د. حسين أدم الحاج يسب أبناء القبائل العربية واصفاً إياهم بأنهم أجهل خلق الله

Quote: من أجل دارفور ... رسالة إلى (بعض) أبناء القبائل العربيّة!! د. حسين آدم الحاج [email protected] بسم الله الرحمن الرحيم توطئة: لم أشأ أن أكتب هذا المقال، وترددت كثيراً بشأنه، لا لشيئ إلاّ لأنّه يتناول جانباً من المسكوت عنه فى الشأن الدارفورى، وهذا فى تقديرى ليس وقته إذ أنّ ذلك يجب أن يتم داخل بيت دارفور الكبير، فى إطار التناصح بين أفراد الأسرة الواحدة إنطلاقاً من الماضى العريق والتاريخ المشترك، تجاه القضيّة المصيريّة، نحو المستقبل الجامع لكل أهل الإقليم. لكن آلمنى وأقضج منامى محاولات (بعض) إشقائنا من أبناء القبائل العربيّة بدارفور، وأكرر هنا (بعض) حتى لا نأخذ كل ذلك الكيان الكبير العزيز من أهلنا بجريرة بعضهم، ومسعاهم الحثيث لشق الصف الدارفورى بل وتجيير كل القضيّة إلى أجندة خاصة وولاءات خارجيّة لا تجلب إلاّ الضرر البائن والصريح لكل أهل الإقليم ولمستقبل هذا الكيان العزيز: دارفور. لذلك أرجو أن يستميحنى هؤلاء الإخوة عذراً فى أن أوجّه لهم هذه الرسالة، لهم وحدهم وليس للكيان الجامع للقبائل العربيّة إلا ما قد يأتى ضمناً، ديدنى فى ذلك مصلحة الإقليم وأهله بالأساس، بل ولمّ شملهم فى وحدة جامعة مانعة والتفكير معاً بعقل جمعى ووعى محيط لإستدراك ما إستدبر من تلكم المعانى الساميّة حول الوحدة والتعايش السلمى التى صبغت تاريخ هذا الإقليم ونسجت أواصر نهضته وعزته. سوف أتجاوز الأسماء درءاً للشخصنة، وسأبقى على المسألة كظاهرة، فذلك أيسر فى التعامل معها من جهة التحليل والمراجعة، والبحث عن مقاصد النصح والتذكرة، فقد دخلت القضيّة مراحلها الحاسمة والتى تبشر بإستعداد هذا الإقليم للوقوف على قدميه وإستعادة حقوقه بعد وهدة طالت وإستطالت وعليه يبقى حرام، ثمّ حرام، ثمّ حرام أن يحاول أى فرد كان، مهما كان موقعه، خاصة إن كان من أبناء الإقليم، محاولة ضربه تحت الركب لينهار مرة أخرى! مواقف وتحركات مقلقة: لن نكشف سراً إن ذكرنا ما تتناقله همساً وعلناً كثير من الألسن من أنّ (بعض) إخواننا من أبناء القبائل العربيّة بدارفور باتوا متهمين بالآتى: (1) العمل على تدمير وحدة أقليم دارفور وأهله من خلال التآمر على تفتيته إلى كيانات صغيرة مستقلة عن بعضها البعض ومن ثمّ محاولة تصنيف هذه الكيانات على أساس عرقى. (2) محاولة محو أسم "دارفور" من الوجود كليّاً وإستبدال كياناته المبعثرة بإسماء جديدة. (3) الزعم بأنّ القبائل العربيّة تشكل الأغلبيّة الغالبة فى شعب دارفور بنسبة تتجاوز ال 70 بالمائة! (4) العمل على جلب قبائل وبطون ذات جذور عربيّة عبر الحدود من تشاد والنيجر ومالى وبوركينا فاسو وإنتزاع دارات لها بدارفور لتغيير تركيبتها الديمغرافيّة. (5) المحاولة المستميتة للسباحة ضد المطالب المشروعة التى يرفعها المفاوضون من الحركات المسلّحة بمنبر أبوجا، والتى هى مطالب غالب أهل دارفور، والتشكيك فيها مع إستغلال مقررات مؤتمر الفاشر لتنفيسها وإفراغها من مضامينها بغض النظر عن الأضرار التى قد تنتج عن ذلك بحق دارفور. (6) وأخيراً، الإستنصار بالحكومة والإستقواء بها لتنفيذ تلك المخططات وغيرها تحت عباءتها، وإستغلال إمكانياتها من خلال تشبثهم بالسلطة لتوجيه سياساتها من داخلها نحو دارفور بما يخدم أجندتهم الخاصة