|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
أقِمِ اللَّيْلَ على غارِ حِرَاءْ !
(1) سأُغنِّي هذه الليلةً شعرًا لجموعِ الشعبِ والثُّوَّارِ في ليلِ الفداءْ ! سأُغنِّي للملايينِ التي أرهقَها الظلمُ وأعياها البُكاءْ ! سأُغنِّي حينما ترقُدُ أحزاني على هَدبِ السَّماءْ !
(2) أيُّها المجذوبُ في جُبَّتِهِ أقِمِ اللَّيلَ على غارِ حِراءْ ! باسِلٌ إذْ هَبَّ من هجعتِه زانَهُ اللَّوحُ على حِبْرِ البهاءْ ! ناعمُ الطَّرفِ، نديمُ الكبرياءْ ضامرُ الخِصرِ إذا شَدَّ البَلاءْ !
(3) قالتِ الأفلاكُ في ليلِ النجومِ أسرجِ الخيلَ على خطوِ الظِّباءْ! سأُغنِّي يا صِحابي مثلما غنَّى على الصحراءِ رُمْحي جاثيـًا كاللَّيثِ في قلبِ العِدَا! سأُغنِّي يا صِحابي مثلَمَا غنَّى "تهَارقا" "للخيولِ الزُّرْق" في ليلِ النِّداءْ !
(4) سأُغنِّي للملايينِ التي داستْ على الأحزانِ، مرفوعي الجِباهْ!
سأُغنِّي للرُّعاةِ الظاعنينَ وللمروجِ الخُضرِ في ظلِّ المساءْ!
سأُغنِّي للجنودِ الصامدينَ على الثغورِ، على الفداءْ!
سأُغنِّي للقِبابِ الخُضْرِ والدرويشِ والإبريقِ في ليلِ البهاءْ!
سأُغنِّي للنخيلِ الشُّمِّ في كرمةَ، مأخوذًا بأحزانِ الإلهْ!
سأُغنِّي للجماهيرِ الَّتي بايعها الرَّبُّ وأضناها الحياءْ!
(5) سأُغنِّي للفتى "الماظِ" على المدفعِ، مرفوعًا على قوسِ الفِداءْ!
سأُغنِّي للصَّحابي "علي" سكنَ النِّيلَ وحيَّاهُ السَّماءْ!
أعْطِني النَّايَ أُغَنِّي للِفَتى النُّوبي "مهدي" الإباء كلَّما أسرفتُ في (الرَّاتب) ليًلاً، جندلَ القنديلُ أحزاني وأحزانَ المساءْ!
سأُغنِّي بالرَّبابةِ "للأميرِ السَّمهريِّ"، لفتى الشرقِ، وللأطلالِ في ليلِ الغِـناءْ!
سامحوني أيُّها الأحبابُ إنْ غنَّيْتُ في عشقِ الإلهْ ودَعُوني، لا تسوموني عذابًا ليتَ شعري كيفَ أحتمِلُ البُكاءْ؟؟!
بَايعوني يا صِحابي ودعوني أعْلِفُ الخيلَ على نارِ المساءْ!!
بايعوني يا صِحابي ودعوني أحمِلُ النِّيلَ لشمسِ الأستواءْ!!
سأُغنِّي وأُغنِّي وأُغنِّي وأُغنِّي طالما كانَ على الجَفْنِ حياءْ !!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
هَا قدْ غفوتُ على الصُّمودْ!
ألهبتُ حَنْجَرتي بأصداءِ الرُّعودْ كحَّلت أحزاني بمِرْواَدِ الصُّمودْ وسبَابتي أغمدتُها في عينِ جبَّارٍ حَقُودْ!
يا أيُّها الباغي الذي جاسَ خلالَ الدَّارِ أفسدَنا وأوْرثنا القُعُودْ!
يا أيُّها الظَّالمُ والجاهلُ والشِّريرُ والكاذبُ يا أيُّها الجلاًدُ والراجفُ والمثليُ والشيطانُ، تلميذُ الجحودْ !
قم نلتفي وجهًـا على قرعِ الصمودْ قم نلتقي ثكلتْكَ لعناتُ الجُدودْ!
لم تبايعْكَ الجماهيرُ التي مزَّقتَ لُحمَتَها ولسوفَ لنْ ترتاحَ بعدَ اليومِ من لطمِ الخدودْ!
أقْسمتُ بالقرآنِ إنِّي ثائرٌ... ثائرٌ في وجهِ من خانوا العهودْ!
أقسمتُ بالإنجيلِ إنِّي ثائرٌ في وجهِ مَنْ بَاعُوا الحُدودْ!
أقسمتُ بالتوراةِ إنِّي ثائرٌ في وجهِ مَنْ باعوا الدِّيانةَ بالدَّراهمِ والنُّقودْ!
أقسمتُ إنِّي ثائرٌ في وجهِ من شادوا الأرائكَ بالجماجمْ، ثائرٌ في وجهِ مَنْ شادوا السُّدودْ!
أقسمتُ بالسودانِ إنِّي سائرٌ في الدَّربِ اسْتَبِقُ الرُّعودْ!
أسمعتَ أنِّي قدْ غفوْتُ على النضالِ على الصمودْ ؟!
ها قدْ غفوتُ على النضالِ على الصمودْ !
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
شاهرًا ناري
(1) لنْ تستكينَ عقيرتي إنْ صِحْتُ في وجهِ النَّهارِ وسائِري عاري! لنْ تصطفيني أنْهرُ الأحلامِ إنْ غنَّيْتُ كالبُلبلِ مجروحًا ومصلوبًا على غاري!
(2) لنْ أنحني، لنْ أنحني لنْ أنحني، قلتُ الكلامَ على السليقةِ قلتُ لكَ لنْ أنحني، أبصرتني يومَ الكريهةِ شاهراً ناري!
لن أنحني ثكلتك جيشُ العارِ حينَ يقل مقداري!
(3) لنْ أستكينَ بدارِ أمي إنْ جفتني الدَّارُ أسكنُ جُبَّتي ثكَلتك أذكاري!
لنْ ترعوي، حتى إذا سَلبوكَ ضيَّ العينِ تمشي كالقَطا عينًاً على جاري!
لنْ تخمد بروقَ اللَّيلِ إلا حينَ أسكُنُ في الغيومِ وينجلي ثأري!
(4) لنْ أنحني. إنْ ساوموني بالعشيَّةِ، صادروا داري، أحكمتُ مِسبحتي ونظمتُ أشعاري!
لنْ تستبينَ جيوشُ نَملِكَ ملمَحي، حتى اذا جاسوا خلال الدارِ، أطفأتُ الشموعَ، دلقتُ أحباري!
لنْ أنحني، لنْ أنحني لنْ أنحني، قلت الكلامَ على السليقةِ قلتُ لكَ لنْ أنحني أبصرتني يوم الكريهةِ شاهرًا ناري!
لن أنحني ثكلتك حقاً أيها الشاري!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
بُكائيَّةٌ في حَضرةِ الوطنْ
كأنَّ الفجرَ القادمَ منكَ يَزيحُ عنِ القلبِ المتعبِ كلَّ ظلامِ الإعياءْ ! مهلاً يَا قلبُ فقدْ أضنتْكَ فُصولُ الشوقِ أرْداكَ عقوقُ السَّيفِ الغارسِ في الأحْشاءْ وطعناتُ بنيكَ من الأعداءْ!
فالفجرُ الصَّادقُ كانَ بعمقِ الجرحِ سرابا والليلُ الحالمُ كانَ على الأحشاءِ خرابا وكذلك سيفي، سيفُ الشُّعراءْ !
يا وطنًـا كانَ حييًّا كان لطيفًـا بالأبناءْ الآنَ بنوك ينامون على أرصفةِ التِّيـهِ يَرودونَ صحاري الغرباءْ! وبعضُ بنيكَ إحتلبوا كلَّ رحيقِ الوردْ، إستلبوا كلَّ فصولِ العمرْ، و باعونا بخسًا بخسًا للتّجَارِ وأفواجِ الغرماءْ ! يا وطنًا يرقُدُ فينا نهرًا، مجرًى.. لحنًا، شعرا.. يا ويلَ الباعةِ يا ويلي، يا ويلَ الأعداءْ !
