الخميس 8/11/2007
أقامت لجنة إنقاذ النوبة ومناهضة سد كجبار حول العالم يوم مفتوح في لندن في إطار الحملة الدولية لإيقاف تشريد النوبيين والمحافظة على تراثهم ولغتهم شارك فيه مجموعة من الباحثين والمتخصصين في الحضارة والثقافة النوبية، كما حظي البرنامج بمشاركة واسعة من أبناء الجالية السودانية وأصدقاء النوبيين ببريطانيا. تخلل اليوم مجموعة من الفقرات التي دعمت بقوة وجهة النظر الرافضة لبناء السدود بصورة عامة وسدي كجبار ودال بصورة خاصة.
بدأ البرنامج بمحاضرة عن الحضارة النوبية قدمها متخصصين من السودانيين والأجانب في الجامعات والمتاحف البريطانية. وخاطب المتحدثون: بروفسير وليام آدمز عالم الآثار والإثنيات ومؤلف كتاب ”النوبة بوابة العبور لأفريقيا“ والدكتور ديفيد وينقرو والدكتور دوريان فولر من معهد الآثار بكلية لندن الجامعية والدكتور عارف جمال محمد أحمد من جامعة بيركلي بالولايات المتحدة الأمريكية. ودار حديثهم حول أهمية وقدم الحضارة النوبية التي ترجع إلى عصر ما قبل التاريخ كما تناولت المحاضرة طبيعة المنطقة وأهم الحرف التي مارسها سكان تلك الحقبة ونظام الحكم الذي كان يقوده مماليك النوبة ومستوى الحضارة النوبية، الجهد الذي عكس مراحل تطور الدولة السودانية.
شمل البرنامج في فقرته الثانية عروضا بالبروجكتر عن بعض المناطق النوبية المشهورة مثل وادي حلفا وكرمة ومناطق الشلالات ولمدن أمتد وجودها آلاف السنين. عرضت نماذج صور لمدينة وادي حلفا قبل بناء خزان السد العالي والتي تأثر الحضور كثيراً لما حاق بهذه المدينة والتي كانت غنية بالآثار ومظاهر التمدن التي كانت مثيلاتها في السودان نادرة . وعكست تلك الصور مشاهد حزينة لنهاية تلك المدينة الجميلة وهي تغرق بمياه بحيرة السد العالي في أوائل ستينات القرن الماضي، خالقة مأساة حقيقية برحيل أهلها إلى منطقة خشم القربة بشرق السودان ، وأوضحت تلك الصور كيف كان الحزن والألم يكسو وجوه أهل حلفا وهم يفارقون أرضهم وأرض أجدادهم.
أيضاً تناول العرض مناظر تعكس قدم مدينة كرمة وعراقتها باعتبارها أحد أقدم ثلاثة مدن في العالم في ذلك الزمان حسب التأكيدات التي أوردها الباحث الدكتور ديفيد وينقرو في محاضرته التي قدمها في الفقرة الأولى.
أيضاً تم عرض صور للمناطق الأثرية ومواقع الشلالات التي تتمتع بمميزات جغرافية عديدة مما يرشح المنطقة النوبية بأن تكون واحدة من أهم المناطق السياحية في أفريقيا.
كذلك تم عرض لبعض الحقائق العلمية والهندسية عن تأثيرات السدود على المنطقة النوبية منذ إنشاء خزان أسوان والسد العالي، وتم توضيح الأضرار التي لحقت بالآثار النوبية وسكانها جراء بناء تلك السدود وكيف أن النوبيين لم يستفيدوا البتة من تلك السدود، والأضرار الجسيمة التي نجمت مثل التحولات البيئية والمناخية وترسبات الطمي في البحيرة، والتأثيرات التي لحقت بالحيوانات المائية في النيل ، وملوحة المياه الجوفية جراء تسرب الأملاح من مياه البحيرة. هذا بالإضافة للدمار الاقتصادي والاجتماعي الذي لحق بسكان تلك المنطقة دون أن يستفيدوا البتة من تلك السدود حتى هذا اليوم.
واشتملت الفقرة الثالثة على محاضرة عن الثقافة النوبية ومكوناتها (اللغة، الفن والمعمار... الخ) قدمها البروفسير هيرمان بل والدكتور محمد جلال هاشم. اتفق المتحدثان على عراقة اللغة النوبية التي ظهرت في القرن الثالث قبل الميلاد وتم عرض نماذج من الحروف النوبية وما يميزها وكيف تطورت. وظهور أقسام عدة للغة النوبية. كما تم عرض نماذج من ثقافة النوبيين وتكويناتهم والتمايز بين المجموعات النوبية المختلفة. كذلك تناول المتحدثين مراحل تطور الحياة النوبية في التعدين ، الصناعة، الزراعة والتجارة وكيف كانت الساقية أول آلة زراعية متطورة يستخدمها الإنسان في ذلك الزمان.
كما تطرق المتحدثين للجهود والوسائل التي يمكن بها إحياء اللغة النوبية. أيضاً تناول المحاضرين جزء من الفن المعماري النوبي وكيف ما زالت هنالك نماذج منها موجودة حتى يومنا هذا مثل تصميمات البوابة النوبية وزخارفها.
أيضاً قدم الشاعر النوبي المتميز إبراهيم عبده (المقيم في دولة الإمارات ) قصائد باللغة النوبية تعبر عن عظمة الإنسان النوبي وأن اللغة النوبية غنية بمفردات تغنى وتكتب شعراً.
والفقرة الرابعة تناولت المهددات التي تواجهها الحضارة النوبية وتهجير سكان المنطقة وكيف يمكن تكرار تجربة وادي حلفا مرة أرى إذا تم بناء أي سدود جديدة. قدم الدكتور عارف جمال ورقة وضح فيها أضرار السدود على المنطقة النوبية وأنها ستقود إلى فنائها كلياًً، وفناء كل الآثار التاريخية وانقراض الجزر التي تعتبر المخزون الأهم للتراث واللغة النوبية ، وضياع ثرواتها من أراضي خصبة وما عليها من ثمار وما تنتجه من محاصيل. وأوضح أن فكرة بناء السدود عالمياً أصبحت مرفوضة لما تسببه من أضرار جسيمة على السكان الأصليين والبيئة.
أيضاً قدم بعض المقترحات كبدائل للتنمية إذا كان الغرض هو تنمية المنطقة ونشل سكانها من التهميش، بدلاً من بناء السدود التي ستؤدي إلى تهجير السكان وإبعادهم عن موطنهم الأصلي وينتج عنها آثار اجتماعية وثقافية ضارة مثل ضياع اللغة والموروث الحضاري لشعب تمتد حضارته لأكثر من خمسة آلاف سنة.
كذلك قدم الأستاذ نور الدين منان (دبلوماسي سابق) ورقة باسم لجنة إنقاذ أرض النوبة ومناهضة سد كجبار تحدث فيها عن مجهود كل النوبيين، عبر لجانهم وتنظيماتهم المختلفة في مختلف أماكن تواجدهم لمقاومة السدود ، ولماذا يرفضونها . وما هو الغرض الحقيقي من بناء السدود في المنطقة النوبية.. ومن هو المستفيد منها؟؟! حيث أشار إلى تجربة حلفا التي جعلت النوبيين يرفضون السدود. وأن الحكومة السودانية لم تأخذ رأيهم بل قامت بقتلهم وسجنهم لأنهم طالبوا بحقوقهم .
وأكد بأن النوبيين سيقاومون كل محاولات إبادتهم أو تهجيرهم أو القضاء على حضارتهم وثقافتهم، ولن يجعلوا تجربة حلفا تكرر مرة أخرى.
أيضاً تحدث الدكتور محمد جلال هاشم وأوضح أن المنطقة النوبية يمكن تنميتها دون بناء السدود عن طريق استغلال خيرات الحوض النوبي واستثمار الأراضي الزراعية الواسعة في المنطقة عن طريق الري من الآبار، وأشار إلى أن الغرض من بناء السدود في المنطقة هو إيجاد حلول لمشاكل السد العالي التي تفاقمت وأصبحت تهدد بقائه . وكيف أن الحكومة السودانية وقعت مع الحكومة المصرية اتفاقاً يسمح باستيطان ملايين المصريين في الأراضي النوبية بعد تهجير أهلها منها إلى مناطق بعيدة عن المنطقة النوبية حيث ذكر أن ما تسرب من أخبار يوضح أن المكان الذي وقع عليه الاختيار لإعادة توطين أهالي مناطق السكوت والمحس ودنقلا المتأثرين بقيام سدي دال وكجبار هو بمنطقة الرهد قرب القضارف، كما تشير الأخبار على ضلوع جهات خارجية في عملية الاختيار وبناء المستوطنات المزمع إقامتها.
وفي هذه الفقرة قدم الدكتور محمد احمد رئيس لجنة إنقاذ النوبة ومناهضة سد كجبار في الولايات المتحدة الأمريكية كلمة أوضح فيها دور التجمعات واللجان النوبية في كل مكان و مواصلة الحملة من أجل إيقاف بناء أي سدود في المنطقة والعمل من أجل تنمية المنطقة تنمية حقيقة بدلاً من تدميرها وتهجير سكانها.
بعدها تم عرض رسائل مصورة بالفيديو من الخرطوم لرئيس اللجنة الشعبية لمناهضة السدود في الخرطوم الأستاذ عبد الفتاح زيدان . وممثلين للأحزاب السياسية في السودان منهم:
الأستاذ محمد إبراهيم نقد - سكرتير الحزب الشيوعي السوداني
الدكتورة مريم الصادق - حزب الأمة القومي
الأستاذ فتحي شلا - الحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض
الأستاذ محمد سيد أحمد عتيق عن حزب البعث السوداني
الأستاذ ياسر جعفر عن الحركة الشعبية - قطاع الشمال
الدكتور الباقر – عن حركة حق
والشخصية النوبية المناضلة الأستاذة سعاد إبراهيم أحمد
وممثل للجنة أهالي المناصير المتضررين من خزان مروي.
وأجمع المتحدثين على رفضهم قيام السدود واستمرار مقاومة قيامها لمنع تكرار ما حدث من تشريد وطمس للحضارة جراء قيام السد العالي، أيضاً أكدوا ضرورة إشراك أهالي المنطقة في أي قرارات تخصهم وتخص إنشاء مشاريع تتأثر بها المنطقة ، وأعلنوا وقوفهم مع حقوق مواطني المنطقة النوبية في التنمية والاستقرار الدائم في أرض أجدادهم.
**
وكان في ختام اليوم المفتوح ليلة غنائية شاركت فيها فرقة عرائس النيل، قيادة الفنانة تماضر شيخ الدين المقيمة في أمريكا، بعروض فلكلورية من التراث النوبي ، ورقصات من مناطق سودانية مختلفة . كما شارك الفنان النوبي المبدع عبد الهادي عثمان، المقيم في أمريكا، بفاصل من الأغنيات النوبية التي تمجد عظمة الفنون والحضارة النوبية وبأناشيد وطنية تمجد نضال الشعب السوداني في مقاومته للظلم والاستبداد . وتجاوب الحضور الكبير من السودانيين والنوبيين والأجانب بهذه العروض، ورأوا كيف أن التراث النوبي غني وملئ بالشجن وحب الأرض ، ويمجد تراث الأجداد.
شمل كذلك اليوم معرضا مفتوحا للصور أبرزت عظمة وعراقة الحضارة النوبية، وصورا لشهداء مجزرة كجبار تصور بشاعة الجرم الذي ارتكبته قوات الشرطة السودانية ضد مواطنين عزل فقط جهروا بحقهم ونهضوا للدفاع عن أرضهم وحضارتهم.
أيضاً عرضت الأستاذة إسراء صور بالبروجكتر مأخوذة من المنطقة النوبية بينت آثار وثقافة وفنون المنطقة الواقعة من دنقلا العجوز حتى وادي حلفا وهي المنطقة التي سيتأثر معظمها ببناء السدود.
**
وخلال الاحتفال تلي سعادة الاستاذ نور الدين منان فقرات من نداء اليوم والذي طالب جماهير الشعب السوداني والأسرة الدولية بالمطالب عادلة
**
حضر هذا اليوم منظمات عالمية مختلفة منها منظمة العفو الدولية، المنظمة السودانية لمناهضة التعذيب، أفريكا جستيس ومنظمات بريطانية مدافعة عن حضارة السود ، وممثلين من المتاحف البريطانية ، وعدد من طلبة معهد الآثار بكلية لندن الجامعية ، وجمع غفير من الأجانب المهتمين بالحضارة النوبية والمدافعين عن حضارة السود في أفريقيا ، بالإضافة لعدد كبير من ممثلي الإعلام البريطانية والعربية.
**
وأخيراً شكرت اللجنة المنظمة كل الحضور والذين قدم بعضهم من الخليج،والولايات المتحدة الأمريكية، والسودان، وممثلين من دول أوروبية أخرى وجمع كبير من السودانيين من متخلف أنحاء المملكة المتحدة..
واليكم نص النداء الذي صدر عن اللجنة العليا لانقاذ النوبة
********
The International Call to Rescue Nubia
London Call
Nov. 3rd, 2007
The action and intention of the Sudan Government (GOS) are in question. Overlooking the Nubian civilization, attributing findings of Nubian origin to others, subjecting Nubians to hardship and insecurity for almost a century (1903 to date) by inundating their villages and towns, and forcing them to relocate far away from their homeland, as well as inundating Nubian historical and archaeological sites, do not look like a mere coincidence. This systematic procedure to abolish Nubia and the Nubian civilization should be dealt with seriously. The ancient Nubian civilization which has been accredited as the Greatest African civilization and which has contributed to the formation of humanity and world civilization is not merely a Nubian internal issue. The Nubians with their inherited persistence, tolerance and genuineness have managed to overcome all these hardships and preserved their identity as one of the most distinguished and active communities in Africa, however, they are now in desperate need to assistance of the international community to step in and help save their endangered culture and heritage.
The Nubian exodus of 1960, because of Aswan High Dam, has ushered an era of long sufferings for Nubians. The consequences were tragic as they lost a precious part of a homeland rich with internationally renouned monuments and historical artifacts. The limited campaign of UNESCO on behalf of the world community then, to salvage a small part of those monuments was highly regarded by all Nubians.
Another part of Nubia with a wealth of monuments attributed to Nubian and human civilization is bound to disappear for ever due to the decisions taken by GOS to build series of dams on the Nile valley. If allowed to be implemented, such decisions are bound to wipe out all traces of this magnificent human achievement. Moreover, the Nubian people would lose their land, their language and their culture. Merowe dam is now almost complete with the help of the Chinese Government and Arab Funds; next comes Kajbar on the third cataract, then Dal, on the second cataract and then Shrake Dam on the fifth cataract.
The Nubian people, organizations and associations are campaigning to stop another tragedy. They do not want to lose their heritage and ancestors' lands. We have organized demonstrations to protest against the building of the Kajbar Dam, imposed, without consent. We have expressed opposition to the dam peacefully, but the GOS and its security forces at the Kajbar Dam site have used tear gas and live ammunition to disperse the demonstrations and 4 people were killed and several others have been injured. This time, the Nubians will not accept any fake promises because they know t he construction of dams has been one of the main factors responsible for the destruction, loss and damage of cultural heritages all over the world.
We call upon all Sudanese political parties, marginalized forces, and the Sudanese people to:
* Express their strong support to the rights of Nubians in living in their ancestral lands and preserving their heritage, culture and historical wealth within the framework of the Comprehensive Peace Agreement (CPA) which stipulates clearly the equal rights of all Sudanese people in power and wealth sharing.
* Stop the building of Kajbar dam and any other dam in the historically rich lands of Nubia and work to encourage and attract international tourism to Nubia as an alternative method for development instead of flooding and devastating Nubian lands for ever.
We call upon the international community to:
* Take every necessary step to act expediently to stop forthwith the building of the Kajbar Dam and any other dam in the heartland of Nubia and extend every possible help to the Nubians in their noble struggle to prevent building of such dams.
* Protect and enable the indigenous people of Nubia to have the right and freedom to use their ancestral lands, territories and resources which they have historically owned; and to maintain their right to control, protect and develop their language, cultural heritage and traditions
* Ensure the right of the indigenous people of Nubia to revitalize, use, develop and transmit to future generations their history, languages, oral traditions, philosophies, writing systems and literatures without any threat of inundation and displacement;
* Ensure the rights of the Nubian people to achieve real development without endangering their existence on their homeland and to share the wealth and the power of the whole country, including their own rich resources;
* Play a key role in safeguarding the monuments, sites, cultural landscapes, and the indigenous Nubian people, threatened by the construction of the dams; and
* Implement any possible measurers to save the region and prevent any confrontations or clashes that will repeat what has and is happening in Darfur.
The International Rescue Nubia and Kajbar Dam
Resistance Committee
(عدل بواسطة welyab on 11-08-2007, 03:18 PM)
welyab
فيصل محمد خليل
محمد على طه الملك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست