيذ)و قد نبّه لهما بشكل إضافي (الشيخ علي عثمان محمد طه) عند تقديمها وتسويقها للشعب السوداني بطرفي الوطن قائلاً ( أن ما تحقق هو جهد وطني خالص يُهدى لشعب السودان (كله) وهذه ضربة البداية .. وما ينتظرنا أعظم وأكبر ) تعبيراً عن شق توقيع الإتفاق وتنبيها للمرحلة الأكثر خطورة واهمية مرحلة (التنفيذ) , فزاد على ذلك أنه (.. ولكن .. بإتحاد الصف ..وبخلوص النية .. وبوضوح الرؤية .. ومن ثم التوكُّل على الله تُقهر كل الصعاب ) ... و(الشيخ علي عثمان محمد طه) للذين يعرفونه , والذين لا يعرفونه لا يطلق الكلمات على عواهنها .. فكل جملة ..وكل كلمة ..وربما كل حرف يحمل من الدلالات والمضامين ما يصلح تحليلاً متكاملاً لواقع معاش ويحمل مؤشرات للحل ربما لا تراها العين السياسية المجردة ... فما تحقق بحسب كلمات (الشيخ) بدءاً هو (جهد) ... لم يتم بين ليلة وضحاها ولكنه (مولود) ظل برحم الوطن تسع أشهر ونيف وحمل ما تحمله الوالدات من رهق مُحبّب ... وهو جهد (وطني) ثانياً خلاصة نقاشات ومشاحنات وشد وجذب ورضاء وسخط ولكنه (كله) وطني خالص , وهو (إتفاق) مهدى لشعب السودان (كُله) ... شماله وجنوبه ففائدة السلام تعود على (كُل) الوطن وترمي بإلتزام على (الكُل) بإحترامه والمحافظة عليه عضاً بالنواجذ وشحذا للهم ودفعاً للمسيرة ... ولكن ... ماوراء كلمات ا(لشيخ ) لم تكن مُبشرة على إطلاقاتها فهذه هي الإتفاقية وملامحها وهي ضربة البداية وليست نهايات المشكلة ... و (ماينتظر أكبر وأعظم) ... أكبر في مطلوبات جهده ... وأعظم في معاني مخرجاته (وهذا بحسب قراءتنا الفطرية الأُولى) التي تحتاج لإعادة قراءة لماوراء سطور الإتفاق مقروءة مع كلمات (الشيخ) للوصول لمعاني الكلمات ومضامينها الحقيقية ... فالتطبيق (أكبر وأعظم) من الإتفاق ... ويحتاج إلى (إتحاد الصف) الوطني فالإتفاق لشعب السودان (كُله) جماهيراً ومنظمات وأجهزة وهو محاولة للخروج من (ثنائية) الإتفاق إلى (جماعية) التطبيق , ولا يتم ذلك إلا (بخلوص النية) من الجميع أحزاباً ومنظمات وجماهير ...شمالاً وجنوباً /شرقاً وغرباً ويتم عبر (وضوح الرؤية) فيما يسير بها إلى نهاياتها اللازمة ... ويرجع الأمر كُله في نهاياته لله عز جل (توكُّلاً) عليه ... وبذا يتم قهر الصعاب ,تطبيقات الإتفاقية والنأي بها عن مزالق شياطين تفاصيلها ... (فالشيخ) لم يكن متشائماً ... ولم يكن متفائلاً ... ولكن كان واقعياً يحاول قراءة المستقبل بفطرة المؤمن الطاهرة تلك القراءات التي سرعان ما برزت بحسب ما نوّهت له كلمات (الشيخ) ففي إنتخابات 2010 فشل حزب المؤتمر الوطني في نيل بطاقات الإقتراع اللازمة والتي تضمن له ولو مشاركة شكلية في مؤسسات الحكم بالجنوب , ذات الفشل لازم الحركة الشعبية في شمال البلاد ... لتنطلق الإتهامات بين الطرفين كل يرمي الآخر بعدم النزاهة في إدارة العملية الإنتخابية ويرميان دون أن يدريا المفوضية القومية للإنتخابات بالفشل في أكمال العملية الإنتخابية بالشكل الملائم والمفترض , تلك المفوضية التي لم تجد حزباً واحداً يدين لها بالرضا التام والكامل ( لتختلف) القُوى السياسية في كثير من الرؤى السياسية ولكنها (تتفق) في فشل المفوضية في إدارة عملية إنتخابية مبرأة من كل عيب , و(تتفق) كل القُوى السياسية في إتهام المفوضية بعدم قدرتها على منع تدخل الأجهزة جنوباً وشمالاً في إدارة العملية هذا الفشل الذي لازم حزب المؤتمر الوطني بالجنوب أفرز شعوراً بعدم الرضا على إقنس لوكودو رئيس قطاع الجنوب بالحزب لما تم بجنوب البلاد أثناء العملية الإنتخابية وتنوعت مطاعنها في مسألة الإنتخابات بين رميها للجيش الشعبي بتهديد السلاطين وتزويره للإنتخابات في ظل صمت مريب للمفوضية ...!!!! و تبقى بالنهايات الحقيقة الماثلة وهي شل كل شريك لحركة الشريك الآخر في الرقعة التي يفرض عليها (هيمنته) ليُعد ذلك هزيمةً حقيقية لـ(وحدة صف) بين شريكي الإتفاق نفسهما وضرباً لـ (خلوص نية) الشريكين وتغييباً لـ (وضوح الرؤية) المفترض بينهما و(طمساً) لضحكة الشيخ وإبتسامة الراحل د.جون قرنق , ليتقوقع كل شريك في أضيق مساحات الحركة السياسية برقعة شريكه السياسية تأكيداً منهما أن ما يُطبق من الإتفاق هو (نصوصه) القانونية فقط ...وبحسب تفسيرات كل طرف لها ... وتتوارى لوحة إبتسامة د. جون وشيخ علي وما إشاعته من أمل بالسابق ليستمر تطبيق الإتفاق خالياً من (ضحكة شريك) أو (إبتسامة آخر) ... فما يحدُث بالراهن السياسي يؤكد بشكل مباشر ضعف البنية الهيكلية لنصوص إتفاق (نيفاشا) والتي دعت للوحدة الجاذبة دونما تحديد واضح لشكل تلك الجاذبية وآلياتها وكيفية بث الروح المتسامحة في فريقي تطبيق الإتفاقية حتى ظنّ الظانون أن الإتفاقية فُصِلت على منفذّين محدّدين وبغيابهم أو تغييبهم غابت روح التطبيق وتبقى جسد قانوني حمّال أوجه حيثما وًجِّه سار عليه ... هذه الروح االمفقودة والتي ظهرت كمذكرة تفسيرية بتقديم (الشيخ) ولم يقرأها من يُفترض فيه قراءتها ... ولم يسمعها من يجب عليه سماعها ... لتطير كلماتها في فضاءات الفجيعة الوطنية وتُنزل عليه صمتاً مهيباً لاحظة رجل الشاع العادي وقابلة الشارع بمخافة سودانوية حقيقية وصادقة .فشريكا الحُكم ( فشلا) في خلق وحدة سياسية بينهما تعمل على بناء جسور من الثقة وتشيع حالة من الطُمانينة تؤسس لأرضية صلبة تصلح منطلقاً تبشيرياً للوحدة , فالمؤتمر الوطني يمضي قُدماً بإتجاه تطبيق الإتفاق متخلياً عن (ضحكة الشيخ) ومُطبقاً على النصوص الجامدة للإتفاق ... وتقابله الحركة بذات الجمود الخالي من الإبتسامة الصافية لقائدها الراحل د. جون ... و(المضيّ قُدماً) بإتجاه تطبيق (نيفاشا) هو القضية الرئيسية الوحيدة التي توافقت فيها رغبات الشريكين وإختلفت فيها الحركة مع حلفائها الإستراتيجيين من قُوى معارضة الشمال بما عده الأخيرون (خنجر مسموم غرزته الحركة بظهرهم) والتي لم تلحظ وضوح برنامج الحركة وثباتها على تنفيذه , ولم تقرأ تلك القُوى بشكل سليم تفاصيل ذلك البرنامج , فالحركة ماضية قُدما ناحية إنهاء مراحل الإتفاقية والوصول بها إلى محطتها الاخيرة (الإستفتاء) ليقرر شعب الجنوب خيارهم سواءاً للوحدة أو الإنفصال و قائدهم في ذلك ودليلهم الحركة الشعبية التي حصدت 92% من أصواتهم منحوها لها (حقاً أو زوراً) , لتبقى الحركة هي القائد لجماهير جنوب البلاد , وتبقى دفقة الأمل الأخيرة أو (عشاء السودان الأخير) هو برنامج الحكومة القادمة وهو أقرب لبرنامج طوارئ الوحدة وكما بادر السيد رئيس الجمهورية بتحويل الهيئة القومية لإنتخابه رئيساً إلى هيئة قومية لدعم خيار الوحدة نتمنى أن يستتبع ذلك بالضرورة إعادة هيكلة الهيئة والتي تضم في ثناياها شخصيات خلافية لا تتفق مع الحركة الشعبية ولا يتفقون معها كالدكتور لام اكول والسيد بونا ملوال , فليس من الملائم ضم شخصيات خلافية لجسم يسعى لإحداث وفاق سياسي وإجتماعي ...!!! وحبذا لو توسعت الهيئة بضم عدد من قيادات الحركة ومُنِحت رئاستها لأحد تلك القيادات وإنتقل مركزها إلى جوبا حاضرة الجنوب أو رمبيك أو بور ... لتبقى تلك الهيئة هي (ظل) الحكومة الرئيسي وحديقته الخلفية والمنفذ لبرنامجها الوحدوي على المستوى الجماهيري خاصة مع وجود فجوة شاسعة بين جماهير طرفي البلاد وقيادات الطرف الآخر ... فلربما تبقى المبادرة هي المعجزة التي تأتي بالوحدة ليعود للبلاد إطمئنانها وإستقرارها و لتعود (ضحكة الشيخ) تسري بين بيوت البلدة وتمثل مع إبتسامة الراحل د. جون قرنق مشروع السودان القادم للسلام الإجتماعي... ... والله المستعان ...
|
|
  
|
|
|
|
Ahmed musa
عمر صديق
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست