|
كل شئ تغير في السودان الا0000000000
|
منتصف التسعينات كنت من الذين شاركوا في احد المؤتمرات وكان اعضاء ذلك المؤتمر من جنسيات عربية وافريقية واسيوية واذكر جيدا ان اتفقت مع احد الشخصيات العربية واظنه كويتي لاجراء حوار معه وذهبت اليه برفقة احد الاصدقاء وعندما ذهبت اليه في الهيلتون انذاك وجدناه ينتظرنا واجرينا معه الحوار وقبل ان نغادر سالته سوالا مفتوحا وهو ماذا اعجبك في السودان فرد دون تردد ما اعجبني في السودان (حسن التوكل) بذات العبارة وبدا يشرح ماذا يقصد قائلا ان السودان دولة مترامية الاطراف تحدها دول عديدة شمالها صحراء وجنوبها حرب ومعظم جيرانه دول فقيرة ولكن اذا سالت احد عن مصدر رزقه يقول لك الله كريم وردد هذا عظيم ورائع 00000
تذكرت هذه العبارة هذه الايام رغم الزخم الذي صاحب الانتخابات وما جري حولها الا ان البلاد شهدت اقبالا واسعا من اجهزة الاعلام والمراقبين وهناك من يزور البلاد اول مرة وواخرين زاروها مرارا وتكرارا ولاحظت هذا التواجد الاعلامي في كل المؤتمرات الصحفية وكل ما يتعلق بالانتخابات وغيره واعود الي بادية مقالي وسبب الكتابة لهذا الموضوع تذكرت ما قلته في البداية بالامس القريب وانا اطالع صحيفة الراي العام وتوقفت في الصفحة الاخيرة ووجدت مقتطفات من حوار اجري مع الصحفيين العرب لينشر فيما بعد وقرات بين السطور بعد ان سئل ذلك الصحفي هل زرت السودان من قبل ام هذه اول مرة فرد الصحفي زرت الخرطوم في بداية التسعينات والان اليه مرة اخري وسالته الصحفية مرة اخري ياتري هناك فرق بين الامس واليوم ماذا تغير في الخرطوم فرد الصحفي اجابة اقدرها احترمها ويجب ان نقف عندها جميعا لانها اصبحت لنا عنوان كسودانيين رد الصحفي علي ذلك السؤال نعم تغير كل في الخرطوم الا شئ واحد ؟ يا تري ماذاك الشئ الذي لم يتغير حقيقة ادمعت عيناي وانا اقرا ذلك من ذاك العربي وقال نعم تغير كبير في الخرطوم الا شئ واحد وهو طيبة الشعب السوداني وكرمه وحسن استقباله وتعامله مع ضيوف البلاد من مراقبيين واعلاميين وهذه لعمري شهادة نتعز بها كسودانين في كل المحافل وهنا اقول لذلكك الصحفي انك قلت الحقيقة واحييت فينا هذه الصفات الحميدة وجعلتنا نتلفت من حولنا لنعرف كيف نحافظ علي هذه الصفات الحميدة . احياننا ننسي انفسنا ونعيش في عالم التنافس والذي يصل الي مرحلة الخصام وياتي هذا الصحفي ليلفت نظرنا الي اننا نملك قيم وروح وتعاون لا يعرفها غير الشعب السوداني واثناء مروري في المراكز الانتخابية اجد تعاونا وتفاهم بين مناديب الاحزاب المختلفة ولا احس ان هناك خلافا بين هولاء وهذه تجسد حقيقتنا اننا شعب لا يعرف العدوان مهما كان الخلاف وكثيرا ما اجد اناس يبدون استغرابهم اثناء جولات حوار سوداني سوداني في اي مفاوضات حيث يكون السودانيون خارج مكان النقاش صورة سودانية متكاملة ود وحب ونقاش جانبي لا تحس ابدا باي نوع من الخلاف ولكن عندما يدخولون الي المكان الحقيقي تجدهم يتفاوضن بروح التفاوض 000
|
|
|
|
|
|