يا وطنًا يلتحِفُ سماواتي ألقًا وبهاءْ! قليلٌ من زادِكَ زادي.. كثيرٌ فيكَ رجائي.. والشِّعرُ أنينٌ وبكاءْ! يا وطني هل أنتَ إلهْ ؟ هل تدري أنَّ بنيكَ الآنَ يبيعون الدِّينَ على الطُّرُقاتِ، و يبيحونَ حليبَ الأثداءْ!
إلهي مَنْ أرضعَ وطني من ثدي الذلِّ؟ إلهي مَنْ أسقاهُ حليبَ شقاءْ ؟؟ مَنْ أربَكَ خطوي وسقاني من كأسِ التُّعساءْ؟! الآنَ بودي ان أطرحَ رُمحي أرضًا أرضا.. أنْ أكسِرَ لَوْحي إرَبًا إرَبا.. مِنْ فَرْطِ الإعْياءْ! لكنِّي أعجزُ يا وطني يا وطنَ العشقِ الغارقِ في الأحشاءْ هذي كلماتٌ خَجْلَى أحفرُها ألقًـا في ذاكرةِ الثُّوَّارِ وأنقشُها لفلولِ الدَّهْمَاءْ!
جئتُكَ وَحْدي وقميصي يتبعُني كظِلالِ البدوِ العَرجاءْ ! لا أحملُ سيفًـا قرشيًّـا.. لا أدركُ كهفًـا سريًّـا.. جئتكَ وحدي والله جئتُكَ أحمِلُ شوقَ الشُّرَفَاءْ!
في حضرةِ ملكوتِكَ يَرتدُّ البصرُ بصيرا! يألفُ قلبي محرابَـك ينبثِقُ ضياءْ! يتحسَّسُ قلبي كلَّ الغزواتِ حسيرا! أتحسَّسُ جلبةَ ثوَّارِ في المهدِ هديرا، يأتونَ من الغيبِ و يسُدُّونَ الأرجاءْ! من سنَّارَ و سنجةَ يأتون.. من عندِ السلطنةِ الزَّرقاءْ ! مِنْ قبةِ شيخِ عركي بناحيةِ السُّنِّي، أضناهُ الشوقُ إلى اللهْ، فأبكاه الشوقُ وأسرى للهْ! من عندِ سلاطينِ الفورِ سيأتون.. من كَرْمَةَ من "كنداكة كوش" من الرَّجَّافِ من الجبليْنِ سيأتون! سيأتون حبيبي من كلِّ الأنحاءْ ! سيأتونَ خِفافًـا وثِقالاً بنَقْعِ الثُّوَّارِ ونارِ الغرماءْ! ثوارك يأتونَ من الغيبِ بسيوفٍ أعياها الحزنُ وأسكرَها رجمُ الأعداءْ !
يا وطني لا تَحزنْ فالفجرُ أراه يدقُّ على الأبوابِ السَّمراءْ ! لا تحزنْ يا نبعَ الثُّوَّارِ فالثورةُ حينَ تفاجئُنا كالبرقِ الخاطفِ، تأكلُهم كالنارِ الحمراءْ! و تحصدُ أبناءَ الغولِ وتَسحقُ أحفادَ العنقاءْ! الثورةُ آتيةٌ لا رَيْبَ. صدِّقني يا وطنَ الشُّرفاءْ!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
الوَالي ذو اللِّحية
(1) في الماضي كنتُ أُعانقُ ظلِّي كالنخلةِ خوفَ هجيرِ الرَّمضاءْ! قد كنتُ أخافُ من الوالي، ذي الّلحية، حينَ يَغيرُ الليلُ على رملِ الصحراءْ!
مضتِ الأيامُ بلا ظلٍّ يأويني من عَسسِ السُّفهاءْ! وأفَقْتُ بليلي والوطنُ الغالي قد بيعَ بأمرِ الوالي الوالي فينا، ذي اللّّّّّّّّحيةِ، دونَ حياءْ!
أبتاهْ.... وطني قد بيعَ بدينارٍ بمزادِ الخلفاءْ! أبتاهْ.... وطني قد بيعَ على مرأى الشُّهداءْ! أبتاهْ ... قدْ بِعنا الوطنَ كما الأشياءْ!
(2) ورجعتُ الآنَ أعيشُ بلا والٍ يرمُقُني كالقطِّ، الآنَ أعيشُ على استحياءْ!
في الماضي قالوا: إنَّ الشمسَ تغيبُ على الصَّحراءْ ! فلماذا ظلِّي يلفحُني بحديثِ نفاقٍ ورياءْ ؟!
وطني إنْ بيعَ على قَرْعِ الطَّـبْلِ وأحلامِ السُّفهاءْ ، يكفيني أنْ أسكنَ وطنًا يغمُرُني كالبدرِ بهاءً وصفاءْ!
(3) أحبابي.. قدْ ضِقْتُ بتأويلِ النصِّ وتفصيلِ العلماءْ! أحبابي قد ضِقْتُ بحَفِّ الشَّـاربِ في الفجرِ وتقبيلِ أيادي الخلفاءْ ! أحبابي قد ضاعَ العقلُ بتشذيبِ اللحيةِ صيفًا وشتاءْ!
(4) الآنَ أنا حُرٌّ إلا مِنْ نفسي الحُرَّة! أُمي حُرَّة إلا مِنْ نفسٍ حُرَّة! وأبي حُرٌّ ما زالَ يعيشُ بجُلبابِ الشرفاءْ !
فدعوني أقبعُ كالظلِّ على كتفِ الفقراءْ ؟! فأنا منفيٌّ منذُ ولدتُ بقلبِ الصحراءْ ! منفيٌّ يَجزمُ أنَّ الأرضَ سماءْ ! منفيٌّ يحلمُ أنَّ الوطنَ ضياءْ !!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
أُمومةُ الأرضِ الرَّحيبة
(1) أنا لنْ أبيعَ حقيقتي مهما تطاولَ ليلُ هذا الصَّمتِ فوقَ قِبابِنا الخضراءْ ! أنا لنْ أبيعَ حقيقتي مهما تطاولَ حزنُ خطِّ الارْتجاءْ ! أنا لنْ أبيعَ حقيقتي مهما تطاولَ حزنُ نخلِ الأستواءْ! لكنَّني لا أحتملْ دمعَ البلادِ يَغوصُ في الأحشاءْ !
(2) خيَّرتُمُوني بينَ موتٍ صامتٍ ومُهَرِّجٍ يمشي على الأشْلاءْ !
وطنِي الذي ما إنْ رأيتُ غًُلالةَ الحزنِ التي رُسمتْ على الهَدبِ ، الذي رسمَ الإله، ركَعَ الفؤادُ مهابةً، صعدتْ بصائرُ هِمَّتي نحوَ السَّماءْ !
(3) أنا لنْ أبيعَ أمومةَ الأرضِ الرَّحيبة! أنا لنْ أُغيِّرَ جلدَ أيامي الحبيبة! سأظلُّ مثلَ الشمسِ مثلَ اللَّيلِ والنُجمِ الطَّريبة و تظلُّ أشعاري وأسْحاري وصدق نبوءَتي، سيفاً على الأعداءِ والسُّفنِ السَّـليبة!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
مَلْحمَةٌ للِوطَنْ
(1)
لا تَحْزَنْ مثلى يَا مولايْ لا تَحْزَنْ مِنْ صَحراءِ التِّيهِ وجورِ السلُطْان! اِضْرِبْ بعصاكَ اللْحظَةَ جوفَ البحرِ خُذْنا مُقْتَدِرًا كالبرقِ الخاطفِ نحوَ الشطآن خَبِّئْنا بينَ النَّهرِ وبينَ الوَرْدِ وغاباتِ الرَّيْحانْ!
(2)
حينَ أتاكَ الليلُ بناحيةِ العتْمورْ، زَحَف النِّيلُ وسار الجمعُ وسِرْنا نحوَك تسبِقُنا الخُطُواتْ! وبلِيلٍ يُخْفى أسرارًا تحتَ خُدُودِ النَّجماتْ، كُنْتَ بقلبِ العصرِ وحيدًا و شهيدًا تُوفى الكيلَ وتُقْرِي الضَيْفَ ولا يُظْلَمُ أحدٌ عندكَ يا مولاي آهٍ لوْ ألقاكَ وحيدًا تَقتُلُني الكلماتْ!
ما ضَرُّك يا مولاي إذْ مَا أقبلْتَ علينا ذاتَ صباحٍ مؤتلقَ الوجْهِ، سليمَ الخاطرِ، مُتّسِقَ الوجدانْ وطفقْتَ تُغنِّى للخُرطوم تَتَغَزَّلُ في الفاتنة أُمدرمانْ!
ودَلفتَ بليلِكَ هذا مُنْطَلِقًـا كالسَّهمِ النُّوبيِّ قُبَّالةَ كَرْمَةَ، كُنْتَ تُشِعُّ ضياءً تُومِضُ بَرْقًا وتهَارقَا يدعوكَ الليلةَ بنخبِ نبيذٍ نوبيٍّ بالقصرِ الملكيِّ الكائِن،ِ بينَ طَلُولِ العصرِ وفوقَ قِبابِ الأزمانْ!
وبليلِكَ هذا أسْرجتَ الخَيْلَ لِعَبْرِي تِلك الحَسْناءِ المَلأَى بالأسرارْ ولُقْمانُ العَبْريُّ الخَالِصُ، كان يوزِّعُ حِكمتَه مِثْلَ حكيمٍ نوبيٍّ آخرَ، يَرتَشِفُ العَرَقَ الأبيضَ مُنْتَشِيًا ويُغَنِّى للفجرِ الحالِمِ بالَطَّمْبُورْ !
(3)
ما ضَرُّكَ يا مولاي إذْ مَا أقْبَلَ شَرْقٌ نحوكَ بالدُّفِّ وبيسُراه السَّيفُ، ويُمناه سواكنْ يَرْتَشِفُ القهوةَ بالهيلْ، مَمْشُوقَ القامَةِ طارَ إليك، تَحْكِي مَشْيَتُه دِقْنَةَ عثمانْ!
كَأنَّ القادِمَ في ظُلَلِ غَمَامٍ، كصلاةِ الفجرِ، بهاءً وحُضُورْ! كالقاشِ الصّاخبِ حينَ تَجِفَّ الوديانْ كجبالِ التَّاكا وسواقي توتيلْ، كالمارِدِ طُوكَرْ، حينَ تغازِلُها الرِّيحْ، كجبينِ الشَيْخِ الخَتْمِ الصُّوفِيِّ، كأنَّ القادِمَ نحوَك يمضي لِيَشُقَّ تلالَ الشَرْقِ بسيفٍ قُرَشِيّ!
(4)
ما ضَرُّكَ يا مولايَ إنْ جاءتْ مَِلِّيطُ تُغَنِّي خَرَجَتْ من تحت عَباءَتِها أُنْثَى تَنْتَقِشُ الحِنَّاءَ بيُمْناها وبِيُسْراها تُخْفِي قلبَ حبيبْ، إذْ سَاَفَرَ عصرًا كالشَّفَقِ الأَحْمَرِ نحوَ بلادٍ لا تعَرفُها، ومدائِنَ أخْرى غَارقةٍ في الأحْزَانْ!
ما ضَرُّكَ يا مَوْلايْ لو كانَ العُمْرُ فَسيحًا في مِحْرابِكَ، أو كُنَّا بالحَضْرَةِ مُنْقَسِمينَ على الذَّاتِ ومجذوبينْ، وبَعثْتَ بهُدْهُدِكَ العَارفِ بالبُلدانْ، ليُنَقِّبَ عن ذاكَ العاشِقَِ، يُحْضِرَه مَخْفُورًا ليُقَبِّلَ عينَ المحبوبْ، ويَسْقِيهَا خمرةَ (باخوسْ) لأنَّك يا مولاي ترومُ الحبَّ وتهفو للإحْسَانْ !
(5)
هلْ جاءكَ بعضُ حديثي عن طِفْلٍ تُورِقُ عيناه بروقـا وقفَ نحيلاً في مِحرابِكَ يَشكو من رَعْدِ الأيَّام و شُحِّ الدُّنْيَا فَقْرَ الخاطِرِ يَشْكُو وضُمُورَ الوِجْدَانْ وبِخَصْرِ الأيَّامِ تَعلَّقَ يحكِي دومًا سِيرَتَهُ فَيُبَّكي الغُرَبَاءَ، ولا نَبْكي يَبْكِي ظُلْمَ ذوِي القَُْربى، يَفْتَرِشُ الأحزانْ!
مِنْ بينِ ثنايا الكوخِ المَهْجُورْ، يَخْرُجُ بَرْقٌ مِنْ دارفورْ، يُزَلْزِلُ عَرْشَ الدُّنْيَا، تبدأُ ثَوْرَتُها من عِنْدِ سلاطِينِ الفَوْرْ، الثورةُ ضِدَّ الظُلْمِ و ضِدَّ القَهْرْ، الثورةُ ضِدَّ فَسادِ السُّلطانْ!
(6)
ما ضَرُّكَ يا مولايْ لوْ أَنَّ العَيْنَ تُكَحِّلُهَا من لونِ (الأَبَنوسِ) ورائحةِ (الأنانَاسْ) إذْ كُنْتَ تُهِيمُ بتركاكا وتُغَنِّي: "من نَخلاتِكِ يا حلفا للغَاباتْ ورا تِركاَكا" ودَلَفْتَ تُحَدِّقُ في الوادي الأخضَرِ مُنْتشِيًا لحقولِ الباباي ولِلْبَفْرةْ!
مَا ضَرَُّكَ يا مَوْلايْ لوْ أنَّ العُمْرَ طويلٌ فى مَلَكَالْ لَوَهبتُ قطيعَ الثّيرانِ مُهُورًا للفاتنةِ السَّمراءْ وكَسَوْتُ الغابَةَ باللؤْلُؤِ ونفيسِ المُرْجَانْ!
(7)
يا وطَني الشامخَ مِثلَ جبينِ الشَّمْسْ، إلي محرابِكَ آتي كالدَّرويشْ، تركُلُنِي الأرجُلُ بالطُّرقاتْ، بالطُّرقاتِ أُؤذِّنُ مِثْلَ بِلالَ وأُردِّدُ في سِرِّي مَا قالَ الحَلاَّجْ : "مَا في هذي الجُبَّةِ غَيْرُ الله" أفْنِي ذاتي في ذاتِكَ، في ذاتِ الله !
وحينَ تَوَّحدَ عِشْفي في ذاتِك رأيتُ نبيَّ اللهْ!
ورَشَفْتُ القَهْوَةَ في حَضْرَتِهِ خَلَعْتُ رِدَاءَ العَصْرْ، وتَوشَّحْتُ ثِيابَ العِزَّةِ، ثم لَبِسْتُ حَريرَ العِـرْفانْ!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
هَبَّةُ الثُّوَّارِ في ليلِ الطُّغَاة
هلْ لكمْ أنْ تَغفِرُوا لي زَلَّةَ الفجرِ التي تأخذُني لأفياءِ الجُنُونْ ؟!
كُلَّما حاولتُ أنْ أختارَ موتي واقفًـا جادلتني الرِّيحُ والإعصارُ ألْقتْني بأبوابِ السُّجُونْ!
عندمَا يَقرَعُ الشُّرْطيُّ بابًـا ارْتَمي كالطِّفْلِ في حُضْنِ الظُّنُونْ!
لا تكونُوا مثْلَ جُنْدٍ قاوموا الأعداءَ ليلاً ثُمَّ ناموا تَحْتَ نيرانِ الحُصُونْ !
لا تَظُنُّوا أيُّها الثُّوَّارُ أنَّ العينَ تَخْفي حبلَها السّريَّ في رَحِمِ الجفونْ !
إنَّ واليَ السُّوءِ يبدو كالوطاويطِ التي غارتْ على وردِ الغصونْ !
لا تكونُوا سيفَ والينا الذي شاقَّ العبادَ وماتَ مصلوبًا على بحرِ المُجُونْ!
لا تكونُوا مثلَ رُمحي: قاتلَ الأعداءَ مضطجعًا على سيفِ الظُنونْ! هَبَّةُ الثُّوَّارِ في ليلِ الطُّغاة : غايةُ المؤمنِ في وجهِ السُّكُونْ !
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
يا نورَ الحقِّ متَى غَدُهْ؟
على أمشاطِ القدمِ اليسرى جاءتْني البُشرى جاءتْني تتمايلُ كالأحلامْ! قمري قد جادَ بحلَّتِه وكذلك غمرتْني الأنسامْ !
عَبَدتُ مسيري ذاتَ ضحًى وجلستُ أدَاعبُ في الأنغامْ! "يا نورَ الحقِّ متَى غَدُهْ " ؟ أقيامُ اللَّيلِ على الأحلامْ؟!
قدْ بِتُّ بجرحٍ في الغرَّةِ ورماني الذِّئبُ مع الأغنامْ ! أعياني الوالي ذو الفاقة ففقدْتُّ بريقَ الأيامْ !
وقضيتُ العمرَ على النَّاقة ورقصتُ الفجرَ مع الأصنامْ!
يا ليلَ الوالي ذي الحاقة أعياني الخوفُ مِنْ الأزلامْ!
ورماني الليلُ بِكَلكَلِهِ فهجرتُ الشِّعرَ مع الأحلامْ ! "يا نورَ الحقِّ مَتَى غَدُهْ "؟ وطني... وطني قدْ باتَ مِنْ الأيتامْ !
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
شُرطِيُّ الْقَـمَـرْ!
(1)
وَكَرِهْتُ زَلزَلَةَ الحُدُودِ سَئِمْتُ وَعْثَـاءَ السَّفرْ! بِالأمْسِ أَوْقَفَنِي على الأمشاطِ شُرطِيُّ الْقَـمَـرْ! الْيَوْمَ أَوْثَقَنِي الجُنُودُ فصافَحَتْنِي الحُورُ بَلَّلَنِـي المَـطَرْ!
يَا لَيْلَ أجْدادي الْمُمَدَّدَ دونَمَا فَجْر بِقَارِعَةِ الخَطَرْ! يَا أيُّهَا الْبَاغِي الطَّرُوبُ وَرَائدَ الْكَذِبِ الأشِـرْ!
(2) اِذْهَبْ إلَى منفاك تُطْعِمُكَ العَنَاكِبُ مِنْ ثَريدِ الْحَنْظَلِ الْمَغْمُوسِ في السُّمِّ الأمَرْ!
اِذْهَبْ فَإنَّا قَاعِدُونَ وَصَامِدُونَ عَلَى الْخَطَرْ!
اِذْهَبْ فَإنَّـا لاعِنُوكَ إلَى القِيَامَةِ حِينَمَا يَغْشَى البَصَرْ! لَعَنَتْكَ هَامَاتُ النَّخيلِ وسَامِرُ الْقَومِ الأَبَرْ!
(3) ابْقَى أنَا الشَّعْبُ الَّذِي صَلَبَ القِيَامَةَ وَانْتَضَى السَّيْفَ الأغَرْ!
يَا أَيُّهَـا الْبَاغِي مَديدُ العُمْرِ في الأَغْلالِ تَرْفُلُ فِي السَّهَرْ!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
الرقصةُ الأخيرةْ!
(1) وَرَقَصْتَ رَقْصَتَكَ الأخيرَةَ شَاحِبًا تَبْدُو كَمَا الْمَوْتِ تَوَارَى خَلْفَ هَمْهَمَةِ الْبُكَاءْ!
ألْهِبْ بِرَقْصَتِكَ الْجَريحَةَ ظَهْرَ شَعْبٍ بَائسٍ عُرْيَانَ يَلْتَحِفُ السَّمَاءْ!
قَدْ يَرٍْقُصُ الْجَبَّارُ قَبْلَ نُفُوقِهِ رَقْصَةَ " الْمُلتاعِ " فِي "صَخَبِ "الدِّمَاءْ!
لَنْ تَغْلِبَ الأفْعَى وُرودَ الْمَاءِ إنْ فَاضَتْ عَلَى جُحْرِ الْخِبَاءْ!
(2) أيٌّهَا السَّادِرُ فِي طُغْيَانِهِ رَقْصَةٌ مِنْكَ عَلَى طَبْلِ الْبُغَاه! أجُنِنْتَ أنْتَ حِينَ زَعَمْتَ أنَّ الْفَجْرَ لَنْ يَأتيَ بأجنِحةِ الْمَسَاءْ؟
أظَنَنْتَ حَقًّا أنَّ شَعْبَكَ سَوْفَ يَتْلُو "سُورَةَ الْوَالِي" صَبَاحًا ثُمَّ يَخْتِمُ بِالدُّعَاءْ!
أكَرِهَتَ قَافِيَةَ الْحَقيقَةِ حِينَ كَانَ الشِّعْرُ يُلْهِبُ سَيْفَكَ الْبَتَّارَ مَوْفُورَ الدِّمَاءْ؟!
أشَبِعْتَ تَقتيلًا بِاسْمِ الدِّينِ وَالْقرْآنِ مَحْمُولًا عَلَى زَيْفِ الْغِنَاءْ ؟!
(3) شَاحِبًا يَبْدُو كَمَا الْمَوْتِ تَوَارَى خَلْفَ دَمْدَمَةِ الْبُكَاءْ!
إنَّهُ الْحَقُّ تَجَلَّى وَتَحَلَّى بِسُيُوفٍ وَدِمَاءْ!
وَغَدًا يَحْلُو لِشَعْبي أنْ يُقيمَ الْلَّيْلَ كُلَّ الْلَّيْلِ فِي شُكْرِ السماءْ!
وَيْطِلُّ الْفَجْرُ فِي مَحْمَلِهِ عَاليًا يَخْتَالُ فِي شَفَقِ الضِِّيَاءْ!
ظَالِمٌ اِخْتَارَ مَكْمَنَ قَبْرِهِ وَاجِمٌ حَيْرَان يَرْقُصُ كَالنِّسَاءْ!!
______________________________________________________________________________________________ *يُحْكَى أنَّ وَاليًا مِنْ الْوُلاةِ كَانَ يَرْقُصُ أمَامَ رَعِيَّتِهِ وَبِالْقُرْبِ مِنْ مَقَابِرِ ضَحَايَاه ، فَيُهَلِّل لَهُ تَنَابِلَةُ السُّلْطَانْ ، فَيَتَمَادَى فِي رَقْصِهِ حَتَّى انْهَارَتْ دَوْلَتُهُ وَأُخِذَ أخْذًا وَهُوَ يَرْقُصُ نَحْوَ حَتْفِهْ ، وَكانَتْ تِلْكَ " الرَّقْصَه" هِيَ الأخيرة مِنْ بَيْنِ رَقَصَاتِهِ الْمُسَليَّة!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
وَبكيتُ باسْمِ الشَّعْبِِ!
شُكْرًا لِحَاكِمِنَا الْمُبَجَّلِ، ذِقْنُهُ كَبَهَاءِ شَارِبِهِ الْمُعَمَّدِ مِنْ دِمَائي!
شُكْرًا لِمَنْفَايَ وَأُمِّي، قَبْرُهَا الصَّامِتُ قَبْري، قُبَّتي وسَمَائي!
شُكْرًا لِشُرْطِيٍّ تَأَبَّطَ سُوءَ نَظْرَتِهِ فَأجْفَلَ حينَ رُؤْيَتِهِ حِذَائِي!
شُكْرًا لِشَيْطَانيَ الْمُوَسْوِسِ، حينَ ضَاقَ الشِّعْرُ، وَسْوَسَ فِي دِمَائي!
شُكْرًا لأوْطَانٍ دَعَتْني كَيْ أَنامَ الْلَّيلَ عِنْدَ الْمَخْفَرِ السِّرِيّ هذا الّليلُ، زُلْزِلَ من هجَائي!
شُكْرًا لِلَيْلَيَ وَاهِبِ الأشْعَارِ يَا للشِّعْرُ أبْرقَ مِنْ بَهاءِ!
شُكْرًا لِثَوْرِيٍّ تَهَجَّدَ عِنْدَ بَابِ السِّجْنِ، صِرْتُ سَجينَهُ، وَبكيتُ باسْمِ الشَّعْبِ أبْكَيْتُ سَمَائي!
شُكْرًا لأفْرَاحي وَدَنِّي، ثُمَّ دَرْبِ السَّائرينَ عَلَى الصِّرَاطِ، وَغَايَتي في الْفَجْرِ أنْ يُرْفَُعَ نِدَائي!
شُكْرًا لِدَمْعِ الْعَاشقيْنِ إذَا هُمَا عَجَبًا نهَارُ الدَّمْعِ يَغْرُب في إنَائي!
شُكْرًا لِمَنْ زَرَعُوا الْمَحَبَّةَ في فُصُولِ الشَّوْقِ وَاحْتَسبوا الْمَوَدَّةَ مِنْ حَيَاءِ!
شُكْرًا لأُمِّي حِينَ بَارَكَتِ السَّمَاءُ فَزَغْرَدَتْ للطَّيْرِ، هَذَا الطَّيْرُ ألهَمَني غِنَائي!
شُكْرًا لِوَالِدِنَا الْمُبَجَّلِ* مُسْرِعًا كَالْبَرْقِ نَامَ عَلَى الصَّلاةِ فَمَاتَ أوْرَثَني شَقَائي!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
والسَنابلُ تنحني!
(1) والسنابلُ تنحني تغَشَى عواصفُها الجباهُ فتسترِدُ العافيةْ!
ما عاَد سرج الليلِ ينسجهُ الطُغاة بغدرِهم ماَ عادَ خِزْيَ سيوفهم يَجلي الدِماء القانيةْ!
(2) لا السيفُ يفجعُنا ولا صَهيلُ خيولهم كُنَا وماِ زلَنا نُبلِّلُُُ شوقََنا بالرَملِ بالأحزانِِ نُشعلُ في مراكبِهم ملاَحمَ ثَورةٍ تحَكي السنين الضاريةْ!
(3) الظلمُ في ليِل البلاَدِ يذوبُ تِرياقاً يَفِرُ جحيمُه بَراً وبحرًا يصطلي الياقوتُ والمرُجَانُ، والسفنُ المليئة بالبشائرِ َتختفي عن ناظرينا!
والصباَيا... يشرئبُ الحزنُ والآهاتُ والأشجانُ تنُسَّج في المُقَلْ ترنو إلى البحِر الخُرافيِ الممدَّدِ والسفُنْ!
ما عاَد ليلُكِ يا بلادُ نوافذاً ومداخلاً وسرادقا ها نحَنُ بالإنقاذ ِوالإفلاسِ نغَتالُ العواطَفَ خلْسَة وسوانحا!
(4) وحين أغلقتِ الصبَايا بالعويِلِ وبالجريدِ نوافذِ الطاغوتِ والسلطانْ ماتَ الشهيدُ بطَلقةٍ ثََكلى تولْوِلُ والشواهدُ والقبورُ، تسَاَرَعتْ تصطَفُ في وجهِ المَكانْ!
إختفَينَا... واختَفى الدَربُ الرماَديُ المُضيءْ وشقائقُ النعُمان بِيعَتْ في الرِهَانْ!
بَقَََرَ الجُنودُ بطوَنهَم نادوا الجميعَ تَصايحوا: هيا نُزيلُ الحُبَ والغُفرانَ عن أرضِ الحِسَانْ!
وأنا حزينٌ حُزنَ قنديلي وليلي وجُفونِي أَنسُجُ الوُحَدةَ منديلاً رمادياً وأغفو وأُصيح: إنّكم تَغتالونَ قَلبي وعُيوني، تَسرُقونَ الكُحْلَ من عينِ حبيبي
تسرقون الكُحلَ مِن عينِ حبيبي!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
غَيمُ الشتاءْ
لمْ أحتملْ زهوَ الحروفِ على قرابينِ الرِّياءْ، الأناشيد التي تأتي على نارِ المساءْ، وعصافيري التي أفرخها القلبُ فنامتْ عندَ أحزانِ الضياءْ!
أيُّها المذهولُ من رَهقِ الرَّجاءْ! أنبىءِ القلبَ عنِ الوجدِ الذي ما أنفكَّ مصلوبًا على خَدِّ اللقاءْ!
زمِّليني يا مطاراتِ التَّسكُع أحمليني.. أحمليني لبلادي ودَعيني.. أحملُ البشرى لشمسِ الأستواءْ!
دثِّريني بحريرٍ من سناها يوقظُ الصَّمتَ الذي رَانَ على صمتِ السَّـماءْ!
بالذي بعثرَ في ليلي شموسًا من دموعٍ وحنينٍ ورجاءْ !
وسقاني من كؤوسٍ أسكرتْني، ساومتْني، ألْجمتْني بحريرٍ من بهاءْ !
فقرأتُ الكَفَّ والغيبَ وأسرجتُ بُراقي عندَ سدرِ الاشتهاءْ !
داوني بالعزِّ والعزُّ صنيعُ الكبرياءْ لا تَكِلْني للبشاراتِ التي أشعلها القلبُ أنينًا وبكاءْ !
أيُّها الوطنُ الذي داسَ على جلَّادِه وتسامَى شامخًا نحوَ السَّماءْ !
أيُّها الوطنُ الذي قد صالَ في عرصَاتِهِ جيشُ أحزاني وخيطٌ من دماءْ !
يا بلادي أنتِ تقتاتينَ مِن صبري على رَهقِ الغناءْ !
زمِّليني بالذي أسرجَ في ليلي قناديلَ البهاءْ !
وخُذيني... مثلَ برقٍ من عيونٍ لا تراني جاثيـًـا أبكي على غَيْـمِ الشتاءْ !
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
قلبي على وطنْ
(1) ليلي يَكحَلُ نجمَـه صخبُ الشتاءْ فإذا النُّجومُ تجاسرتْ وتناثرتْ حوْلي وأقبلتِ السَّماءْ ، وتهامستْ أجزاءُ قلبي بالأنينِ وبعضِ زَفراتِ الرَّجاءْ ، ماتتْ فراشاتي الحزينةُ حسرةً وخَبَاَ الضِّـياءْ...!
(2) قُلنا لكمْ لا تتركوني للسِّباعِ تَهُشُّ عنْ جسدي ذُؤاباتِ الرَّجاءْ ...! قلنا لكم قلبي على وطنٍ تناثرَ حُزنُه شرقًـا وغربًـا والفراشاتُ الجميلةُ غِبْنَ في شَفَـقِ العَزَاءْ ...!
(3) صَلَّى عليكَ الأنبياءْ. صَلَّى عليكَ الأولياءْ ، فمَا وَرِثْنَـا غيرَ أسبابِ الشقاءْ ...! وكأنَّ ما كانَ المماتُ يَشُقُّ ليلَ الصَّمتِ يَرْفُلُ في البهاءْ ...!
(4) خُذْني الى العُشبِ الظَّليلِ فقدْ رَمَاني الدَّهرُ في غارِ يُظَلِّلُ شمسَهُ أرقُ الحياءْ...! هذا ومَا زالَ الفؤادُ على الضِّفافِ يَزيحُ صَفصَافَ الشتاءْ ...!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
شكرًا لأعْداءِ النَّهارْ
شكرًا لأعْداءِ النَّهارْ شكرًا لمَنْ باعوا لنا الدِّينَ المُغلَّفَ بالبُهارْ!
يا مَنْ سرقتم لوحَ جَدِّي ، واقْتسمتم بينكم صدفَ البحارْ !
(2) ماذا أقولُ لجَدَّتي: يَبِستْ ضَراعاتي، وكَفِّي ما يزالُ على الجدارْ ؟
أأقولُ لللََّيلِ البهيمِ ، يَلُفُّ خاصِرتي ويأويني: أمِّنْ صبحٍ ، يُنيرُ لنا الفَـنارْ ؟
ماذا أقولُ لطفلةِ الصَّبارْ زنبقةَ الكنارْ؟ أأقولُ للأرضِ القفارْ هذا زمانُك يا تتارْ؟؟!
(3) ضاقتْ مواعيني وقد غَرُبَ النَّهار هذا زمانك يا تتارْ!
إنِّي أنا الرَّبُّ* الذي خلقَ الجدارْ ! إنِّي أنا الرَّبُّ الذي خنقَ النَّهارْ !
سأُذيقُكم نارًا بنارْ ! فأنا الذي أنشأتُ مملكتيً على نارِالمَجُوسْ ! وأنا الذي أخفيْتُ زنبقةَ الكنارْ ، ثُمَّ أطبقتُ الحِصارْ !
_____________________________________________________________________________________________ *من مقولات التتار قولهم بالربوبية.
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
المَنفَى الحزينْ
(1) يا بلادي.. أنتِ في قلبي وفي القلبِ دموعٌ والتياعٌ وحنينْ !
يا بلادي أنتِ ليلٌ ونجومٌ وأنينْ ! يا بلادي أنتِ نيلٌ وورودٌ وحنينْ !
مَالَ قلبي مرةً ذاتَ اليمينْ وتهاوى الشَّكُّ يَذْروهُ اليقينْ !
كم تحمَّلتُ الليالي ذارفًـا وصرفتُ العمرَ في الأسفارِ والمنفى اللَّعينْ !
غيرَ أنِّي لستُ هيَّابَ الوَغى طالما سرتُ وأحبابي على الدَّربِ الرَّصينْ !
ليتَني صرتُ رسولًا للمَنافي ريثما أرسمُ للعالمِ أحلامَ الجنينْ !
(2) عَجَبًـا لِهذا الشوْقِ يأتيني ولا أقوى على هجرِ السِّنينْ !
عَجَبًـا لهذا الحُبِّ يشجيني بأنغامٍ كأجراسِ الرَّنينْ !
مثلما عاهدتُّ نفسي أن أُوَارَى في ثَـرَاكِ ، لم أبالي بالطغاةِ الحاكمينْ!
غيرَ أنِّي قد نُفِيتُ بأمرِ والٍ، قاسي القلبِ ضنينْ !
رغمَ أنِّي قدْ وهبتُ العمرَ والأبناءَ حتَّى يصدَحُ الحقُّ المبينْ !
وتناسيْتُ جراحي ريثما أحفرُ في الصَّخْرِ قُبُورًا للولاةِ الظَّـالمينْ !
وتأسَّيْتُ بنخلٍ منْ بلادي ريثما أعزفُ للغيدِ وللصبية ألْحانًا على الوترِ الحزينْ !!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
أسيرا عِندَ كِسرى
أحلَم فإنك فارِسً حين إرتجلتَ لِتصلُبَ الأفعى على قُلنسوةِ الجِدارْ!
ماذا أصَابَ العُشب يَرقُصُ رقصةَ البجَعَ الأخيرة ََ ثمّ يبْسُمُ للنَهارْ!
أجمالُ ظِلك امْ تلألأتْ الرؤى ليلاً ليَحكَمُنا الحِصارْ!
أرَأيتَ كيفَ يُسامرُ الموتى ظلامَ الموتِ بالموتِ على نقْعِ الغُبَارْ؟!
كاذِبً منْ قالَ أنّ الموتَ في لُغةِ القَصيدةِ عارْ!
ماذا سَيبقى إنْ خلَعتُ عِمامَتي ولبِِستُ أرديةَ التتارْ؟!
لا الّليلُ ليلي إنْ بكيتُ على الردى لا الظلُ ظِلي إنْ تسَمّرَ كالنهارْ!
يا ليلنا الدامي بأرْوََقةِ الهَوان قُلْ للخليقةِ إنّ موتي لم يكُن الا انْتِصارْ!
ما الذي يجْعَلُني أسيراً عِندَ كِسرى طالما كُنتُ أسيرَ الإنتِظارْ؟!
حالمٌ منْ قالَّ إني فارسٌ يقتاتُ مِن عُشبٍ على جِزِع الفِخارْ!
إنني مِتُ وفي القلبِ دموعٌ وإنكِسارْ!!
لوْ أنَّني مَلَّكْتُ كلَّ العاشقينَ بِشارتي، لَسكنتُ كالأحلامِ في مدنِ الغُـبارْ!!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
تبت يدا الحاكم قد تبت يداه
(1) حَلِمتُ ذاتَ مرةٍ بانني قدْ صِرت والياً على قَضاءِ "طي لِسانْ"*!
بَرمتُ شارِبي ضَممًتُه لشاربي فَصارَ إسمي "شَارِبانْ"!
فَقاتُ عيْنَ حارسي بكيتُ باسماً ضَحِكتُ كالحِصانْ!
فَارغةٌ، فارغةٌ سفَائني كانني أتيتُ هارباً من عَالًم الجنانْ!
فارغةٌ، فارغةٌ قَصائدي كأنني نَظمتُها مُخضّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّبَ البَنانْ!
خَلَعتُ سِترتي ركضتُ عارياً وجدتُها...وجدتُها... مدائنَ النُعمانْ!
وهِمتُ كالتأريخِ جلتُ تائها ً كأنني ولجْتُ سدرة النسيانْ!
(2) تبّت يدَا الحاكم قد تبّت يدَاهْ انه كالّليلِ والنومُ جفَاهْ!
سيفُهُ الوالغُ ما اوْسَعْ مَداه منْ لم يَمتْ بالسيفِ أردَتهُ يدَاهْ!
هوَ كالطاؤوسِ في وقْعِ خُطاهْْ يخْنِقُ الزهرَ ليستنشِق شذَاهْ!
عَابسٌ كالموتِ ما زلتُ أراهَْ نافخُ الكِيرِ ليحيّا من قَذاهْ!
يا إلهي ضاعَ سيفُ الحقِِ بالجُورِ نفَاهْ حاكمُ السوءِ وبالموتِِ جَلاهْ!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: عادل التجانى)
|
Quote: وأخيراً
صديقي الشاعر الكبير رجع للدوحة تاني
أتاري أنا بقول يا ربي الكتاحه شنو واحد جاي من شلالات نياجرا من البارد للساخن __
شرفت الدوحة يا حلو وشايفك نازل مولع
عادل |
أهلا برجال الدوحة الرائعين...
سلمت لي صديقي الفنّان عادل التيجاني وقريبا نلتقيكم ونحن أكثر توقا للتواصل النبيل....
| |

|
|
|
|
|
|
التحية لك أخي الشاعر : عبد الإله , ولقد كان شعراً وجدانياً نبع من القلب ولامس القلب , فلتكن بدايةً النهاية لمصيبتنا.
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: د.يوسف محمد طاهر)
|
Quote: [التحية لك أخي الشاعر : عبد الإله , ولقد كان شعراً وجدانياً نبع من القلب ولامس القلب , فلتكن بدايةً النهاية لمصيبتنا |
شكرا عبد الأله تلهمنا الحب والثورة
فالقصيد يلعب الدور الاكبر في إلهام الجماهير وإشعال فتيل الثورة وهو القائد الحقيقي شكرا مرة أخرى كثفوا جهودكم مع الملحنين والمغنين وغنواواشعلوا الثورة
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: محاسن زين العابدين)
|
Quote: شكرا عبد الأله تلهمنا الحب والثورة
فالقصيد يلعب الدور الاكبر في إلهام الجماهير وإشعال فتيل الثورة وهو القائد الحقيقي شكرا مرة أخرى كثفوا جهودكم مع الملحنين والمغنين وغنواواشعلوا الثورة
|
شكرا كثيرا أ. محاسن على كلماتكِ المضيئة التي تحتفي بالثورة والحب وسوف لن يهدأ لنا بال حتى يكتمل القمر ونستعيدُ ألق الحرية لشعبنا الكريم، صاحب البطولات....
سنغني ونغني....
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
والسَنابلُ تنحني!
(1) والسنابلُ تنحني تغَشَى عواصفُها الجباه فتسترِدَ العافيةْ!
ما عاَد سرج الليلِ ينسجهُ الطُغاة بغدرِهم ماَ عادَ خِزْي سيوفهم يَجلي الدِماءَ القانيةْ!
(2) لا السيفُ يفجعُنا ولا صَهيل خيولهم كُنَا وماِ زلَنا نُبلِّلُُُ شوقََنا بالرَملِ بالأحزانِِ نُشعلُ في مراكبِهم ملاَحم ثَورةٍ تحَكي السنين الضاريةْ!
(3) الظلمُ في ليِل البلاَدِ يذوبُ تِرياقاً يَفِرُ جحيمُه بَراً وبحرًا يصطلي الياقوتُ والمرُجَانُ، والسفنُ المليئة بالبشائرِ َتختفي عن ناظرينا!
والصباَيا... يشرئبُ الحزنُ والآهاتُ والأشجانُ تُنسَّج في المُقَلْ ترنو إلى البحِر الخُرافيِ الممدَّدِ والسفُنْ!
ما عاَد ليلكِ يا بلاد نوافذاً ومداخلاً وسرادقا ها نحَنُ بالإنقاذ ِوالإفلاسِ نغَتالُ العواطَفَ خلسَة وسوانحا!
(4) وحين أغلقتِ الصبَايا بالعويِلِ وبالجريدِ نوافذِ الطاغوتِ والسلطانْ ماتَ الشهيدُ بطَلقةٍ ثََكلى تولْوِلُ والشواهدُ والقبورُ، تسَاَرَعتْ تصطَفُ في وجهِ المَكانْ!
إختفَينَا... وإختَفى الدَربُ الرماَديُ المُضيءْ وشقائقُ النعُمان بِيعَتْ في الرِهَانْ!
بَقَََرَ الجُنودُ بطوَنهم نادوا الجميعَ تَصايحوا: هيا نُزيلُ الحُبَ والغُفرانَ عن أرضِ الحِسَانْ!
وأنا حزينٌ حُزنَ قنديلي وليلي وجُفونِي أنسُجُ الوحَدةَ منديلاً رمادياً وأغفو وأُصيح: إنّكم تَغتالونَ قَلبي وعُيوني، تَسرُقونَ الكُحْلَ من عينِ حبيبي
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
خَبِّئْنِي مَا بيَنَ دفاتِرِكَ الثَّوْريَّة !
(1)
ونَقودُ اليومَ سُراةَ اللَّيَلِ بضَحكةِ أقدارِ الخيلِ وظُلمةِ أنْجمِنا الورديَّة فالخيلُ مُسوَّمةٌُ عندي تتجشَّـأُ "سِفرَ التَّكوين" والنُّوقُ تسافرُ، تتجمَّلُ في حضَرةِ أشواَكِ الصحرَاءِ النُّوبيَّة!
(2)
وأنا مأخوذٌُ كلِّي مستبِقٌُ شبقٌُ مشدودٌ للأنَجمِ والغزواَتِ الثَّوريَّة ناجيتُ ملوكَ الصَّحَراءِ مَليًا وناجيتُ سيوفَ المهَديَّة!
وأنا مغمورٌ بنجومِ الصَحراءِ الأبديَّة راحَ القلبُ يُقبِّلُ جبهَةَ ثوريٍّ كانَ يُسَمَّى "عبد الخالق"! عبدُ الخالقِ مذْ صارَ أميرًا للثَّوريينَ مَا فَتِئَ يُرَدِّدُ تعَويذةَ " حُبٍّ " للشَّعبِ "ممزوجًا " بِرُؤى العُشَّـاقِ الورديَّة وينسِجُ من حَبْلِ الرِّدةِ والأشواقِ أشعارًا وملاحمَ ثوريَّة!
"أدَّبَني" حِزبي "علَّمَني" شعبي كيفَ أُسافرُ في قلَبِ التَّأريخِ كيفَ أَحُطُّ رحالي في قلبِ المرِّيخِ كالسَّيَلِ الجارفِ أُحَطِّمُ كلَّ النَّكْسَاتِ أُحَطِّمُهَا بسيوفي القُزَجيَّة!
(3)
الوعيُ الصارمُ فوقَ جبينِكَ يا عبدَ الخالقْ ! يا مُرعِـبَ مشنقَةِ الظُلمِ الغجَريَّـة يا عبدَ الخالقْ ! يا مِشمشَ نسَماتِ الوجدِ الصوفيَّة يا عبدَ الخالقْ ! خَبِّئْني باللهِ عليَكَ خَبِّئْني مَا بينَ دفاِترِكَ الثَّوريَّة!
(4)
فأنا أعدو منذُ وُلِدْتُّ ولدتْني أُمِّي بقلبِ رمالِ الصَّحراءِ الذَّهبيَّـة أعوي كيهودِ التأريخِ أُفتِّشُ عن هيكلِ دَني وطنٌ مَسْروقٌ مِنِّي مدفونٌ في غَسَقِ عيوني مخبوءٌ في مُدنِ الجَانِّ المَخفِـيَّة ! ولا أجدُ سِجالاً طبقيًّـا ما بينَ الأيامِ وخرقةِ سيفي صَهوةِ خيلي ووضوئي والُّلغةِ الدافئةِ الورديَّة!
(5)
عَاهَدتُّكَ يا عبدَ الخالقِ، منذُ رأيتُكَ بدرًا تتوهَّجُ في فلكي في سِدرِ الأيامِ تَسيرُ حفيّا وتُجَمِّلُ وجْهَ التأريخِ الدَّاعرِ بالرُّوحِ الأُمميَّة، أنْ أرفَعَ زندي أنْ أحمَلَ سيفي قُدَّامَ الثَّوريينَ وضَدَّ فُلولِ الرَّجعيَّـة وجوعي المألوفُ تتأجَّجُ فيه صهَواتُ خُيولِ المهديَّة!
(6)
وأنا يا عبدَ الخالقِ مأخوذٌ كُلِّي مسَتبقٌُ، شبقٌُ، مشدودٌ دَعوتُكَ ودعَوْتُ مُلوكَ الصَّحراءِ ورأيِتُ الثورةَ تمشي في البيداءِ وفوقَ قِبابِ البلداتِ المنسيَّة! ورأيتُ "عَليّا" رأيْتُ نياشينَ العِزَّةِ تَخطَو نحوي مثلَ لآليءِ ورديَّة! وبقلَبِ التَّلِّ هُناكَ شاهدتُ المَاظَ يُردِّدُ في حَلْقِ الثُّوَّارِ جَليًّا أشعارًا فوقَ المدفعِ ثوريَّة لا يَعْبَأُ لزخَّاتِ رصاصٍ تخرُجُ من خلَفِ بساتينِ الوردِ الطِّينيَّة!
(7)
ورأى قلبي في تلك اللّحظةِ "مهديَّ الله" يتجَّملُ بالرَّاتَبِ قُبيلَ صلاةِ الفَجْرِ في وجهِ الأعدَاءْ ويهيمُ غَرامًا بالأشياءْ والثوَرةُ ضدَّ الظُّلمِ العاهرِ وضدَّ فسادِ التُّركيَّة! والرَّاياتُ تُزَيِّنُ من ليلِ الخُرطومِ المَنْسيَّة رأيتُ المهديَّ في تلكَ الحَضْرةِ يستسقي اللهَ فيُسقيه اللهُ سحابًا وتمطِرُ مدنُ اللهِ رِماحًا في حَلقِ الاستعمارِ الغاشمْ وفوقَ جبينِ الباشَّـا الطَّاشمْ المُثْخَنِ بجراحاتِ حِرابِ المهديَّة!
(8)
يا عبدَ الخالقِ يا روحَ النَّخلِ الحالمِ باللّيلِ القَمريِّ المكتملِ شعُاعًا ورديًّا كنتُ أُمازِحُ مِثلَكَ هذي اللَّيلةَ روحَ الثُّوَّارِ في ليلةِ وجدٍ صوفيَّة ورأيتُ اللهَ بقلبي يُقَبِّلُ "محمودًا " بنقاءِ العارفِ بالأسرارِ المخفيَّة والقمرُ السِاطعُ مثلَ جفوني يَلدَغُني يُلقي دومًا باللَّوْمِ على الزَّنزاناتِ الشَّرقيَّة!
(9)
رأيْتُكَ في تلكَ الليّلةِ مثلَ عيونِ التَّـأريخِ الجاحظِ وفانوسِ العُشَّـاقِ وليْلِ التُّقَّـابةِ والأشْواقِ فبكى قلبي طربًا ورقصَ العمُرُ العامرُ فَرِحًا على ضُوءِ فراشاتٍ ناريَّة! ورأيتُكَ في تلك الحضَرةِ تحمِلُ لَوْحًا من خَشبِ الأبنوسِ وبيدكَ اليُسرى تَحْمِلُ مِشكاةَ الأبطَالِ بكرري الثَّوريَّة! وللفلاحينَ زرعتَ الحِنْطَةَ بالنَّشْوةِ من نُطفةِ مطَرِ اللَّيلِ بأرضِ السُّودانِ المَرْويَّة !
(10)
خَيلُك قُدَّامِي تَعْدو مثلَ " بُراقِ " نبيِّ الله! وتصَعدُ كالشَّفقِ الورديِّ نحوَ سمَاءِ الأعشابِ المسكونةِ في جسدِ المحبوبةِ ورؤى الأحلامِ اللَّيليَّة! يا عبدَ الخالق علِّمْنا كيفَ تكونُ " الثَّروةُ " ضِدَّ " الحظوةِ " علِّمْنَا كيفَ تصيرُ القبضَةُ " كالسَّطوَةِ " في وجهِ زُناةِ التَّأريخِ رِماحًا وسهامًا نُوبيَّة!
(11)
إنِّي أشهدُ قُدَّامَ اللهِ وقُدَّامَ رِفاقي بأنَّ حروفي من عسْجَد لا تنبِضُ إِلا للثُّوَّارِ ورِفاقِ المشنقةِ الورديَّة! إنِّي اسْتَحْلفتُكَ يا عبدَ الخالقِ أنْ تدعوَ كلَّ ظُنُوني وجنوني المُطلقْ تأخذُني لحقوَلِ النَّعنَاعِ المسجيَّة! فحينَ وقفتَ وحيدًا قُدَّامَ طُغاةِ العصْرِ تشْدو أشعارَ الطَّبقيَّة، إرتَدَّ البصرُ إلى رمشِ عيوني ومُذَّاكَ تعَلَّقَ قلبي بالأفكارِ النَّيِّرَةِ الثَّوْريَّة!
(12)
وأماَمَ طُغاةِ العصرِ رأيتُ الوجْهَ الباسمَ في جبهَةِ " محمودَ " القُدسيَّة! مثِلُك كانَ يُبَشِّرُ بالثَّورةِ ويدعو للثَّورةِ بالوُحدانيَّة! مِثلُكَ كانَ لطيفًـا وحييًا مِثلُكَ كانَ مَلاكًا ربانيًّا! وبروحٍ تُبصِـرُ في الزَّمنِ الغيهَبْ صارَ " المحمودُ " يُحَلِّقُ مثلَ " الحلَّاج " وكانَ الحَجَّاجُ الوطنيُّ المَخْصِيُّ يَحُثُّ قُضُاةَ السُّوءِ ويُوَقْوِقُ عبرَ المِذياعِ نشيدَ الرِّدَّةِ من بينِ ثنايا المشنقةِ الدِّينيَّةِ ! وصَعدَتْ في يَومٍ مشهودٍ روحُ الثوريِّ المُتْخَمِِ بالوجدِ وبالجُبَّة "وما في هذي الجُبَّة" نحوَ الملكوتِ الرَّبانيِّ ما فرّطَ في الدعَوةٍ يوماً مَا فرّطَ هذا الشَّيخُ الثَّوريُّ الضَّـالِعُ بالأسرارِ بالثورةِ ضدَّ الأفكارِ الأُمويَّة!
(13)
يا عبدَ الخالقِ إِصْفَعْهُمْ بِنِعَالِكَ أعدَاءَ الشَّعـبِ إصْفَعْهُم لا تعَبأْ!
إِصْفَعْهُم بنِعالِكَ أولادَ قُرادِ الخيلِ وأعداءَ الحريَّة!
وأذكرني دومًا عندَ الثَّوريين فالثورةُ تأخُذُ منِّي أيامي وشهوري القمريَّة!
6 أبريل 2007م
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
المَنفَى الحزينْ
(1)
يا بلادي.. أنتِ في قلبي وفي القلبِ دموعٌ والتياعٌ وحنينْ! يا بلادي.. أنتِ ليلٌ ونجومٌ وأنينْ! يا بلادي.. أنتِ نيلٌ وورودٌ وحنينْ!
مَالَ قلبي مرةً ذاتَ اليمينْ وتهاوى الشَّكُّ يَذروهُ اليقينْ! كم تحمَّلتُ الليالي ذارفاً وصرفتُ العمرَ في الأسفارِ والمنفى الحزينْ!
غيرَ أنِّي لستُ هيَّابَ الوَغى طالما سرتُ وأحبابي على الدَّربِ الرَّصينْ! ليتَني صرتُ رسولاً للمَنافي ريثما أرسمُ للعالمِ أحلامَ الجنينْ !
(2)
عَجَبًـا لِهذا الشوْقِ يأتيني ولا أقوى على هجرِ السِّنينْ !
عَجَبًـا لهذا الحُبِّ يشجيني بأنغامٍ كأجراسِ الرَّنينْ!
مثلما عاهدتُّ نفسي أن أُوَارَى في ثَـرَاكِ، لم أبالي بالطغاةِ الحاكمينْ!
غيرَ أنِّي قد نُفِيتُ بأمرِ والٍ، قاسي القلبِ ضنينْ !
رغمَ أنِّي قدْ وهبتُ العمرَ والأبناءَ حتَّى يصدَحُ الحقُّ المبينْ !
وتناسيْتُ جراحي ريثما أحفرُ في الصَّخْرِ قُبُورًا للولاةِ الظَّـالمينْ !
وتأسَّيْتُ بنخلٍ منْ بلادي ريثما أعزفُ للغيدِ وللصبيةِ ألْحأنا على الوترِ الحزينْ !!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أُغنياتٌ وقصائد للثورةِ السودانيةِ القادمة...! (Re: سالم أحمد سالم)
|
لفرج الله الحلو وللهادى ورفاقه
نحن حبت البذار نحن لا نفنى جميعا حينما يأتى الشتاء تدوس البعض منا الاحذيه ويموت البعض منا فى ظلام الاقبيه غير انا كلنا لسنا نموت نحن نعلم ان اطلال القبور ستغطى ذات يوم بالسنابل وسينسى الناس احزان القرون وسينسون السلاسل والمقاصل والسجون وستأسو الفرحة الكبرى جراحا فى الصدور فرحة النصر اذا جاء الربيع
| |

|
|
|
|
|
|