وربّما القبلّية منها. هذا ما تدور به همسات مجالس المتابعين لإنعكاسات الصراع فى دارفور وما تمخض عنه من تمدد إثنى مسنود بآليات وأجندة ومطامع شخصيّة لا تهدف بالقطع لصالح الإقليم، أتمنى أن تكون هذه الإتهامات باطلة، ولكم تمنيت، لكنّ واقع الحال ينبى بغير ذلك، وهنالك إشارات ومواقف تحدث أمامنا يومياً ليس لها من تفسير سوى سعى (بعض) إخوتنا هؤلاء حثيثاً نحو تنفيذ أجندة غريبة تتعارض كلياً مع ما هو معلوم بالضرورة لمصلحة دارفور وشعبه. شخصياً ظللت متابعاً وتصلنى بين الفينة والأخرى رسائل وهواتف تعكس لى قصص وجوانب من تلك الممارسات التى تحاك فى الخفاء والعلن من وراء ظهور أهل دارفور، ولعلّ الكثيرون غيرى والمشفقون على دارفور يتابعونها كذلك ولم تعد خافيّة إذ تبرز ملامحها بين الفينة والأخرى كلما شعر من تولوا كبرها أنّ الرياح لا تهب فى شراعاتهم، أو أنّ تنفيذ ما يضمرونه قد دخلت فى دهاليز المحال. ظلّت دارفور فى كل تاريخها ومن خلال سلطناتها وممالكها موّحدة لحوالى الألف سنة لم يستن أحد من أبنائها سنّة التفتيت والفصل الخبيثة بل ولم يخطر ببال أحد مثل هذه الخطرفات لكن يبدو أنّنا بتنا نعيش فى ظلام من أمرنا بفعل البعض منّا. لقد مرّت على أهل دارفور مواقف ومنعطفات كثيرة عبّروا من خلالها، وبشكل جمعى، على مطالبهم المشروعة فى السلطة والثروة والتنميّة بما يتناسب مع عدديتهم قياساً لسكان كل السودان، وقد دفعوا فى ذلك الغالى والرخيص حتى أموالهم وأرواحهم فى سبيل بناء فضاء قومى رحيب يسع الجميع، ينطلقون فى ذلك من إرث حكمى وسلطوى راسخ ويؤمنون بالوطن الحر المستقل. ذلك ما عبّر عنّه وقصده النائب البرلمانى عبدالرحمن دبكة حينما تحدى ضيفه الأزهرى وهتف أمامه بين قومه فى عد الغنم بجنوب دارفور "السودان للسودانيين.. عاش السودان حراً مستقلاً"! فتبعه الأزهرى وجموع دائرته الغفيرة فكانت الشرارة التى أشعلت نار إستقلال السودان من قلب ديار البقارة فى جنوب دارفور، المرحوم عبدالرحمن محمّد إبراهيم دبكة نادى بالوحدة والحريّة فدخل التاريخ من أوسع أبوابه وكنتيجة لذلك كرّمه نواب البرلمان فى الجمعيّة التأسيسيّّة وقدّموه ليقرأ وثيقة الإستقلال نيابة عنهم وعن الشعب السودانى قاطبة، فكيف نفهم أن يأتى اليوم بعض أبنائه وأحفاده يطالبون بتفتيت دارفور؟ هل ضاقت دارفور بأراضيها الشاسعة ومناخاتها المتعددة ومكوّناتها الفيسفسائيّة حتى يأتى من يطالب بتبعيضها إلى لحم راس؟ ثمّ هل أتى زمان كارثى على السودان حتى يستل كل من هبّ ودبّ سكينه لتقطيع أوصال هذا الوطن إلى أجزاء وأنصاف ومثلّثات ومربعات؟ ماذا دهى بعضنا وفينا من كنّا نظن فبهم الحكمة والرشاد والقول السداد؟ إنّه الزمن الردئ ولا شك. أيها الإخوة الكرام كفوا أيديكم عن هذه المزايدات وهدم الذات والإنكفاء على وهم العرق والقبيلة، وأرجوكم أن تزيلوا هذه الغشاوة عن عيونكم والخيالات المتعشعشة فى عقولكم فأهالينا الرعاة فى فرقانهم والمزارعون فى قراهم وما بين هؤلاء وتلكم لا يفهمون أوهامكم وأجندتكم الكارثيّة، ولو كنتم تعلمون فإنّكم ستكونون أول ضحاياها قبل أن يكونوا هم، إنّ سياسة تكبير الكيمان وتفخيم الذات لا يبنى وطناً، وإذا أخذنا القياس بنوعية التعليم والتعلم فأهلنا الرعاة فى دارفور هم من أجهل خلق الله تعالى وأكثرهم تهميشاً بين المكوّنات السودانيّة، وكإبن من أبناء دارفور أعرف ذلك جيداً فقد عشت لفترات فى مناطق التماس، فى شمال وجنوب الإقليم، وأعرف الأحوال على الأرض، وأتألم لها بمقدار درجة تألمى لحال كل سكان دارفور. أعرف حاجة الناس هناك تماماً، أعرف حاجتهم للمدرسة، والمستشفى، والماء والكهرباء والطرق، والمشاريع التنمويّة، أعرف كذلك إعتزازهم بسلاطينهم وملوكهم ونظّارهم وعمدهم وشيوخهم فهم أهل سلطنات وممالك ودارات، أعرف رغبتهم الجامحة فى وحدة إقليمهم، وتصميم مثقفيهم وسياسييهم فى الإدلاء بدلوهم فى وعاء السلطة القومى والمشاركة الفاعلة على أعلى مستوى فى صنع القرار السياسى للدولة، فكيف نفهم من يأتى منكم اليوم ليتنكر للمطالبة بمنصب نائب رئيس الجمهوريّة؟ كيف نفهم ذلك ومن بينكم من إنشق لحاله وكوّن حزباً له يسعى به إلى الرئاسة؟ وما هو الهدف الأساسى لأى حزب سياسى كان؟ أهو الحكم أم غيره؟ إذاً لماذا تستنكرون ذلك على إخوتكم فى البيت والدار عندما يطالبون به؟ وهل طالبوا به لغيركم؟ ما لكم كيف تحكمون؟ حقائق الواقع وعمق الأزمة: يجب أن نعترف إبتداءاً بإنّ القبائل العربيّة بدارفور، بوجه عام، تعيش فى أزمة حقيقيّة حيال بعض المفاهيم النمطيّة الإنطباعيّة السائدة (Stereotypes) والتى رسحت فى وعى وذاكرة المجتمع العالمى، وتحولّت عندهم لحقائق ومسلّمات لا تقبل الجدال، بل وباتت تكتنف العاقلين من أبناء هذه القبائل تحديداً بضغط نفسى رهيب تدفعهم نحو الإنزواء والإنعزاليّة، أخطرها تتمثل فى الآتى: (1) إنّ القبائل العربيّة بدارفور، وبتوجيه ودعم من الحكومة، تقوم بإبادة وتصفيّة عرقيّة ضد القبائل ذات الجذور الأفريقيّة. (2) إنّ الجنجويد هم من القبائل العربيّة وأنّها متحالفة مع الحكومة لقتل وتصفيّة القبائل الأفريقيّة. (3) إنّ الجنجويد والقبائل العربيّة تطبق سياسة الأرض المحروقة ضد القرويين الأفارقة بقصد إجلاءهم عن أراضيهم والإستيلاء عليها بالقوة. (4) سوف لن يستتب السلام فى دارفور وتمكين النازحين من العودة إلى قراهم دون نزع سلاح الجنجويد، هذا ما ظلّت الأمم المتحدة ومجلس الأمن ترددانه، وتحت هذا السبب تحديداً تتم الدعوة لتدخل قوات الأمم المتحدة لتحل محل قوات الإتحاد الأفريقى. (5) إنّ بعض العمد والمشايخ من بعض القبائل العربيّة وبعض كبار المتنفذين فى الدولة وردت أسماؤهم فى كشوفات المطلوبين للمثول أمام محكمة الجنايات الدوليّة بلاهاى. لقد قامت مجموعات صحفيّة وإعلاميّة متمكنّة فى كبريات المجلاّت الخبريّة التحليليّة الأمريكيّة مثل النيوزويك والتايم ونيويوركر وصحيفة الكريستيان ساينس مونيتور بتحليلات عميقة ومختلفة لإفادات الشيخ موسى هلال فى حملته الإعلاميّة التى رتبتها له (بعض) إخوتنا هؤلاء بالخرطوم العام الماضى، وقرأت تلك المجموعات الصحفيّة ما بين حروف كلماته وتصريحاته فيما يتعلق بدوره شخصياً ودور الحكومة فى النزاع بدارفور، وخلصت منها نتائج بالغة الخطورة وجدت طريقها مباشرة لمكاتب صانعى القرار ومنظّمات حقوق الإنسان على مستوى العالم كحقائق مسلّمة بها. تأكيداً لهذه الدعاوى ظلّت بعض أكليشيهات الأخبار فى الصحافة العالميّة تثير قلقاً بائناً خاصةً وانّها تكرر وبأسلوب متواتر فى صلب كل خبر عن النزاع بدارفور مقاطع مثل العبارة التالية: "ويتهم مسؤولون من الأمم المتحدة الخرطوم بتسليح الجنجويد وهى مليشيات عربيّة مارست القتل والإغتصاب والنهب وشرّدت نحو مليونى قروى من القبائل الأفريقيّة وتنفى الخرطوم ذلك"، أو الآتى: "ووصفت واشنطن الصراع فى دارفور بأنّه إبادة جماعيّة وتدعو بإلحاح إلى نشر قوة تابعة للأمم المتحدة هناك". هذا ما ظلّت وكالات الأنباء العالميّة والتحليلات السياسيّة المختلفة تنشره بشأن دارفور، وتركز عليها، نطالعها بإنزعاج وقلق كل صباح ومساء على مواقع الإنترنت والصحف السيّارة وتتناقلها الفضائيات العالميّة على مدار الساعة، والسؤال هنا ماذا فعل هؤلاء النخب من (بعض) إخوتنا أبناء القبائل العربيّة لمجابهة هذا الواقع المؤسف الذى صنّف أهليهم ووضعهم فى هذا الموقف الأليم؟ وماذا أعدّوا لدحضها، أو حتى نفيها على الأقل، عبر خطة فاعلة وبطريقة منهجيّة بدلاً عن شغل أنفسهم بممارسات وتخاريف تفتيت دارفور وحرمانها من نيل حقوقها كاملة؟ دعونا نتساءل: * ستنتهى الأزمة بدارفور طال الزمن أم قصر.. فهل ستنمحى مثل هذه الإنطباعات المؤسفة عن ذاكرة المجتمع العالمى؟ * هل قامت أو ستقوم الحكومة بأى عمل إيجابى للمساعدة فى تغيير هذه المفاهيم والإنطباعات السالبة الذى إقترن بإسم السودان عامة وإسم القبائل العربيّة فى دارفور تحديداً؟.. وهل ستنجح؟ * هل تمّت أيّة محاولة من جانب هؤلاء النخبة لإستنكار ما حاق بحق هؤلاء الأهالى المساكين المشردين فى معسكراتهم الذين أحرقت قراهم وطردوا من أراضيهم؟ * هل حدث أن تبرأ هؤلاء الإخوة من بشاعة الجنجويد وأدانوا أفعالهم مثلما ظلّوا يهاجمون الحركات المسلّحة بمناسبة وبدون مناسبة؟ * هل تمّ القيام بأيّة مبادرة للتكافل مع النازحين فى معسكراتهم والتأكيد على روح الأخوّة فى إطار الإقليم الواحد وبيت دارفور الكبير والدعوة لمساعدتهم فى العودة لقراهم بكرامة وتعميرها من جديد؟ * هل ناشد هؤلاء الإخوة، و(بعضهم) ضمن تركيبة السلطة، بوقف التجاوزات اليوميّة بحق إخوانهم فى الأرض والدار والعقيدة والإنسانيّة؟ * والأهم، هل تمّ إصدار أى بيان من جموع القبائل العربيّة بدارفور كافة يدينون فيه إشكالات العنف التى أطاحت بالإقليم ومزّقت نسيجها الإجتماعى؟ إن كانت الإجابة بلا، وأظنّها كذلك، إذاً لا مناص من مراجعة الموقف برمته، فلا بد من أنّ هنالك خللاً ما (أو أنَ هناك شيئاً متعفناً فى مملكة الدنمارك، على وصف دكتورنا الأريب منصور خالد)، لكن وبلا شك تظل مسألة الإنطباع العالمى تجاه هذه المأساة على رأس الأولويات ولذلك لا بد من التعامل معها بما يتطلب من الحكمة والجديّة، فإذا كانت الأولويّة للأهّم كما يقول الأمريكان (First comes first!)، فإنّ معضلة إشانة سمعة القبائل العربيّة بدارفور، والعرب قاطبة، وعلى مشهد وتصديق من كل العالم تظلّ على رأس الأولويات وأخطرها، وعليه لا بد من أن يتصدى لها المعنيون بالأمر مباشرة، قبل غيرهم، وهى عمليّة ليست هيّنة على الإطلاق إن لم تدخل فى باب المستحيل. مقترحات ودعوة للمبادرة: إذاً يجدر بهؤلاء النفر من (بعض) إخوتنا أبناء القبائل العربيّة بدارفور الإهتمام بهذه الأولويّة، أى التصدى لإزالة هذه الكارثة الجاثمة على صدر، وكاهل، وسمعة، وشرف، وتاريخ القبائل العربيّة، ليس فى دارفور فحسب بل وعلى سمعة كل العرب قاطبة، بدلاً عن الإنصراف نحو التخطيط بما يضر بمصالح أهليهم. إنّ مؤتمر القمّة الأفريقى الأخير بالخرطوم تركتنا نعانى من غصة أليمة فى حلوقنا كسودانيين، وأرسلت لكل العالم رسالة واضحة وهى أنّ الأفارقة ليسوا سعداء بما يحدث فى دارفور، ولذلك جاء ردّ فعلهم عنيفاً. غياب نصف القادة العرب بل والمؤثرين فيهم عن القمّة العربيّة الأخيرة عكست جانباً من ذلك الإنزعاج، النخب الواعيّة والمستنيرة من أبناء القبائل العربيّة، وهم كثر نعرفهم ونثق فيهم يستنكرون ما يحدث، لكن يقع عليهم العبء الأساسى فى معالجة هذه الإنطباعات السائدة لا عن طريق النفى والإنكار الأجوف وإنّما عن طريق خطوات متسارعة وبرامج عمليّة تعكس مصداقيّة نوعيّة العمل وصدق النفوس، وإذا كانت الأفعال هى التى تترجم الأقوال إلى واقع فإسمحوا لى أن أقترح لهم بعضاً ممّا يجدر بهم أن يقوموا به طالما ظللنا لا نسمع طحناً ولا نرى عجناً من (بعض) إخوتنا هؤلاء، وكإبن من أبناء دارفور أشعر بأنّ هذه المسألة تهمنى شخصياً على درجة سواء مع إخوتنا هؤلاء، مع فارق أساسى هو أنّنا ننظر إلى الصورة كاملة من مختلف الزوايا العريضة من دون أن نتأثر بالهواجس العارضة أو اللا مبالاة. تبصروا فى حزمة المقترحات التاليّة: (1) التخطيط للقيام بنفرة نصرة وتكافل من جموع القبائل العربيّة بدارفور تضامناً مع إخوانهم فى الأرض والدار والعقيدة، تشمل ذلك تبرع كل قبيلة مثلاً بعدد 100 ثور للقبائل البقارة، أو 100 جمل للقبائل الأبّالة، كمرحلة أولى توضع قيمتها كرمزيّة فى صندوق خاص بعهدة الأمم المتحدة مع دعوة السيّد كوفى عنان شخصياً لإستلامها بحضور الدكتور ألفا عمر كونارى تكون (من أجل إعمار القرى المحروقة)، وأكرر هنا الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقى لما فى ذلك من صدى عالمى، فعندما يأتون سيجلبون معهم كل العالم وماكيناته الأعلاميّة الجبّارة، ويمكننى شخصياً المساهمة مع أيّة لجنة من الإخوة الحادبين تتبنى ذلك تخطيطاً وتنفيذاً. (2) إرسال وفود تفقديّة من النظار وزعماء العشائر للأخوّة والمواساة لمعسكرات اللاجئين مع تبرعات ماديّة وعينيّة تعبيراً عن التضامن معهم والتفاعل مع مأساتهم. (3) إصدار إعلان عالمى بإسم جموع القبائل العربيّة بدارفور بكل اللّغات الممكنة للتبرؤ من الجنجويد ونبذهم وإدانة أعمالهم ونشر ذلك فى كبريات الصحف والمجلات والفضائيات العالميّة، وسوف لن يكلف ذلك شيئاً إذ أنّ مثل هذه المحاولة فى حدّ ذاتها ستتحول إلى خبر يهرع من أجله كل الوكالات العالميّة كحدث فريد من نوعه. (4) التعهد بالتعاون التام مع أجهزة الأمم المتحدة، الإتحاد الأفريقى ومحكمة الجنايات الدوليّة لأنّ ذلك سيعكس مصداقيّة النوايا وكياسة التصرف حيال القضايا الدقيقة. التصرفات الخاطئة دائماً ما تؤدى إلى نتائج خاطئة، كما إنّ الرفض الأجوف دائماً ما ينتج عنه الإنطباعات الخاطئة والإشكالات التى لا تزيد الأمور إلاّ تعقيداً. (5) الجلاء عن كل الأراضى والقرى التى إحتلتها المليشيات المسلّحة والجنجويد مع تمكين اهلها بالعودة إليها، وإلزام كل قبيلة بحدود دارها وهى معروفة على كل حال ولا مجال لتغييرها. (6) الإنفتاح على كل المكوّنات القبليّة بدارفور ووقف محاولات التشكيك والهجوم على حاملى السلاح، بل التعاون معهم لصياغة مداخل السلم والوئام الإجتماعى والإستقرار لكل شعب دارفور. (7) المشاركة الفاعلة فى الحوار الدارفورى بإستقلاليّة تامّة بعيداً عن الوصايّة والغرض وخدمة أجندة أى جهة كانت، ووضع مصلحة الإقليم على رأس الأولويات، والحمدلله فكل الأمور قد صارت الآن فى "الحاحاى"، فى وضح النهار، ولا مجال للمداراة والتسويف ولعب الثلاثة ورقات. ( النظر والتفاكر بعمق فى مستقبل دارفور ومآلات التطورات السياسيّة فى المرحلة المقبلة من تاريخ الإقليم وكل البلاد مع إلتقاط الإشارات المختلفة، خاصة الغامضة والسالبة منها، ومحاولة تطوير وترجمة مفاهيم إستراتيجيّة للتعامل حيالها. (9) ترك اللا مبالاة ومحاولة الإستنصار بالقبيلة أوالحكومة، والإقبال بشجاعة لمواجهة الواقع ونقد الذات بجانب التعامل مع القضايا المطروحة بشفافيّة كاملة بدلاً عن الهروب إلى الأمام ودفن الرؤوس فى الرمال، فهنالك أنواع من القضايا والإشكاليات لا تنفع معها أى تدخل من الحكومة. (10) الإيمان بأنّ الوحدة فى التنوع، والقوة فى الوحدة، والعدالة فى القوة، إذاً بتنوعنا ووحدتنا وقوتنا سنعيد دارفور سيرتها الأولى. هذه مقترحات ووصايا عشر، من شاء أن يوافقنا ويزيد عليها فالحمدلله وبعونه نبدأ، ومن شاء أن يناكف فسعيّه مردود عليه بإذن الله، ولا يحيق المكر السيئ إلاّ بأهله. أيها الإخوة: كوّنوا لجنة من خياركم للقيام بمساعى الخير والبركة، والعمل، ثمّ العمل، ثمّ العمل على تغيير هذه الصورة الإنطباعيّة النمطيّة المؤسفة عن قبائلكم المتمثلة فى الوعى العالمى، وذلك من خلال حزمة من برامج عمليّة ومتنوعة تعالج جذور الأزمة وتخاطب العقل الجمعى العالمى الذى تكون بفعل كارثة دارفور، فأنتم وقبائلكم متهمون اليوم فى نظر كل العالم، وستظلون كذلك إن لم تبادروا بالقيام بفعل جمعى إيجابى، ونخشى أن يذهب ذلك كله فى ركاب وقصص التاريخ، مثلما ذهبت كوارث الهلوكوست، كمبوديا، رواندا، البوسنة، كوسوفو، ألخ.. إن لم تفزعوا لملاحقتها وتحييدها. أنتم اليوم أمام الله والتاريخ والعالم وشعب دارفور، وسوف لن تنفعكم فى ذلك الحكومة السودانيّة أو قيادات المؤتمر الوطنى أو حتى هؤلاء الولاة الذين يهرجون بلا بصيرة، وعليه يظل الأمر بين أيديكم .. فتخيروا أىّ النجدين ستسلكون؟ من أجل القيام بجهد صادق ومؤثر، يجدر الإلتزام قدر الإمكان العمل بإستقلاليّة بعيداً عن إيّة مؤثرات فى تنفيذ أىّ من البرامج التى تودون إطلاقها. مصداقيّة المشروع، والقائمون به، وتجرده من الأجندة الخارجيّة والأهواء السياسيّة تظل رأس مالكم الوحيد فى تحقيق الهدف المراد، صدقونى أيّها الإخوة هذه مهمّة ليست باليسيرة وتتمثل خطورتها فى أنّ اللا مبالاة و"الصهينة" لا تجديان معها أبداً. وعليه، فإن تكونت لجنة من الحكماء منكم، تضم زعماء العشائر الموثوقين فى ذمّتهم والمثقفين المتجردين من الغرض، لإبتدار مشروع كهذا نحو سلام وتعايش سلمى يشمل المقترحات والمدخلات أعلاه فضعوا إسمى فى أول القائمة ولا تبالون، فلا بد من أن ينفر من بيننا نفر يصدعون بالحق ويتواصون بالصبر، ولا خير فينا إن لم نقلها .. ولا خير فينا إن لم نفعلها. أخيراً، لا بد لى من أن أزكّى الدور الكبير الذى تقوم به القبائل العربيّة فى تركيبة مجتمع دارفور بوجه عام وترقيّة إقتصاده بوجه خاص، خاصة فى مجال تنميّة الثروة الحيوانيّة والتى بفضلهم أصبحت دارفور أهمّ مصدر لهذه الثروة التى باتت تحتل المركز الثانى فى الدخل القومى مباشرة بعد البترول، كما لا بد لى من أن أشير إلى الإرث القبلى الغنى والثر التى أفرزتها تلاقح ثقافة القبائل العربيّة مع ثقافات المكوّنات الأخرى بالإقليم وتحديداُ فى مجال فض النزاعات وإرساء دعائم التعايش السلمى والوئام الإجتماعى التى تمثلت فى ممارسات متعددة مثل الجوديّة والمفاوضة والمساعى الحميدة والوساطة والتحقيق والتوفيق والتحكيم والنفير بجانب الأعراف والمفاهيم العرفيّة مثل المواثيق، الراكوبة أو اللقدايّة، الفزع أو النجدة، المسار أو المرحال، وغيرها من الممارسات الراشدة التى حفظت تماسك أهل دارفور ودعم إستقرارهم لقرون عديدة. كما لا بد لى من أن أنوّه بدور تيار متنامى من إخوتنا المثقفين من أبناء القبائل العربيّة الذين يمثلون شريحة سيكون تأثيرها حاسماً، تحاول الآن فى صمت وتصميم إصلاح ما إنخرب فى العلاقات بين أهل الإقليم، هؤلاء الإخوة إمتلكوا حكمة البصر والبصيرة ومن خلال ذلك فقد أدركوا أنّ مستقبل دارفور لا يكمن إلاّ فى وحدتها، وشد وثائق لحمتها الأهليّة، ومد حبال الترابط والتعاون والتكاتف بين أهلها، وهل من خيار غير ذلك داخل بيت الأسرة الواحدة؟ وإن قالت العرب أنّ "الحكمة يمانيّة" فإنّ ذلك يصدق أيضاً على الحالة السودانيّة بأنّ "الحكمة دارفوريّة" بالرغم من الكبوة الماثلة أمامنا، كيف لا وقد مثّل بعض النظّار التاريخيين لبعض القبائل العربيّة بجانب أقرانهم من سلاطين ومقاديم وملوك وشراتى دارفور مشاعل حكمة ونور وبعد نظر، سارت بحكاويهم ومواقفهم الركبان، وصاروا مصادر فخر وإعتزاز ليس لأتباعهم فقط بل ولكل أهل دارفور، فمثلاً نجد الشيخ إبراهيم موسى مادبو ناظر الرزيقات، والشيخ عيسى دبكة ناظر البنى هلبة، والشيخ السنوسى ناظر التعايشة، والشيخ على الغالى ناظر الهبانيّة، والشيخ السمّانى ناظر الفلاتة، وغيرهم مما فاتنا ذكرهم، كانوا وما زالوا منارات حكمة ورشد، حافظوا على وحدة أهل دارفور، ووحدة ديارها، ورفعة شأنها، وظلّت بيوتهم مفتوحة للفقراء والعابرين وأبناء السبيل والمهاجرين حفظة القرآن، لم تطل فتنة برأسها إلاّ وأخرسوها فى مهدها، فساد الخير وإطمأنّ الناس وعمّ التوافق والوئام، غفر الله لمن مضى منهم وأطال عمرمن بقى على قيد الحياة. إنّ الأنظمة السياسيّة تأتى وتذهب، كذلك يخبرنا التاريخ، فلو دامت لغيرك لما وصلت إليك، ولو دامت لمايو لما وصلت ليونيو، وعلى ذلك تظلّ الجوانب الإستراتيجيّة فى العلاقات بين مكونات أهل الإقليم وضمان مصالحهم جميعاً تمثل خطوطاً حمر لا يجب تجاوزها أو حتى الإقتراب منها، إنّها مسألة تقترب من الحياة أو الموت. إنّ الوضع الجيوإقليمى لدارات القبائل العربيّة بدارفور يمثل وضع حرج وحسّاس، وفى ظل ضبابيات آفاق المستقبل تصبح الحاجة لإنتهاج سياسات مرنة ومتوازنة مع كل مكوّنات الإقليم ومكوّنات الجوار الإقليمى مسألة مصيريّة لا يمكن التلاعب بها، بل يجب على مثل هذه السياسات أن تأخذ وجهات ومداخل مختلفة بما يمكّن من تصفيّة آثار الماضى ورواسبه بحكمة وفاعليّة، مع رسم خطط وبرامج للشراكة المستقبليّة الناجحة والمستقرة بما يحقق أهداف كل الشركاء وتلبى حاجتهم للتعاون والعيش المشترك، ولا مفرّ من ذلك، إذ أنّه يمثل المنهج الوحيد، والنهج المباشر، المتاح للتعامل مع كافة القضايا الحسّاسة والتى ربّما تزداد تعقيداً مع مقتبل الأيام. اللّهم هل بلّغت .. اللّهم فاشهد، فليبلّغ الشاهد منكم الغائب، أو كما قال سيّد الخلق عليه أفضل الصلاة وأتّم التسليم فى ذكرى مولده العطرة. 15 أبريل 2006

Quote: ومن أنت حتى توجه رسالتك لنا أبناء القبائل العربية؟

انت لسع عايش الوهم
وبتقول علي نفسك عربي يا بريمة ما تخجل!!!!
امشي حوش بانقا ولا ابوحمد لو ما قالوا ليك يا عب
وشيل من هناك لناس البيقولوا ليك كدا ووديهم السعودية وشوف هناك حاتطلعوا شنو ؟!!
الوقت داك انت حاتضحك عليهم وتقول ليهم .......
يا بريمة يا خوي اطلعوا منها العروبة دي القطمت ضهر السودان؟!!!!
قلت لي :

Quote: من أبناء الحوازمة بجنوب كردفان

.

لو قلت لي قرشي من مكة كان احسن ليك لكن بعد القلتو دا بكرة تحزموها ومحل تمشوا بيها ما تعرفوا
تعال يا خوي نلعب المردوم والكرنق والابرة وقع والملوال ولا اقار ونشوف سماحة كلام الحداية وحكاوي الحكامات وكلام البنج والسلطان علي دينار وكسوفرو نرقص مع المابان والفونج وننط مع الادروب ونعمل حساب السيف ما نقطع بيها نفوسنا وندق الربابة مع الشايقية ونصفق مع الحانية ونضحك مع الرباطاب نتحامق مع الجعلي ونتشاتم مع الشلكاوي ويحجزنا النويراوي نرجع نشوف لحلفاوي ونقول ونقول للمحسي والدنقلاوي بلاش سب دين و نرجع نشرب موية جنقلي ونساوق بي عود الشاي او البن في جبل لادو وناكل موز الزاندي واناناس كاجوكاجي وفشلا ونغني ونقول انت سوداني وسوداني انا.
يا جماعة العروبة دي مرض ذي السرطان لو اصاب بلد يا خلاها ذي ما في يا انقطع الجزء المصاب من الجزء السليم.
عشان كدا لو اقتنعت انك بقاري ما حاتمشي تكوس لينا كلام موجه للعرب وتمسك لينا فيها وتعمل فيك هاشم ابن عبد المطلب !!!
ربنا يهديك يا بريمة ويهدي كل ابناء السودان من الجهوية الفرطة والاستعلاء في الفاضي !!!
حتي العرب لما اقتنعوا بالسودان قالوا هي اراضي عربية اما العيشين فيها فهم عبيد وشيل مثل اللبنانين القالوا للفول السوداني فستق العبيد!!!
واسال اتخم جعلي ولا منصوري وشايقي و لا رباطابي وخليك من الحمر والبديرية والمسيرية والحوازمة وبن هلبة والمعاليااسالهم وحايقولوا ليك هم بيقولو عليهم شنو في الدول العربية وشوف الفرق بينك وبينهم شنو؟!!!
وليبارككم الله ابينا والرب يسوع المسيح.
امين

(عدل بواسطة Albino Akoon Ibrahim Akoon on 04-25-2006, 05:34 PM)

(عدل بواسطة هاشم نوريت on 04-25-2006, 03:52 PM)
(عدل بواسطة هاشم نوريت on 04-25-2006, 03:54 PM)

Quote: نخلص أن العروبة أو الزنوجه ليس باللون

Quote: وحينما سألتك عن أهلك الفلاته قلت إنهم ليس لهم حواكير، مما يعنى دحض حجتك علي وضح النهار،

Quote: كما ان قبيلة الحوازمة قبيلة عريقة لها وجود فى مناطق جنوب كردفان منذ امد بعيد لذا ارجو عدم اللعب بالالفاظ

Quote: لاحظو اسم ادم او ATM بالهيروغلوفية، او ادم بي فتح الالف اوتسكين الدال في النوبية،

حنين من حنان..

شيل نفس..
وقول..


سبحان الله يا واهب كل شيء..

Quote: ألا ترى معي أن مهاجميكـ هم ذاتهم كارهي ذاتهم.. من بقية أرجاء السودان.. أو ذوي العاهات الفكرية المستديمة مثل عقدة الدونية.. الذين لا تكتمل إنسانيتهم إلا بمهاجمة العرب..

Quote: وياهو شئت أم أبيت العربي كلغة تواصل حتى بين القبائل الزنجية في جنوب السودان بذات نفسها.. وبقية الفيافي العريضة.. كحقيقة لا مراء.. لا ينكر ضوء حقيقتها إلا الماركسيون.. أصحاب عقدة الدين أفيون الشعوب..

Quote: مازلت أسألك هل للدكتور قبيلة حتى يسب القبائل العربية؟

Quote: نحن لا نريد من إنسان يمثل عدو بالنسبة للقبائل العربية في غرب السودان أن يفتح خشمه تجاهها،

Quote: رعى الأبقار دى المهنه الشريفه التى لا مثيل لها في الدنيا،

دنقس.

Quote: من أجل دار فور... رسالة إلى (بعض) ابناء القبائل العربية!!

عبدالرازق الطالب

(عدل بواسطة Ahmed Abdallah on 04-28-2006, 02:40 AM)

Quote: أيدام البلغاري، كيفك ياولضمي؟ وكيفا حليمة الدريدمة؟