|
جمعية الصحفيين السودانيين... كمال الجزولي .. الانفصال سيكون لحظة تاريخية مجنونة
|
امتلأت جنبات قاعة النجمة بفندق القصر الأبيض بما يفوق المائتين شخص لحضور الندوة التي دعت لها جمعية الصحفيين السودانيين , بعنوان السودان تحولات الواقع والمصير والتي كان المتحدث الرسمي فيها هو الأستاذ كمال الجزولي القيادي البارز بالحزب الشيوعي والمفكر المعروف وكاتب الرزنامة الأسبوعية الشهيرة ...الذي يزور المملكة العربية السعودية هذه الأيام ....
أدار رئيس الجمعية حسين حسن حسين الندوة وقدم الأستاذ كمال الجزولي بعد أن تلا السيرة الذاتية للرجل
مدخل لم يتحدث الاستاذ كمال الجزولي بلغة ثورية في قضية تتطلب الثورية و الشدة في تقديري وكنت أتوقع من رجل قيادي في حزب ثوري ان يكون مدركا لخطورة الموضوع الذي يتحدث عنه بحيث تكون طريقة خطابه ثورية ولكن يبدو ان استسلام الرجل وتأكيده على ان حزبه مستضعف في الأرض السودانية جعلت لغته في الخطابة متأثرة بذلك وحالة الضعف هذه ليس في حزبه وحده فقد أكد الرجل ان هنالك حالة توازن ضعف عامة تشترك فيها كل القوى السياسية بما فيها الحزب الحاكم نفسه الذي وصفه بالضعيف العاجز عن تطبيق برنامجه رغم إمساكه بزمام الأمور أكثر من عقدين من الزمان .. لكن الشهادة لله كان الرجل مرتب في فكره أوضح انه رجل مفكر وسياسي محنك واسع الاطلاع وحاضر البديهة متمكن من ناصية البيان . وبعد
تحدث الأستاذ كمال الجزولي عن الاستعلاء الذي مورس ضد غير المسلمين وغير المستعربين وناشد بضرورة الاعتذار عن هذه المظالم التاريخية وذكر في معرض حديثه قول الرحل محمد احمد المحجوب عن ان السودان يميزه انه بلد عربي وإسلامي وأشار الى مناشدة الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي بضرورة الاعتذار عن كل المظالم معتبرا ما حدث من استعلاء بالدين والعرق هو السبب في ما يعاني منه الشعب السوداني اليوم وأوضح الجزولي ان الاستعمار لم يكن السبب في الاستعلاء مؤكدا انه كان موجودا قبل الاستعمار وقد عمل الاستعمار على مفاقمته بقانون المناطق المقفولة والذي تراجع عنه لاحقا.. وتحدث الجزولي عن العوامل الكثيرة التي تجمع بين اهل الشمال والجنوب مستدلا بعيش إنسان الجنوب في كل مدن السودان بحرية كاملة دون أي أحساس بالغربة وذكر ان الجنوبي كان في السابق يتجول عاري بحربته في مدن الشمال دون حرج او شعور بالغربة على عكس وجوده في الدول المجاورة ففيها يشعر بالغربة واستطرد قائلا كذلك إنسان الشمال في الجنوب يطلق عليه مندكرو أي القادم من الشمال على عكس القادم للجنوب من يوغندا او زائير حيث يطلق عليه جورج أي الغريب . وواصل سيادته استطراده في الحديث مستشهدا سيادته بحادثتين يؤكدان قوة عوامل الوحدة بين الشمال والجنوب الأولى هي مدرسة الشيخ لطفي برفاعة التي احتضنت وخرجت الآلاف من الجنوبيين مشيرا إلى ما قام به اتحاد الكتاب الجنوبيين من احتفاء بذكرى الرجل وذكر أنهم طالبوا المسئولين في الجنوب بتسمية شارع كبير في الجنوب باسم الشيخ لطفي وإنشاء مدرسة تحمل اسمه تكون فيها داخلية حتى تستوعب الطلاب من الشمال والجنوب والحادثة الثانية هي المباراة التي جمعت سابقا بين المريخ و فريق كمبالا سيتي وكيف ان اتحاد الاستوائية فوج ثلاثمائة رجل وامرأة – لا ادري ان كان قصد ثلاثمائة رجل وثلاثمائة امراة - الى يوغندا لحضور المباراة ومساندة المريخ وهم يحملون أعلام السودان .. كما أشار سيادته الى ان الزائر الى مدينة جوبا يجد في المحلات التجارية والتاكسي والبصات وغيرها الجميع يستمع الى إذاعة امدرمان ويتفاعل معها . واستنكر بشدة مطالبة مثقفي الجنوب باللغة الانجليزية بدلا من العربية ..
كما حذر الأستاذ كمال الجزولي من خطورة انفصال جنوب السودان عن شماله ودعا ربه ان يموت قبل ان يحضر الانفصال . وناشد كل الأطراف بضرورة الانتباه للانفصاليين في الشمال والجنوب لإفشال مساعيهم مشيرا الى ان الانفصاليين في الشمال يمثل لهم مثلث حمدي الحائط الأخير لإقامة الدولة الإسلامية الذي تتبناه الجبهة الإسلامية مشيرا في الوقت نفسه الى ان هنالك عقلاء في الجبهة الإسلامية ضد مثلث حمدي وضد الانفصال قائلا ان هؤلاء وحسب معرفته لا يقبلون على أنفسهم ان يقال لهم في المستقبل ان الجنوب انفصل في عهدهم لهذا طالب سيادته بالعمل مع هؤلاء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وكذلك تنبيه وتحذير الانفصاليين الجنوبيين إلى خطورة الانفصال في ظل وجود صراع قبلي في الجنوب وأطماع دولية قد تهدد دولتهم المنغلقة على نفسها ووجود جيش الرب .. وتذكيرهم بان العامل النفسي والتاريخي لإنسان الجنوب قد يقلب الطاولة عليهم ويصوت لصالح الوحدة .. وأضاف ان الانفصاليين الجنوبيين كانوا يشربون البيرة في يوغندا عندما كان الناس يناضلون من اجل الوحدة وحقوق الجنوب ووصف لحظة الانفصال بأنها ستكون لحظة تاريخية مجنونة قد لا يدرك خطلها الانفصاليين الا بعد ضحى الغد ... واقترح سيادته في ختام الندوة خطة للابتزاز والمساومة على دعاة الانفصال في الجنوب وهو اختيار الكونفدرالية للمحافظة على الوحدة بشعرة معاوية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإبرام معاهدة دولية بين الدولتين وإجراء استفتاء كل عشرة سنوات
|
|

|
|
|
|