|
|
|
 Re: د/عمر محمود خالد0(سيدة) تتميز بقدر عال من الجمال والاناقة ومن اسرة كبيرة ومتحضرة قدمتنى للم (Re: محمد المختار الزيادى)
|
رئيس القطاع الثقافي بنادي المريخ الشاعر د. عمر محمود خالد لـ(السوداني):...أنا شاعر درس الطب وليس العكس.."1"
حوار: أحمد دقش
عمر محمود خالد، إنسان بكل ما تحمل الإنسانية من معانٍ، ترتسم على وجهه الإبتسامة العريضة وحب الدعابة والطرفة مع مرضاه وضيوفه، وعامة الناس لدرجة يصعب على الإنسان التخيل أنه يمكن ان يغضب في لحظة من اللحظات، بسيط بساطة عيادته التي سخّرها ومنذ سنوات طويلة لخدمة المرضى والبسطاء والفقراء المعدمين من أبناء الشعب السوداني وربما غيرهم، نشأ وتربى بصورة عادية في أسرة لها تاريخ في الأدب والفكر. ولد بأم درمان في مطلع الخمسينات، وغادر إلى الجزيرة ومشروعها وإلتحق بجده لأمه، وهو أحد أكبر أبناء محمد شريف نور الدائم أستاذ الإمام المهدي بمنطقة الفريجاب وجوار عمه عبدالمحمود نورالدائم، وترعرع في تلك المنطقة، والده يدعى الفكي محمود نسبة لتدريسه القرآن الكريم وعلومه في خلاوي جده شيخ الطريقة السمانية، وقضى سنواته الأولى من المدرسة الأولية في خلوة ملحقة بمسيد جده الشيخ علي محمد شريف، وحينما قرر والده إلحاقه بمدرسة الفريجاب الأولية كان حفظ الأجزاء الأولى من القرآن، ورفع لوحه في الراكوبة كما يقول شخصياً، وركب عدوا خلف والده فكي محمود وهو على حمارته البيضاء الشهيرة، أرسله في 1958 شيخ الفاضل لناظر المدرسة، وكانت بدايته الأولى ودخوله عبر بوابة علي بابا التي أوصلته إلى النبوغ في الطب، والإبداع في الشعر، والسمو في المحصلة الثقافية والفكرية، مما جعله في بواكير أيامه لا يحتاج للبدايات في المدرسة لأنه كان قد حفظ كل الحروف وأجزاء من القرآن. وكان يصغي السمع لأناشيد الفصول الأخرى، بجانب السماع للتراتيل والترانيم والراتب السماني، ورث الشعر من والدته صفية علي محمد شريف بإعتبارها أقرب أفراد الأسرة شاعرية، وكانت هي وأجداده شعراء السمانية، وأشهرهم عم أمه مباشرة محمد سعيد العباسي محمد شريف.. يروي قصة حياته ويصف طفولته بانها كانت في الخلوة وكان هو "لعبنجي" ويميل للمرح، تمتلكه الجرأة منذ بواكير أيامه وكان الوحيد من بين أشقائه يتجرأ بالحديث إلى والده بما يريد، بإعتباره فكي الخلوة وصاحب هيبة ووقار، مما أهله لنيل الثقة والجلوس في (العنقريب) بجوار الشيخ، وهي تعد مكانة سامية لمن درس الخلوة وتعلم أعرافها، (السوداني) ظلت تلاحقه منذ تدشين الحملة الإنتخابية لمرشح الحركة الشعبية ياسر عرمان لإصطياده ولقناعتها بتنوع المادة التي يمكن ان تحصل عليها من طبيب وإنسان وفنان ورجل يجلس في قمة الهرم الرياضي في إدارة القطاع الثقافي بنادي المريخ، بجانب كونه مثقف سياسي، وليس ناشطا سياسيا كما يؤكد هو شخصيا. جلسنا إليه داخل عيادته المتواضعة بشارع الدكاترة أم درمان وأخذناه من مرضاه بعد معاناة، فكانت الحصيلة التي نوردها بين يدي القارئ الكريم.
