|
|
 Re: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني يتفقان على قبول نتيجة الإنتخابات (Re: tmbis)
|
العزيز تمبس
شكراً على المداخلة
اولاً مخطئ من يظن أن الحركة الشعبية هي حركة متماسكة فكرياً، بمعنى أن لها موقف فكري واحد، لا الحركة الشعبية هي تيارات إلتأمت لإحساسها بالظلم ومحاولة إستعادة حقوقها، لذلك تحليلك لهذا الموضوع هو سليم من ناحية المواقف، فالكلام البيقولوا ياسر أو عقار أو سلفا هو بيمثل تيارات داخل الحركة وصدقنى أغلبه حقيقي.
أنا في رائي منذ البداية أن الحركة ستذهب للإنفصال، لسبب بسيط هو أنها لا يمكن أن تعيش في ظل الوضع القائم في السودان، وخصوصاً بعد وفاة د. جون قرنق.
د.جون ليس ساحراً ولكنه إستطاع أن يرى أبعد من الآخرين، وهو لم يرفض الإنفصال، ولكنه حاول أن يعيد ترتيب البيت السوداني بما يحفظ للكل حقوقه، وقد حاول ذلك من خلال كل الوسائل الممكنة (سياسية وعسكرية ودبلوماسية) وفشل في تحقيق الهدف النهائي وهو السودان القائم على أسس جديدة تمنح للجميع حقوقهم بشكل متوازن. هذا الفشل تمخض عنه (إتفاقية نيفاشا) والتى هي إتفاقية بين طرفين لم يستطيعا الإنتصار على بعضهما فجاءا إلى منتصف الطريق وأتفقا على ذلك. والانفصال كان خياراً في حال عدم تحقيق الأسس لقيام سودان يحترم حقوق مواطنيه.
للحركة الشعبية أخطاءاها مثلها مثل أي تنظيم آخر، ولكن أعتقد أنها وصلت لقناعة أن لا جدوي في الإستمرار في برنامج السودان الجديد (لكل السودان) والإكتفاء به في هذه المرحلة (لجنوب السودان)، ولذلك نراها حريصة أكثر على إنفاذ إتفاقية السلام وخصوصاًالفقرات المتعلقة بالإستفتاء. هذا بالنسبة لي أمر طبيعي لشعبٍ عاني الأمرين من الحروب والتشرد والقتل.
العزيز تمبس
حقيقةً لا أضع لوم كبير على الحركة في مواقفها تلك، بل أري أن الإتجاه للإنفصال سيتيح الفرصة للسودان لإعادة النظر في السياسات التى إستمرت منذ الإستقلال ولم تؤدى لإستقرار هذا البلد، والإنفصال سيجعلنا كشعب سوداني (في جنوب وشمال السودان) أمام أزمتنا الحقيقية وهي أزمة هويتنا ووجودنا وتاسيس دولتنا التى تحقق أمن وسلامة الوطن.
أُتيحت لي فرصة النقاش مع د.جون قرنق أثناء توجدي مع المعارضة في أسمرا كثيراً، وقد كانت واحدة من نقاشات د. جون هو أنه حتى ولو إنفصل السودان يجب على الناس التفكير في التعاون الإقتصادي فهو الذي يمكن أن يجعل التوحد مرة أخري ممكناً، وضرب مثلاً بالتزواج الذي تمّ بين (الجلابة) والجنوبيات في جوبا وغيرها من مدن الجنوب. وقرنق مؤمن بالوحدة الأفريقية كلها وليس وحدة السودانن وقد كان يرى أن إحتمالات الإنفصال هي مثل إحتمالات الوحدة.
شئ آخر سأقوله لك عن المعارض والحكومة، وهي أن المعارضة لم تعمل بالشكل الكافي لتطبيق برنامج (مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية)، وذلك لعدم إيمانها بإسترتتيجية ذلك البرنامج (تعاملت معه كحل مؤقت يمكنها من إستعادة السلطة)، لذلك غابت عنها الرؤية الإستراتيجية وظهر التخبط الذي لازم مسيرتها حتى الآن.
بالنسبة للحكومة فقد غاب عنها حساب التغييرات الدولية التى حدثت عقب إنقلابها، فأصبحت سياسة الحكومة هي تريد أن تحمى سلطتها فقط، فكانت خطواتها ردود فعل أكثر مما هي خطط إستراتيجية لإصلاح السودان، وكان ذلك حال منتسبيها، والذين أفسدوا وراكموا الأموال خوفاً من اليوم الذي سيأتي ويكونون خارج السلطة.
المستقبل:
سيكون الإستفتاء غالباً لصالح الإنفصال، وسيغيب جنوب السودان عن المشهد السياسي السوداني، وسيبدأ صراع الجميع ضد الجميع خصوصاً في شمال السودان، وسيكون محرك هذا الصراع هو إقتسام كعكة الثروة والسلطة. ولن نتكلم عن الجنوب الآن بإعتبار أنه سيكون (إذا حدث الإنفصال) دولة قائمة بذاتها. هذا الصراع في الشمال يمكن أن يأخذ أشكال (سياسية أو عسكرية) وفي كل الأحوال سيؤثر تأثير سلبي على المواطن السوداني، وسيؤدى لإنهيار الدولة وغياب الأمن.
الدور الخارجي:
طبعاً سيكون للدور الخارجي أثره الكبير، ورغم كل (المصانعة) التى نراها الآن من المجتمع الدولي تجاه المؤتمر الوطني، فالأمر سيختلف في حالة حصول الإنفصال، وستكون هناك إستحقاقات سيدفعها النظام وبضغط شديد جداً من المجتمع الدولي، أولها تسليم البشير، ثانيها جر النظام لإتفاقيات دولية تضمن للمجتمع الدولي حققه (بترول وخلافه) في السودان.
خاتمة:
هذه المداخلة عبارة عن وجهة نظري وقد كتبتها على عجالة، ربما لا تبدو متماسكة جداً ولكن أتمنى أن نتناقش فيها بعيداً عن حساسيات (المنبر).
الحقيقة كنت دائماً من متابعي كتاباتك رغم أني كنت أري أن مواقفك من الحكومة والمعارض هي مبنية على ردود الفعل تجاه ما يقوله البعض هنا، ولكن الوضع اليوم يحتاج من أن (نوسع الرؤية) وأن نترفع عن الكثير من الصغائر في محاولة لإنقاذ وجودنا كشعب وناس لهم الحق في مستقبل يوفر لهم الحد الأدنى من إنسانياتهم ويحقق مصالحهم بالشكل المقبول ويتيح لهم الفرصة أن يكونوا (أنفسهم فقط).
وشكراً لك مرة أخرى.
| |
 
|
|
|
|
الصادق اسماعيل
tmbis
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست