احتلال العراق وتداعياته في المنطقة> > >محمد علي جادين> > >مقدمة :> > >1. الغزو الأمريكي للعراق يمثل زلزالا سياسيا واجتماعيا خطيرا له تداعياته ونتائجه المدمرة في عموم المنطقة العربية والشرق الأوسط ومن ضمنها وطننا السودان ، بل هو بداية لفرض الهيمنة الأ" /> حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها

حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 11:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة ضياء الدين ميرغنى الطاهر(altahir_2&ضياء الدين ميرغني)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-06-2003, 04:20 AM

altahir_2
<aaltahir_2
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها

    >احتلال العراق وتداعياته في المنطقة
    > > >محمد علي جادين
    > > >مقدمة :
    > > >1. الغزو الأمريكي للعراق يمثل زلزالا سياسيا واجتماعيا خطيرا له تداعياته ونتائجه المدمرة في عموم المنطقة العربية والشرق الأوسط ومن ضمنها وطننا السودان ، بل هو بداية لفرض الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية على المنطقة وإعادة هيكلة المؤسسات الدولية لمصلحة السيطرة الأمريكية على العالم بأكمله . فقد أعلن مسئول أمريكي أن غزو العراق واحتلاله يمثل حربا عالمية رابعة (بعد الحربين الأولى والثانية والحرب الباردة بين المعسكر الرأسمالي الغربي والمعسكر الاشتراكي والاتحاد السوفيتي السابقين) لها استحقاقاتها وغنائمها. وأكد نائب الرئيس الأمريكي أن سقوط بغداد في أيدي القوات الأمريكية يماثل سقوط حائط برلين في 1990م بكل ما يحمل من نتائج وتداعيات . وذلك يشير إلى ان غزو العراق واحتلاله يشكل امتدادا لاستكمال أهداف حرب الخليج الثانية وانهيار الاتحاد السوفيتي وصولا إلى فرض هيمنة القطب الدولي الأوحد على عالم القرن الحادي والعشرين . وفي الإطار العربي يعيد احتلال بغداد شريط النكبات والهزائم والإنكسارات التي تعرض لها الوطن العربي في القرن العشرين وخاصة اتفاقية سايكس بيكو ونكبة فلسطين وقيام دولة إسرائيل في 1948م وهزيمة يونيو 1967م بكل ما صاحبها من زلزال سياسي واجتماعي شمل المنطقة بكاملها . ولا نقول ذلك من باب تضخيم ما حدث أو تحويله إلى مأساة ، بل هو محاولة لوصف الواقع من وجهة النظر الأمريكية والإحساس العربي العام ومن ثم وضع حركة التحرر القومي العربية ، بكافة أطرافها ، أمام تحدياتهاومسولياتها الجديدة بدلا من ردود الفعل الأولية والتبسيطية . فما حدث يتجاوز العراق والنظام العراقي ليمتد إلى مستقبل تطور المنطقة والعالم أجمع . وهو لذلك يؤشر نهاية مرحلة تاريخية كاملة في تطور المنطقة وحركة التحرر القومي العربية وبداية مرحلة جديدة ظلت إرهاصاتها تتواصل منذ هزيمة يونيو 1967وبرزت بشكل أوضح بعد حرب الخليج الثانية وإنهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي السابقين . فما هي أهداف غزو واحتلال العراق وما هي مدلولاته الفكرية والسياسية والاقتصادية في مستوى العالم والمنطقة ؟ ما هي تأثيراته المباشرة وغير المباشرة على العراق والمنطقة بشكل عام وحركة التحرر القومي العربية بكافة أطرافها بشكل خاص ؟ هل هو قدر لا فكاك منه ؟ ام أن هناك مسئولية أساسية تتحملها قيادة صدام حسين والنخبة العراقية والعربية المسيطرة على المناخ الفكري والسياسي في المنطقة طول الخمسين عاما الماضية ؟ ما هو تأثير كل ذلك في مستقبل حركة التحرر القومي العربية في أقطارها المختلفة وفي المشروع النهضوي العربي كهدف واستراتيجية ؟ والمدخل العلمي للوصول إلى إجابة متوازنة حول هذه الأسئلة يتمثل في تفهم الواقع بمنهج علمي جدلي وتاريخي بعيدا عن سراب ووعود العولمة الأمريكية المتعسكرة وأحلام عودة التاريخ إلى الوراء .
    > > >2. تبريرات الغزو والاحتلال :
    > > >لقد قامت الولايات المتحدة ، الدولة العظمى الوحيدة في العالم ، بغزو العراق احتلاله دون أي سند من الأمم المتحدة ومجلس امنها بل برغم فشلها في الحصول على هذا السند الدولي . ووجدت الدعم والمساندة من بريطانيا الدولة الكبرى الثانية وبدرجة أقل من أسبانيا وأستراليا ودول أخرى . وهذا الغزو يمثل أول تجربة عملية للاستراتجية الأمريكية الجديدة المسماة (الحرب الأستباقية) التي اعتمدتها الإدارة الأمريكية بعد أحداث سبتمبر 2001م وتعني ضرب مصادر الخطر قبل وقوعه . وهو يمثل أيضا أول مرة تقوم فيها الولايات المتحدة الأمريكية بغزو قطر عربي واحتلاله بشكل مباشر كمدخل لإعادة ترتيب المنطقة لمصلحة إسرائيل والاستراتيجية الأمريكية في العالم ، تحت سمع وبصر النظام العربي الرسمي ومساعدات وتسهيلات سخية من حكوماته . ولتغطية وتبرير عدوانها الهمجي هذا ، ظلت الإدارة الأمريكية ولا تزال تطرح شعارات (حرية العراق) أي تحريره من حكم صدام حسين وحزب البعث العراقي (الديكتاتوري الاستبدادي) وإقامة (نظام ديموقراطي) يكون نموذجا لبلدان المنطقة وتطرح أيضا شعار (نزع أسلحة الدمار الشامل) التي يمتلكها العراق وشعار (الدفاع عن الأمن القومي الأمريكي) في مواجهة خطر عراقي وشيك وشعار (الدفاع عن الأمن والسلم الدوليين) بعد ان عجزت الأمم المتحدة عن القيام بمسئولياتها في تطبيق القرارات الدولية المتصلة بتدمير أسلحة الدمار الشامل العراقية ... الخ وكل هذه الشعارات ، كما هو واضح ، هي مجرد تبريرات وذرائع هدفها تسويق الغزو والاحتلال للرأي العام الأمريكي والدولي وإخفاء أسبابه وأهدافه الحقيقية . فأيا كان رأينا في ديكتاتورية وأستبدادية النظام العراقي ، لا يمكن تبرير تغييره بغزو أجنبي واحتلاله . والواقع أن ذلك يتنافى مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وحق الشعب العراقي في استقلال وطنه وسيادته وتقرير مصيره بنفسه . والمفارقة أنه عدوان تقوم به اكبر قوة في العالم اليوم ضد قطر صغير ، قطر عربي ومسلم من العالم الثالث ، عضوا في الأمم المتحدة وله ممثله في (مجلس الأمن الدولي) وتحت شعارات الحرية والديموقراطية والأمن والسلم الدوليين . وهو لا يمكن أن يكون (تحريرا) لأن التحرير يتم في حالة الخضوع لاستعمار أجنبي ، بل هو احتلال وعودة لعهود الأستعمار القديم التي قضت عليها حركات التحرر الوطني منذ النصف الثاني للقرن العشرين بمساعدات كبيرة من الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية نفسها وإدعاءات (إقامة نظام ديموقراطي نموذجي) في العراق ، هي الأخرى ، لا يمكن تبريرها .
    > > >أولاً : لأن ذلك هو حق الشعب العراقي دون غيره . وللقوى الديموقراطية في المنطقة والعالم الحق في مساعدته بطرق وأساليب عديدة ليس من بينها غزوه واحتلاله .
    > > >ثانياً : لأن التجربة التاريخية طوال الخمسين عاما الماضية تؤكد أن السلوك الأمريكي ظل يعمل على مساندة ودعم الأنظمة الديكتاتورية والأنوقراطية والرجعية والإطاحة بالأنظمة الديموقراطية بالإنقلابات العسكرية والمؤامرات الداخلية ، كما ظل يحدث في بلدان أمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا وحتى في تجربتها معنا في السودان والمنطقة العربية والبلدان الأخرى في المنطقة ؟ .
    > > >ثالثاً : أن العراق ليس هو البلد الوحيد في المنطقة والعالم الثالث الذي يحكمه نظام يقوم على الحزب الواحد والديكتاتورية والقمع الداخلي . فهناك أنظمة عديدة أكثر ديكتاتورية واستبدادا وأكثر شهرة في ممارسات القمع والإبادة الجماعية فلماذا البدء بالعراق وليس البلدان الأخرى التي إنطلقت منها الصواريخ الأمريكية لضرب بغداد والمدن العراقية الأخرى ؟ هل هذه البلدان أكثر ديموقراطية من النظام العراقي الاستبدادي والديكتاتوري ؟
    > > > رابعاً : إن قوى الاحتلال طوال تاريخها لا تستهدف إقامة نظم ديموقراطية بل تعمل على إقامة حكومات عميلة وتابعة . ولقد وعدت قوى الغزو الأمريكي البريطاني بتكوين حكومة موقتة بعد سقوط نظام صدام حسين . ولكنها لم تفعل ذلك حتى الآن ، أي بعد ما يقارب الستين يوما من سقوط بغداد . بدلا من ذلك بدأت في تشكيل إدارة احتلال أجنبية ومواصلة البحث عن قوى وفئات اجتماعية يمكن ان تتعاون معها وتقوم بدور الوسيط بينها وبين الشعب العراقي ، تماما كما تفعل أي قوة احتلال أخرى . أما شعار (نزع أسلحة الدمار الشامل) فهو أيضا ذريعة زائفة ، فقد أبدى النظام العراقي استعدادا كبيرا لتنفيذ قرارات المم المتحدة الخاصة بهذه المشكلة ، على الأقل حسب القرار 1441 . وفي هذا الاتجاه قطعت عمليات التفتيش شوطا طويلا أقنع غالبية أعضاء مجلس الأمن الدولي بضرورة مواصلة تلك العمليات ونزع أسلحة العراق بطريقة سلمية دون الحاجة إلى استخدام العنف . ولكن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لم توافقا على ذلك . وبعد فشلهما في استصدار قرار جديد من المجلس يخولهما باستخدام القوة ، قامتا بعدوانهما بطريقة منفردة ودون أي غطاء من الشرعية الدولية . ورغم تأكيدات الولايات المتحدة وبريطانيا على امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل ، كمبرر أساسي لعدوانهما ، فقد أكدت التطورات اللاحقة حتى الآن ان تلك التأكيدات كانت مجرد ذرائع لتبرير عملية الغزو والاحتلال . ومع كل ذلك هل العراق هو البلد الوحيد في المنطقة والعالم الثالث الذي يمتلك مثل هذه الأسلحة ؟ لماذا تحرم دول بعينها من التكنولوجيا المتقدمة وحصرها في دول محددة ؟ الواقع ان هناك دولا عديدة في المنطقة وفي العالم الثالث تمتلك برامج تسليحية أكثر تطورا وتقدما من البرنامج العراقي وبعضها يرفض الخضوع للرقابة الدولية كما هو حال إسرائيل التي تمتلك أكثر من 250 رأسا نووياً وعدد من محطات التوليد . هناك أيضا أيران وباكستان والهند وكوريا الشمالية وغيرها . فلماذا الإصرار على تدمير أسلحة العراق وتجاهل الترسانة الإسرائيلية ؟ لماذا الإصرار على العراق وحده وتجاهل البرامج الأخرى في المنطقة ؟ كل ذلك يعني ان مسألة (أسلحة الدمار الشامل) هي الأخرى لم تكن سببا كافيا . وبالتالي هناك أسباب وأجندة أخرى خفية تقف خلف التوجه الأمريكي والبريطاني لغزو العراق واحتلاله ، ليس من بينها (اسقاط نظام صدام حسين الديكتاتوري وإقامة نظام ديموقراطي) أو (نزع أسلحة الدمار الشامل) أو ( قيامه بدعم الإرهاب) أو (وجود خطر وشيك يهدد الأمن القومي الأمريكي والسلم العالمي) فما هي إذن الأسباب والأهداف الحقيقية لغزو العراق واحتلاله ؟
    > > >3. احتلال العراق وعسكرة العولمة :
    > > >قبيل أيام معدودة من العدوان الأمريكي على العراق أكد وزير الخارجية الأمريكي أمام مجلس الشيوخ الأمريكي ان الحرب ضد العراق تستهدف إعادة ترتيب المنطقة بما يضمن ويحافظ على المصالح الاستراتيجية الأمريكية . وهذا يعني أن هدف الحرب يتجاوز العراق والنظام العراقي إلى أهداف أوسع تستهدف ضمان السيطرة الأمريكية في عالم القرن الواحد والعشرين ، عالم ما بعد الحرب الباردة . ويمكن تلخيص هذه الأهداف في الآتي :
    > > >أ/ احتلال العراق وتدمير قدراته الاقتصادية والعسكرية والعلمية وقطع الطريق أمام تطوره وتقدمه وبالتالي تغير ميزان القوى لمصلحة إسرائيل والاستراتيجية الأمريكية في المنطقة . ولذلك ركزت العمليات العسكرية منذ البداية على القضاء على الجيش العراقي وتحطيم البنيات الأساسية وتدمير المنشآت الصناعية والتعليمية وإخضاع البلاد لإدارة عسكرية أمريكية بريطانية لفترة غير محدودة وهذا يعكسه واقع الحال الآن رغم ضجيج الأهداف المعلنة وتكرار الوعود بتسليم السلطة لحكومة عراقية مؤقتة . وجاء قرار مجلس الأمن الأخير (144 ليكرس واقع الاحتلال ويطلق أيدي أمريكا وبريطانيا في إدارة شئون العراق وتقرير مصيره .
    > > >ب/ السيطرة على النفط العراقي ، ثاني أكبر احتياطي في المنطقة والعالم . وبالتالي السيطرة على النفط العربي (70%من الاحتياطي العالمي) من خلال إنتاجه وتوزيعه وتسعيره كخطوة في طريق السيطرة على نفط العالم واستخدامه في مواجهة القوى الكبرى في أوربا وروسيا والصين واليابان . ولذلك ركزت العمليات العسكرية على احتلال المنشآت البترولية والسيطرة عليها وحمايتها وتجاهل حماية المنشآت الأخرى وامن المواطنين بشكل عام . ومنذ البداية اتجهت إدارة الاحتلال نحو خصخصة النفط العراقي وتسليمه للشركات الأمريكية .
    > > >ج/ حماية امن وسلامة إسرائيل من خلال تدمير القدرات العسكرية والعلمية العراقية واحتلال العراق وإعادة ترتيب أوضاع المنطقة لمصلحة سيطرتها وتفوقها العسكري والاقتصادي والعلمي وفرض تسوية مذلة للصراع العربي الإسرائيلي من خلال ما يسمى (خارطة الطريق) تحت إشراف الإدارة الأمريكية مباشرة . وتشير المعلومات إلى ان هذه التسوية لا تشمل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين ومشكلة القدس وإقامة دولة فلسطينية مستقلة حقيقية وانها تطرح بعد احتلال العراق ونجاح الولايات المتحدة الأمريكية في السيطرة على المنطقة وخلخلة النظام العربي الرسمي ومحاصرة سوريا ولبنان وإيران وإخضاعها للسياسات الأمريكية المعلنة وأنها تستهدف تفكيك النظام العربي الإقليمي إلى عدة أنظمة في إطار نظام شرق أوسطي تسيطر عليه إسرائيل والمصالح الأمريكية .
    > > >د/ توجيه رسالة قوية وحاسمة لكل بلدان المنطقة والعالم الثالث والدول الكبري الرافضة لغزو العراق والهيمنة الامريكية (فرنسا ، المانيا ، روسيا والصين بشكل خاص) بأن امريكا قادرة علي أن تفعل ما تشاء دون حاجة الي غطاء المشروعية الدولية وأن الامم المتحدة لاتساوي شيئا بدونها ، وهي رسالة واضحة تستهدف اخضاع الجميع وفرض المشروع الامبراطوري الامريكي بالقوة والتفوق العسكري والتكنولوجي . وخلال الاسابيع الاخيرة نجحت هذه الرسالة في اجبار القوى الكبري الاخرى علي قبول الامر الواقع وتكريس الاحتلال الامريكي البريطاني للعراق وتهميش دور الامم المتحدة في تقرير مصيره بقرار من مجلس الامن الدولي نفسه وذلك علي حساب مصالحها ومصلحة الشرعية الدولية .
    > > >هكذا نرى أن غزو العراق واحتلاله يتجاوز اهدافه المعلنة الي اهداف اوسع تشمل السيطرة علي المنطقة والعالم ويستهدف تغيير النظام الدولي القائم منذ الحرب العالمية الثانية في اتجاه فرض نظام دولي جديد تسيطر عليه امريكا كقطب دولي وحيد وتغيير النظام العربي الرسمي الي نظام شرق اوسطي تسيطر عليه اسرائيل ، ويستند هذا التوجه الي توازن القوى الدولي والاقليمي الراهن ومن ثم عسكرة السياسة الدولية وفرض العولمة الامريكية بقوة السلاح ، وذلك بهدف فرض السيطرة الامريكية علي مركز النظام الراسمالي العالمي لفترة طويلة قادمة تضمن سيطرة الاحتكارات الراسمالية الامريكية علي السوق العالمي وعرقلة بروز أي أقطاب سياسية واقتصادية منافسة . ومن خلال كل ذلك يتم دمج واحتواء وتهميش واستبعاد الاقتصاديات الاقلمية والدولية الاخرى وفقا لشروط ومصالح الدوائر الامريكية المسيطرة . ولتأكيد هذا التوجه تقوم الادارة الامريكية بتعزيز سيطرتها علي المؤسسات الدولية الاساسية (مجلس الامن الدولي ، صندوق النقد الدولي ، البنك الدولي ، منظمة التجارة العالمية) وتوجيهها لخدمة اهدافها من خلال سياسات مكافحة الارهاب وبرامج التكييف الهيكلي والسوق الحر وغيرها من سياسات اللبرالية الجديدة السائدة في وسط الدوائر الراسمالية الامريكية والبريطانية . وتتضاعف شراسة هذا التوجه من خلال ارتباطه بنزعة امبراطورية متغطرسه ورسالة دينية مسيحية صيهونية متوهمه وسط الادارة الامريكية الحالية واليمين الامريكي المسيطر . ولذلك لم تتورع السياسة الامريكية من العودة الي اساليب الاستعمار القديم الذى قبرته حركات التحرر الوطني في المنطقة والعالم الثالث منذ منتصف القرن الماضي ، وبالتالي التراجع عن تراث ومنجزات الثورات البرجوازية في الغرب وعلي راسها الثورة الامريكية والبريطانية . وتتراجع ايضا عن مكتسبات الحضارة الغربية وانجازات الفكر الانساني في القرن الاخير وخاصة في مجالات الحرية وحقوق الانسان والاستقلال وحق الشعوب في تقرير مصيرها . وفي الوقت نفسه تعمل علي تدمير مكتسبات الامم المتحدة في الخمسين عاما الاخيرة وتقطع الطريق علي تطوير هذه المكتسبات وتدعيم ايجابيات العولمة في اتجاه بناء نظام عالمي اكثر عدالة وتحررا ، عالم متعدد المراكز والاقطاب ، يقوم علي الاعتماد المتبادل واحترام حق الشعوب في الحياة الحرة الكريمة . ولكن .. هل تنجح في ذلك ؟ ان هذا التوجه الامبراطورى المتغطرس يتجاهل تطور الوعي الانساني وتراكم التجارب الانسانية طوال قرن كامل . ويتجاهل ايضا تطلع القوى والدول والشعوب الاخرى لحياة افضل ورفضها لمآسي النزاعات والحروب والمجاعات والكوارث الناتجه من عمليات الدمج والاحتواء والتهميش والاستبعاد التي تقوم بها الاحتكارات الراسمالية الامريكية والغربية تحت لافتات العولمة والسوق الحر وبرامج التكييف الهيكلي والشراكة بين الشمال والجنوب الخ .. وذلك من خلال مؤسسات شاركت في بنائها وتطويرها كل شعوب الدنيا لخدمة الجميع وليس لخدمة مجموعات محدودة من الدول .
    > > >لماذا العراق والمنطقة العربية :
    > > >4) في هذا الاطار يجي تركيز السياسة الامريكية في العقود الاخيرة علي المنطقة العربية بحكم اهتمامها بالنفط واسرائيل والمحافظة علي هيمنتها الدولية . وتركيزها علي غزو العراق واحتلاله كمدخل للسيطرة علي المنطقة واعادة ترتيبها يرتبط بعدة عوامل يتمثل اهمها في الاتي :
    > > >أ) هذه المنطقة تشكل صرة العالم ومهد دياناته وحضاراته وملتقي مواصلاته وقاراته . فهي تتوسط قارات العالم وتتصل ببحاره الرئيسية . وهذا الموقع لايزال يحتفظ بأهميته رغم ثورة الاتصالات وتطور وسائل النقل الجوى والبحري والبري .
    > > >ب) انها تمثل اكبر مصدر للنفط ، الطاقة الرئيسية حتى الان في عالم اليوم . فهي اكبر منتج للطاقة وتحتوي علي اكثر من ثلثي احتياطي النفط العالمي .
    > > >ج) انها تشكل مصدرا هاما لمواد خام اخرى وسوقا واسعا للمنتجات والسلع المصنعة بما في ذلك الاسلحة بمختلف انواعها لاسباب ترتبط باحتياجات الامن الداخلي والخارجي والصراعات الاقليمية والدولية الجارية حولها .
    > > >د) انها تقع جنوبي الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي السابق . ولذلك كانت لها أهمية كبيرة في فترة الحرب الباردة . وبعد انهيار المعسكر الاشتراكي ظلت تحافظ علي اهميتها هذه كموقع رئيسي في السيطرة الدولية وكبوابة في اتجاه آسيا الوسطي والصين ومنطقة المحيط الهندي .
    > > >هـ) وجود اسرائيل في قلب المنطقة لاسباب سياسية واقتصادية وتاريخية يعكس اهمية المنطقة في التفكير الاستراتيجي والامريكي والغربي ويشكل سببا اضافيا لاهتمام السياسة الامريكية والغربية بها وتركيزها علي مجريات تطورها بهدف المحافظة علي دولة الكيان الصهيوني وتمكينها من القيام بدورها . واذا كان الاستعمار القديم (بريطانيا) هو الذى زرع هذا الكيان في قلب الوطن العربي لاهداف محددة ، فقد جاء الاستعمار الحديث (امريكا) ليقوم بحمايته وتمكينه من البقاء والاستمرار حتي الان وليصبح لاعبا أساسيا في المنطقة .
    > > >و) ان الذاكرة الغربية لا يمكن أن تنسي صراعها التاريخي الممتد لقرون عديدة مع الدولة العربية الاسلامية والحضارة العربية الاسلامية بمراكزها المختلفة منذ العصور الوسطي حتى العصور الحديثه . واشارة الرئيس الامريكي في العام الماضي للحرب (الصليبية) تؤكد ذلك ، وفي العصر الحديث ظلت القوى الاستعمارية الغربية تعمل علي ضرب وتصفية مراكز القوة والتقدم في هذه المنطقة ومنعها من التطور واللحاق بالعصر ، حدث ذلك مع تجربة محمد علي باشا في بداية القرن التاسع عشر ومع حركات التحرر القومي العربية في القرن العشرين وخاصة تجربة جمال عبدالناصر والحركة القومية في المشرق ، ويرجع ذلك الي وعي بامكانيات نهوض المنطقة استنادا الي تجانسها وارتباطها بعوامل مشتركة عديدة (تاريخ ، ثقافة ، لغة الخ ..) والي دورها الرائد في العصور السابقة .
    > > >هذه العوامل في مجملها هي التي دفعت القوى الاستعمارية الغربية ، بمختلف مراكزها ، للاهتمام بهذه المنطقة ومحاولة السيطرة عليها ومنعها من التطور والتقدم ، ولذلك ظلت تشكل مركزا هاما في الصراعات الدولية ، علي الاقل منذ بدايات القرن التاسع عشر ، بين بريطانيا وفرنسا والمانيا ثم بين الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا اولا والاتحاد السوفيتي في فترة الحرب الباردة ثانيا . وفي هذا الاطار يمكن القول ان تدخلات وحروبات ونزاعات الولايات المتحدة في هذه المنطقة تكاد تشكل المجرى الرئيسي لتاريخها طوال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية . وهكذا تجمعت كل هذه العوامل لتدفع بالدولة العظمي الاولي لغزو العراق واحتلاله . ففي مارس الماضي أكدت مستشارة الامن القومي (أنه لا الامم المتحدة ولا مجلس الامن الدولي ولا الرأي العام العالمي سيوقف الولايات المتحدة من توجهها لتحقيق اهدافها في العراق) واكد الرئيس بوش (أن امريكا مصممة علي ضرب العراق وليس هناك قوة في الارض يمكنها أن تمنعها من ذلك ) وقبيل العدوان بايام قليلة وجه مستر بوش رسالة الي صدام حسين ينصحة فيها بمغادرة العراق كشرط لتفادي العدوان . ولكنه بعد يوم احد اكد انه سيضرب بغداد سواء غادرها او لم يغادرها ، فوقتها اكتملت استعداداته العسكرية والسياسية والاعلامية لدخول ارض الرافدين واحتلالها رغم اعتراضات الامم المتحدة والراي العام العالمي وبلدان المنطقة .
                  

08-06-2003, 04:25 AM

altahir_2
<aaltahir_2
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ج2 حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها (Re: altahir_2)

    > > >عوامل مساعدة :
    > > >5) استندت امريكا في عدوانها هذا علي ثلاثة عوامل اساسية ، الاول : تفوقها العسكري والتكنولوجي والاقتصادي الكاسح ، مقارنة بالدول الكبري الاخرى ، وذلك بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق ، معادلها في فترة الحرب الباردة ، وهذه الوضعية الفريدة جعلتها تتجه لفرض سيطرتها علي السياسة الدولية من خلال العمل الانفرادي وعسكرة العلاقات الدولية وبالتالي تهميش دور الامم المتحدة والقوى الكبري الاخرى علي الاقل منذ تسعينات القرن الماضي ، وازداد هذا التوجه في ظل الادارة الامريكية الحالية وبعد احداث سبتمبر 2001 تحت شعار محاربة الارهاب والدفاع عن الامن القومي الامريكي . ويساعدها في ذلك الشعور الطاغي بالتفوق والانتصار في حرب الخليج الثانية وانهيار الاتحاد السوفيتي دون حرب . وتضخم هذا الشعور ليدفعها في اتجاه الغرور والغطرسة والحلم بامبراطورية امريكية تحكم العالم أجمع . فبدأت بافغانستان ثم اتجهت للعراق للاسباب المذكورة اعلاه ، وهذا العامل الهام ساعد كثيرا في حصر معارضة القوى الكبري الاخرى في حدود مجلس الامن الدولي والامتناع عن اضفاء أي مشروعية دولية علي العدوان رغم اتساع عمليات الابتزاز والضغوط الامريكية . ولذلك لم تستطع هذه القوى فعل أي شئ بعد اندلاع الحرب الامر الذى ادي الي شلل الامم المتحدة وعجزها الكامل عن القيام بدورها ومسؤلياتها المحددة في ميثاقها . والعامل الثاني تمثل في سيطرة امريكا علي منطقة الخليج والسعودية وبعض البلدان العربية الاساسية الاخرى ، وذلك بعد حرب الخليج الثانية وشمل ذلك تواجدا عسكريا وامنيا واسعا في هذه البلدان واختراقا خطيرا للنظام الاقليمي العربي خاصة في فلسطين والعراق . ولذلك شهدت فترة العقد الماضي تدهور العمل العربي المشترك وسيطرة الولايات المتحدة واسرائيل علي مجرى السياسة العربية بشكل عام ، كما هو واضح في تطورات القضية الفلسطينية والحصار الشامل المفروض علي العراق طوال السنوات السابقة . وكل ذلك يرجع بشكل رئيسي لغياب الديمقراطية والحريات العامة في بلدان المنطقة وحرمان جماهيرها من المشاركة الفعلية في تقرير مصيرها . ولذلك تراوحت مواقف الدول العربية من العدوان الامريكي علي العراق بين القبول الصامت والتواطؤ سرا أو علنا مع القوى المعتدية ، فقد تخلت كلها عن التزاماتها المنصوص عليها في اتفاقية الدفاع العربي المشترك وقرارات القمة العربية في اول مارس 2003 وقرارات مجلس الجامعة العربية في فبراير في نفس العام . وتجاسر بعضها ليطالب بتخلي صدام حسين عن السلطة خضوعا للرغبة الامريكية وتسهيل سيطرتها علي العراق ، رغم تناقض ذلك مع القانون الدولي وقرارات الجامعة العربية واستحالته العملية في تلك الظروف وخطورته كسابقة في المنطقة . والواقع أن هذه الدول قامت بتقديم تسهيلات سخية للقوات الامريكية والبريطانية ، شملت القواعد والتسهيلات الارضية والجوية والبحرية وغيرها ، وذلك رغم تحرك الشارع العربي في كل اقطاره واستنكاره للعدوان ومطالبته بوقفه ودعم العراق في مواجهته ، بل أن بعضها واجه المظاهرات الشعبية بالبطش والقمع ، ونتيجة لكل ذلك كان وقوف الانظمة العربية الي جانب قوى العدوان لتترك شعب العراق وقيادته السياسية يواجه منفردا أشرس عدوان في التاريخ الحديث وبامكانيات ضعيفة ومتخلفة ووضع سياسي متآكل . والعامل الثالث تمثل في انهاك العراق واضعافه طوال اكثر من عشرين عاما تضافرت فيها ظروف الحرب العراقية الايرانية 1980 – 1988 واحتلال العراق للكويت في 1990 وحرب الخليج الثانية 1991 وحصار شامل امتد لاكثر من عشر سنوات . ومن ثم خضوعه لقرارات دولية جائرة ومتعسفه بحجة تدمير اسلحة الدمار الشامل التي يملكها ، ولذلك يمكن القول ان هذا العدوان يشكل امتدادا لحرب الخليج الثانية التي ظلت متواصلة من خلال القرارات الدولية والاجراءات والعدوانات الامريكية البريطانية (حماية منطقة الاكراد وابعادها عن السلطة المركزية ، منع الطيران العراقي في الجنوب ، الرقابة الجوية المتواصلة والعدوانات المتكررة الخ ..) وذلك بهدف استكمال اهدافها وفرض السيطرة الامريكية علي العراق والمنطقة . وحرب الخليج الثانية نفسها ترتبط باهمية المنطقة العربية في الصراعات الدولية الراهنة ، كما سبقت الاشارة ، وبامكانيات العراق البترولية وثرواته الاخرى وموقعه الاستراتيجي في المنطقة وتحوله منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي الي مركز هام في حركة النهضة العربية المعاصرة وهو تحول بارز يمثل امتدادا لمحاولات محمد علي باشا في بداية القرن التاسع عشر ومحاولات عبدالناصر وبن بله وبومدين في مصر والجزائر في النصف الثاني للقرن العشرين . وتجسد هذا التحول في تنمية اقتصادية اجتماعية واسعة وضعت العراق في مقدمة بلدان المنطقة وفي تغيير ملموس في التوازن العسكري والتكنولوجي مع اسرائيل لمصلحة العراق والامة العربية ، وضمن هذا الاطار كان قيام اسرائيل بضرب المنشآت النووية العراقية في 1981 . ولكن بجانب ذلك لا يمكن تجاهل اخطاء القيادة السياسية العراقية الناتجة من طبيعة نظامها الابوى الفردي ودورها في توفير ذرائع ومبررات عديدة مكنت الولايات المتحدة وحلفاءها من تنفيذ مخططاتها بكل سهولة بدءا بغزو الكويت وحرب الخليج الثانية وانتهاءا باحتلال العراق والسيطرة علي المنطقة بكاملها . وهذا يتطلب متابعة تطور النظام العراقي ودخوله مرحلة الازمة منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي .
    > > >تطور النظام العراقي :
    > > >6) لمتابعة دور النظام العراقي واخطاءه القاتله يمكن تقسيم تطوره الي ثلاث فترات مميزة . الاولي 68 – 1985 عندما ظهر في اطار الانظمة الوطنية التقدمية في المنطقة العربية والعالم الثالث بمواصفاتها المعروفة وعلاقاتها المميزة مع الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي السابقين ، وهي فترة الانجازات الحقيقية التي شلمت تأميم النفط وبناء الجبهة الوطنية التقدمية (حزب البعث ، الحزب الديمقراطي الكردستاني ، الحزب الشيوعي واحزاب ومجموعات اخرى) والتنمية (الانفجارية) والحكم الذاتي للقومية الكردية والدور الايجابي في السياسة العربية وحركة عدم الانحياز الخ .. ولذلك كان يمثل نموذجا متقدما وسط الانظمة الوطنية التقدمية في المنطقة خلال تلك الفترة وخاصة في مجال امكانيات تطوره في اتجاه توسيع الديمقراطية ومشاركة القوي الوطنية الاخرى في تقرير مصير بلادها وبالتالي تقديم نموذج جديد يربط التحولات الاقتصادية والاجتماعية بتحولات ديمقراطية وحريات واسعة . ولكن ذلك لم يحدث نتيجة لسيطرة ثقافة (الديمقراطية الشعبية) ومقولة الحزب القائد وسط حركة التحرر الوطني في المنطقة والعالم الثالث وفي بلدان المعسكر الاشتراكي . ومع صعود صدام حسين لموقع المسؤلية الاولي في الحزب والدولة (1979) بدأت تتبلور ملامح الفترة الثانية التي امتدت من 1985 حتى عام 1990 . ومنذ شهورها الاولي شهدت هذه الفترة حملة تصفيات واسعة وسط القيادات الحزبية الاساسية تماثل التصفيات التي شهدها الحزب الشيوعي السوفيتي بعد صعود ستالين في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي . وكانت تعكس صراعات معقدة بين تيار ديمقراطي اشتراكي وتيار ستاليني وسط الحزب والنخبة الحاكمة . وتداخلت هذه الصراعات مع الصراعات السياسية والاجتماعية الممتدة في السياسة العراقية ومع الصراع التاريخي وسط حزب البعث العربي الاشتراكي بين قيادته التاريخية (ميشيل عفلق ، صلاح البيطار ، الرزاز الخ ..) ومجموعة القطريين المسيطرة علي سوريا منذ انقلاب 1966 ، وادت في النهاية الي انهيار الجبهة الوطنية التقدمية وتوتر العلاقات مع الحركة السياسية الكردية ومن ثم تركيز نظام الحزب الواحد والزعيم الاوحد وتزايد الاعتماد علي اجهزة الدولة الادارية والقمعية . ومع انفجار الحرب الايرانية العراقية واستمرارها لفترة طويلة ازداد تركيز هذه التوجهات وامتدت الي مجالات الفكر والثقافة كما يتضح في تقارير المؤتمرات الحزبية في تلك الفترة مقارنة بالمؤتمرات السابقة . وادي ذلك الي تحويل حزب البعث العراقي والتنظيمات الشعبية بشكل تدريجي الي ادوات لخدمة الطبقة الحاكمة والي تداخل علاقات الاخيرة مع التركيبة العشائرية والتقليدية في المجتمع العراقي ، وتلازمت هذه التطورات مع الانعكاسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للحرب مع ايران (تزايد المديونية الخارجية ، صعوبات التطور الاقتصادي الخ ..) لتعمل علي تدعيمها وتوسيعها . ومنذ منتصف الثمانينات بدأ النظام العراقي يدخل مرحلة الازمة والتناقض بين خطابه المعلن وممارساته العملية . وكل ذلك ظل يطرح ضرورة اجراء تحولات واصلاحات ديمقراطية تفتح الطريق لمشاركة القوى الوطنية الاخرى والعودة للجبهة الوطنية التقدمية علي اسس جديدة بهدف تعزيز الوحدة الوطنية وتوحيد الجبهة الداخلية واستغلال كل الطاقات لتطوير الانجازات المتحققة ومعالجة الاختناقات والصعوبات الجارية ببدائل اكثر قدرة وملاءمة ، وبالفعل اعلنت القيادة السياسية بعد نهاية الحرب توجهها للسير في هذا الاتجاه (198 وصاحب ذلك مناقشات ومداولات واسعة ، ولكنها لم تتحول الي واقع عملي ، بحكم تكريس النظام الابوي الفردي وسيطرة التيار الستاليني علي المواقع الاساسية علي حساب التيار الديمقراطي واتساع الفئات المستفيدة من استمرار الوضع القائم . وذلك رغم جهود المرحوم ميشيل عفلق ، الامين العام للحزب ، ودعوته للاصلاح الديمقراطي والانفتاح علي القوى والتيارات الفكرية والسياسية الاخرى داخل العراق وفي الاقطار العربية الاخرى ، ويبدو أن وفاته في منتصف عام 1989 كان لها ، مع عوامل اخرى ، دور واضح في تراجع التوجهات الديمقراطية لمصلحة التوجهات الابوية والفردية الستالينية . وبذلك تكرست مفارقة صارخة بين خطاب سياسي معلن ، يستند الي الفكرة البعثية بتوجهاتها الوطنية والقومية والديمقراطية والاشتراكية ، من جهة ، وممارسات عملية براجماتية مرتبطة بالزعيم الاوحد والعشيرة والطبقة الحاكمة ، وهكذا ، بدلا من السير في طريق التحول الديمقراطي تقوم القيادة السياسية تحت ضغوط صعوباتها ومشكلاتها ، بغزو الكويت وضمها للدولة العراقية بتبريرات متناقضة شملت تآمر الاسرة الحاكمة علي العراق وارتباطها بالمخططات الاستعمارية وشعارات الوحدة العربية واعتبار الكويت جزءا من العراق ! وهي تبريرات لا تصمد للمنطق ولا تتماشي مع الظروف الدولية والاقليمية السائدة في تلك الفترة ولا مع ميثاق الجامعة العربية وموجهات السياسة الخارجية العراقية المعلنة ، المهم كان دخول الكويت بملابساته المعروفة خطأ قاتلا أدخل النظام العراقي في ورطه خانقة ووضعه في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الامريكية والامم المتحدة والنظام الاقليمي العربي ، وأيا كانت الاسباب والمبررات فان هذه الورطة ترتبط بطبيعة النظام الحاكم الابوية والفردية وهروبه من الاستجابة لحاجات التحول الديمقراطي وترتبط ايضا بنمط تفكير زعامته السياسية القائم علي اعتبار الهجوم خير وسيلة للدفاع وعلي تضخيم العوامل الذاتية وتجاهل العوامل الموضوعية ودورها في الحركة السياسية والاجتماعية . صحيح أن الكويت ظلت تتآمر علي العراق وبالذات في مجال انتاج النفط وتوزيعه وتسعيره . ولكن مواجهة هذا التآمر لا تتم بغزوها واحتلالها دون تقدير لردود الفعل الدولية والاقليمية خاصة أن القيادة السياسية العراقية لم تكن بعيدة عن التطورات الجارية في مسرح السياسة الدولية ووضع الكويت في الاستراتيجية الامريكية ، ولكن طبيعة نظامها الابوي الفردي ونمط تفكيرها المشار اليه دفعها للتركيز علي التكتيك الهجومي وتجاهل تكتيكات التراجع والدفاع عن النفس وافقدها القدرة علي التعامل الايجابي والمفتوح مع متغيرات المسرح السياسي . وبذلك دخل النظام الحاكم في فترة تطوره الثالثة التي امتدت حتى سقوطه في ابريل 2003 .
    > > >7) جاءت حرب الخليج الثانية لاخراجه من الكويت واخضاعه لحصار شامل وقرارات دولية وامريكية تعسفية بحجة تدمير اسلحة الدمار الشامل التي يملكها . والمفارقة أن كل ذلك لم يؤدي الي مراجعة داخلية مطلوبة ، بل أدي عمليا الي التمسك اكثر واكثر بالتوجهات التي قادت الي الكارثة ، وكان لكل ذلك نتائجه الخطيرة في بنية المجتمع العراقي وتركيبة السلطة الحاكمة وتوجهاتها الفكرية والسياسية وفي قدرتها علي البقاء والاستمرار . فعلي المستوي العسكري أدت الهزيمة الي انكسار الجيش العراقي وتدهور قدراته القتالية مع استمرار الحصار وتدمير بنياته الاساسية واسلحته المتقدمة ، ووضح أنه لا يختلف في امكانياته وقدراته عن جيوش العالم الثالث الاخرى ، وأن المعلومات التي كانت تنشرها اجهزة الاعلام الامريكي والغربي حوله كانت مجرد تضخيم مقصود . وفي الجانب الاقتصادي ادت ظروف الحرب واستمرار الحصار وتدهور قدرات الدولة الي تراجع متوسط الدخل الفردي الي مستوي عام 1950 بعد أن كان في مقدمة بلدان المنطقة في عام 1990 والي تراجع مؤشرات التنمية البشرية خطوات واسعة الي الوراء مقارنة ايضا بمؤشرات التنمية البشرية عام 1990 حسب دراسات اعدت في عام 1997 . ولذلك ظلت الدولة طوال سنوات الحصار تعتمد في تلبية الحاجات الاساسية للسكان علي برنامج النفط مقابل الغذاء والبطاقة التموينية ، صحيح انها استطاعت ادارة مواردها المحدودة بترشيد وكفاءة عالية واستطاعت ايضا اعادة تأهيل البنيات الاساسية والمنشآت التي دمرتها الحرب ، ولكن كل ذلك آدي فقط الي تخفيف المعاناة الناتجة من الحرب والحصار والعزلة ، وتتضاعف هذه المعاناة اذا اضفنا التاثيرات السلبية الواسعة الناتجة من عرقلة التطور الديمقراطي وغياب الديمقراطية طوال تاريخ الدولة العراقية الحديثة ، ولذلك شهدت السنوات الاخيرة هجرات خارجية واسعة تركزت غالبيتها في اوساط المتعملين والشباب والمجموعات المهمشة ، وسياسيا فقدت الدولة سيادتها علي بعض اجزاء البلاد (الشمال ، الجنوب) وتقلصت قدرتها علي القيام بمسولياتها السياسية والاجتماعية ، ونتيجة لكل ذلك فقد النظام الحاكم هيبته وتدهورت قاعدته الاجتماعية مع انهيار الطبقة الوسطي وفئات العاملين في الدولة وانتعشت قوى المعارضة الخارجية ووطدت علاقاته مع امريكا وبريطانيا في انتظار اللحظة المناسبة. وفي مواجهة هذا الوضع ظلت الدولة تعمل علي تكريس النظام الابوي الفردي وتركيز سلطة الزعيم الاوحد والحزب القائد الواحد . وفي هذه الفترة بالتحديد لجأت النخبة الحاكمة الي الشعارات الدينية في خطابها السياسي والاعلامي والي الاعتماد اكثر واكثر علي الولاءات الاسرية والعشائرية لتعويض انحسار نفوذها السياسي . ولذلك توقفت محاولات الاصلاح الديمقراطي التي اعيد طرحها بعد خروج القوات العراقية من الكويت ، ومع الاسترخاء لحالة الانكفاء الداخلي فقد النظام الحاكم القدرة علي التفاعل الايجابي مع المتغيرات الدولية والاقلمية والوطنية الجارية من حوله . وتجسد ذلك في تجاهله لحقائق الواقع وعجزه عن ايجاد مخرج ايجابي لازمته وورطته الخانقه ، فمع تكريس دعائم النظام الابوي الفردي وطغيان الشعارات الدينية والولاءات الاسرية والعشائرية تحول حزب البعث العراقي الي جهاز بيروقراطي تابع للدولة ، وبدأت خطوات تحويل الحزب والدولة الي مؤسسة اسرية يتوارثها الابناء عن الاباء كما ظهر بشكل اوضح في سوريا . والمفارقة أن الانظمة (الوطنية التقدمية العربية) في العراق وسوريا تتطور الي جمهوريات وراثية مستبدة ، بينما تتطور الانظمة الملكية والتقليدية في اتجاه الانفتاح الديمقراطي . وكان من الطبيعي أن يؤدي كل ذلك الي توترات فكرية وسياسية واسعة وسط القيادات والكادر الاساسي وابتعاد بعضها وهروبة الي الخارج ومحاولة بناء مركز معارض بعضها باسم الحزب واخر تحت لافته مستقلة ، وامتدت هذه التطورات الي مؤسسة القيادة القومية نفسها فاختفت القيادات التاريخية وفقدت المؤسسة دورها الفكري والسياسي وتحولت لمركز شبيه بالكومنتيرن الشيوعي في الفترة الستالينية ، يعمل فقط علي عرقلة نمو وتطور التنظيمات البعثية في الاقطار العربية الاخرى ويحولها الي مجرد ادوات تابعة لا علاقة لها بواقعها وقضاياه الوطنية . ونتيجة لذلك شهدت سنوات العقد الاخير انقسامات كبيره في حزب البعث اليمني في 1994 وحزب البعث السوداني في 1997 وتنظيمات اخرى لخلافات جوهرية حول علاقاتها مع هذا المركز ، وفي السودان كان الانقسام بسبب الموقف من التجمع الوطني والعلاقة مع نظام الانقاذ وعلاقاته المتطورة مع النظام العراقي ، وايضا بسبب انعكاسات غزو الكويت 1990 ، وهي خلافات امتدت لفترة طويلة حتى انفجرت في انقسام 1997 المعروف الذى أدي الي قطع العلاقة مع ذلك المركز وانضمام حزب البعث السوداني للتجمع الوطني واستعادة علاقاته مع كل قوى المعارضة ، ومنذ ذلك الوقت ظل يدعو القيادة العراقية الي اتخاذ مبادرة جرئية تقود الي تحول ديمقراطي حقيقي ومصالحة وطنية واسعة واستعادة علاقاتها مع محيطها العربي والاقليمي علي اساس التضامن العربي وحسن الجوار والمصالح المشتركة ، وذلك كمدخل وحيد لتجاوز ازمتها وورطتها الخانقة ، ولكن يبدو أن النظام الابوي الفردي فقد القدرة علي الاحساس بضغوط الواقع وتلبية حاجاته استجابة للمتغريات وضغوطها الملحة . وذلك بحجة الحصار والتآمر الداخلي وتماسك الجبهة الداخلية . ومع تقديرنا لهذا المنطق ولصعوبات التحول الديمقراطي والمصالحة الوطنية ، فان ذلك لا يلغي السير في هذا الطريق ، فمنذ حرب الخليج الثانية ظلت بعض اطراف المعارضة (جماعات قومية ووطنية وشيوعية وكردية) تعمل علي السير في هذا الطريق بهدف تعزيز الوحدة الوطنية وتوحيد الجبهة الداخلية ومشاركة الجميع في بناء وحماية الوطن ، وبعض قيادات هذه القوى عاد الي بغداد اثناء الحرب ، وبعدها تكررت لقاءاتها مع صدام حسين نفسه وآخرها زيارة وفد (التحالف الوطني) في يناير الماضي وتركيزه علي قضايا الديمقراطية والتعددية والوحدة الوطنية . ولكن النظام الحاكم ظل يواصل اصراره الغريب علي التمسك بنهجه الفردي والديكتاتوري ويرفض هذه المواقف والدعوات الوطنية المخلصة ، وبالتالي دفع قوى المعارضة الخارجية للارتماء في احضان قوى العدوان الامريكي والبريطاني مقابل ثمن بخس . وبذلك تحول ارتباطه بحزب البعث العربي الاشتراكي الي مجرد وسيلة للبقاء في السلطة بدلا من حماية الوطن وبناء نهضة عربية شاملة ، ونفس هذا الموقف يتكرر في مجال علاقاته مع محيطه العربي والاقليمي بسبب عدم قدرته علي مراجعة موقفه من عملية الكويت وتداعياتها ، فقد توفرت خلال السنوات السابقة فرص ثمينه وواسعة لاستعادة العراق لمحيطه العربي وخاصة بعد 1998 وفي مؤتمرات القمة الاخيرة ، ولكنها تبددت بسبب اصرار النظام الحاكم علي عدم التراجع عن مواقفه واخطائه السابقة والاعتذار الواضح لدولة الكويت ، وفي مجال علاقاته مع الامم المتحدة وامريكا والقوى الكبري الاخرى كان يمكنه التعامل بمرونة واسعة من اجل الوفاء بالتزامات القرارات الدولية ، خاصة بعد برنامج النفط مقابل الغذاء وخلال فترة ادارة كلنتون ، ولكنه فضل المطاولة والمناورة في انتظار معجزة لن تحدث ، وجاءت استجابته المتأخرة بعد صدور القرار 1441 في ظروف ما بعد احداث سبتمبر 2001 وصعود اليمين المتطرف في البيت الابيض . ووقتها كانت الادارة الامريكية قد حسمت امرها واكملت استعداداتها لغزو العراق واحتلاله ، فما أفادت تنازلاته ومرونته المتاخرة .
    > > >هكذا كان انهاك العراق واضعافه طوال العقدين الاخيرين وخاصة بعد حرب الخليج الثانية 90/1991 ، هكذا كان ذلك احد العوامل الاساسية التي استندت عليها امريكا في غزو العراق واحتلاله . وفي هذا الاطار يمكننا تحديد مسؤلية النظام العراقي في توفير ذرائع ومبررات مكنت قوى العدوان من تحقيق اهدافها بكل سهولة ، ولكن ذلك لا يعني قبول الادعاءات الامريكية والبريطانية حول الديمقراطية واسلحة الدمار الشامل وتحرير العراق كمبرر لغزو العراق واحتلاله وتهديد أمن المنطقة واستقرارها ماذا بعد احتلال العراق ؟ :
    > > >استنادا الي هذا الظروف والعوامل المحددة قامت الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا بغزو العراق واحتلاله ومنذ البداية تكشفت عزلة قوى الغزو والاحتلال واتضحت هزيمتها السياسية والاخلاقية ، فالدولة الاعظم الوحيدة تقوم بغزو واحتلال بلد صغير ، بلد عربي مسلم من العالم الثالث ، وفي هذا الخصوص اشارت جريدة الواشنطن بوست (6/6) الي أن احداث سبتمبر 2001 كانت تتطلب ضرب (عدو عربي مسلم) لان ضرب افغانستان لم يكن كافيا ، ومن هنا كان اختيار العراق ، الذى انهكته الحروب وكوارث الحصار الطويل ، وذلك بحجة امتلاكه اسلحة دمار شامل . وعزلة قوى الغزو تمثلت في قيامها بغزوها هذا دون غطاء دولي ، بل رغم معارضة الدول الكبري ومجلس الامن الدولي والرأي العام العالمي ، وهي بذلك تتحدي الامم المتحدة والقانون الدولي وتهدد دول المنطقة والعالم الثالث بمصير مماثل ، وكل ذلك يؤشر بداية مرحلة عالمية جديدة تقوم علي عسكرة السياسة الدولية وعودة الاستعمار القديم واساليب الامبراطوريات الاستعمارية القديمة ، وبالتالي سيطرة الولايات المتحدة ومصالحها علي العالم أجمع . وهذا تطور خطير يشير الي تراجع زعيمة الراسمالية العالمية عن تراث الثورات البراجوازية الغربية ومكتسبات الامم المتحدة في الخمسين عاما الماضية وتحاول فرض العولمة الامريكية بقوة السلاح ، ولذلك فهو موقف لا يشير الي انتصارها بقدر ما يؤكد هزيمتها السياسية والاخلاقية وخوفها علي مستقبلها في مواجهة القوى والدول الكبري الاخرى ، وتتضاعف هذه الهزيمة بفشلها في تأكيد امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل (السبب الاساسي المعلن لتبرير عدوانها عليه) ولذلك لجأت الي تغطية فشلها هذا باثارة غبار كثيف حول ضحايا النظام العراقي والمقابر الجماعية وغيرها ، وكأنها تحاول اقناع الراي العام والدول الاخرى بأن اسلحة الدمار الشامل هي صدام حسين ونظامه (الديكتاتوري الاستبدادي) ولكن ذلك لا يكفي ، فالقمع والاضطهاد هو سمة كل الانظمة الديكتاتورية في العالم وتأكيدة يحتاج الي اجراء تحقيقات مسؤولة في ظل سلطة وطنية تمثل شعب العراق وقواه السياسية . ومن ثم الاستفادة من تلك التحقيقات في ترسيخ ثقافة الديمقراطية والحوار والمصالحة الوطنية . ولذلك تزايدت في الايام الاخيرة شكوك واسعة حول المزاعم الامريكية والبريطانية بامتلاك العراق لاسلحة دمار شامل . فقد اكدت الصحف توصل استخبارات وزارة الدفاع الامريكية في سبتمبر الماضي الي عدم توفر معلومات موثوفة حول هذه المزاعم واشارت الي قيام السلطات الامريكية والبريطانية بتضخيم معلوماتها الاستخبارية وفبركتها لتبرير عدوانها امام الراي العام والدول الاخرى ، واشار روبن كوك الي ان ضرب العراق لم يتم بسبب خطورته علي الامن القومي الامريكي وانما بسبب ضعفه وانهاكه وامكانية هزيمته دون مخاطر حقيقية (الايام 8/6) وهكذا تجد قوى العدوان نفسها في مأزق حقيقي ، مأزق اخلاقي وسياسي ، يضعها مباشرة امام شعوبها وفي مواجهة الراي العام العالمي والامم المتحدة والقوى الكبري الاخري ، صحيح ان الدول الكبري في مجلس الامن الدولي لم تطور معارضتها للعدوان الي مواجهة ساخنة ، ولكن يكفي انها عارضته ولم تمنحه مشروعية دولية وانها فضحت اهدافه الحقيقية امام العالم أجمع ، ولذلك اضطرت امريكا الي العودة لمجلس الامن الدولي مرة اخرى ، واذا كان القرار الاخير قد ادي الي تكريس الاحتلال واطلاق ايدي القوى المحتلة في تقرير مصيره الا انه منح الامم المتحدة دورا محددا واعاد اعتبارها دون تراجع عن موقفها الرافض للعدوان ، وفي الوقت نفسه طرح القرار قضايا هامه في مستقبل تطور العالم ، هل يرضخ لسياسة عسكرة العولمة وسيطرة الاحتكارات الامريكية علي العالم ؟ هل يقبل عسكرة السياسة الدولية ؟ هل يرضخ للازدواجية في تطبيق قرارات الشرعية الدولية في المنطقة ؟ هل تتراجع الامم المتحدة عن دورها المحورى امام غطرسة القوة الامريكية ؟ والي متي ؟ الاجابة علي هذه الاسئلة وغيرها ستشكل محور الصراع السياسي الدولي في الفترة القادمة . فالدول الكبري الاخري ، وخاصة الدول الاوربية لاتزال تري بوضوح أن اسرائيل وليس العراق ، هي التي تهدد امن واستقرار المنطقة وان المشكلة ليست في النظام العراقي بل في الصراع العربي الاسرائيلي والسياسات العدوانية الاسرائيلية . واذا لم تحل هذه المشكلة علي أسس عادلة ، فان المنطقة لن تشهد سلاما مستقرا . وهناك ايضا مواقف هذه الدول من قضايا دولية اخري عديدة تشمل الصراع حول قيادة المنظومة الراسمالية العالمية وقضايا العولمة وشرورها . وكل ذلك يشير الي استمرار الصراع وسط الدول الكبري والبلدان الراسمالية الاساسية بين دعاة سيطرة القطب الامريكي الواحد ودعاة التمسك بالامم المتحدة ومراعاة مصالح الشعوب والدول والاقطاب الاخرى ، وسوف يمتد هذا الصراع ليشمل بلدان العالم الثالث في اطار بناء نظام عالمي عادل ومستقر . ومن خلال كل ذلك ستؤدي عملية الاستقطاب الجارية منذ فترة طويلة الي فتح الطريق نحو عالم متعدد المراكز والاقطاب . ويرتبط ذلك بحدود القوة والقدرة الامريكية وامكانيات تطورها وانحلالها . هل تستطيع السيطرة علي العالم كلة بالقوة ؟ والي متي ؟ هل يمكنها تحمل تبعات عدواناتها علي شعوب العالم الثالث ؟ هل الاقتصاد الامريكي بازماته الراهنة قادر علي المحافظة علي موقعه المسيطر وسط البلدان الراسمالية المتقدمة بشكل خاص وفي العالم بشكل عام ؟ وهناك ايضا دور الراي العام العالمي وتنظيمات المجتمع المدني المناهضة للهيمنة والحروب وكوارث العولمة الامريكية المعسكرة ، كما يشهد علي ذلك نشاطها في السنوات القليلة الماضية ، ومن خلال هذه الجبهة العالمية الواسعة ستجد حركة التحرر القومي العربية في اقطارها المختلفة والحركة الوطنية العراقية حلفاء ثابتين يتضامنون معها من أجل اهدافها في التحرر والاستقلال والتنمية الشاملة والمستقلة وبناء نظام دولي عادل ومستقر .
    > > >9) بعد احتلال العراق كشفت امريكا كامل برنامجها لاعادة ترتيب اوضاع المنطقة لمصلحة الاستراتيجية الامريكية وسيطرة اسرائيل وفرض تسوية ملائمة للصراع العربي الصهيوني ، وذلك من خلال ما سمي (خارطة الطريق) وتحت اشرافها المباشر . وتجئ هذه الخطة بعد احتلال العراق مباشرة ونجاح امريكا في فرض سيطرتها علي المنطقة وتهديد ومحاصرة سوريا ولبنان وايران واخضاعها لسياستها المعلنة . وهي لاتشير الي مشكلة اللاجئين ومشكلة القدس واقامة دولة فلسطينية مستقلة حقيقة وفقا للقرارات الدولية المعروفة . والخطة تستهدف في النهاية تفكيك النظام الاقليمي العربي الي عدة انظمة في اطار نظام شرق اوسطي تسيطر عليه اسرائيل ويرتبط بالولايات المتحدة الامريكية في (منطقة تجارة حرة) خلال عشر سنوات ، كما اعلن الرئيس الامريكي في قمة شرم الشيخ الاخيرة . وبدات الخطوات العملية بتهميش الرئيس الفلسطيني المنتخب وتجميد الجامعة العربية واستبدالها بمجموعة محدودة من الزعماء العرب المرتبطين بعلاقات ودية واتفاقيات رسمية مع اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية . وهذا التوجه يكشف أن اهداف الغزو الامريكي تتجاوز العراق ونظامه السياسي ليشمل المنطقة بكاملها بهدف دمجها في الاستراتيجية الامريكية والاسرائيلية العامة ، وتمتد الي ابعد من ذلك لتشمل تغييرات جوهرية في نظم وحدود الاقطار العربية الاساسية الاخرى (مصر ، السعودية ، السودان ، الجزائر الخ ..) وخارطة الطريق تستهدف في الوقت الحالي تحقيق تقدم ملموس في قضية الصراع العربي الصهيوني بهدف امتصاص المواقف المناهضة لاحتلال العراق وطرح الادارة الامريكية كقوة مؤثرة في أمن واستقرار المنطقة ، ولكن هذا التوجه تعترضه عقبات كبيرة يتمثل أهمها في الانحياز الامريكي التاريخي للسياسات التوسعية الاسرائيلية وارتباط الادارة الامريكية الحميم باليمين الاسرائيلي . صحيح أن الخطة تتضمن توجهات ايجابية عديدة وترتبط بمشاركة دولية واسعة (اوربا ، روسيا ، الامم المتحدة) ولكن ذلك لا ينفي الدور الامريكي المحوري والحاسم ، فهل ستؤدى الخطة الجديدة الي تغير حقيقي في موقفها لمصلحة تسوية عادلة ودائمة؟ هل ستحصر الخطة نفسها في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ؟ أم ستشمل الاراضي المحتلة في سوريا ولبنان ؟ هل ستلتزم بالقرارات الدولية السابقة كلها أم أنها ستتجاوزها ؟ هل هي قادرة علي الضغط علي اسرائيل ؟ الاجابة علي هذه الاسئلة وغيرها تعتمد بشكل رئيسي علي مواقف الاطراف الدولية الاخرى ، وخاصة الاتحاد الاوربي ، ووحدة الموقف الفلسطيني ووضوح تكتيكاته العملية ودور الحركة الشعبية العربية في فترة ما بعد الاحتلال بكل تعقيداتها . وذلك بالاضافة الي تطورات الوضع العراقي ، بحكم اهميته في مجمل التوجهات الامريكية لاعادة ترتيب اوضاع المنطقة ، ففي أي اتجاه سيتطور ؟ .
                  

08-06-2003, 04:28 AM

altahir_2
<aaltahir_2
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ج3 حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها (Re: altahir_2)


    > > >10) لقد قامت امريكا وبريطانيا بغزو العراق واحتلاله تحت شعارات (حرية العراق واقامة نظام ديمقراطي ) يكون نموذجا في المنطقة . ولكنها تعمل الان علي فرض ادارة عسكرية امريكية وتحويل البلاد الي قاعدة اساسية في استراتيجيتها في المنطقة. وبرز ذلك في تخليها عن وعودها بتسليم السلطة لحكومة انتقالية من قوى المعارضة التي عادت مع دبابات الغزو . وفي البداية كانت تنكر وصفها كقوى احتلال وجاء قرار مجلس الامن الدولي الاخير ليؤكد هذه الحقيقة ويكرس احتلالها ويطلق يدها في تقرير مصير العراق . ومنذ البداية تركزت اهتماماتها في السيطرة علي المنشآت النفطية وخصخصتها وتسليمها للشركات الامريكية . وفي الجانب السياسي اتجهت الي تقسيم البلاد علي اسس دينية وعرقية (اكراد في الشمال ، سنة في الوسط وشيعه في الجنوب) ووضعها تحت ادارة امريكية عسكرية ومدنية ، وفي اسابيع قليلة تخلت عن برنامجها المعلن واستبدلته بحكومة احتلال يساعدها مجلس استشاري محلي . وادي ذلك عمليا الي ابعاد قوى المعارضة الخارجية وتهميش دورها في تقرير مصير وطنها. وفي الوقت نفسه اتجهت لتصفية مؤسسات الدولة الوطنية بهدف اعادة تأسيسها علي أسس ملائمة لوجود واستمرار الاحتلال . وهذا التحول يعكس اضطرابا في التقديرات والتكتيكات وفي معرفة الواقع وتطلعاته. ولكنه يؤكد أن قوى الاحتلال لاتزال تبحث عن قوى اجتماعية حليفة داخل المجتمع يمكن الاعتماد عليها كوسيط بينها وبين شعبها . ويمكن العثور علي هذه القوى في اوساط قوى المعارضة الخارجية والقيادات الدينية والعشائرية واثرياء الحصار والحروب وحتى وسط بيروقراطية الدولة . ولكن هناك عوامل هامة يجب وضعها في الاعتبار ويتمثل اهمها في أن الشعب العراقي يواجه احتلال يستهدف تدمير مقدراته ونهب ثرواته الوطنية . وكل احتلال لابد أن يولد مقاومة وطنية قادرة علي النمو والتطور . والشعب العراقي له تجاربة وخبراته في مقاومة الحكم التركي والاستعمار البريطاني . ولذلك واجه قوات الغزو منذ البدابة بمقاومة باسلة احبطت كل حسابات وتقديرات القوى المعتدية في انتصار خاطف واستمرت لاكثر من ثلاثة اسابيع رغم ضعف الامكانيات وسلبيات النظام الابوي الفردي وضخامة امكانيات وقدرات قوى الغزو والاحتلال وامتدت الي انضمام اطراف من المعارضة لصفوف المقاومة ووضع الاساس لمصالحة وطنية صلبة . صحيح أن هذه المقاومة انهارت بطريقة مفاجئة عند دخول القوات الغازية في العاصمة بغداد . وايا كانت اسباب هذا الانهيار ، فانه لا ينفي حقيقة المقاومة ولا يقلل من شأنها . وبعد سقوط بغداد افصحت القوى العراقية المختلفة عن رفض واسع لواقع الاحتلال واعلنت مطالبتها بانسحاب القوات المعتدية وتسليم السلطة لحكومة وطنية مؤقته في اطار عراق ديمقراطي موحد . والواضح الان ان أي قوى تتعامل مع قوات الاحتلال ستجد نفسها معزولة عن شعبها وعن دول الجوار العربي والاقليمي (اذا استثنينا الكويت المدفوعة بعقدة غزوها في 1990 ودولة قطر التي قامت بدور رئيسي في عمليات الغزو والاحتلال ) ووضح ذلك في مطالبة هذه الدول بانهاء الاحتلال وتكوين حكومة انتقالية في مؤتمر عقدته بمدينة الرياض في نهاية ابريل الماضي . ومع استمرار حالة الانفلات الامني وشيوع الفوضي وعمليات تخريب ونهب الممتلكات وعجز سلطات الاحتلال عن القيام بواجباتها واستفزازها لمشاعر الوطنية العراقية ، مع استمرار كل ذلك تزايدت حالة الرفض الشعبي لقوات الاحتلال وبرزت حركة مقاومة واسعة في اشكال مختلفة . واستمرار هذه المقاومة وتطورها الي جبهة وطنية واسعة ، يمثل عاملا اساسيا في حسم الموقف لصالح العراق كوطن وشعب . وسيجد ذلك دعما اضافيا في وضوح مواقف دول الجوار العربي والاقليمي واتساع ضغوطها وفي تزايد دور الامم المتحدة واشتداد صراعات الدول الكبري حول مستقبل العراق واحتمالات تدهور قدرات الاقتصاد الامريكي علي تجاوز ازماته المتفاقمة خلال الفترة القادمة. ويساعد علي ذلك وضوح موقف الحركة الوطنية العراقية التاريخي من قضايا الاستقلال والوحدة الوطنية والقضايا القومية وعلي رأسها قضية فلسطين . وكذلك امكانيات نهوض الحركة الشعبية العربية لمواجهة تحدياتها الجديدة . وتضافر هذه العوامل في مجملها يقود دون شك الي تطور الاحداث في اتجاه انسحاب قوى الاحتلال ووضع البلاد تحت اشراف الامم المتحدة والجامعة العربية لفترة محدودة بهدف اعادة اعمارها وبناء مؤسساتها علي اساس الديمقراطية والمصالحة والوحدة الوطنية ومشاركة كل القوى الوطنية . ويبدو أن ذلك هو الطريق الوحيد المفتوح امام شعب العراق لاستعادة مصيرة بيدة . فقوى الاحتلال تختزل الان اهدافها في القضاء علي النظام الديكتاتوري السابق ، لكن واقع الحال يشير الي انها تعمل علي تدمير منجزاته ونهب ثرواته وارجاعه الي عهود الاستعمار. وحديثها عن اعادة الاعمار وبناء عراق مزدهر تكذبه وعودها في افغانستان والصومال ووعودها لمساندة السلطة الفلسطينية بعد مؤتمر مدريد في 1991 واتفاقيات اسلو في 1993 . وفي هذا الاتجاه يمكن أن تلعب الجامعة العربية ودولها الاساسية وحركة التحرر القومي العربية دورا هاما وايجابيا يحافظ علي وحدة العراق واستعادته لمحيطه العربي والاقليمي ويبعده عن مخاطر السيطرة الاجنبية والتقسيم والتفتيت علي أسس دينية وعرقيه . ويشمل ذلك مساعدة القوى الوطنية العراقية في الوصول الي اجماع وطني حول أولويات انهاء الاحتلال وتعزيز الوحدة الوطنية والتحول الديمقراطي والمصالحة الوطنية ودور العراق في محيطه العربي والاقليمي . والمدخل الي ذلك يتمثل في الابتعاد عن ردود الفعل ومرارات المرحلة السابقة . وذلك لتحاشي الصراعات الداخلية والتركيز علي قضايا اعادة تأسيس الدولة الوطنية . وهي قضايا شائكه ومعقده ، بحكم تعقد الوضع العراقي والعربي بشكل عام وغياب الديمقراطية في العراق طوال تاريخه الحديث وتراكم المشاكل التي خلفها النظام السابق ، وهنا تشير التطورات الجارية الي اتساع الوعي والاحساس بالمسؤولية في مواجهة هذه القضايا وسط غالبية الاحزاب والتجمعات السياسية العراقية التي ظهرت الي السطح في الفترة الاخيرة . وذلك اذا استثنينا بعض الاحزاب والتجمعات الدينية (الاسلامية) التي يعكس خطابها السياسي توجها لاقامة دولة دينية ستؤدى حتما الي تقسيم البلاد واعاقة التحول الديمقراطي والعودة للديكتاتورية تحت شعارات جديدة . ويعكس ايضا توجها للثار من الطبقة الحاكمة السابقة وعزل حزب البعث العراقي من الحياة السياسية العامة . وهو توجه غير ديمقراطي في جوهرة ويحاكم حزبا وطنيا له جذوره وتاريخه في المجتمع العراقي والحركة الوطنية العراقية نتيجة اخطاء وسلبيات ارتكبتها مجموعات محددة ظلت تحكم باسمه وشعاراته طوال الفترة السابقة ، كما اوضحنا في صفحات سابقة ، ومعالجة هذه التوجهات الخطرة والمعادية للديمقراطية والوحدة الوطنية تتطلب وعيا عاليا واحساسا كبيرا بالمسؤولية الوطنية والقومية . فالاسلام كدين وثقافة وحضارة وتاريخ يشكل مكونا اساسيا في الوطنية العراقية بعربها واكرادها واقلياتها الاخرى ولكن تحويله الي اداة في الاستقطاب والنشاط السياسي سيقود الي صراعات مدمرة حتى بين المذاهب الاسلامية . وسلبيات النظام السابق ومسؤوليته عن ماحدث من اخطاء وتجاوزات وكوارث يمكن تحديدها ومحاكمة من ارتكبوها امام محاكم عادلة وامام الراي العام العراقي والعربي في نفس الوقت . وذلك دون التورط في محاكمة حزب بكامله هو نفسه كان ضحية لتلك الاخطاء والسلبيات . وفي هذا الاتجاه لنا أن نتوقع قيام حزب البعث العراقي بعملية نقد ذاتي عميق ومسؤول لتجربته خلال السنوات السابقه لتحديد سلبياتها وايجابياتها وتحديد مسؤوليته في ماحدث ، ومن ثم ادانة النهج الديكتاتوري والفردي الذى سيطر في الفترة السابقة واعلان نهج جديد يقوم علي الديمقراطية وتجديد الفكرة البعثية والعمل مع القوى الوطنية الاخرى من اجل بناء عراق ديمقراطي موحد وفاعل في محيطه العربي والاقليمي . وبذلك وحده يعود الي الحياة العامة ويحافظ علي جذوره وتاريخه في المجتمع العراقي ويساهم مساهمة كبيرة في عملية تجديد الفكر القومي واعادة تأهيل حركة التحرر القومي العربية وتمكينها من القيام بدورها في هذه المرحلة الحرجة من تطور الوطن العربي والعالم . فهل يستطيع ذلك ؟ وهل تستطيع القوى الوطنية العراقية تجاوز مشكلات التحول الديمقراطي البارزه الان؟
    > > >خاتمة :
    > > >11) في الصفحات السابقة حاولنا متابعة مجريات الغزو الامريكي البريطاني للعراق واحتلاله . وشملت المناقشة مبرراته واسبابه الحقيقية وتداعياته في المنطقة في اطار تطورات عالم ما بعد الحرب الباردة وتوجهات امريكا لفرض نفسها كقطب اوحد في عالم اليوم . وتطرقنا ايضا الي اخطاء وسلبيات القيادة العراقية الناتجة من طبيعة نظامها الابوي الفردي ودورها في توفير مبررات وذرائع عديدة مكنت القوى الامريكية والبريطانية من تنفيذ مخططها بكل سهولة . واذا كان ماحدث يتجاوز العراق ونظامه السياسي ليشمل المنطقة بكاملها فان مناقشة آثاره وتداعياته تطرح اسئلة هامة حول مدلولاته الفكرية والسياسية وتأثيرها في مستقبل حركة التحرر القومي العربية بكافة اطرافها ، ومن ضمنها حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق وسوريا والبلدان العربية الاخرى ، وذلك بحكم دور هذه القوى وسيطرتها علي المناخ الفكري والسياسي في المنطقة طوال الخمسين عاما الماضية ، وتشمل التساولات ايضا مستقبل المشروع النهضوي العربي . هل ما حدث يحكم عليه بالفشل ونهاية التجربة بكاملها ؟ أم انه لا يزال يملك امكانيات لتطوير نفسه وتجديدها وتقديم اجابات اكثر ملاءمه لمتغيرات الواقع ؟ هناك بالطبع اجابات عديدة حول هذه الاسئلة وغيرها ومن مواقع فكرية واجتماعية متباينة . ويتمثل اهمها في توجهين : الاول يمثل موقف الاستسلام للهزيمة السياسية والعسكرية وتمديدها للمجال الفكري والثقافي وذلك تحت ضغوط واقع العجز والتخلف العربي وتراجع حركة التحرر القومي العربية خلال العقود الاخيرة وخاصة في فترة الغزو والاحتلال ، وضغوط المتغيرات الدولية والاقليمية العاصفة والمتسارعة ومن ثم التراجع عن مفاهيم وثقافة حركة التحرر والنهضة الشاملة والمستقلة واللحاق راسا بقطار العولمة الامريكية المتعسكرة وشعاراتها حول الديمقراطية والاصلاح السياسي والاجتماعي . وهذا التوجه يتجاهل اشكاليات حركة النهضة العربية وارتباط صعودها وانكسارها باسباب داخلية وخارجية معقدة تحتاج الي جهد فكري جاد ومتواصل . ويتجاهل ايضا طبيعة العولمة الراهنة كمرحلة في تطور النظام الراسمالي العالمي تقود فقط الي دمج واحتواء وتهميش واستبعاد بلدان العالم الثالث وفق شروط ومصالح المركز الامريكي المسيطر ولذلك فهو يعني عمليا التخلي عن فكرة النهضة في اساسها والاندماج في هامش النظام الراسمالي العالمي . والموقف الثاني يتمثل في الجمود والتخندق حول مفاهيم المرحلة السابقة وتطعيمها بمنطلقات دينية اسلامية وقومية يسارية متطرفه في رفض الاخر المعتدي ورفض انجازات الحضارة الغربية وايجابيات ظاهرة العولمة خاصة في مجالات الديمقراطية وحقوق الانسان . وكأنه بذلك يحاول استعادة مناخ حركة التحرر القومي العربية في فترة الحرب الباردة وخاصة في فترة الخمسينات والسبعينات تحت شعارات وظروف مختلفة . وهو بعكس الموقف الاول يتجاهل المتغيرات الجارية رغم تسارعها وعنفها ويقاوم أي محاولة للتجديد الفكري والسياسي كما هو واضح في جمود الانظمة الوطنية العربية ، وخاصة في العراق وسوريا وعدم قدرتها علي التفاعل مع المتغيرات الجارية حولها . ويتجسد هذا الموقف بشكل مكثف في حركة الاسلام السياسي الراهنة . وهذا الموقفان يلتقيان في تطرفهما وتجاوزهما لحقائق الواقع ومجرياته وامكانيات تطوره الفعلية . ولذلك يهرب الاول خلف سراب ووعود العولمة ويتخندق الثاني في ثوابته خوفا من مخاطر واستحقاقات التغيير والتجديد . وفي الحالتين تبدو الاجابة خارج التاريخ وضروراته . فما حدث بضخامته وعنفه واتساعه ، يؤشر نهاية مرحلة تاريخية كاملة في تطور المنطقة وتطور حركة التحرر القومي العربية ، ومن ضمنها حزب البعث العربي الاشتراكي وبداية مرحلة جديدة ظلت ارهاصاتها تتواصل منذ هزيمة 1967 وردة السادات في مصر بعد وفاة جمال عبدالناصر , وبرزت هذه الارهاصات بشكل واضح بعد حرب الخليج الثانية وانهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي في بداية العقد الاخير من القرن الماضي . وانطلاقا من هذه الحقيقة يجب تناول الاسئلة التي يطرحها احتلال العراق .
    > > >12) لقد ارتبط صعود حركة التحرر القومي العربية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية بالنضال ضد الاستعمار وشعارات الوحدة العربية والحرية والاشتراكية كدعائم اساسية لنهضة عربية شاملة ومستقلة . وفي مناخ ذلك الصعود كانت قواها الاساسية تركز علي التنمية والتحول الاجتماعي ومناهضة الاستعمار والوجود الاسرائيلي في فلسطين وتجاهل قضايا الديمقراطية وحقوق الانسان بشكل كامل تقريبا . وفي اطار هذا المناخ الفكري والسياسي ظهرت الانظمة (الوطنية التقدمية) في مصر والجزائر وسوريا والعراق واليمن الجنوبي وغيرها . وظلت تعتمد علي نظام الحزب الواحد واجهزة القمع في الداخل وعلي دعم ومساندة المعسكر الاشتراكي في الخارج ، وظلت ايضا تجد دعم ومساندة اطراف حركة التحرر القومي العربية في اطار اهدافها العامه . وفي سبعينات القرن الماضي وصلت انجازاتها لحدودها القصوي وبدأت تدخل مرحلة الازمة والتناقض الصارخ بين خطابها المعلن وممارساتها العملية . ونتيجة لذلك ظلت تعاني تراجعا منتظما في اتجاه التصالح مع الواقع المتخلف والتابع . وبعد حرب الخليج الثانية وانهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي فقدت مبرر بقائها واستمرارها . ويرجع ذلك بشكل رئيسي الي غياب الديمقراطية وعدم القدرة علي التفاعل مع المتغيرات ومع خبراتها بمنهج نقدي صارم يساهم في تجديدها وتطويرها وتأهيلها للقيام بدورها ، وانعكس هذا التراجع علي حركة التحرر القومي العربية بكاملها ومن ضمنها حزب البعث العربي الاشتراكي ، وذلك بحكم ارتباطها بدرجات متفاوته بتوجهات هذه الانظمة وسياساتها . وهذا هو ما نقصده بنهاية مرحلة كاملة في تطور حركة التحرر العربي بشعاراتها ورموزها وبداية مرحلة جديدة لها شعاراتها المحددة وفي مقدمتها الديمقراطية وحقوق الانسان ، تماما كما حدث بعد الحرب العالمية الاولي (مكافحة الاستعمار من اجل الاستقلال والوحدة) وبعد الحرب العالمية الثانية (شعارات الوحدة والتحرر والاشتراكية) وهو تطور طبيعي يرتبط بالتفاعل الايجابي مع متغيرات الواقع وحاجاته الضاغطة . ولكن هل ينسحب فشل هذه الانظمة والتجارب علي حركة التحرر القومي العربية ؟ وهل نعتبره نهاية للمشروع النهضوي العربي ؟ وهل فشل وسقوط النظامين العراقي والسوري يعتبر فشلا ونهاية لحزب البعث ؟ ام للنخب التي ظلت تحكم باسمة ؟ الاجابة علي هذه الاسئلة ترتبط بقدرة هذه القوى علي تجديد نفسها وتطوير مشروعها في اتجاه استيعاب الظروف الجديدة . ولا نريد هنا المقارنة بما حدث في الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي السابقين . فكل حالة لها خصوصيتها ومسارها . ولكن نشير فقط الي أن اخفاقات حركة التحرر القومي العربية وتجاربها خلال الخمسين عاما الماضية ترجع بالتحديد الي عوامل محددة ، بعضها خارجي (الاستهداف الاستعماري الغربي والامريكي) وبعضها داخلي يرتبط بتركيبة المجتمعات العربية التقليدية العشائرية والطائفية وغياب عمود فقرى لطبقة اجتماعية قائدة وعجز الحركة الفكرية والسياسية العربية في تحقيق ثورة ثقافية واصلاح ديني حقيقي ، ولذلك ظلت حركة النهضة العربية تعاني اشكالية معقدة تسيطر عليها ظاهرة النهوض والسقوط المتواصل . ولهذا السبب فان فشل وسقوط هذه التجارب ، مهما كانت اهميتها ، لا يمكن اعتباره نهاية للمشروع النهضوي العربي وحركة التحرر القومي العربية ومن ضمنها حزب البعث العربي الاشتراكي . وذلك لان النكسات والهزائم المتواصلة ترتبط باسباب محددة يمكن تناولها ومعالجتها في اطار اساسيات هذا المشروع والاهداف العامة لحركة التحرر القومي . وذلك في اتجاه اكثر تطورا وبلورة . وهذا ما حدث بالفعل بعد نكبة 1948 وهزيمة 1967 وبعد حرب الخليج الثانية وسقوط الاتحاد السوفيتي في بداية العقد الماضي ، وذلك بحكم استمرار المهام المطروحة في الواقع . وفي الظروف الحالية هناك اسباب اضافية تتمثل في ظاهرة العولمة بتحدياتها المختلفة وتوجه العالم للتكتلات السياسية الكبيرة . ولذلك لم تؤدي النكسات والكوارث الاخيرة الي الانهيار ، بل أدت الي طرح ضرورة تجديد وتطوير الفكر القومي والمشروع النهضوي العربي وانهاض حركة التحرر القومي العربية واعادة تأهيلها للقيام بدورها . وذلك من خلال عملية نقد ذاتي ومراجعة واسعة وعميقة . فقد شهدت العشرين عاما الاخيرة جهودا واسعة في هذا الاتجاه شملت كل اطراف حركة التحرر القومي العربية وفي مختلف البلدان العربية . وتمثل أهمها في نشاطات مركز دراسات الوحدة العربية ومراكز اخرى عديدة , ومساهمات المغرب العربي واضافاته المميزة في تطوير اطروحات الفكر القومي التي ظلت تسيطر عليها تجربة المشرق العربي . وهناك المساهمة المصرية بثقلها المعروف . وكذلك مساهمة الحركة السياسية والفكرية السودانية خلال العقد الاخير . وهناك ايضا تجربة المؤتمر القومي العربي كمنبر فكري وحركي يشمل كل التيارات الفكرية والسياسية العربية . وحصاد هذه الجهود جميعها يشكل الان ركائز اساسية في بلورة ملامح المرحلة الجديدة في تطور حركة التحرر القومي العربية ومشروعها النهضوي . والمهم هنا أن هذه الملامح تتميز بالوضوح في قضايا المرحلة الجديدة وعلي رأسها قضايا الديمقراطية وحقوق الانسان والتفاعل الايجابي بين التجارب العربية المختلفة وانهاء سيطرة مفاهيم الفكر القومي المشرقي ومواجهة التحديات الجديدة بالحوار والعقل المفتوح . ويمكن تلخيص اهمها في الاتي :
    > > >أ) اعتماد الديمقراطية والحريات الاساسية والمشاركة الشعبية والتعددية السياسية والثقافية كاساس للتطور السياسي والاجتماعي في الدولة والمجتمع وداخل الاحزاب وتنظيمات المجتمع المدني . ويعني ذلك رفض الانقلابات العسكرية واساليب العنف في العمل السياسي والتغيير الاجتماعي . فقد اكدت التجربة أنه لا تنمية ولا تغيير اجتماعي حقيقي بدون ديمقراطية ومشاركة شعبية حقيقية . وهذا التوجه اصبح الان تيارا عاما وسط غالبية قوى حركة التحرر القومي العربية . والمطلوب الان تحويله الي واقع عملي .
    > > >ت) المصالحة التاريخية مع الدولة القطرية والانطلاق منها كواقع وحقيقة في أي توجه للوحدة والتكامل العربي مع تأكيد مصالحها وتطلعاتها المشروعة . وهذا يتطلب مراجعة مقولات الفكر القومي السابقة حولها وحول علاقة الوطني والقومي. فقد اكدت التجربة السابقة رسوخ الدولة القطرية العربية وارتباطها بخصوصيات تاريخية ووطنية لا يمكن تجاوزها أو الغائها . وفي الوقت الحالي تعاني معظم الدول العربية الاساسية مشاكل سياسية واقتصادية تهدد وحدتها الوطنية في جوهرها وذلك يعني التركيز علي قضايا تعزيز الوحدة الوطنية وربط اهداف الوحدة والتكامل العربي بخطوات تدريجية تراعي الخصوصيات والمصالح الوطنية وبالقبول الشعبي من خلال استفتاء ديمقراطي .
    > > >ث) المحافظة علي النظام الاقليمي العربي مع العمل علي تطويره في اتجاه توسيع وتأكيد فعاليته والانطلاق من الواقع الراهن نحو العمل العربي المشترك والتكامل السياسي والاقتصادي والثقافي باشكال واتجاهات متنوعة . وذلك في اطار المشروع النهضوي العربي باهدافه المحددة في الوحدة والتحرر والديمقراطية والتنمية الشاملة والمستقلة .
    > > >ج) اعتماد الحوار والعمل المشترك بين كافة اطراف حركة التحرر القومي العربية بشكل عام والقوى القومية بشكل خاص من أجل استيعاب المتغيرات الجارية واعادة تأهيل نفسها وتمكينها من القيام بدورها في المرحلة الراهنة . ويتضمن ذلك كافة اشكال التنسيق والعمل المشترك مع احتفاظ كل طرف باستقلاله السياسي والتنظيمي وذلك انطلاقا من واقع التفاوتات والاختلافات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين البلدان العربية وحقيقة فشل المركز الموحد في تجربة حزب البعث (في بغداد أو في دمشق) وكذلك تجارب المراكز الشيوعية والاسلامية في المنطقة .
    > > >ح) الاهتمام بقضايا الثورة الثقافية والاصلاح الديني انطلاقا من اهميتها المحورية في المشروع النهضوي ومن مجهودات رواد النهضة في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ومن العلاقة العضوية بين العروبة والاسلام الثقافي والحضاري . وتزداد اهمية هذه القضايا مع صعود حركات الاسلام السياسي في المنطقة خلال العقود الاخيره واتساع مخاطر التوجهات الداعية للدولة الدينية علي الوحدة الوطنية وعلي اساسيات مشروع النهضة حول دولة المواطنة والدولة المدنية الديمقراطية والارتباط بروح العصر ومنجزاته .
    > > >13) هذه بعض الركائز الهامة وليست الوحيدة . وذلك لان زلزال الاحتلال الامريكي للعراق يفتح الباب لمراجعة كافة جوانب المرحلة السابقة ووضع أسس فكرية وسياسية صلبة للمرحلة الجديدة ، تلخص التجارب والخبرات السابقة وتستجيب في نفس الوقت لمتطلبات وتحديات الواقع الراهن بكل تعقيداته . واذا كان تناول انعكاسات هذه التطورات علي الحركة السياسية السودانية بشكل عام والتيار القومي بشكل خاص يتطلب مناقشة خاصة لا يسمح بها هذا المجال ، فان ذلك لا يمنع من اشارة عابرة لموقف البعثيين السودانيين في مواجهة هذه المتغيرات العاصفة وتأثيرها في مستقبل تطورهم ، خاصة انها امتدت الي اوساطهم منذ تسعينات القرن الماضي . فبعد صراعات تلك الفترة التي ادت الي انقسام 1997 بظروفه واسبابه ونتائجة المعروفة انقسم الحزب الي تيارين اساسيين ، الاول تيار حزب البعث السوداني ، الذى قطع علاقاته مع القيادة القومية في بغداد وتحول الي مركز قومي ووطني مستقل لا علاقة له بأي مركز خارجي ، واستعاد موقعه في التجمع الوطني وكذلك علاقاته مع قوى المعارضة الاخرى ، ومن خلال ذلك بدأ في مراجعة واعادة تأسيس موقفه الفكرية والسياسية في ضوء تجارب الفترات السابقة والمتغيرات الجارية ، واما التيار الاخر فقد واصل ارتباطه بمركز بغداد وظل بعيدا عن التجمع الوطني وقوى المعارضة الاخرى ، وفي العام الماضي قامت مجموعة اخرى بالارتباط بحزب البعث السوري ، نتيجة لعدم قدرتها علي الاستمرار دون مظلة ودعم خارجي ، وارتكز انقسامها علي هذا الارتباط فقط دون أي اسباب فكرية وسياسية محددة . وهذه الخلافات والانقسامات تعكس عمق الازمة التي ظل يواجهها هذا الحزب طوال السنوات السابقة والناتجة اساسا من الازمة العامة التي اشرنا اليها في مكان سابق . وتركزت بشكل خاص في الموقف من التجمع الوطني وقوى المعارضة الاخرى والعلاقة مع نظام الانقاذ وعلاقاته المتطورة وقتها مع النظام العراقي . وذلك يعني انها خلافات وصراعات حول قضايا وطنية تتعلق بتطورات الواقع الوطني في اطار التحولات الاقليمية والدولية الجارية وبمصير حزب البعث نفسه . هل يرتبط بواقعه الوطني وقضاياه وقواه السياسية الفاعلة ؟ أم يتحول الي صدي لتأثيرات خارجية ؟ وفي ظروف الاحتلال الامريكي للعراق وتداعياتها الجارية وتسارع خطوات التسوية الوطنية في السودان ، كل ذلك يضع البعثيين السودانيين بمختلف تكويناتهم ومواقفهم امام تحديات جديدة . ولا سبيل لمواجهة هذه التحديات الا بطرح التجربة كلها للمناقشة والمراجعة . وذلك انطلاقا من الركائز المشار اليها اعلاه وتجربة البعثيين السودانيين وتراثهم النضالي الفكري والسياسي خلال الفترات السابقة ومواقفهم من القضايا الوطنية الاساسية وفي مقدمتها قضايا الديمقراطية وتعزيز وحدة الكيان السوداني وخصوصية انتمائه ودوره العربي والافريقي . ومن خلال هذه المناقشة والمراجعة يمكن اعادة توحيد انفسهم وتمكين حزب البعث السوداني من المساهمة مع القوى الوطنية الاخرى في بناء سودان ديمقراطي موحد ومستقل وفاعل في محيطه العربي والافريقي . وتلك قضية اخرى نأمل في مناقشتها في مناسبة اخرى .
    > > >
    > >
    >
                  

08-20-2003, 02:19 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ج3 حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها (Re: altahir_2)

    عزيزي الطاهر شكرا علي التوضيحات
    ونتفق معكم في ان الغزو ليس المقصود منه مصلحة الشب العراقي بل ولا الشعب الاميركي وانما لمصلحة الحزب الجمهوري واللوبي الصهيوني
    وقد اتاح لهم الدكتاتوريين في العراق فرصة لا تعوض باضطهادهم لشعبهم
                  

08-31-2003, 08:58 AM

altahir_2
<aaltahir_2
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ج3 حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها (Re: Elmosley)

    الاستاذ الجليل يوسف الموصلي
    لك خالص التقدير والإحترام . أتفق معك وهذا ما اوردناه مفصلاً في العديد من المواقف واليك هذه المساهمة لاحد قيادات البعث المؤسسة
    والمفكرة وهو الاستاذ عبد العزيز حسين الصاوي ولكن لم يكن للأخرين ان يتوقعون النهاية التي تنتظرهم



    آراء وأفكار







    الحوار البعثي / البعثي

    ضروراته ومبرراته


    اثار الانهيار السريع للمعسكر الاشتراكي نهاية الثمانينات وبداية التسعينات العديد من الأسئلة الفكرية والسياسية . ابرزها الأسئلة المتعلقة بمصير الاشتراكية كخيار انساني وطريق للتطور ونظام اقتصادي اجتماعي بديل للنظام الراسمالي وبدا للوهله الأولى أن الحدث تنحصر أثاره علي الأحزاب الشيوعية الماركسية لا سيما تلك التي تدور في فلك موسكو . ولكن سرعان ما تكشف أن آثارة تطال كل الأحزاب الاشتراكية في العالم وأن عليها أن تجيب علي السؤال التالي : هل يعني انهيار المعسكر الاشتراكي فشل الاشتراكية كفكرة علي الإطلاق أم يعني فشل النموذج الماركسي السوفيتي للتطبيق الاشتراكي ؟! وما هي حدود التداخل والتمايز بين تصورات الماركسية وتصورات الأحزاب الاشتراكية غير الماركسية ؟؟ .

    بالنسبة لحركة البعث كحزب اشتراكي ترتبط حيويته وقدرته علي الاستمرار بنجاحه في الاجابة عن تلك الأسئلة وبمقدار الجهد الفكري الذي يستطيع الاسهام به لاعادة الثقة للاشتراكية كفكرة وخيار انساني وطريق للتطور والتنمية رغم التراجع الكبير الذي تشهده أمام افكار الراسمالية الجديدة وايدلوجيا الخصخصة والعولمة التي تجتاح العالم بزعم أن تاريخ البشرية قد تحدد نهائيا علي طريق التطور الراسمالي .

    لكن التحدى المباشر الذي وجدت حركة البعث نفسها مواجهة به كان بعد عملية الكويت المفاجئة التي اجتاحت فيها القوات العراقية الكويت في بضع ساعات أعلن العراق إنها اصبحت المحافظة السادسة عشر واخذ الإعلام والخطاب العراقي يروج الحجج وبراهين تاريخية تؤكد أن الكويت جزء من العراق وأن ماحدث في الثاني من أغسطس 1991 ليس اكثر من اعادة الأوضاع الي طبيعتها . الحدث والخطاب العراقي في تبريره أثارا اسئلة عديدة حول مصداقية حركة البعث الفكرية والسياسية فيما يتعلق بقضيتي الوحدة العربية والتضامن العربي ومقولات الطريق الشعبي والديمقراطي للوحدة العربية ، حيث برزت المفارقة بين خطابه السياسي وسلوكه العملي الذي كشف فيه العراق عن عقل بسماركي يعتمد علي القوة في الضم والالحاق وفق منطق تقليدي يتناقض مع روح ونصوص الإعلان القومي الذي اطلقه صدام حسين في أبريل 1980 والذى هدف لالتزام العرب بالحدود القطرية الراهنة والامن الجماعي وعدم اثارة القضايا الحدودية التي تعصف بالتضامن العربي والاعتراف بسيادة كل دولة علي اراضيها التي علي اساسها انضمت للجامعة العربية . لقد كان اسوا ما في عملية الكويت تبريرها بخطاب قطرى وتقليدي لم تجروء

    اكثر الأنظمة العربية رجعية تجاوز حدوده اللفظية وبذلك لم تنحصر الأسئلة التي تواجه حركة البعث في مصير الاشتراكية ، بل شملت أيضا قضايا الوحدة العربية والتطور الديمقراطي .

    ذاتيا يواجه البعث ظاهرتان مؤثرتان علي سيرته النضالية في المرحلة القادمة . الأولى خسارته لموقعه الريادي وسط التيار القومي الديمقراطي وعموم قوى النهضة العربية الحديثة كما كان الحال حتى السبعينات . فقد كانت مقولاته الفكرية حول المرحلة السابقة تحدث صدى واسعا وسط القوى القومية والوطنية الأخرى . فقد كان أول من طرح فكرة الترابط الجدلى بين الوحدة والحرية والاشتراكية وتبنتها احزاب قومية أخرى وأن حاولت اعادة ترتيب الشعار الثلاثي بعد ذلك . كما رسخ البعث في الفكر العربي فكرة الطريق الخاص لبناء الاشتراكية في مواجهة محاولات الأحزاب الشيوعية بفرض النموذج الماركسي السوفيتي كنموذج وحيد للاشتراكية ، والتأكيد علي الخصوصية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية كمحددات في بناء النموذج الاشتراكي العربي . ثم اجاب عن السؤال الكبير في فترة الستينات حول تطبيق الاشتراكية في قطر واحد . وتشير بعض الدراسات حول تطور الفكر الاقتصادي العربي الي أن المبادرات الفكرية الهامة التي قدمتها حركة البعث جعلته الحزب العربي الوحيد الذي قدم مساهمة عميقة في هذا المجال بجانب عدد مجدود من المفكرين الاقتصاديين العرب وكانت تشكل كل التراث الاقتصادي العربي الحديث حتى بداية الثمانينات .

    ولكن حركة البعث فقدت هذه الريادية منذ وقت طويل ولم تعد مراكزه تنتج فكرا يثير الانتباه كما كان الحال حتى السبعينات . وعندما بدأت المراجعة النقدية ومحاولات تجديد الفكر القومي في بداية الثمانينات ظلت حركة البعث علي هامش هذه المحاولات ، وبرزت مراكز أخرى مثل مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت ومراكز أخرى (المغرب العربي والقاهرة والخليج) في مقدمة مسيرة تجديد الفكر القومي بالجهد الكبير والجرئ في نقد مسيرة العمل القومي واستشراف آفاق جديدة أمامه في ظل المتغيرات الدولية والاقليمية العاصفة .

    الظاهرة الثانية هي الانكماش التنظيمي الواضح في معدلات نمو تنظيمات حركة البعث في الاقطار العربية المختلفة وبالتالي تراجع نفوذه في الشارع السياسي العربي الذي كانت تمثل فيه حيزا مؤثرا حتى عقد السبعينات وقدم خلال تلك الفترات انجازات هامة سياسيا وجماهيريا . ففي غضون سنوات قليلة بعد تأسيسه تحول البعث الي حزب له نفوذه القوى في الرأي العام في عدد من اقطار المشرق العربي والمساهمة في تحقيق وحدة مصر وسوريا 1958 وتمكن من الوصول للسلطة في سوريا والعراق اكثر من مرة وبناء تجربة هامة في البلدين لها تأثيراتها الكبيرة في مجرى حركة التحرر القومي العربية في العصر الحديث . وهذا التراجع لا حظه مؤتمر 1992 الذي اشار تقريره التنظيمي الي انكماش تنظيمات البعث في المشرق العربي والخليج العربي وان النمو التنظيمي الفعلي كان واضحا في تنظيمات اليمن والسودان وموريتانيا والأردن لاسباب خاصة بتاريخها وظروف تلك البلدان . وهي ذات التنظيمات التي بدأت تواجه مصاعب سياسية وتنظيمية منذ العام 1994 عندما وقع الانقسام في التنظيم اليمني حيث وقف عضو واحد فقط من أعضاء القيادة القطرية مع قاسم سلام (عضو ق .ق) بينما وقف أعضاء القيادة الآخرين (9 أعضاء) ونواب الحزب في البرلمان البالغ عددهم آنذاك ثمانية نواب والغالبية الساحقة من العضوية في صف رفض الانحراف والتلاعب بتاريخ ومقدرات الحزب . ومع ذلك فقد ساندت المؤسسة القومية قاسم سلام مما دفع بعث اليمن لقطع صلته ببغداد . وتكرر ذات الموقف الخاطئ في السودان عام 1997 عندما ساندت المؤسسة القومية بدرالدين مدثر الذي وقف في صفه عضو واحد فقط من أعضاء القيادة في الداخل واثنان فقط من أعضاء القيادة في الخارج رغم التجاوزات المالية والتنظيمية الشديدة الوضوح التي ارتكبتها هذه المجموعة مما دفع الغالبية أيضا لقطع صلتها ببغداد علي النحو الذي عايشه كل الرفاق . وتكرر ذات السيناريو في الاردن العام الماضي مع تعديلات طفيفه عليه حينما بدأت القيادة في التحقيق في تلاعب بعض اعضاءها في مالية الحزب وبيع منح دراسية في الجامعات العراقية ولكن تدخلت المؤسسة لمصلحة المتهمين كما حدث في اليمن والسودان ليعلن اثنان من أعضاء القيادة ، وهما نائبا الحزب في البرلمان الاردني مع عدد كبير من الكادر المتقدم ، قطع صلتهم ببغداد . وبذلك تصبح الصورة العامة للحزب في هذه الاقطار هي قطع الاغلبية النوعية لصلتها بالمؤسسة القومية في بغداد وبقاء المجموعات الاضعف تنظيميا وسياسيا واخلاقيا مرتبطه بمركز بغداد .. الملاحظات البديهية التي يمكن استخلاصها من ذلك هي أن هذا المركز يعاني من خلل واضح في طريقة تفكيره وفهمه للامور وطريقة عمله واسلوبه هي التي قادت لهذه الانقسامات . هذا الخلل يمكن حصره تنظيميا في مخالفة النظام الداخلي وتقاليد الحزب والتراجع عن مقررات المؤتمر القومي 1992 . بالاضافة الي اختلالات بارزه في الجوانب الفكرية والسياسية .

    يضاف لكل ذلك الانقسام التاريخي بين مركز بغداد ومركز دمشق الذي ظل موجودا كواقع منذ عام 1966 وظل وموجودا في وعي المواطن العادي ووعي المفكرين والسياسيين والدارسين والاكاديميين ولكنه غير موجود وغير معترف به في وعي البعثيين الملتزمين في الجانبين . وهذا الانقسام كان نتاج صراعات ما بعد انهيار وحدة 1958 داخل حزب البعث في المشرق ومع الحركة الناصرية في تلك البلدان وقيادة عبدالناصر في مصر . واستمراره حتى الآن الحق اضرارا بالغه بحركة البعث في عمومها وتسبب في تدهور نموه وتطوره في الفترة اللاحقه وكان له تأثيره أيضا في حركة التحرر العربي عامة . ومع إن محاولات عديده قد بذلت لاحتواء هذا الانقسام في 1970 و1979 إلا إنها فشلت كلها وظل الصراع مستمرا بين المركزين دون مبرر موضوعي .

    إن الظروف الموضوعية والذاتية التي يمر بها البعث تشير بوضوح الي حاجة لاجراء مراجعات نقدية واسعة لمجمل مسيرته في المرحلة السابقة تمكنه من تجاوز ازمته الراهنة . والمدخل الصحيح لذلك هو الاعتراف بوجود هذه الأزمة أولا والاعتراف بوجود الآخر البعثي والاعتراف أن مهمات المراجعة والنقد الذاتي والتجديد هي واجب كل البعثيين في كل الاقطار وليست عملا صفويا مرهون بارادة هذا المركز أو ذاك . ويقتضي ذلك أن يدير البعثيون حوارا داخليا لتجاوز هذه الأزمة وتمكين حركة البعث من استعادة دورها ورياديتها الفكرية ونفوذها السياسي في المنطقة . ومن هذه الزاوية يكتسب مشروع الحوار البعثي - البعثي مشروعيته ومبرراته كضرورة تاريخية تحدد مستقبل الحركة بمجملها .

    اطراف الحوار :

    لآن موضوع الحوار يتصل بمستقبل حركة البعث ككل فإن كل البعثيين في مختلف مواقعهم ومختلف مواقفهم في داخل اقطارهم وفي المهجر معنيون بالمشاركة في هذا الحوار دون استثناء لاي طرف . وقد بدأ يتشكل في أوساط البعثيين وعي عام بضرورة تجاوز الواقع الراهن والمتردى من خلال فعل غير تقليدي .. صحيح أن الظروف الموضوعية والمتغيرات الدولية ظلت تضغط في هذا الاتجاه ، إلا أن التطورات التنظيمية في اليمن والأردن والسودان وغيرها قد دفعت للاسراع في التفكير بعقلانية والوعي بحقيقة الذات دون تضخيم أو وهم والعمل الجاد لاعادة تأسيس الحركة وتوحيد كل اطرافها . صحيح إن معدلات تنامي هذا الوعي تتفاوت من قطر لآخر لكنها كمحصلة آخذة في الصعود مما يعني ضرورة توسيع المشاركة في مشروع الحوار لا قصي حد ممكن لتشمل كل التنظيمات المرتبطة بمركز بغداد أو مركز دمشق بالاضافة الي البعثيين السابقين الذين حافظوا علي تمسكهم بمنهج الحزب ولازالوا ينشطون فكريا في تجديد الفكر القومي وانهاض حركة التحرر القومي العربية . والواقع أن عددا من هؤلاء المفكرين يقودون اليوم محاولات جادة لتجديد الفكر القومي من مواقع مستقله (مركز دراسات الوحدة العربية) ويقدمون جهدا عمليا رصينا يجد تقدير المثقفين العرب عموما . ورغم ابتعادهم عن التنظيم الحزبي فقد ظلوا يعكسون روح حركة البعث ومنهجها القومي (مثل : معن بشور ود. عبدالدائم ود. مسعود الشابي ومحسن العيني وغيرهم) .

    لقد انتقل مشروع الحوار البعثي / البعثي من كونه فكرة الي واقع قابل للتمدد والتطور بالحوار الذي جرى بين بعث السودان وبعث اليمن وانتهي بالبروتوكول الموقع بينهما والذى أكد علي سعي الطرفين لتوسيع المشاركين في هذا الحوار وبذل الجهود لانجازه ، بجانب الاتصالات الجارية الآن مع تنظيمات البعث في اكثر من قطر .

    موضوعات الحوار :

    الحوار البعثي / البعثي مواجه بعدة اسئلة فكرية وتنظيمية تشكل في مجملها مشروعا لتجديد الحزب وإعادة توحيده فكريا وسياسيا بما يجعله ينسجم مع المتغيرات الدولية والاقليمية التي حركت رياح التغيير ، وفكريا يبرز أولا موضوع الديمقراطية السياسية كقضية رئيسية لازالت تحتاج لجهد فكرى يردم الفجوة التي تبدت بعد سقوط نموذج الديمقراطيات الشعبية الذي تبناه الحزب متأثرا بتجربة المعسكر الاشتراكي في 1963 في وثيقة (بعض المنطلقات النظرية) والواقع أن البعث نشأ كحزب ديمقراطي حسب دستوره الصادر في 1947 وعلي أساسه دخل الحزب في النشاط الديمقراطي في سوريا وبقية بلدان المشرق العربي في السنوات التي اعقبت ذلك حتى إعلان الوحدة المصرية السورية 1958 . ورغم ذلك فان الصياغات الفكرية اهتمت بقضية الحرية كقيمة وهدف بحكم ظروف سيطرة الاستعمار الذي كان يجثم علي الاقطار العربية إبان تأسيس الحزب . وفي حين كان التنظير لقضية الحرية والاستقلال الوطني والقومي كثيفا لم تحظ قضية الديمقراطية إلا باشارات عابرة الأمر الذي سهل - بجانب عوامل أخرى - تسلل التأثيرات الماركسية في صياغة المنطلقات النظرية عام 1963 . ومن هنا جاءت مقولات الحزب الواحد ومعاداة الديمقراطية والحريات العامة .

    كذلك يحتاج مفهوم الاشتراكية الي تأكيد النموذج العربي الخاص والطريق العربي الخاص الذي يتجنب الاخطاء التي سقطت فيها تطبيقات المعسكر الشيوعي والانظمة الوطنية التقدمية العربية بما يجعل الاشتراكية من جديد مطلبا جماهيريا في مواجهة الفئات الرأسمالية التي تحاول بسط سيطرتها علي أنقاض المعسكر الاشتراكي مكشرة عن نزوع استغلالي فاضح ليس في دول العالم الثالث فقط بل وفي الدول المتقدمة حيث بدأ التراجع السريع عن المكاسب الاجتماعية للطبقات الوسطي والفقيرة التي تحققت لها إبان الحرب الباردة كمحاولة لوقف نمو الأحزاب الشيوعية في اوربا الغربية وامريكا . ويتجه هذا التراجع نحو العالم الثالث لاستغلال مقدراته تحت شعارات العولمه وحرية التجارة العالمية .

    والوعي السائد لدى البعثيين كان يقولب قضية الوحدة العربية في صيغة اندماجية فيها من المثالية والاحلام اكثر مما فيها من الامكانية والقابلية للتحقق بالنظر الي واقع الأمة العربية الملغوم بعوائق تتوالد في كل فترة اخرها غزو العراق للكويت . إن اسوا ما في تلك المغامرة إنها تلحق الضرر بصورة مباشرة بالبعث كحزب وحدوى كان يستهجن ويدين الخلافات العربية والصراعات الحدودية لا نها تصرف العرب عن قضيتهم المركزية وتسئ للعلاقات الشعبية العربية باثارتها لنعرات قطرية انعزالية في الخطاب التعبوى بين الزعامات المتصارعة . ولذلك هناك ضرورة لاعادة ربط قضية الوحدة العربية بالديمقراطية والقبول الشعبي وبتكامل سياسي واقتصادي وثقافي طويل المدى .

    تنظيميا المطلوب اعادة تعريف مفهوم الحزب وصياغة مفهوم جديد ينسجم مع رؤاه المتطورة حول قضايا الوحدة والحرية والاشتراكية والديمقراطية ويتجاوز المفهوم اللينيني للحزب الذي يجعل تنظيم الحزب شبيها بالتنظيم العسكري . وهو المفهوم الذي قاد لانحراف البعث وكل احزاب اليسار عن اشاعة مناخ الديمقراطية داخل الحزب كشرط لازم للتطور وإدامة قوة الدفع التجديدية وذلك لمساعدة الحزب علي الالتحام اكثر بجماهيره وقيادة نضالها علي النقيض من النموذج القائم علي مفهوم الطليعة المتعالي الذي يصور الحزب كصفوة خارقة تقوم بمهمات النضال نيابة عن الجماهير . إن مفهوم الطليعة القاصر هذا هو المسؤول عن تسلل روح المغامرة والانقلابات العسكرية التي تختصر الطريق وتهمش دور الجماهير في الوصول لاهداف الأمة الي وعي قطاعات واسعة داخل صفوف حركة البعث والحركات اليسارية الأخرى . إن الطليعة لا تتميز في حقيقتها إلا بتقدم وعيها وقدرتها علي استشراف المستقبل واستعدادها العالي للنضال ومهارتها في تحريك نضال الجماهير وقيادته بالتلاحم معها وليس بالانفصال عنها أو النضال نيابة عنها .

    تبدو صياغة مفهوم جديد للحزب في غاية الأهمية لانه ينعكس علي اساليب عمل الحزب الداخلية والجماهيرية وعلي علاقته مع الجماهير والقوى السياسية الأخرى ويساعد الحزب علي ابتكار الصيغ والبرامج التي تمكنه من التحول لحزب جماهيرى والموضوعات التي ستتأثر بإعادة صياغة مفهوم جديد للحزب تشمل بنية الحزب التنظيمية وعلاقة المركزية والديمقراطية وعلي وجه الخصوص طبيعة المركز القومي ودوره وعلاقته بتنظيمات الاقطار وعلاقة هذه التنظيمات ببعضها حيث اكدت التجربة الماضية أن المركز القومي قد ظل يشكل عبئا علي الحزب ومصدرا لازماته وانقساماته بتدخله الذي يتجاوز صلاحياته في قضايا من صميم صلاحيات وواجبات الاقطار في الوقت الذي اصابه العقم في ضخ انتاج فكرى في جسم الحزب وجماهيره لأكثر من عشرين عاما علي الأقل واصبح مرتبطا بالسلطة اكثر واكثر .

    الصعوبات والمعوقات :

    من المؤكد أن مشروعا بهذا الحجم سيواجه بعدد من الصعوبات اولها العقلية التقليدية التي لازالت تسيطر علي العديد من البعثيين وقياداتهم والتي ترفض في الأساس الاعتراف بوجود الخلل وترفض الاعتراف بوجود آخر بعثي وتنظر لكل عمل نقدى وتجديدى بتشكك وريبة وتمارس نوعا من خداع النفس بالتفسيرات الجاهزة لنظرية المؤامرة ، يضاف اليها المصالح المادية والمعنوية التي ترسبت مع الوقت لبعض الاطراف القيادية ، وفي سبيل حماية هذه المصالح ستقاوم أي اتجاهات للتجديد والحوار . هذه المصالح كشفتها بوضوح التطورات في تنظيمات اليمن والأردن والسودان حيث دار قسم من الصراع حول تجاوزات مالية واضحة وجد مرتكبوها الحماية من المركز القومي مما أوجد نوعا من تداخل المصالح بين الطرفين وتحالفهما لقطع الطريق علي أي تطور ديمقراطي .

    ومن ناحية أخرى سيشكل الخلاف العراقي السورى بتعقيداته المعروفة والحواجز النفسية المترتبة عليه والمتراكمة مع السنين عائقا مهما رغم مضي اكثر من ثلاثين سنة عليه ورغم تغير الظروف التي أوجدته . فقد بات واضحا أن الأوضاع الدولية والاقليمية وظروف الحزب الذاتية تدفع موضوعيا باتجاه تجاوز هذا الخلاف والتعاون الوثيق بين سوريا والعراق في كافة المجالات بما في ذلك وحدة الحزب في البلدين . وهو أمر بدأت تدركه قيادة البلدين في السنوات الأخيرة وظهر ذلك في تحسن العلاقات المقطوعة بينهما منذ عشرين عاما وفي قيام سوريا بدور سياسي واقتصادي هام في كسر الحصار المفروض علي العراق واعادته للعمل العربي المشترك .. وهناك أيضا بعض الصعوبات الفنية المرتبطة بتوقيت ومكان انعقاد الحوار والكلفة المادية العالية للمشروع هذه الصعوبات في غالبيتها غير موضوعية لذلك لن تصمد أمام ضغوط الواقع والاحتياج الملح لتجاوز واقع الحزب الراهن . ولكن ذلك لن يحدث بكل تأكيد بين ليلة وضحاها ، كما إنه لن يحدث من تلقاء نفسه . إن جهدا منظما وصبورا لابد منه للوصول الي هذا الحوار . ويمكن القول أن الاتصالات الاولية في هذا الصدد والبروتوكول الموقع مع بعث اليمن تبعث علي التفاؤل وتشير الي الامكانية الكبيرة لنجاح هذا المشروع . وفوق كل هذا وذاك المهم هو أن يبدأ هذا الحوار داخل التنظيمات المختلفة في كافة مواقعها ومن خلال الصحف واجهزة الإعلام تمهيدا للارتقاء به الي أعلي . ومن خلال ذلك يمكن تذليل كل الصعوبات المتوقعه . والمراجعة في المقالة التالية تمثل نموذجا لمثل هذا الحوار ، وفي العدد القادم تقدم عرضا ومناقشة لكتاب عزالدين دياب حول الانقسام السياسي في الوطن العربي ، حزب البعث نموذجا ، كمساهمة في هذه الحوارات .

    آراء وأفكار












                  

08-06-2003, 06:32 PM

altahir_2
<aaltahir_2
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها (Re: altahir_2)

    انتهت مقالة الاستاذ جادين امين سر الحزب وهي مقالة عميقة ووافية في تقديري وكان حزب البعث السوداني قد سن اول ممارسة نقدية برسالته للشعب العراقي معتذرا فيها عما اصابه باسم البعث
                  

08-07-2003, 04:57 PM

altahir_2
<aaltahir_2
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها (Re: altahir_2)
                  

08-11-2003, 04:50 AM

altahir_2
<aaltahir_2
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها (Re: altahir_2)

    up
                  

08-11-2003, 05:51 PM

AbuSarah

تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها (Re: altahir_2)

    شكرا اخي تاهر على هذا التقرير لحزب البعث

    ولكن الا تعتقد ان كليتشهات ومسميات مثل حركة التحرر القومي العربية
    ينبغي ان تزال في خطاب البعث بل على البعث ان يدس رأسه هونا في الرماد بل في القبور
    لان تجربته اكدت بما لا يدع مجال للشك بان شعار التحرر القومي العربي ما هو الا غطاء لعمالة قومية عربية لامريكا التي اسلمتها تجربة البعث اهم منطقة استراتيجية في عالم اليوم ...فهي تجربة بائسةكتجربة الاسلاميين الجاسية على صدورنا في السودان ...فان كان لا بد من حركة تحرر ان تنهض في العالم العربي فهي حتما ليست حركة التحرر العربي القومي التي عرفناه في ادبيات البعث والقوميون العرب التقليدين بل حركة تحرر ديمقراطي قومي ينتظر لكرامة الانسان التي داستها دبابات البعث في كل موطن جربوا فيه واستبدوا برقاب اهله

    تلك تجربة لا تحتاج الى اعادة قراءة بل تحتاج الى التبرء التاريخي منها فما اسوءها تجربة اخي


    ابوساره
                  

08-13-2003, 07:18 PM

altahir_2
<aaltahir_2
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها (Re: AbuSarah)

    الاخ ابو سارة تحياتي
    اشعر بالمرارة التي تنفث من خلال مداخلتك وربما كان الاحباط وخيبةالامل هي الابرز في ملاحظتي لها و دعني اقول لك ان الفكر القومي واداته المتمثلة لا يمكن ان يتنهي دوره ابدا لانه ضمير الامة والمفصح الحقيقي عن الآمها وتطلعاتها.وكل التجارب معُرضة للاخطاء عند التطبيق ولكن عندما يحصل الانحراف عن جادة الصواب كما هو حال البعثية عندها ينبغي ان لا ندفن راسنا في التراب كما النعامة بل المطلوب المواجهة الحقيقية للاخطاء وإجلاء هذا الفكر الذي آمنا به وقدمنا ولا زلنا، تضحيات جسيمة في سبيل هذه الامة
    حتي الان اخي ابو سارة لم تستطع الحركات الفكرية والسياسية ان تتجاوز التقييم العلمي لامراض الامة العربية وآفاق معالجتها كما حللها الفكر القومي وبالاخص البعثي مما يتطلب اعادة القراءة وإستخلاص النتائج ولعل في هذا المقال الكثير من هذه الأفاق .ولك الشكر اخي علي الرغبة في الحوار
                  

08-20-2003, 02:12 PM

hamid hajer
<ahamid hajer
تاريخ التسجيل: 08-12-2003
مجموع المشاركات: 1508

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها (Re: altahir_2)

    2الاخ الطاهر
    سعيك مشكور
    كل شكر للاستاذ جادين ، في طرح وجهة نظره عبر هذا البورت
    لقد ذهب النظام في العراق ، وتحقق نبؤءة الاستاذ مشيل عفلق
    في احدي دورياته.. ( اذا لم يستطع البعثيين تلبيه حاجات
    الجماهير فاليذهبوا ، فهم ليسوا اوصياء علي الناس ..) تلك
    نصيحه يبدوا ان الرفاق لم يعملوا بها بما فيه الكفاية
    فذهبت تجربتهم الي بوار ... و اليوم
    في السودان.. الي اي درجه يقترب بعث السودان من قضاياالانسان
    و ما يدور من حرب اهلية حقيقية في البلاد؟؟
    بالطبع لا يكفي القول بان الكيزان خربوا البلد؟؟
    ما رؤية الاستاذ لقضايا الهوية ، الديمقراطية ، التهميش؟؟
    اطرحوا هكذا امور حتي يحس المواطن السوداني بالاقتراب منه
    يجب الا تشغلكم حروب البسوس بين بعثيين في السودان من
    طرح صميم مشكلات البلاد
    هل بمقدور الاستاذ ان يوحد تيارات البعث في السودان

    ام هو الطلاق البائن؟
    ما هي حدود مسوؤلية الاستاذ تجاه انحراف البعث في العراق؟
    اذ انه كان مسئولا قطريا في السودان.. ونحن نعرف بان
    حزب البعث واحد ولا يمكن تجزئته حسب النظرية
    ولنا عودة بعد سماع المزيد
    تحياتي لك مجددا... لمشاركتك بموضوع يفتقر اليه
    هذا البورد الرائع
                  

08-31-2003, 09:50 AM

altahir_2
<aaltahir_2
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها (Re: hamid hajer)

    الاخ حامد هاجر لك الود والشكر علي هذه الاسئلة المهمة
    و اليوم
    في السودان.. الي اي درجه يقترب بعث السودان من قضاياالانسان
    و ما يدور من حرب اهلية حقيقية في البلاد؟؟
    بالطبع لا يكفي القول بان الكيزان خربوا البلد؟؟
    ما رؤية الاستاذ لقضايا الهوية ، الديمقراطية ، التهميش؟؟
    اطرحوا هكذا امور حتي يحس المواطن السوداني بالاقتراب منه
    يجب الا تشغلكم حروب البسوس بين بعثيين في السودان من
    طرح صميم مشكلات البلاد


    والرد علي هذا السؤال ان البعث السوداني وعلي رأسه الاستاذ جادين قدم اطروحات مهمة بل صدر له مؤلفين هما( تقييم التجربة الديمقراطية الثالثة ) و(مناقشات في الديمقراطية والوحدة الوطنية) بالإضافة الي العديد من المقالات التي تتحدث عن الازمة الوطنية الراهنة ربما تجد بعضها في موقع الحزب
    http://www.sudanbaath.20m.com
    بالتأكيد لم يكتفي البعثيون بما حدث من مشاكل تنظيمية بل كانت قضايا السودان تحديدا إحدي الاسباب الهامة في حسم هذا الصراح وبأغلبية ساحقة من العضوية على هذا الشكل وهذه المواد متوفرة لمن اراد الإطلاع عليها وإذا وجدت متسعا من الوقت سانزل لكم ما يتوفر واهمها وثقية نحو مخرج ديمقراطي من الازمة الوطنية الراهنة وهي التي تحكم أداء البعث في هذه المرحلة

    هل بمقدور الاستاذ ان يوحد تيارات البعث في السودان
    ام هو الطلاق البائن؟
    ما هي حدود مسوؤلية الاستاذ تجاه انحراف البعث في العراق؟
    اذ انه كان مسئولا قطريا في السودان.. ونحن نعرف بان
    حزب البعث واحد ولا يمكن تجزئته حسب النظرية


    ربما تجد جزءاً من الإجابة علي هذا السؤال في المداخلة السابقة التي كتبها الاستاذ الصاوي والذي صدرت له مؤلفات في غاية الاهمية في هذا الخصوص تتجاوز حتي حدود الخلاف البعثي البعثي لاطراف اخري في التيارات القومية مثل الحوار القومي القومي و العلاقة بين الناصرية والبعث بالاضافة الي الكتب التي تتحدث عن الازمة الوطنية مثل كتاب أزمة المصير السوداني وكتاب حوارات الهوية والوحدة الوطنيةالخ.. من مؤلفاته
    اما حول حدود مسؤولية الاستاذ جادين في ماحدث أقول أن الجميع يتحمل نصيبا في ما حدث وإن كانت مسؤولية القيادات اكبر وفي هذا الصدد يقول الاستاذ جادين بشفافية شديدة

    البعث – في – السودان نشأ متأخرا نسبيا منجذبا الي الجانب الوجداني والرؤيوي في كتابات الاستاذ عفلق الاولي انعكاسا لتطلعات وروحية شباب لم يتجاوز سن اكبرهم عندها منتصف العشرين. واستوي عوده منحازا الي القيادة التاريخية للحزب ممثلة في عفلق حينما بدت محاصرة ومهددة بالصراع تجاه ماسمي بالقطريين في الساحة السوريه لذلك فأن البعث – في – السودان نضج ونما في ظل صلة وثيقه بقيادة عفلق وانسحب ذلك علي التجربة البعثية العراقية عندما تبنتها هذه القياده لاسيما وان النمو المضطرد لتجربة البعث- في- السودان في فترة انحسار بعثي وضمن بيئة مختلفة قليلا او كثيرا عن البيئات العربية الاخري جعله موضع تفاؤل وفخر و اهتمام خاص من عفلق والعراق. مثل هذا الوضع يخلق تشابكات تتجاوز الفكري والتنظيمي الي العاطفي والشخصي مع الرفاق العراقيين والعراق نفسه كشعب وبلد، لاتقل كثيرا عن التشابكات بين الرفاق السودانيين ومع السودان كشعب وبلد لذلك فأن المعاناة كانت صعبة للغايه عندما اصبح الخيار بين الاستجابة لدواعي التطوير والتغيير اوالمحافظة علي هذه العلاقه امرا لامفر منه. علي الصعيد النفسي والذهني كانت هذه الفتره، ولاتزال الي حد ما، تعسة ومؤلمه وبذلنا جهدا خارقا وكبيرا لتجنب وقوع التباين في وجهات النظر بالتركيز علي اهمية فتح حوار داخلي بعثي –بعثي، الي حد جر اتهامات لقيادات تيار التجديد عبر الديموقراطيه بالتردد والتأخير في المبادره. ماحسم الامر في النهاية وبعد ان فشلت تلك الجهود هو تبلور القناعه بأن اطلاق هذا التيار موصول بأنجاح جهود كسر الحصار المفروض علي هذا البلد الذي احببناه واهله كما احببنا بلدنا واهلنا، لقد اصبح بمثابة وطننا الاول الثاني ويستحق ان نضحي من اجله بكل شئ مهما كان غاليا وعزيزا تاركين للمستقبل والسير الفعلي للتاريخ ان يحكم لنا او علينا او للرفاق الاخرين او عليهم
    نحن نعرف ونعترف بأننا كيساريين وعرب ابناء ثقافة سياسيةوبيئة اجتماعيه تجد صعوبة في ممارسة الخلاف بصورة منتجه لذلك نتعامل مع هذا الخلاف ايضا بأعتباره فرصة لتدريب انفسنا واعادة تكوين عقليتنا ديموقراطيا مما يساعدنا علي ابقائه ضمن دائرة الموضوعيه مهما كان عميقا وجذريا ومهما كانت قوة المشاعر والانفعالات السلبيه. نركز كلية علي طرح تصوراتنا وخطوط عملنا متجنبين الدخول في مايبدو منازعات مع أي طرف بعثي اخر مع تمسكنا بهذه التصورات حتي يثبت لدينا خطؤها من خلال حوار بعثي - بعثي او من خلال مراجعتنا النقدية المستمرة لانفسنا


    ولنا عودة بعد سماع المزيد
    تحياتي لك مجددا... لمشاركتك بموضوع يفتقر اليه
    هذا البورد الرائع
    ونحن تننتظر كل المساهمات والاسئلة التي نحتاجها كحركة سياسية في علاقة دائمة مع شعبها ووطنها
                  

09-01-2003, 01:55 PM

altahir_2
<aaltahir_2
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها (Re: altahir_2)

    UP
                  

09-08-2003, 05:58 PM

altahir_2
<aaltahir_2
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حزب البعث السوداني يوضح موقفه من الاحداث في العراق وابعادها (Re: altahir_2)

    لكل المتسألين عن موقف البعثيين السودانيين من النظام العراقي تاني
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de