* كيف بدأت مسيرة الإبداع معك دكتور عمر؟
كنت محظوظا حينما ذهبت الى المدرسة الوسطى في طابت معقل أجدادي وكنت في الداخلية وأقضي الجمعة في المسيد للتراتيل والترانيم، وكما هو معروف أن طابت كلها شعراء وفنانون وأدباء. وحين ذهبت الى حنتوب الثانوية ضمن المصادفات السعيدة وجدت الأستاذ الهادي آدم أستاذاً بشعبة اللغة العربية والهادي آدم بعظمته لم يكن رئيساً للشعبة وللجمعية الأدبية، وهذا يوضح أن التعليم زمان كان متفوقاً ومختلفاً. وبعدها إنضممت للجمعية الأدبية وجمعية المسرح بحنتوب، وكنت أمثل وأنافس في الإلقاء العربي والإنجليزي وأفوز بجوائز يومية، وكنت أحرر صحيفة يومية من ورقتين "فلسكاب" إسمها "الصاروخ" بداخلية المك نمر، وموجودون كل زملائي وهنا كلامي ليس (يا كبيراً ما لو نديد أو كذاباً بلدو بعيد)، وزملائي بالداخلية موجودون الآن ومن بينهم البروفيسور الأمين دفع الله وكان أمامنا في دفعتنا وكان يؤذن للصلاة بجامعة الخرطوم وهو الآن رئيس لجنة بالمؤتمر الوطني. وتشبعنا في حنتوب، وكانت هناك مكتبة كبيرة جداً ومحاضرات ومساجلات وإحتفالات، وخرجنا منها ونحن مسلحون ومدججون بالمعرفة والأدب والشعر والثقافة والفنون، ودخلنا جامعة الخرطوم ووجدناها جامعة حقيقية فيها الأمسيات الشعرية والمناشط المختلفة، والندوات، وكنت حتى ذلك الوقت أكتب الشعر على إستحياء وفي المناسبات المختلفة، مثلاً المناسبات في إنتصارات فريق الداخلية، والقضايا الإجتماعية، وكانت بطاقة الدخول لصالونات الشعر مثلما قال صديقي الراحل محمد الحسن الدكتور، والصحفي الأشهر كمال حسن بخيت الذي أدار معي أول حوار وأنا طالب بجامعة الخرطوم في سبتمبر 1974م بجريدة الأيام بالصفحة الأخيرة، وكنت كتبت قصيدة مشهورة إسمها "ياسيدة لا" وهي التي قدمتني للناس، وفتحت كل الأبواب ولا تزال كل الأبواب مشرعة لها وحتى الآن.
* مقاطعة: يقال أن تلك القصيدة سببت لك الكثير من المشاكل فيما بعد!
هي ليست مشاكل بالمعني، ولكن يطلبها الناس، وأنا كنت سعيدا أن صاحبة القصيدة تنتمي لأسرة كبيرة ومتحضرة، ولم تشكل لي أي مشاكل معها وإنما كنت صديقاً للأسرة ولا تزال صداقتي معها (الأسرة)، لأن القصيدة ما فيها تجريح ولا غزل فاضح ولا ما يسيئ، ولا تزال القصيدة مكان إحترام وإعجاب لكل المستمعين، وما زالت تطلب، وهي العام القادم ستكمل أربعين عاماً، وأنا كتبتها في العام 1971م. وأذكر أن الأخ حسين خوجلي ونحن داخلين الإستديو في "أيام لها إيقاع" طلب مني أن أقولها، وقلت له "يا أخ سيدة دي قصيدة قديمة"، لكنه قال لي أن المعلقات مازالت تدرس في المدارس والجامعات، وأقنعني. وحقيقة هي كانت إنطلاقة كبيرة لي.
* وأين سيدة الآن؟
سيدة هي زميلة، تعرضت لوعكة أكاديمية وغادرت الجامعة في 1971م، وكانت تتميز بقدر عالٍ من الجمال والأناقة، ومحل إعجاب لزملائها الطلاب، وكتبت هذه القصيدة مناحة في الحقيقة، ولم تكن تربطني بها حتى علاقة معرفة، ولكني أراها من على البعد وأشارك زملائي الإعجاب بها وبطريقة لبسها، وكان لها فريق في كرة السلة.
* ألا تخشى أن تسبب لك هذه الجرأة مشاكل مع "ناس البيت"؟
الزمن داك ما كان في بيت، (ضحك)، وقال: الزمن داك أنا كان عمري حوالي عشرين سنة، وكنت ما أزال أحبو في مجال الشعر والكتابة، ولم تكن لنا طموحات سوى الدخول لكلية الطب. أنا كتبت القصيدة قبل سبعة أعوام من لقائي بزوجتي الحالية وبالتالي لا مجال للغيرة والمشاكل، بل عندما توفيت والدتها إصطحبت زوجتي للعزاء وقابلناها وعزينا الأسرة ولا تزال زوجتي صديقة للأسرة.
* حدثنا عن أفراد الأسرة...
أنا متزوج وعندي ولدين، الكبير طبيب إمتياز وهو يوسف والآن بمستشفى جعفر بن عوف، والثاني شرف الدين وهو يدرس إدارة أعمال ولغات.
* سمعنا ان أحدهما يكتب الشعر...
الشاعر وله محاولات جيدة هو الدكتور يوسف، أما شرف الدين "بتاع كورة".
*أيضاً مريخابي؟
كلهم مريخاب، وما عندنا زول ما مريخابي.
* وماذا عن مسيرتك العملية؟
تخرجت في كلية الطب جامعة الخرطوم في سبتمبر1976م ومن دفعتي المشاهير الدكتور غازي صلاح الدين، والمرحوم الدكتور مجذوب الخليفة، والبروفيسور حسن مكي، والبروفيسور قرشي محمد علي.
* مقاطعة: هؤلاء الآن قادة الحكومة والحزب الحاكم؟
نعم.. وخلفنا كان الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، والبروفيسور إبراهيم غندور، والطيب سيخة.
* ألم يؤثروا على إتجاهاتك الفكرية والسياسية؟
نعم حاولوا، وحاول البروفيسور حسن مكي أن يجندني للحركة الإسلامية منذ حنتوب، وهو كان رئيس الإتحاد، وأنا كنت إتحادي ديمقراطي، ونحن خفنا في الجامعة من نميري، وترشحنا مستقلين في رابطة طلاب كلية الطب. وهم حاولوا أن يجندوني ولكنهم وجدوني غير ناشط سياسياً، وكما قلت لك أنا إتحادي وكما تلاحظون هذه صورة الزعيم أزهري، وإبنه محمد إسماعيل، وأنا إتحادي الهوى ووطني الإنتماء. وكما ذكرت ذلك للأخ جمال الوالي وقلت له أنت مؤتمر وطني، وأنا شاعر وطني أنتمي لهذا الشعب. وانا جذوري إتحادية وأصلي المغرب بصالون الزعيم إسماعيل الأزهري، وأشرب القهوة مع السيدة مريم، وأزور دار الزعيم في فترات متقاربة، ونحن من تلاميذه، ومعظم الصوفية والسمانية إتحاديون بالفطرة.
* لم تخبرنا عن مسيرتك العملية
نعم بعد التخرج عملت في مستشفى أم درمان إمتياز ثم طبيب عمومي، وهاجرت إلى الجماهيرية الليبية في 1978، وفي 1983 غادرت إلى بريطانيا وحصلت على دبلوم فوق الجامعي في أمراض الجهاز التنفسي والدرن في جامعة "ولز" 1984، وعدت لأعمل في مستشفى الشعب إختصاصي لأمراض الصدر، ونحن أول مجموعة عينت بعد الإنتفاضة بعد إبريل 1985 وعملت بها حتى غادرتها للعمل الخاص في التسعينات.
كثير من الأطباء الشعراء والمثقفين تخصصوا في مجال الأطفال، حتى صار الطبيب الشاعر ملازما للتخصص في الأطفال.
* لماذا إخترت الصدر والجهاز التنفسي؟
والله معظم التخصصات تأتي صدفة، والآخر تخدمه الظروف، وأي تخصص للإنسان الذي يعرفه يكون سهلاً، وزمان يقولوا ليك والله الطفل لا يتكلم ولا يشتكي، وبالنسبة للتخصص الطفل لديه علامات وبعدها فحوصات، والمسألة ما بالخطورة، وما هو سائق الطيارة والقمر الصناعي صعبة جدا جداً ويتونس ويضع سماعة "الهد فون" على أذنه.
* لكن سواقة القلوب صعبة؟
لا سواقة القلوب دي شئ تاني، وقضية الفنون والمواهب ليس لها أية علاقة بأية مهنة. وأية مهنة لها علاقة بالموهبة، بمعنى ليست هناك أية جامعة تخلق مبدعاً، ولا مهنة تخلق فناناً، وهي مواهب تولد مع الشخص يستطيع أن ينميها بقرءاته وإطلاعه وبيئته، وبممارساته الخاصة، وبالإستماع، ومثلاً أنا كتبت ياسيدة لا القلتها ليك دي وأنا في إجازة بين أولى وثانية وما قريت في الطب (أ) أسد، وإذا رجعت لأي مبدع تجد عنده شقاواته وكتاباته، وبالتالي هي موهبة في الإنسان ينميها، وعشان أريحك أنا شاعر درس الطب وليس العكس. ولكن فعلاً ملاحظتك في محلها في أن الشعراء من الأطباء يتخصصوا في الأطفال، وأنا فعلاً كنت عايز أتخصص أطفال، وإشتغلت سنتين مع الدكتور يحيى في الأطفال. وبدري جداً كنت عايز أتخصص طب نفسي لإعجابي بأساتذتي الكبار التجاني الماحي، وحسبو سليمان، والزين عباس عمارة كأول طبيب شاعر أنا أتعرف عليه، ولكن في إحدى زياراتي لحسبو سليمان وجدت شبابيك عيادته قصيرة جداً، وسألته لماذا هي قصيرة، ورد وقال لي "لأنو إذا إتزنقت أطلع بالراحة بي جاي". وعندما ذهبت إلى ليبيا وعملت في الضمان الإجتماعي وجدت نفسي أعمل مع طبيب صدر هندي عجوز، وإستمريت معه لخمسة سنين، وبالتالي ترسخ في ذهني التخصص في الجهاز التنفسي، وكنت سعيداً جداً به لأنه يحتوي على القلب والتنفس. وسعيد جداً عندما عدت وجدت رعاية من أستاذي الكبير وأبي الروحي الدكتور عابدين أحمد شرف كبير مستشاري أمراض الصدر في ذلك الوقت، وتعلمنا منه القواعد وعلم أمراض الصدر بعد التأهل، وأخلاقيات المهنة وكيفية التعامل مع الناس، وأنا مدين له بكثير من العرفان بالتخصص وحياتي المهنية مثلما مدين لأستاذي الدكتور الراحل شرف الدين الطيب وهو كان طبيب نادي المريخ حتى رحيله في 1978م، وهو الذي قادني وأدخلني إلى مجلس إدارة نادي المريخ في 1977م.
* قطعت بعض نتائج الفحص التي تحملها السكرتيرة الحوار، وكان أصوات بعض المرضي ترتفع بـ(الكحة)، فروى د. عمر طرفة قال فيها:
مرة والدنا رحمة الله عليه وكان لا يسمع من الراديو غير دراسات في القرآن الكريم والأخبار، وأنا أجيب ليه الراديو وأنا صغير في المدرسة وكنت ملازم له حتى وفاته في 1977م، وهو كان عارف أنو فناني المفضل سيد خليفة رحمة الله عليه، وكان يظن انه أثناء ما بيغني نوع من التصوف. كان لما يسمع صوت سيد خليفة يقول لي صاحبك الببكي جاء، وأنا كنت أصغر أولاده من بين تسعة أخوان وأخوات، وأنا نمرة سبعة. ومرة يسمع في الراديو جاءت دراسات في القرآن الكريم وبعدها النشرة وبعدهما دائماً كان فاصل غنائي، وكان أبوي يهمهم بالصوت ويؤشر بالمسبحة لنبعد الراديو عنه، وبعدين أنا نسيت وجاء أخونا محمد ميرغني يغني (لا بتكالمي لابتسالمي لابتردي لابتجيبي لا بتودي) وقال لي اللهم لا حول ولا قوة إلا بالله دي طوبه دي، وكتبتها مفكرة في جريدة الخرطوم، وحكيتها لـ"محمد ميرغني".
* بدأت كما قلت بالصحافة المكتوبة في المدرسة. ما سر الإنتقال للإعلام المرئي (التلفزيون)؟
أنا حياتي ما فيها أسرار، مثلما يقول اخونا أحمد المك النقر "ماشة في طاعة سيدا"، ولم أقدم قصيدة لفنان، ولم أقدم لجهة إعلامية لأكتب، ولم أقدم لصحيفة لأكتب، وحتى كلية الطب التي دخلناها في الورق فقط.
* يعني أن كلية الطب هي الجهة الوحيدة التي قدمت لها؟
نعم.. في "الفورم" فقط، كما قلت لك الشعر هو ديوان العرب من زمان، وهو الذي قدمني للحياة وللمجتمع وللناس، وهو كان مفتاح حياتي وفتح لي كل الأبواب، ودخلت عن طريقه إلى الصحافة والإذاعات، والتلفزيونات، وحتى نادي المريخ، وفي الرياضة أتعامل بصفتي شاعرا. وفي نادي المريخ أنا مسؤول عن القطاع الثقافي، وغير مسؤول عن التسجيلات، ولا أعرف عنها شيئا إلا نادراً. وفي كلية الطب عندما كنت طالباً كنت مسؤولا عن الإستماع، وفي حنتوب كنت رئيس الجمعية الأدبية وكنت بمثل بصورة بارعة. وهذه المسائل تأتي من ميول الشخص وإهتماماته ومن الجو المهيأ له. أنا وجدت حفاوة وإحتفاء بموهبتي من أساتذتي وزملائي منذ بواكير أيامي في المدرسة الأولية وهذا توفيق من الله. وأقول هذا لأن التواضع في أحيان كثيرة يضيع معلومات مهمة، وذاك الإحتفاء منحني القوة ومنحني دفعة قوية، وثقة بالنفس، وبالتالي لم أتردد في ولوج أي ميدان، ولو تريد أخبرك كيف دخلت جريدة السياسة، ومثلاً أول لقاء صحفي كان الدكتور محمد الحسن وهو شاعر "يا أماسي الغربة بس فت يوم فرحينا" وتغنى له الأستاذ محمد وردي، كان صديقا وكان يزورنا في كلية الطب، ومرة قدمني للأستاذ كمال حسن بخيت وأحضر لي الأسئلة في الداخلية، وذهبت معه إليه وأنا طالب في السنة الرابعة وصوروني وأجروا معى الحوار وخرجت. والباقر أحمد عبدالله، وفضل الله محمد في جريدة الخرطوم أصدقائي وأزورهما في جريدة الخرطوم وفجأة طلبا مني أن أكتب مذكرات، وقبلها كانت في مجلة الأشقاء المملوكة للباقر أكتب صفحة إسمها "عيادة الأشقاء"، وقد تكون غير انها تأخذ الطابع الحزبي في كونها إتحادية لكنها كانت الخلفية التي دخلت بها إلى برنامج (صحة وعافية)، وأنا كنت آخذ الأسئلة عن طريق البريد الخاص بالمجلة وأعرضها على الإختصاصيين فيما قبل 1989م. وأنا دخلت التلفزيون في 1975م وأنا طالب مع محمد حجاز مدثر على الهواء في برنامج إسمه "زوايا الأدب" وهو جاء إلى كلية الطب وسأل أستاذنا الكبير البروفيسور عبدالرحمن التوم وهو كان سببا أساسيا في أن آتي إلى التفلزيون، في أن رشحني كطالب لي ميول أدبية للدخول للبرنامج، ومنذ ذلك الحين توالى الظهور ولكن أول برنامج أقدمه في التلفزيون كان في السادس من فبراير 1998 وبمبادرة من الاخ حسن فضل المولى وهو كان يقابلني وكان نائب المدير ومدير عام البرامج، وكان يقابلني في المناسبات ويقول لي أنا عايزك دون ان نجلس مع بعض وحتى أرسل لي المرحوم عيسى تيراب ويس إبراهيم وكان وقتها مدير البرامج التعليمية، وقال لي نحن عايزنك تقدم لينا برنامج طبي، وأنا على خلفية أستاذنا أبوعبيدة مجذوب الذي كان يقدم برنامجا طبيا إسمه "حياتك" الذي إستفدت من تجربته في مجلة الأشقاء وفي مشاهدتي ومهنتي كطبيب، وجمعت كل تلك الأشياء ومنحتها من روحي بعض الشاعرية وأصبح البرنامج بشكله الحالي.
* يلاحظ وجود لوحة خلفك مكتوب عليها "فليذهب برنامج صحة وعافية وتبقى الحقيقة"... إنتقال البرنامج للنيل الأزرق هل هو ضمن تنقلات عادية للإعلاميين أم هناك شئ آخر؟
هناك شئ بالطبع، وأنا في عام 2004م حصلت لي ظروف خاصة وتغيبت عن التلفزيون فترة شهر تقريباً وهو إستعان بالبروفيسور مامون حميدة ليقدم البرنامج، وحين عدت أنا طلبت مني قناة النيل الأزرق أن أقدم البرنامج في نسخته الجديدة.
*مقاطعة بنفس المسمى؟!
بنفس المسمى، وأنا من حسن حظي مسجله في المصنفات الأدبية من 2001م كإنسان مهني لا أريد ان أقول أصبحت خبيرا بالممارسة في الحفاظ على الحقوق. والحق الأدبي مفترض يكون في الملكية الفكرية، ومن الصدف الجميلة جداً عندما جئت لأسجله وهو إستمر من 1998م وحتى سبتمبر 2004 في تلفزيون السودان كان الأمين العام للمصنفات هو الأستاذ بابكر حنين زميل وصديق منذ حنتوب الثانوية، وعندما لفت الأيام وطلبت مني النيل الأزرق في 2005م أن أقدم برنامجي تحت أي مسمى وجدت ان مدير القناة هو بابكر حنين الذي إعتمد الإسم لدى المصنفات، وبالتالي لم أجد مشقة في أن أقنعهم ان هذا البرنامج إسماً وفكرةً ومحتوى وكله ملك لنا بمبادرة من الاخ الصديق حسن فضل المولى.
* هناك حديث يادكتور منشور في الصحف عن تحول إسم البرنامج إلى (صحة وسياسة) ماذا تقول في ذلك؟
أولاً أنا لست ناشطاً سياسياً كما ذكرت وأنا شاعر وطني يعبر عن قضايا وطني بأدواتي الخاصة وهي الشعر، ومعظم الشعر الذي ألقيه أما من شعري أنا وإما شعر مسموع من عيون الشعر السوداني أو العربي، بعد ان أختار ما يتناسب من الشعر حسب الظروف ومع الإستقلال شعراً وطنياً، ومع مناسبات الأعياد شعراً سياسياً، ومع الحج نقول "قالوا الحجيج قطع"، ومع العيون نجيب شعر في العيون ومع القلوب، وأنا أمارس حقي كشاعر وطني وليس سياسيا للتبصير بقضايا الوطن وربط قضايا الصحة والعافية. وعندما كتبت قصيدة عن السلام هناك بعض الناس قالوا أنها ليس لها علاقة بالسلام، وأنا أعتقد أن الحروب أكبر مهدد للصحة والعافية والمحبة والسلام أكبر ضامن لهما، وهذه هي مرتكزاتي في التعامل مع البرنامج، ويجب أن يفهم الجميع أن هذا البرنامج مهني، تثقيفي وتوعوي وجماهيري ينحاز إلى قضايا كل الشعب، ويتمتع بحب كل الشعب وليس له إنتماء لأية جهة ولا حزب ولا طائفة، وإنما أنا أتنفس وطني وأتحدث وطني وإعتز بإنتمائي للحركة الإتحادية العريضة بقيادة الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: د/عمر محمود خالد0(سيدة) تتميز بقدر عال من الجمال والاناقة ومن اسرة كبيرة ومتحضرة قدمتنى للم (Re: abubakr)
|
| Quote: الوفاء صارت قيمة نادرة والدكتور عمر خالد انسان وفي وهذه هي المرة الثانية التي يكتب فيها عن دور صديق صباي وشبابي وغربتي الراحل محدالحسن دكتور في تقديمه للصحافة وتعريف الناس به ...الراحل محمد الحسن دكتور كان انسانا مرهف الحس ودودا قال شعرا جميلا سمع الناس بعض قليل منه ورحل الكثير معه ....عام ثامن ياتي منذ رحيله بهدوء ذات مساء في غربته ..اللهم ارحمه وسامحه واغفر له واكرم نزله |
الاستاذ/ ابوبكر
سلام
شكرا لمداخلتك الجميلة واظنك تعرف الكثير من شعر صديقك عليه رحمة الله
نرجوك ان تتحفنا بروائع الزمن الجميل
فى انتظارك
وشكرا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: د/عمر محمود خالد0(سيدة) تتميز بقدر عال من الجمال والاناقة ومن اسرة كبيرة ومتحضرة قدمتنى للم (Re: abubakr)
|
| Quote: انا من الذين استمتعو بترديد او السماع ل"ياسيدة لا" كاشهر ما تردد في قهوة النشاط وتجمعاتنا الطلابية في ذلك الزمن البعيد |
اما الان فجامعة الخرطوم حدث ولا حرج اجتمع فيها كل ما هو هابط, وتم افراغها من محتواها تماما
كما تم افراغ اشياء كثيرة لا تشترى ولا تقدر بثمن,منذ سنوات لم اسمع بجامعة الخرطوم تخرج اديبا او شاعرا بل كميات مهولة من الخريجيين العاطلين عن العمل الذين حارت بهم السبل والدروب, ولكن عزائنا الوحيد هو اسقاط هذه الطغمة التى افسدت حتى الشعر والغناء فها هى الانتخابات امامناوما علينا الا الجلد باصواتنا حتى نعيد ونرتقى بزمن قادم اجمل واحلى.
اذا هبت رياحك فاغتنمها***ان الريح عادتها السكون
ياخى والله دى فرصة سعيده الواحد يسمع ويقرا من ناس الزمن السمح
تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: د/عمر محمود خالد0(سيدة) تتميز بقدر عال من الجمال والاناقة ومن اسرة كبيرة ومتحضرة قدمتنى للم (Re: محمد المختار الزيادى)
|
شكراً استاذ الزيادي على هذا البوست الرهيب
الأستاذ عمر رجل عجيب ويدخل قلبك توش من اول مرة
أعجبتني مداخلة استاذ ابوبكر الجميل
| Quote: الوفاء صار قيمة نادرة والدكتور عمر خالد انسان وفي وهذه هي المرة الثانية التي يكتب فيها عن دور صديق صباي وشبابي وغربتي الراحل محدالحسن دكتور في تقديمه للصحافة وتعريف الناس به ...الراحل محمد الحسن دكتور كان انسانا مرهف الحس ودودا قال شعرا جميلا سمع الناس بعض قليل منه ورحل الكثير معه ....عام ثامن ياتي منذ رحيله بهدوء ذات مساء في غربته ..اللهم ارحمه وسامحه واغفر له واكرم نزله |
شكراً لكما استاذ زيادي واستاذ ابوبكر كما الشكر موصول إلى الرهيف الجميل استاذ عمر - بس لأنو بطيخاب تبقى دي مشكلتو الأولى (وجه باسم ملأ شدقيه)
الصادق
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: د/عمر محمود خالد0(سيدة) تتميز بقدر عال من الجمال والاناقة ومن اسرة كبيرة ومتحضرة قدمتنى للم (Re: الصادق صديق سلمان)
|
يا عزيزي محمد
| Quote: ياخى والله دى فرصة سعيده الواحد يسمع ويقرا من ناس الزمن السمح |
لكل جيل ما يراه "زمنا سمحا " ولكن بالتاكييد كانت لاجيالنا رغم شح امكانات تواصل تقنية كالتي توفرت الان بعض منافذ لتواصل ربما اكثر حميمية وقربا ولكن المؤسف ان من جعل الان يبدو قبيحا لنا ولغيرنا بعض منا -من تلك الاجيال- والذي تكالب علي قليل ما في بلادنا وجعلها من غنائمه ....استبدلو حميمة خير قليل كفي الجميع زماننا بقبح نهب كثير لخير كان يمكن ان يكون عميما و استاثرو به وهم الاقل ...الامل في اجيال اصغر واقوي واقدر علي خلق ما يجعل زمانها سمحا ....
| |
|
|
|
|
|
| |
محمد المختار الزيادى
abubakr
الصادق صديق سلمان
طلحة عبدالله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست